قال المتحدث باسم البنتاغون شون روبرتسون: “نحن على علم بالفيديو الذي نشر اليوم ويقال إن أبو بكر البغدادي يظهر فيه” واننا نواصل دعم قوات الشركاء في مهمتها لإلحاق الهزيمة بداعش نهائيا”.
قال المتحدث باسم الخارجية الامريكية “نحن على علم بالفيديو الذي ظهر اليوم ويتحدث فيه البغدادي . وسيقوم محللو الحكومة الأمريكية بمراجعة هذا التسجيل وسنمنح الأجهزة الأمنية الفرصة لتأكيد صحة ذلك”. وأن المعركة مع “داعش” لم تنته بعد”.
بث البنتاغون الخطاب الكامل لابو بكر البغدادي الان
ونشر صورته وهو يلقي الخطاب وقال تهدف هذه الصورة ، التي نُشرت في مقطع فيديو نُشر على موقع إلكتروني للمتشددين يوم الاثنين ، 29 أبريل 2019 ، إلى إظهار زعيم جماعة الدولة الإسلامية ، أبو بكر البغدادي ، في مقابلة مع موقع الفرقان الإعلامي .
وأقر البغدادي في أول فيديو له منذ يونيو 2014 أن داعش خسر الحرب في قرية بغوز بشرق سوريا التي استولت عليها القوات الديمقراطية السورية الشهر الماضي.
واضاف ظهر الزعيم الغامض للمرة الأولى منذ خمس سنوات في شريط فيديو أصدرته الذراع الدعائية للجماعة المتطرفة يوم الاثنين ، يعترف فيه بالهزيمة في آخر معقل للجماعة في سوريا لكنه تعهد بـ “معركة طويلة” في المستقبل.
وقالت جماعة SITE Intelligence إن أبو بكر البغدادي ، في مقطع الفيديو ، ناقش أيضًا تفجيرات يوم عيد الفصح في سريلانكا التي أودت بحياة أكثر من 250 شخصًا والتي أعلنت الجماعة مسؤوليتها عنها.
وقال يظهر الفيديو الذي نشره الفرقان يوم الإثنين البغدادي ذو لحية رمادية وحمراء كثيفة اللون ، يرتدي رداءًا أسودًا مع سترة بيجية ويجلس على الأرض مع ما يبدو أنه مدفع رشاش مسنود بجانبه. إنه يتحدث مع ثلاثة رجال يجلسون مقابله وكانت وجوههم مغطاة.
وقال البغدادي “في الواقع ، فإن معركة الإسلام وشعبه ضد الصليبيين وأتباعهم هي معركة طويلة”.
وقال إن معركة باغوز أظهرت “الهمجية والوحشية” في الغرب و “شجاعة وصمود ومرونة أمة الإسلام”.
وأضاف “هذا الصمود صدم قلوب الصليبيين فيما زاد غضبهم”.
وبالإشارة إلى النكسات في المعركة ، قال إن “إخوان” العديد من المقاتلين الذين سقطوا “سوف ينتقمون ، لأنهم لن ينسوا طالما أن دمائهم في عروقهم ، وستكون هناك معركة بعد هذه المعركة”.
وقال البنتاغون من غير الواضح متى أو أين تم تصوير الفيديو. تحدث البغدادي ببطء وبتوقف في الفيديو.
مع مكافأة قدرها 25 مليون دولار أمريكي على رأسه ، يعد البغدادي أكثر الرجال المطلوبين في العالم ، وهو المسؤول عن توجيه منظمته العنيفة المروعة إلى ذبح جماعي للمعارضين ، وتوجيه وإلهام الهجمات الإرهابية عبر القارات وفي قلب أوروبا.
وعلى الرغم من المزاعم العديدة عن وفاته في السنوات القليلة الماضية ، لا يزال مكان وجود البغدادي غامضاً. لم يظهر علنًا إلا مرة واحدة ، في عام 2014. ومنذ ذلك الحين ، قُتل العديد من كبار مساعديه ، معظمهم في غارات جوية شنتها قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة.
وقال الجنرال ستيفن تاونسند إن زعيم تنظيم الدولة الإسلامية أبو بكر البغدادي لا يزال على قيد الحياة.
وهو من بين كبار قادة داعش الذين ما زالوا طلقاء بعد عامين من الخسائر الثابتة في ساحة المعركة التي شهدت انحسار “الخلافة” التي نصبت نفسها من منطقة بحجم بريطانيا إلى بقعة صغيرة في وادي نهر الفرات.
على الرغم من اعتباره إلى حد كبير كرمز لشبكة الإرهاب العالمية – حيث وصفه الناطق باسم التحالف بأنه “غير ذي صلة لفترة طويلة” ، إلا أن القبض على البغدادي سيكون جائزة مطمئنة لمختلف اللاعبين في كل من سوريا والعراق.
لكن حتى الآن ، فقد تهرب البغدادي من الأميركيين والروس والسوريين والعراقيين والأكراد.
وفي الفيديو الجديد لـ”ابراهيم البدري”، الملقب بـ”أبي بكر البغدادي”، لوحظ اختفاء هيئة “الخلافة”، حيث ظهر بهيئة مقاتل مليشياوي.
فبعد “العمامة والجبة” في ظهوره الأول، خرج”البغدادي” يوم الإثنين بحلة مختلفة، بمظهر المقاتلين وأحد عناصر العشائر العراقية أو السورية من أبناء الفرات، مرتديا فوق ثوبه “الجعبة” وهي قميص عسكري دون أكمام توضع فيه مخازن الرصاص.
كما أنه وخلافا لما كان عليه الحال في خطبة الموصل، حيث خضبت لحيته بالسواد رمزاً للقوة، لم يجد “البغدادي” الوقت على ما يبدو للخروج بمظهر “فتي”، بعد أن غزا الأبيض شعر لحيته، فما كان منه إلا أن كسا أسفلها بالحناء الأحمر، دون أن يعمم حمرة الحناء على كامل لحيته.
وإلى جانب التغيير في الملابس واللحية، ظهرت علامات السمنة على وجهه وجسده، وبدت بشرته نضرة، ما يعني أنه يعيش في أماكن غير مفتوحة ولا يتنقل بتلقائية.
طابع عراقي.. واستدعاء للبعد العشائري
أما على صعيد اللغة، فخلافا للخطبة الموصلية ذات الطابع التاريخي القديم ومستلزمات لسان الخليفة، كانت مفرادت كلمته الأخيرة وإن ظهرت بالفصحى، إلا أنها لم تخل من الطابع العراقي المحلي.
وفي إصدار مؤسسة الفرقان للإنتاج الإعلامي المؤرخ بشهر شعبان 1440، دون تحديد اليوم، ظهر عدد من القيادات الذين حجبت وجوههم من العاملين في مؤسسة “الفرقان”، وهي الذراع الإعلامية لتنظيم داعش في “ضيافة” ومقر إقامة “أبو بكر البغدادي”، وذلك وفقا لما أكد مناصرو التنظيم على مواقع التواصل الاجتماعي “تويتر”، و “تليغرام”، اللذين لم يحددوا إن كان في سوريا أم في العراق.
إلا أن من ظهر إلى جانب “البغدادي” من عناصر، ارتدوا الزي العشائري خلافا لما اعتاد عليه عناصر التنظيم حيث كان يظهر بالزي القتالي والعسكري، محاولة منه إلى استدعاء البعد العشائري وخاصة في العراق.
إلى ذلك، حرص “البغدادي” على تقديم الدعم المعنوي لمقاتليه، خاصة بعد خسارتهم المعركة الأخيرة في #الباغوز السورية، وتسليم الآلاف من المقاتلين أنفسهم إلى قوات سوريا الديمقراطية، عن طريق الإشارة إلى “بطولات” أمراء التنظيم وتضحياتهم، بحسب ما ذكر. وقال: “نحن لسنا مأمورين بالنصر وإنما بالجهاد”.
كما سعى “ابراهيم البدري” في معرض رثائه لقياداته، إلى إبراز التنوع الجغرافي لهم بعد اتهامات وجهت له من قبل منشقين عن “التنظيم” بالتحيز في تعيين الولاة، واقتصارها على الجنسية العراقية دون غيرها.
“ولاية تركيا”
وتعمد القائمون على الإصدار إبراز ابراهيم البدري متصفحا لملفات مؤسسة الفرقان، الذراع الإعلامية لتنظيم داعش، كي يبدو فيه من جهة متابعا لسير العمل في المناطق التي أعلنها التنظيم سابقا ولايات تابعة له بما في ذلك تفقده لشؤون رعيته ومقاتليه، ولإيصال رسائل من خلال ما تضمنته الملفات من عناوين كان أولها ملف حمل عنوان”ولاية اليمن،”ولاية الصومال”، وولاية “القوقاز”، وأخيرا ملف حمل عنوان ” ولاية تركيا”.
وهذه كانت رسالة ابتزاز لحكومة “حزب الحرية والعدالة” الحاكم في تركيا، بتقديم الدعم وفتح الطريق لمقاتليه، وإشارة أخرى للدور التركي بالسماح لطائرات التحالف الدولي بالانطلاق من قاعدة انجرليك التركية لدك مواقع تنظيم داعش في العراق وسوريا وتحديدا حصنه الأخير في “الباغوز”.
“البغدادي غير راض عن الجزائر والسودان”!
من جهة أخرى، لم تعجب البغدادي التحولات والترتيبات السياسية في السودان والجزائر، والحوار بين قوى المعارضة والسلطة القائمة.
وبحسب ما جاء في كلمته، قال:”الحدث الأبرز هو سقوط طاغوت الجزائر، وطاوغت السودان، لكن من المؤسف والمحزن أن الناس لم يفقهوا حتى هذه اللحظة لماذا خرجوا؟، وماذا يريدون؟، فما إن استبدلوا طاغوتا إلا وحل مكانه طاغوت أشد منه فتكا وجرما بالمسلمين، ونحن نقول لهم ونذكرهم بأن السبيل الوحيد الذي ينجع مع هؤلاء الطواغيت هو بالجهاد في سبيل الله، فبالجهاد يكبت الطواغيت وبالجهاد يحصلوا على الكرامة والعزة، لأن هؤلاء الطواغيت لن ينفع معهم إلا السيف، فعليهم أن يسلكوا السبل الشرعية في تغيير الأنظمة والطواغيت، وأن يكون الدين كله لله”.
ورغم أن إشارة أبي بكر البغدادي لهجمات سريلانكا و الزلفي جاءت فقط على هيئة “تسجيل صوتي” مضاف، ما يعني أن تسجيل الإصدار المرئي جاء قبل هذين العمليتين الإرهابيتين، إلا أن الإشارة إليهما جاءت لتأكيد حضوره وتواجده حتى هذا اليوم.