4 مقالات عن العراق في الصحف العربية يوم الاحد

1 كلام حميم عن العراق والأردن
باسم سكجها الراي الاردنية
الدولة العبّاسية وعاصمتها التاريخية بغداد، بدأت في الحميمة الأردنية، وإذا كانت الصحراء الممتدّة بين البلدين تتحدّث فستقول إنّ طرقها كانت عامرة عبر التاريخ، بالتجّار والعسكر والسياسة، وإذا كان التأريخ يكذب أحياناً، فالجغرافيا لا تعرف الكذب! وتستغرق الرحلة الجويّة إلى بغداد نحو ساعة فقط، ولكنّها كانت ممنوعة علينا أيّام الحصار الطويل، وهكذا فكنّا نذهب إلى هناك بحافلة تأخذ من يومنا كلّه وبعض ليلنا أيضاً، على أنّه لا بدّ للأردني من بغداد مهما طال السفر، وأظنّ أنّ ذلك كلّه كان يحصل مع العراقيين، بالطريق المقابل.

في يوم من أيام زمان، كنّا في بغداد نتجوّل في الشوارع والأزقة الحميمة، وإذا بصديقنا عبد الله العتوم يفترق عنّا، ويعود بعد قليل ببضاعة تسوّقها لأنّها أعجبته بنوعيتها وسعرها، ولكنّنا اكتشفنا في الفندق أنّ العلامات عليها تقول: صُنع في الأردن!
في عمّان، هناك عراقيون كثر، والمطاعم والأحياء والأغاني المنبعثة تدلّ عليهم، والمسقوف صار أكلة مطلوبة وأحسنها من السمك الآتي من دجلة، وهناك شارع في الرابية صار يُسمّى شارع العراقيين، مع أنّ إسمه الرسمي ليس كذلك بالطبع.
كانت طائرة الحسين بن طلال آخر واحدة تصل وتغادر بغداد قُبيل الحصار، في محاولة يائسة منه لمنع امتداد الشرّ، وكانت طائرة عبد الله بن الحسين أوّل طائرة تهبط على المدرج نفسه لفكّ الحصار، وتضمّ وفداً مثّل كلّ الأطراف الأردنية برئاسة المهندس علي أبو الراغب.
لم يهنأ العراق منذ أربعين سنة بيوم واحد من الهدوء، فالحرب مع إيران واجتياح الكويت وحرب «عاصفة االصحراء» والحصار واحتلال بغداد والفتنة الطائفية وموجات الارهاب المتكررة، كلّها أنهكت جسد البلد الحبيب، ولكنّه ينهض الآن من جراحه وأوجاعه متعافياً بإذن الله، ليعود البلد الذي لا تكتمل العروبة إلاّ به.
ما نشهده هذه الأيام من تطوّرات إيجابية في العلاقات الأردنية العراقية هو عودة القطار إلى السكّة، والاتفاقات الجديدة تعد بالكثير من الرخاء للبلدين، وما دامت طريق بغداد عمّان سالكة فالخير سيمرّ عبرها بالضرورة، وللحديث بقية!
2 العلاقات العراقية الروسية.. تواصل الازدهار والتطور بهاء مانع شياع الشرق الاوسط السعودية
يوماً بعد آخر يتواصل تعزيز وتطوير أواصر الصداقة والتعاون بين العراق وروسيا، وتشهد روابط البلدين انبثاق عصر جديد وآفاق أوسع من التعاون العميق لِما فيه خير ومنفعة للدولتين والشعبين الصديقين، إذ أن هذه العلاقات تستند الى تاريخ حافل بدأ منذ سنوات طويلة، تصل الى مئات السنين، وشهدت حقباً مختلفة على ذلك، وبرغم الضَّعف الذي اعترى هذه العلاقات في فترات سابقة، لظروف ألمّت بالعراق، إلا أنها ما لبثت أن ازدادت قوة وأكدت مكانتها في الشعبين والبلدين..
إن ما تشهده العلاقة بين بغداد وموسكو من تطور حالي إنما يأتي من حرص البلدين الصديقين على وشائجهما وبرغبتهما الشديدة لزيادة منسوب التعاون في المجالات الاقتصادية والصناعية والعسكرية والسياسية والعلمية وغيرها، ومن ضمن هذه العلاقات تلك الاكاديمية، حيث أعلنت وزارة التعليم العالي عن توفير 110 منح دراسية للطلبة العراقيين في الجامعات الروسية المتقدمة علمياً للعام الدراسي 2019/ 2020، لنيل شهادتي الماجستير والدكتوراة، وقد ثمن الجانب العراقي هذه المبادرة العلمية الروسية عالياً، وأكد حرص العراق على استقبال الروس للدراسة في جامعات العراق، وتطوير الدراسة في الجامعات العراقية أيضاً، من خلال تخريج كوادر علمية كفؤة.
تؤكد الحقائق والوقائع أن الصديقة روسيا بقيادة الرئيس فلاديمير بوتين تسعى وباستمرار لدعم العراق بمختلف الوسائل وعلى المستويات كافة، وتعميق العلاقات معه على أسـس إنسانية.
وهنا لا بد من أن استشهد في هذا السياق، بما صرح به قال سفير العراق في روسيا حيدر العذاري في حديث خاص أوردته فضائية “روسيا اليوم”، على هامش “قمة قازان الاقتصادية”/ “روسيا – العالم الإسلامي”، مايو، أيار 2018، أن روسيا “شريكاً حقيقياً للعراق في حربه ضد الإرهاب، وأن هناك مقومات حقيقية لعودة العلاقات الروسية – العراقية إلى ما كانت عليه أيام الاتحاد السوفييتي”.
وفي المقابل فإن العراق وشعبه يؤكدان دائماً على متانة العلاقات بين البلدين، واستمرارها على هذا المنوال المفيد والمنتج خيراً لكليهما، وما يوضح ذلك هو الدعم اللامحدود من الجانب الروسي الصديق للعراق في محنه، ووقوف روسيا الى جانب العراق سياسياً واقتصادياً وعلمياً وعسكرياً، وتعزّز الشكل الاخير من العلاقات بوقوف روسيا الصديقة بوجه الهجمة الإرهابية التي شنها تنظيم داعش على العراق والمنطقة العربية.
كما بودي هنا الإشارة الى تصريح وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، الذي قال بحسب ماتناقلته قبل أيام مختلف وسائل الإعلام العربية والدولية، أن الشركات الروسية والعربية تنفّذ حالياً نحو 400 مشروع استثماري، بقيمة تبلغ 40 مليار دولار، يتم 25 مليار دولار منها من قبل مصارف روسية.
وجاء تصريح الوزير في كلمته خلال الجلسة الافتتاحية لمعرض “أرابيا إكسبو2019″، الذي انطلقت فعاليته في موسكو مؤخراً، بمشاركة واسعة من ممثلين عن شركات روسية وعربية، وثمن لافروف العلاقات التجارية والاقتصادية بين روسيا والعالم العربي، مشيراً إلى أن التبادل التجاري مع الدول العربية، وبضمنها العراق، نَما العام الماضي بنسبة 8% إلى 22 مليار دولار، ومنوّهاً في الوقت نفسه الى أنشطة شركة الطاقة الروسية “لوك أويل” في العراق..
من جانبه، الشارع العراقي يَنظر بإيجابية للأصدقاء الروس وللرئيس فلاديمير بوتين الشجاع بشكل خاص لاسيما في قراراته ومواقفه، وهو يَسعى بكل جدّية من خلال المنظمات الجماهيرية الى بيان حقيقة ملحة هي، أن روسيا هي الصديق المخلص والصدوق للعراق وفي المرحلة القادمة وليس الحالية فحسب، وذلك للمصداقية التي تتمتع بها القيادة الروسية في علاقاتها ووضوحها بما لا يقبل الشك، وفي تعاملها بكل شفافية مع مختلف المواقف دون أسلوب “اللف والدوران والتصريح بشيء والعمل عكسه”، وهو ما تسلكه العديد من الدول للحفاظ على مصالحها دون الاكتراث لمصالح الشعوب الأخرى.
وما مبادرة الرئيس الشجاع بوتين بتشكيل “مجموعة الرؤية الاستراتيجية ـ روسيا والعالم الإسلامي”، المترامي المساحات والأطراف الى الشرق والى الغرب، ومن الشمال والى الجنوب، إلا خير دليل وأسطع برهان على الحرص الروسي الشديد لتطوير وتعزيز العلاقات مع الدول والشعوب الإسلامية، وتقريب وجهات النظر، والعمل بما يخدم جميع الأطراف دون النظر إلى المذاهب العديدة للعالم الإسلامي، ذلك أن روسيا تنظر الى العالم الإسلامي على أنه وُحدَة واحدة، وعلى أن الإسلام واحد، وإن اختلفت الآراء فيه، بينما يعمل “الآخرون” على إحياء النعرات الطائفية والمذهبية بين المسلمين، من أجل إدامة سياسة “فرق تسد”، وإدامة الصراعات في المنطقة.
إن تصرفات القوى المضادة للعالم الاسلامي ولروسيا، جعلت الشعوب بصورة عامة والشعب العراقي بصورة خاصة، ينظر لروسيا بعيون وعقول ممتلئة بالصداقة والثقة، وبعيداُ عن الشكوك في طبيعة هذه العلاقات، ذلك أن روسيا أكدت بأنها خير صديق للعراق والعرب، وتعمل باستمرار من أجل مواصلة الازدهار والتطور في العراق والبلدان الاخرى، رغبةً بتأصيل وتثبيت وتأكيد أجواء استقرار العالم والمنطقة العربية الحيوية بموقعها الاستراتيجي الجيوسياسي، والغنية بخيراتها، وبهدف أن يسود الآمان والوئام والمصير السلمي المشترك للعالم في كوننا هذا، الذي نحن بأمس الحاجة فيه إلى أن تحيا الشعوب في ربوعه بحرية ومحبة حقيقيتين وتعاون مشترك، ولتحقّق مكتسبات جماعية من نوع لافت ويضرب بها المَثل في الغرب والشرق.
3 من سيرلانكا.. مشروع الإرهاب يحط الرحال في جنوب آسيا د. وائل عواد راي اليوم بريطانيا

لايوجد مبرر لمثل هذه الأعمال الوحشية التي تستهدف المدنيين الأبرياء ولا يوجد تفسير اخلاقي او ديني او منطقي يبرر القيام بها .ولم تكن العملية الارهابية التي ضربت الجزيرة السيرلانكية مجرد حدث عابر أو انتقام لحادثة نيوزلندة بل أكثر مما يمكن للمرء تصوره وهو ان التنظيم الارهابي داعش حّط الرحال في جنوب آسيا وربما تكون سريلانكا الحلقة الأضعف في منطقة جنوب آسيا وسط الصراع على النفوذ بين الدول العظمى ودول المنطقة الأكثر قدرة على فرض نفسها بقوة .فقد التحق عدد من الشبان السريلانكيين من المسلمين بتنظيم داعش في سورية والعراق وانتشر خطاب الكراهية على أيدي تجار الدين هناك منذ الإعلان عن إنشاء ما سمي بالدولة الاسلامية داعش في سورية والعراق.
من التطهير العرقي إلى الصراع الديني
نعمت سريلانكا بهدوء نسبي بعد القضاء على حركة نمور تاميل إيلام عام 2009 التي كانت تطالب بانفصال المناطق الشمالية الشرقية من الجزيرة ذات الأغلبية من أصل تاميلي هندي .وخلال تغطيتي للحرب الاهلية هناك والتي استمرت لكثر من 26 عاما” ، كان لي عدة لقاءات مع أعضاء من البرلمان ممثلين عن الأقليات المسلمة والمسيحية .وفي مدينة جافنا وبعيدا” عن أنظار جنرالات الجيش والأمن السيرلانكي،التقيت مع عدد من أهالي جافنا من أصول تاميلية مسلمة،تحدثوا معي باللغة العربية التي تعلموها خلال عملهم في دول الخليج .تحدثوا لي عن معاناة الأهالي على أيدي النمور التاميل آنذاك وكيف تم تدمير ممتلكاتهم وتهجيرهم قسرا” إلى المخيمات واشتكوا من قصر الحكومة السيرلانكية في توفير الحماية والمعونات وإعادة تأهيلهم مما زاد من معاناتهم وتدهور أحوالهم المعيشية .هذه الصورة نقلها لي أيضا” أعضاء البرلمان في مدينة كولومبو العاصمة .ولم تنته معاناة الاقلية المسلمة والمسيحية في الجزيرة بل امتدت لعقود من الزمن حيث رافق العنف المسلح تاريخ الجزيرة منذ استقلالها ووقعت أعمال عنف وتطهير عرقي بحق الأقليات في عام 1957،1959،1972،1977 وعام 1983 حين اندلعت الحرب الأهلية بين الأغلبية السنهالية البوذية و الأقلية التاميلية من أصول هندية التي أدّت إلى مقتل أكثر من 100000 شخص من الأصول التاميلية وتشريد عشرات الآلاف منهم .
ويتساءل الكثيرون عن الدوافع والاسباب وراء استهداف الاقلية المسيحية في الجزيرة، فهل لأنهم كانوا الهدف الأسهل وبالتالي تخفيف وطأة الانتقام من المسلمين في حال تم استهداف الأغلبية السنهالية ؟أم لضرب الاقتصاد والقطاع السياحي الذي يشكل عصب الحياة حيث كانت الخطة هذا العام لاستقبال قرابة مليوني سائح أجنبي؟ أم أن فكرة الانتقام كانت وراء الهجمات الارهابية كما صرح زعيم التنظيم الارهابي ابو بكر البغدادي ؟ لعل الصراع في سريلانكا أخذ بعدا” جديدا” وهو الحقد والكراهية والصراع الديني. وإذا كانت الاجهزة الامنية على علم مسبق بالمخطط لعمل إرهابي لماذا لم تتخذ الإجراءات اللازمة لمنع وقوعها؟ هل هناك عملاء داخل الجهاز الاستخباراتي ؟هذا ما تكشفه التحقيقات الجارية.
الابعاد الاقليمية للهجوم
من المستفيد من هذه الهجمات ؟
توجهت الأنظار نحو المملكة العربية السعودية في دعمها للحركات الجهادية التكفيرية وتجنيدها للعديد من الشبان في جنوب آسيا الذين التحقوا بتنظيم داعش الإرهابي والبعض منهم يمارس نشاطاته في مكان تواجده كبقية الخلايا النائمة التي تنتظر ساعة الصفر والتوجيهات الخارجية. وتتهم الرياض باستثمارها للإرهابيين لتحقيق الأهداف الأمريكية في جنوب آسيا وهي المسؤول الرئيسي وراء نشاة تنظيم القاعدة ووجه الاخر داعش وبالتالي الانتقام من سريلانكا بسبب تقاربها مع الصين في مشروعها حزام واحد طريق واحد.البعض الآخر، وجه الاتهامات إلى تنظيم الإخوان المسلمين وتجنيده للائمة المتطرفين . وذهب البعض باتهام الصين بالوقوف وراء الهجمات بحجة أن ضرب القطاع السياحي سوف يضعف الحكومة السريلانكية ماليا” ولن يكون بمقدورها دفع القروض للصين مما يوقعها في مصيدة الديون. ونظرية المؤامرة طالت الهند وأناه نسقت مع تل أبيب ، كون الأقلية المسلمة مستهدفة من قبل الجماعات اليمينية المتطرفة في الهند وهي في خضم الانتخابات التشريعية وأن ظاهرة الإسلاموفوبيا المتفشية سوف تعطي لحزب بهارتيا جاناتا القومي الهندوسي الحاكم زخما” للفوز بالانتخابات لدورة برلمانية جديدة باعتباره هو الحزب الأجدر في حماية الهند وتنفيذ سياسته في هندكة الهند واستهداف المسلمين على حد تصور البعض .
ما حدث بعد الهجمات من اجراءات من قبل كولومبو، كان قصير الرؤية حيث سارعت الحكومة السيرلانكية بإصدار قرار يحظر ارتداء الحجاب من قبل المسلمات السيرلانكيات وهذه الدولة الآسيوية الأولى التي تتخذ هذا الاجراء. وكان أئمة المساجد في كولومبو ، قد طالبوا المراة السيرلانكية المسلمة، القيام بذلك والتعاون مع السلطات الامنية وكتبوا على أبواب المساجد عبارات تقول “لا مكان للتطرف في الإسلام “.
بدأت قوى الأمن بشن حملة اعتقالات واسعة وتصفيات جسدية وفرضت حالة الطوارئ ولم تكترث إلى انتقادات نشطاء حقوق الإنسان وغيرهم وفرضت حظرا” على نشاط الداعية الإسلامي ذاكر نايك وأشرطته وخطاباته الدينية .كما حظرت جماعتين تكفيريين جماعة التوحيد الوطنية الوهابية وجماعة ميلة ابراهيم
وفي بنغلادش هناك حالة من التأهب الأمنية بعد إلقاء القبض على جماعات مسلحة بحوذتهم مواد شديدة الانفجار وسط تقارير أمنية عن خطة لاستهداف الفنادق والأماكن العامة.
في شبه القارة ،جاء الرّد من قبل أحد أنصار حزب شيف سينا الهندوسي الذي طالب الحكومة الهندية بمنع الحجاب في الهند .كما شنت السلطات الامنية حملة اعتقالات لمشتبه بهم في ولايتي كيرالا وتاميل نادو الجنوبيتين، قاموا بتجنيد هنود مسلمين التحقوا مع تنظيم داعش في العراق وسورية، وذلك بعد أنباء عن قيام العقل المدبر الانتحاري السيرلانكي بالتردد على الولايتين المذكورتين خلال السنتين الماضيين والاجتماع مع النشطاء التكفيريين الجهاديين الذين تبنوا الفكر الوهابي .
عودة المجاهدون العرب الأفغان إلى بلادهم من افغانستان ،أشعلت نيران الفتن الطائفية والاعمال الإرهابية في الدول المعنية وكذلك الأمر الآن بعد دحر داعش من سورية والعراق عاد عدد ممن التحقوا بالتنظيم الارهابي، أو الأصح تم تسهيل عودتهم لبلادهم، ليلعبوا بها خرابا” وهذا ما يشكل تحديا” كبيرا” للاجهزة الامنية في هذه البلاد والتي تتخذ من محاربة الارهاب ذرائع استهداف الاقليات وتحميل الاستخبارات الباكستانية المسؤولية بدعم الحركات الارهابية والجماعات المتطرفة المسلحة وإيوائهم على أراضيها.
في مقالة للكاتب سعيد نقوي تحدث عن” نقل ارهابي داعش إلى شمال أفغانستان بطائرات ومن المعروف ان الولايات المتحدة تسيطر على المجال الجوي الأفغاني .وتحدث عن الابتزاز السياسي لدول مثل القوقاز واقليم شينجيانغ الصيني ولذا علينا أن نتذكر ان تنظيم الدولة يعد كنزا” بالنسبة لبعض القوى وأن أي عمل إرهابي مروّع يهّز عرش الدولة وتتدخل الاستخبارات للدول العظمى عندئذ بحجة المساعدة ومع الوقت تخترق الاجهزة الامنية في تلك البلاد وتنفذ مخططاتها”.
ومع دخول مشروع الإرهاب إلى جنوب آسيا تكون الجزيرة السريلانكية البوابة لتبرير تواجد الاجهزة الاجنبية الاستخباراتية والقواعد العسكرية المزمع إنشاؤها للولايات المتحدة بحجة محاربة الإرهاب واستخدام الإرهاب أداة لتحقيق مآربها السياسية في المنطقة.
لذا لا يمكن النظر لما حدث في الجزيرة بعزلة عن الأحداث الجارية في المنطقة من استهداف الاقلية المسلمة في ميانمار وزيادة الضغط على بنغلادش التي تشاطر الهند وميانمار بحقول من النفط والغاز في خليج البنغال واستهداف الاقلية المسلمة في اماكن عدة وبالتالي فإن المسلمين في جنوب وجنوب شرق آسيا الذين يشكلون الأغلبية من المسلمين في العالم أصبحوا في دائرة الاستهداف .
4 الحكومة العراقية تلجم مقتدى
فريد أحمد حسن الوطن البحرينية

تأكيد المملكة العربية السعودية رفضها «التدخل في الشؤون الداخلية لمملكة البحرين وكل ما من شأنه المساس بسيادتها وأمنها واستقرارها» كما جاء في اجتماع مجلس الوزراء السعودي الذي عقد أخيراً برئاسة خادم الحرمين الشريفين العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، أمر طبيعي، وتأكيد دولة الإمارات العربية المتحدة رفضها التدخل في الشؤون الداخلية للبحرين أمر طبيعي أيضا، وكذلك طبيعي رفض مختلف دول العالم تطاول مقتدى الصدر وأتباعه على البحرين وتدخله ومن يقوم بتوجيهه من ملالي إيران في الشؤون الداخلية لهذا البلد الذي يكن كل الاحترام والكثير من المودة للعراق ويهمه أن يتحقق فيه الأمن والاستقرار. غير الطبيعي هو سكوت الحكومة العراقية ومتابعتها ما حدث ويحدث وكأن الأمر لا يعنيها، فهذا الموقف السالب يمكن تفسيره بشكل سالب أيضاً، ومنه أنها تخشى من أن يرتكب مقتدى الصدر في حقها حماقة.

مهم جداً أن يكون للحكومة العراقية موقف من الخطأ الذي ارتكبه الصدر، ومهم جداً أن تعمد إلى التعبير عن أسفها وتعتذر للبحرين، ملكاً وحكومة وشعباً، عن الذي ارتكبه ذلك الشخص، ومهم أيضاً أن تعرف بأنه لم يكن مناسباً ولا منطقياً استدعاء سفير المملكة لدى بغداد ومطالبته بالاعتذار عن ردة فعل طبيعية لم تصدر عن معالي الشيخ خالد بن أحمد وحده وإنما عن كل أهل البحرين، إذ من غير المعقول أن يقول مقتدى كل الذي قاله ويسكتون، فأضعف الايمان أن يصفوا ما قاله بالحماقة لأنه ببساطة حماقة.

أيضاً مهم جداً أن تخرج أصوات تعبر عن رفض وشجب واستنكار شعب العراق للخطأ الذي ارتكبه مقتدى، فما قاله ليس في صالح العراق بل يضر به ويسيء إليه ويؤثر على علاقاته بالبحرين والسعودية والإمارات ومختلف دول مجلس التعاون والعديد من الدول العربية والعالمية وقد يعطل تفعيل مذكرات التفاهم مع العراق والمشروعات التي تم الاتفاق معه على تنفيذها بغية انتشاله من المأزق الذي يعيشه منذ أكثر من عقدين.

اعتذار مقتدى الصدر لا قيمة له وإن كان واجباً عليه أن يفعل، المهم والأهم هو أن يتوقف كل الذين صاروا صيداً سهلاً لملالي إيران عن تجاوز حدودهم والتطاول على البحرين، فالبحرين تحمل مسؤولية ما يقول هؤلاء وما يفعلون حكومات بلدانهم كونها المسؤولة عنهم وكونها المعنية بالحفاظ على العلاقة مع البحرين والسعودية والإمارات ومصر وكل الدول التي لم تتخل قط عن العراق وتساهم بقوة في عملية انتشاله من المأزق الذي يعيشه، وتعمل على استقراره.

مقتدى الصدر مواطن عراقي محكوم من الحكومة كغيره من المواطنين العراقيين، ولهذا فإن مسؤولية وضع حد له ولتجاوزاته التي يسهل وصفها بالحماقات تقع على عاتق الحكومة العراقية التي عليها ألا تقبل بما يقوله هذا الشخص وما يفعله، وألا تقبل كذلك بما يقوله ويفعله غيره من «الزعماء» ومن يعتبرون أنفسهم سياسيين.

أما المعلومة التي ينبغي أن تدركها الحكومة العراقية جيدا ويدركها كل العراقيين والإيرانيين وكل العالم فهي أن شعب البحرين ليست لديه أية مشكلة مع آل خليفة الكرام وأنه راض عن حكمهم وموال لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، عاهل البلاد المفدى، حفظه الله ورعاه، ولا يقبل من الآخرين – أياً كانوا – التدخل في شؤون البحرين الداخلية، فالبحرين قادرة على حل مشكلاتها وكل طارئ يمكن أن يعكر صفو العلاقة بين الشعب والحكم.

إن إطلاق تلك الصفة السالبة على مقتدى الصدر بسبب إقحامه اسم البحرين في الوثيقة التي صدرت عنه ردة فعل طبيعية عليه أن يتحملها وعلى الحكومة العراقية أن تلجمه وألا تسمح له بأن يكون سبباً في تخريب ما تبنيه.