1 إلا البحرين
عائشة المري
الاتحاد الاماراتية
شهدت العلاقات البحرينية العراقية توتراً وصل إلى حد استدعاء القائم بالأعمال العراقي في المنامة، وتقديم احتجاج للسفير البحريني في بغداد. وقد لاحت بوادر الأزمة الدبلوماسية بعد أن أصدر مقتدي الصدر، زعيم التيار الصدري في العراق، بياناً تم تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي، قدّم في ختامه عشر مقترحات، أو كما سمّاها «أطروحات»؛ منها «غلق السفارة الأميركية في العراق، إرسال وفد إلى الاتحاد الأوروبي للضغط على الثُنائي (ترامب ونتنياهو)، لإخراج العراق من (المعمعة)». كما تطرق للأوضاع الداخلية في دول أخرى، هي اليمن والبحرين وسوريا، وعليه فقد استدعت مملكة البحرين السفير العراقي لديها، احتجاجاً على بيان الصدر، وقالت إن البيان «يشكّل إساءة لطبيعة العلاقات بين البحرين والعراق، الأمر الذي يعدّ تدخلاً في شؤون البحرين». ولم يصدر عن الحكومة العراقية بيان أو رد دبلوماسي على بيان الصدر. وكتب وزير خارجية البحرين، الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة، في تغريدة على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، قال فيها: «مقتدى يبدي قلقه من تزايد التدخلات في الشأن العراقي، وبدل أن يضع إصبعه على جرح العراق بتوجيه كلامه للنظام الإيراني الذي يسيطر على بلده، اختار طريق السلامة ووجّه كلامه للبحرين مكتوباً». وأضاف: «أعان الله العراق عليه وعلى أمثاله من الحمقى المتسلطين». واللافت في الأمر أنه بدلاً من أن تعتذر وزارة الخارجية العراقية أو تقدم تفسيراً حول بيان الصدر، تقدمت بمذكرة احتجاج للسفير البحريني في بغداد ضد التصريحات التي أدلى بها الشيخ خالد بن أحمد!
لكنها ليست المرة الأولى التي يصدِر فيها الصدر تصريحات مسيئة لمملكة البحرين، إذ دأب على الإدلاء بتصريحات غير مسؤولة تجاه البحرين وشعبها، إضافة إلى مطالبات طائفية تتضمن الدعوة للشقاق والفرقة بين أبناء الشعب البحريني، بما يشكل تدخلاً سافراً في الشؤون الداخلية البحرينية. ففي عام 2011 تحدث الصدر عن الوضع في البحرين زاعماً بأنه «ثورة شعبية وثورة حق». وفي عام 2013 طالب بإغلاق السفارة البحرينية في بغداد.. لذلك فالتصريحات العدائية الصادرة منه مؤخراً ضد البحرين ليست الأولى له أو لرموز سياسية عراقية أخرى موالية لإيران، ضد تقارب العراق مع أشقائه العرب، خصوصاً دول الخليج العربية.
بل أكثر من ذلك، فقد تحدثت التقارير عن استقبال إرهابيين بحرينيين وتنظيم معسكرات تدريب لهم على أيدي ميليشيات عراقية داخل الأراضي العراقية، بينما استمرت وزارة الخارجية البحرينية في المطالبة بتسليم هؤلاء الإرهابيين إلى السلطات الأمنية والقضائية في المملكة، لكن الحكومات العراقية المتعاقبة كانت ترفض أو تماطل. هذا إلى جانب توفير الغطاء السياسي والإعلامي لاؤلئك الإرهابيين واستضافتهم على شاشات القنوات الفضائية الطائفية.
وغالباً ما يبادر الطائفيون من الساسة ورجال الدين العراقيين إلى إطلاق التصريحات النارية بين الفينة والأخرى، وكثيراً ما تحدثوا عن البحرين من منظار طائفي لا أكثر، وهو أمر واضح لا يمكن تجاهله. لذلك ظلت العلاقات العراقية البحرينية كصدى للعلاقات بين طهران والمنامة. وفي المحصلة فإن مواقف بعض الساسة الطائفيين العراقيين حيال البحرين تخدم الأجندة الإيرانية في المنطقة، لذا فقد اعتاد هؤلاء «الساسة» إطلاق التصريحات النارية تجاه مملكة البحرين. وكان من الأجدر بمقتدى الصدر البحث عن أسباب تدهور الأوضاع في العراق طوال السنوات الماضية، فالحكومة البحرينية تقف دائماً مع استقرار العراق والحفاظ على سيادته، ومع عودته لمحيطة العربي، وهو ما تحاول الحكومة الإيرانية ووكلاؤها في العراق عدم السماح به.
2 إيران… وسياسة العناد!
مبارك الهاجري
الراي الكويتية
منذ أن انتهت حرب الثماني سنوات بين الجارتين إيران والعراق، ونظام الملالي في طهران لا يهدأ ولا يفتر لحظة واحدة، وتصريحات قادته تدعو – باستمرار – إلى اشعال الحروب في المنطقة، تارة تهدد دول مجلس التعاون الخليجي بالويل والثبور وعظائم الأمور، من دون سبب مقنع، وتارة تهدد بقذف إسرائيل بكامل كيانها في البحر المتوسط، تصريحات ثبتت مع مرور الزمن أنها للاستهلاك المحلي فقط!
ولو تبصرت عزيزي القارئ في تخبط السياسة الخارجية للنظام الإيراني، ستجد أن من بواعث سياسة التهديد والوعيد هي مادة في الدستور وضعت في العام 1979 تدعو وبشكل صريح لتصدير الثورة!… تصدير البؤس والشقاء والرعب، وعدم الاستقرار! ولو نظرنا إلى إيران الداخل لوجدنا الجحيم الذي لا يطاق، فقر مدقع، وبطالة تجاوزت كل المؤشرات العالمية، وحصار اقتصادي، وغيرها من مشاكل وأزمات يستحيل معها بقاء هذا النظام!
ونحن هنا نتساءل، ما الذي يمنع نظام الملالي من انتهاج سياسة جديدة، وفتح صفحة مع المجتمع الدولي، ويسعى لتحويل إيران إلى دولة صناعية، خصوصا أنها تتمتع بمميزات كثيرة لم تستغلها الاستغلال الأمثل في نهضة هذا البلد، فهل يُعقل بلد كإيران لديها بترول وغاز وموارد طبيعية أخرى، تذهب خيراته وأمواله إلى تنظيمات الإرهاب في الخارج، تنفيذاً لمادة دستورية تدعو إلى زعزعة الاستقرار، والتحريض على الأنظمة المستقرة، وتأجيج الطائفية والكراهية بأبشع صورها، دونما أدنى فائدة تعود على الشعب الإيراني المغلوب على أمرة منذ 40 عاماً وحتى يومنا هذا!
هذه هي إيران منذ قدوم ثورتها، لا جديد في سياستها الخارجية، سوى التدخل في شؤون الدول الأخرى، وهذا ما أعطى المبرر والدافع القوي لإدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لفرض حصاره المشدد عليها، وبالطبع لن نقول إن أميركا دولة ملائكية تعشق السلام، فهي تذكرنا بالاستعمار البريطاني، الذي عاث في الشرق الأوسط فساداً ودماراً، وأولها زرع النبتة الخبيثة، والمُسمّاة بـ«إسرائيل»، وملف هذا الكيان ليس بحاجة إلى تفصيل!
فهل ترعوي إيران وتثوب إلى الحق، وتعود إلى مجتمعها الإسلامي عضواً مسالماً وفاعلاً، يكون عوناً وسنداً لأمته، أم تستمر في غيها، وعنادها كعادتها؟!
3 رسالة البغدادي غيّرت حسابات العالم في ليبيا خالد البري الشرق الاوسط السعودية
على رقعة الشرق الأوسط كانت حركة البغدادي من الكمون ذات دلالة. الخليفة الرسمي ظهر على الخط بعد طول غياب، ووجه إلى أتباعه رسالة طويلة يمكن تلخيصها في سطر واحد: «تجهزوا… لدينا مشوار».
وجهة المشوار عُرفت مباشرة. «الإيكونوميست» أفردت ثلاثة مواضيع من عددها الأسبوعي لموقع المعركة الجديد، الصحراء الأفريقية، من مالي وجارتها الجنوبية بوركينا فاسو، وصولاً إلى الصومال في الشرق على مضيق باب المندب. البغدادي خصَّ قائد منطقة الصحراء الكبرى في التنظيم، أبو الوليد الصحراوي، بالثناء والمديح، لكي يوجه عيون المقاتلين وأعناقهم إليه.
العام الماضي فقط، قتل المسلحون الإسلاميون في هذه المنطقة عشرة آلاف شخص، وهو رقم مماثل تقريباً لما قُتل في سوريا والعراق، مع الفارق أن سوريا والعراق موضعا صراع مفتوح، يطّلع عليه العالم ويتابع أخباره يوماً بيوم، أما هذا الرقم في منطقة الصحراء الكبرى فهو المعدل الذي حققه المتطرفون في ظل صراع «على الضيق»، لا يلتفت إليه الإعلام العالمي. في منطقة الساحل الأفريقي فقط قُتل 5 آلاف شخص خلال الأشهر الخمسة الماضية، وفي المنطقة المحيطة ببحيرة تشاد هُجِّر ما يقرب من مليونين ونصف المليون من أراضيهم.
اهتمام المتطرفين بهذه المنطقة معروف مسبقاً، اللواء مارك هيغز، قائد القوات الأميركية في أفريقيا، يرى أن «داعش» ليست الجماعة الإرهابية الوحيدة التي تمد خيوطها إلى هناك، «(القاعدة) لديها خطة جادة طويلة الأمد بالتوسع إلى منطقة الساحل، وقد حققت فيها نجاحاً حقيقياً». استخباراته تفيد بأن مجمل عدد المسلحين الإسلاميين في المنطقة يصل إلى عشرة آلاف وخمسمائة فرد.
الحلفاء الغربيون أيضاً يتجهزون لهذا الميدان منذ بداية الألفية. استراتيجية «الحرب الطويلة» الأميركية لمكافحة الإرهاب، وقد نُشرت عام 2006، خصّت هذه المنطقة باهتمام مستقبلي لم تمنحه لغيرها. لدى الولايات المتحدة 7 آلاف جندي مقاتل في أفريقيا، ولدى فرنسا 4500 في الساحل، وهناك ألف من كلٍّ من ألمانيا وإيطاليا، بالإضافة إلى قوات أخرى من كندا وإسبانيا وإستونيا والدانمرك. الرقم مجمعاً يفوق عدد القوات الأميركية في أفغانستان. حجم قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في مالي يزيد على 16 ألف شخص، قُتل منهم 195، مما يجعلها أكثر بعثات الأمم المتحدة لحفظ السلام خطورة منذ بدأت عام 2013.
مما يزيد من «صعوبة الحرب» في تلك المنطقة تداخل الدين مع الإثنية في الصراع الميليشياوي، لكي يصنعا خليطاً صعباً في خوض الحرب، عسيراً في إنهائها بالحلول السياسية. المذابح الإثنية السابقة في أفريقيا تذكرة بهذه الحقيقة، لا سيما أن تعقب الميليشيات في هذه المنطقة صعب، لأسباب جغرافية، ولأسباب تنظيمية، حيث إن بعضاً من تلك الميليشيات ينضوي في عُصبة لا تزيد على العشرين شخصاً.
الغرض الأهم لدى أميركا من حرب أفريقيا هو الإرهاب، لكنه ليس الغرض الوحيد عند الأوروبيين. أفريقيا بالنسبة إلى أوروبا تعني مشكلة الهجرة المتدفقة إليها. وهذا يقودنا إلى مربط تلك الخيوط جميعاً… ليبيا.
تحركات البغدادي، بعد أيام من الدخول التركي العلني إلى الصراع في ليبيا، وتصريح حكومة الوفاق الليبية باحتمال «تفعيل اتفاقات دفاع مشترك» معها، تصبُّ كلها في نفس الخانة. على رقعة شطرنج الشرق الأوسط، ليبيا ركن أساس استراتيجي بالنسبة إلى الحلف العثماني. أهمية استراتيجية بحكم الموقع النافذ إلى الصحراء الأفريقية من جهة، وإلى أوروبا من الجهة الأخرى. إلى مصر والسودان من جهة، وإلى تونس والجزائر من الجهة الأخرى.
مع ما يحدث في الجزائر والسودان، ومع خروج البغدادي موجهاً أتباعه شطر صحراء أفريقيا بعد انهيار «خلافته» في سوريا والعراق، ومع رد الفعل المرتبك لدى الحلف العثماني منذ تحرك قوات الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر، يبدو أن القوى العالمية – بمبادرة أميركية – أعادت حساباتها بشأن ليبيا، واستوعبت وتفهمت أهمية ما يجري هناك. ليس لمصر والسعودية وحدهما بحكم الجغرافيا عبر صحراء أفريقيا ومضيق باب المندب، بل لمجمل الحرب العالمية على الإرهاب، ومكافحة الهجرة غير الشرعية، واستقرار دول جنوب الصحراء الأفريقية، وهذا غرض صعب التحقيق بالنظر إلى الوضع السياسي والاجتماعي في تلك الدول.
بالنسبة إلى المواطنين العاديين من أمثالنا، لا يمكن المرور على هذه المعلومات دون استرجاع مشهد ردود الأفعال الإعلامية المواكبة لتحركات الجيش الوطني الليبي. وتفهم الدوافع السياسية للحلف العثماني ذي المصالح السياسية في ليبيا وآلته الإعلامية، وتابعيها الكامنين.
الأهمية الاستراتيجية للحفاظ على أمن ليبيا والحيلولة دون استخدام أراضيها ميداناً للمتطرفين في حربهم المفتوحة على العالم تصعد إلى المقدمة.
4 مقتدى الصدر من الإفلاس إلى الغباء السياسي
صلاح الجودر الايام البحرينية
لم يكن مستبعداً على شخص مثل مقتدى الصدر أن يخوض في السياسة التي لا ناقة له ولا جمل، فقد عهدنا هذه الشخصية وهي تخلط الأوراق في الشأن المحلي فما بالنا وهي تتناول قضايا إقليمية في غاية الخطورة، فمنذ توليه زعامة التيار الصدري -بعد اجتياح القوات الأمريكية للعراق وإسقاط نظام البعث العراقي- وهو ينتقل من صراع إلى آخر دون أن يفقه عاقبة الأمور، فيدفع بأتباع التيار الصدري لمحارق أو زج الكثير منهم في غياهب السجون دون أن يطالب بهم!!.
المؤسف أن التيار الصدري الذي يقوده مقتدى قد تبوأ الكثير منهم مناصب قيادية في الدولة، واستطاع الكثير منهم دخول البرلمان العراق إلا أن هذا التيار لم يعالج قضية واحدة، ولم يساهم في تعزيز أمن العراق واستقراره حتى دخل عليهم الحشد الشعبي المدعوم من إيران ويترأسه الإرهابي قاسم سليماني، فمقتدى الصدر يفتقد إلى أبسط أبجديات العمل السياسي، لذا يتخبط في خطاباته إلى درجة أن الفرد لا يفهم من خطاباته شيئاً وكأن هناك من يقوده!!.
وبالأمس مقتدى الصدر أخرج من مكتبته وثيقة يشرح فيها الوضع الراهن في العراق وأسباب التحذيرات الأمريكية للنظام الإيراني الذي يعاني من العقوبات الاقتصادية التي تدخل بعد أيام في التحذير الأخير وتصبح إيران في معزل نهائي عن العالم، مقتدى الصدر في عالم والناس في عالم آخر، فبدل أن يُحمل النظام الإيراني المسؤولية الكبرى عما جرى في العراق خلال السنوات الستة عشرة الماضية، وبدل أن يقول للشعب العراقي الحقيقة المرة وهي استباحة إراضيهم من قبل الحرس الثوري الإيراني، وبدل أن يقف مع القوى الوطنية بالعراق لصد التغلل الإيراني، فإنه ذهب بعيداً فقدم مقتراحته العشر التي هي أقرب إلى هرطقات بعض المجانين.
مقتدى الصدر في وثيقته الصفراء حاول جاهداً الابتعاد عن النظام الإيراني الذي يعيث في العراق ليل نهار، فما من شارع أو طريق إلا ويلعن النظام الإيراني وجرائمه السوداء بالعراق، وما من بيت ولا مأتم إلا ويبكي من التغلغل الإيراني ونشر ثقافته الحاقدة على العرب جميعاً وفي مقدمتهم الشعب العراقي الأبي، بدل أن يضع الصدر يده على موضع الألم، ويتفحص موقع الوجع فإنه اختار بلداً عربياً ليلقي عليه المسؤولية، وإلا لماذا يتعرض للبحرين العربية التي استطاعت من التصدي للمشروع الإيراني التوسعي في العام 2011م، ولولا البحرين وفضحها للمخطط الإيراني لابتلعت إيران الكثير من الدول، ومن المؤسف أن يكون مقتدى الصدر على رأس التيار الصدري، فهو لا يفقه ما يقول ولا ما يكتب، فالتدخل في الشأن العراقي ليست البحرين طرفاً، فالبحرين دائماً وأبداً ترفض التدخل في الشؤون الداخلية للدول، ومن شاء فلينظر إلى العراق وسوريا ولبنان واليمن والبحرين، هذه الدول العربية لا تزال تعاني من النظام الإيراني، وليست البحرين سبباً في الأحداث التي تشهدها العراق!.
إن الضغوط الأمريكية على النظام الإيراني هدفها دفع إيران إلى طاولة الحوار بعد التفافها على اتفاقية مجموعة (5+1) حول ملف البرنامج النووي الإيراني، وهي الاتفاقية التي لم تتضمن منع استخدام الصورايخ البلاستية، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، وكذلك لم يكن هناك فترة لهذه الاتفاقية، لذلك جاءت العقوبة الاقتصادية لوضع حد للمشروع الإيراني التوسعي بالمنطقة، والذي تدفع العراق فيه الأثمان الباهظة.
إن النصيحة التي يجب أن يقدمها مقتدى الصدر هي أن تكون إلى إيران (راعية الإرهاب)، فهي سبب كل المشاكل بالمنطقة، ولعل الشعب العراقي يرى التدخلات الإيرانية في شؤون الداخلية، المؤسف أن مقتدى الصدر آثر طريق السلام حين حاول تشبيه الأوضاع في البحرين كما هو المشهد في سوريا واليمن! وإلا فإنه يعلم بأن البحرين قد تجاوزت تلك المؤامرة حين استوعب الشعب المؤامرة التي تستهدف أمنه واستقراره.
وللأمانة فقد صدق وزير الخارجية الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة حين قال في إحدى تغريداته: (أعان الله العراق عليه -مقتدى الصدر- وعلى أمثاله من الحمقى المتسلطين)، فقد ابتلينا في هذا العصر بأشخاص هم أقرب للجنون، فمقتدى الصدر يدفع بالعراق إلى أحضان النظام الإيراني الذي يلفظ أنفاسه الأخيرة.
من هنا فإن مقتدى الصدر مع هذه الوثيقة وقع بين أمرين، أحلاهما مر، فإما أنه مفلس أو أنه وصل إلى درجة الغباء السياسي، وإلا فإن تلك الوثيقة لا يكتبها عاقل!!.
5 إيران ضغطت على «أزرار» خلاياها النائمة.. فماذا أنتم فاعلون؟
عبدالمنعم ابراهيم اخبار الخليج البحرينية
«الاحتياط واجب».. عبارة نرددها كثيرا في حياتنا اليومية، لكن في (السياسة) يصبح (الاحتياط أكثر من واجب) هذه الأيام.. لماذا؟.. لأن (إيران) ضغطت على (أزرار) الخلايا النائمة لكي تستيقظ وتتحرك في المنطقة العربية لكي تشتعل القلاقل والاضطرابات والفتن الطائفية بين الشعوب.. وذلك ردا على العقوبات الأمريكية على إيران، و(تصفير) تصدير النفط الإيراني إلى العالم.
إيران تريد الرد على العقوبات الامريكية ليس بمواجهة عسكرية مع امريكا، ولكن من خلال تحريك عملائها في الدول العربية لإزعاج الوجود الأمريكي في المنطقة، وهم كثر.. موجودون في لبنان وسوريا والعراق واليمن والسعودية والبحرين والكويت والإمارات.. بل تتحرك إيران لمد نفوذها إلى ليبيا أيضا.
نعم نحن في البحرين معرضون مجددا للتدخل الايراني في الشؤون الداخلية وإشعال فتنة طائفية بين ابناء شعب البحرين.. ايران ضغطت على (زر) مقتدى الصدر في العراق ضد البحرين، وسوف تضغط على (أزرار) اخرى في لبنان.. وفي البحرين أيضا.
لقد خرج شعب البحرين من محنة سياسية وطائفية وإرهابية كبيرة بعد مؤامرة محاولة قلب نظام الحكم الدستوري في فبراير 2011، وعاد المواطنون بكل انتماءاتهم المذهبية إلى حالة تصالح وطني مع أنفسهم، قبل ان يتصالحوا مع (الدولة).
لكن هل هذا يعني أننا في البحرين أصبحنا محصنين ضد الكوليرا الايرانية في المنطقة؟ طبعا كلا.. كلما ازدادت الضغوط والعقوبات الامريكية على إيران سوف تلجأ (طهران) إلى تحريك البيادق والقفازات والأصوات النشاز في البحرين والسعودية والكويت للعبث مجددا بالأمن الوطني وإثارة الفوضى والمظاهرات.
من هنا تكتسب مقولة (الاحتياط واجب) ضرورة كبيرة جدا لعدم تكرار ما حدث في السابق بالبحرين.. (الاحتياط واجب) ليس فقط نصيحة للدولة وأجهزتها الأمنية لتكون على أهبة الاستعداد والجاهزية للرد على مكامن الاخطار المحدقة، ولكن (الاحتياط واجب) للشعب البحريني ايضا بأن يكون اكثر تمسكا بالوحدة الوطنية ونبذ الطائفية لإفشال التدخلات الايرانية في البحرين.. ورفض كل صوت يريد العودة بعقارب الساعة إلى الوراء، وتحريك ورقة المظلومية من جديد.