قالت هيئة الأمن القومي الجورجي إن أكثر من 20 مواطنا جورجيا شاركوا ضمن عصابات ومجموعات إرهابية في عمليات قتالية ومعارك دارت في سورية والعراق بالعام الماضي وبضعة منهم قتلوا فيها.
وقال تقرير الأمن القومي السنوي أنها تواصل اتخاذ تدابير وإجراءات ضرورية نظرا إلى خطر عودة أولئك الأشخاص وأفراد عائلاتهم إلى الوطن. وجاء في التقرير أن 33 شخصا جورجي الأصل قتلوا في القتالات الدائرة في سوريا والعراق منذ عام 2012م وكان أخطرهم تارخان باتيراشفيلي المعروف بأبو عمر الشيشاني الذي عينت الحكومة الأمريكية جائزة قدرها 5 ملايين دولار لمن كشف عن مكانه وقتل باتيراشفيلي في معارك دارت بمدينة الشرقاط العراقية أوائل يوليو عام 2016م.
ولفتت الأمن القومي في التقرير إلى أنها لم تسجل أي واقع يدل على مغادرة مواطن جورجي إلى سورية والعراق خلال عام 2018م.
وأبو عمر الشيشاني وزير الحرب السابق وقائد القوات المسلحة في تنظيم الدولة الإسلامية (داعش). هو طرخان باتيرشفيلي، (بالجورجية თარხან ბათირაშვილი) ولد عام 1986، في قرية بيركياني في جورجيا من الأب تيمور باتيراشفيلي[ ] والأم ليلى اخيشفيلي، أخوه الأكبر تماز. ، أعلن البنتاغون مقتله في 14 مارس 2016 بعدما أصيب في غارة جوية في ريف الشدادي التابعة لمحافظة الحسكة ، بينما لم يكن قد قُتِلَ حينها. وأعلنت وكالة أعماق التابعة لتنظيم الدولة الإسلامية مقتله في 13 يوليو 2016 في مدينة الشرقاط خلال مشاركته في صد الهجوم على مدينة الموصل.
ولد الشيشاني في عام 1986 في قرية بيركياني في جورجيا، لعائلة باتيرشفيلي المعتنقة للدين المسيحي. العائلة الأصغر هي عائلة فقيرة مكونة من الأب تيمور باتيراشفيلي مسيحي الديانة ، وأمه المسلمة هي ليلى اخيشفيلي، الأخ الأكبر تماز وهو ارهابي أيضاً. يظهر تنازع الأفكار جليا في حياته، فطبيعة القرية تغلب عليها الأرثوذكسية وأمه المسلمة غير الملتزمة، وأبوه المسيحي، وأخوه السلفي، وواجبه “الوطني” للدفاع عن جورجيا من روسيا.
قضى الشيشاني خدمته العسكرية الإجبارية في عام 1986 و1987 في الجيش الجورجي، وبعد أن أنهى خدمته في ابخازيا المتنازع عليها بين روسيا وجورجيا، وقع الشيشاني عقدا في 1993 لينضم إلى الجيش الجوجري في كتيبة “الرماة”. شارك الشيشاني في الحرب الشيشانية الاولى والثانية. تطوع الشيشاني في القوات المسلحة الجورجية عام 2006. حسب قائده في الجيش، “أن الشيشاني كان هادئا وله شعبية بين زملاءه وابتعد عن مناقشة الدين”. ترقى سريعاُ في الجيش الجورجي، وفي عام 2008 ترأس الشيشاني وحدة أمنية تدعى سبيتزناز مهمّتها محاربة الجيش الروسي ورصد تحرّكاته. وتمت ترقيته لرقيب وأصبح راتبه 700 دولار وهو أكبر راتب وصل اليه أثناء تطوعه في الجيش. في عام 2010 تم تسريحه من الجيش. بعد قضاء فترة في المستشفى لإصابته بمرض السل.
اعتقاله
في العام نفسه اعتقلته الشرطة الجورجية، بتهمة حيازة أسلحة بطريقة غير شرعية، وحكم عليه بالسجن 3 سنوات. في أوائل العام 2012 أُطلق سراحه بسبب تدهور حالته الصحية، بعد أن قضى 16 شهراً من عقوبة أصلية مدتها 3 سنوات. بعد الإفراج عنه بسبب حالته الصحية المتدهورة، ماتت أمه ليلى اخيشفيلي بمرض السرطان بعد مصارعتها للمرض عندما كان الشيشاني في السجن.
كان الشيشاني يشرف على تسلل المقاتلين إلى چچنيا عبر مضيق پانكيسي بوظيفة رسمية من القوات المسلحة الجوجرية حتى سدت روسيا المضيق. وقد سُرّح من الخدمة، ليواصل القيام بدوره في تسلل المقاتلين، ولكن بدون منصب رسمي. ولتغطية خروجه من الجيش الجورجي، قيل أنه لم تتم مكافأته، وأنه لظروفه الصحية، حيث أصيب بمرض السل عام 2010، وسرح من الخدمة لذلك في يونيو من العام ذاته.
توجه الشيشاني إلى اسطنبول ثم وصل إلى الأراضي السورية بطريقة غير شرعية، للقتال لاسقاط الحكومة السورية . قاد الشيشاني مجموعة “جيش المهاجرين والأنصار”، المجموعة كانت تتألف إلى حدّ كبير من المقاتلين الشيشان.في آب (أغسطس) 2013، ظهرت براعته على أرض المعركة، عندما أثبت مقاتلوه أنهم جزء محوري في الاستيلاء على قاعدة منّغ الجوية، في شمال سورية. في تشرين الثاني (نوفمبر) 2013، أعلن بيعته ل أبو بكر البغدادي”. فأصبحت الجماعة لواء في التنظيم ومن ثم تم إلغاء اللواء . في عام 2014، قاد هجوم (داعش)” ضد جماعات معادية في شرق محافظة دير الزور السورية، وتوسعت حينها المساحات التي يسيطر عليها التنظيم في محافظة دير الزور أو كما يسميها التنظيم “ولاية الخير” ليصبح قائداً رئيسياً لقوات التنظيم بعد مقتل القائد السابق “أبو عبدالرحمن البيلاوي” في شهر يونيو 2013.
عائلته
لأبي عمر الشيشاني عائلة أنشأها في جورجيا، ونقلها إلى سوريا. زوجته “عائشة” اسمها الاصلي سيدا دودوركيفا،هي ابنة الوزير السابق في الحكومة الشيشانية، آسو دودوركيفا، والذي تم إعفاءه من المنصب من قبل الرئيس رمضان قديروف لدواعي أمنية تخص ابنته سيدا المقربة من أبي عمر الشيشاني.