4 مقالات عن العراق في الصحف العربية والفرنسية يوم الاحد

1 فيلم “فايس”: أمير الشر الذي دّمر صورة أميركا في العالم
امير العمري العرب بريطانيا

من الأفلام الأميركية القليلة في الدورة الـ69 من مهرجان برلين السينمائي وضمن قسم “العروض الاحتفالية”، عرض فيلم “فايس” Vice أو “النائب”، للمخرج آدم ماكاي، وهو الفيلم الذي أثار مؤخرا ضجة كبرى عند عروضه الأميركية، وينتظر أن يصل إلى ترشيحات مسابقة الأوسكار لينافس بوجه خاص، على جائزة أفضل ممثل لبطله كريستيان بيل.
في فيلم “فايس” Vice، وهو تلاعب واضح بالكلمة التي تحمل أكثر من معنى ومن ضمنها معنى “السقوط” في الرذيلة إن لم تتبعها كلمة “الرئيس” لتصبح “نائب الرئيس”، تعود هوليوود “الليبرالية” هذه المرة لتقديم صورة كاريكاتورية ساخرة لنائب الرئيس الأميركي الأسبق ديك تشيني في عهد جورج بوش (الابن)، وكأنها تريد أن تقول إن تشيني بترسيخه لسياسات اللوبي الذي عُرف باسم “المحافظين الجدد”، هو في الحقيقة الذي يمكن أيضا اعتباره مسؤولا عن وصول دونالد ترامب بكل تطرفه، إلى البيت الأبيض. ويكاد الفيلم يقول هذا صراحة. ومنذ اللحظات الأولى يمكن لأي متابع أن يلاحظ التشابه الكبير في “المدخل والطريقة”، مع أسلوب المخرج الشهير مايكل مور صاحب الأفلام التسجيلية الساخرة عن الظواهر الأميركية المعاصرة، في تعبيره “الذاتي” عما يمكن أن نطلق عليه “ضمير المؤلف”. إلا أن آدم ماكاي، ليس مايكل مور، أي أنه لا يتمتع بنفس الحس الساخر والقدرة على التقاط التفاصيل الغريبة في تكوين شخصية ديك تشيني.
يسير الفيلم، الذي يقوم ببطولته كريستيان بيل في دور تشيني بعد أن تم تغيير ملامحه لكي يشبهه تماما وقد زاد وزنه بنحو عشرين كيلوغراما، وفق مسار متعرج يتأرجح بين الماضي والحاضر طيلة الوقت، من فترة الشباب في حياة تشيني عندما كان طالبا في الجامعة وإدمانه الكحول فمراحل علاقته الأولى بالفتاة التي ستصبح زوجته “لين” (التي تقوم بدورها ببراعة إيمي آدمز) إلى نجاحه في الوصول إلى البيت الأبيض في عهد الرئيس نيكسون، ثم عمله إلى جانب الرئيس بوش الأب.. حتى بلغ ما بلغه كما هو معروف. وبسبب كثرة الأحداث والانتقالات من خلال مونتاج متوتر مرتبك، وكثرة الشخصيات، والثرثرة الكلامية التي لا تكاد تتوقف، والتعليق الصوتي الذي يفرض نفسه على الفيلم من خارجه، تغيب البؤرة عن الفيلم، ويغيب الكثير من الجوانب الخاصة في شخصية تشيني مما قد لا يعرفه المشاهدون.
إننا نرى في سرد سريع تشيني.. مدمن تناول الحلوى الذي يدخن بشراهة والذي يبدأ حياته موظفا صغيرا في شركة اتصالات تليفونية، ثم انتقاله إلى العمل مع رامسفيلد في البيت الأبيض ثم عجزه عن الاستمرار في حملته لدخول الكونغرس بعد إصابته بنوبة قلبية، وكيف يتعرف على بوش الأب في حفل للحزب الجمهوري، ويشاهد بوش الابن سكيرا يفقد توازنه ويكاد يتسبب في فضيحة خلال الحفل، ثم كيف يتماسك تشيني ويقف بجوار ابنته “ماري” بعد أن تخبره ووالدتها، أنها “مثلية الجنس” وسوف يبقى على موقفه هذا دائما رغم تأثيره المباشر على صعوده السياسي، فهو سيضطر للانسحاب من الترشح في صفوف الجمهوريين لانتخابات الرئاسة خشية انفجار الفضيحة، ثم يلتحق بالعمل كمدير تنفيذي في شركة هاليبرتون للنفط، وتنتقل الأسرة إلى منزل كبير في فيرجينيا حيث يعيش الجميع في سعادة ورخاء، على نغمات موسيقى حالمة تشي بالنهاية السعيدة.
هنا يقول الفيلم إنه كان يمكن أن تنتهي مشاكل تشيني وتتجنب أميركا الكثير من المشاكل الحادة التي وقعت فيما بعد، لو أن “الفيلم” انتهى هنا بالضبط. وعلى نحو ساخر تنزل عناوين الفيلم النهائية وأسماء الممثلين على الشاشة، لكن قصة طموح تشيني لا تعرف نهايتها، بل تستمر ويستمر بالتالي فيلم آدم ماكاي “فايس”. نعود لنرى كيف تأتي مكالمة تليفونية تغير حياة الرجل أو بالأحرى، تعيده إلى بؤرة الأضواء: اتصال من جورج بوش الابن ثم لقاء معه، لإقناعه بالترشح كنائب للرئيس معه، ثم كيف يستغل تشيني ضعف شخصية بوش ويفرض شروطا تجعله عمليا، صاحب الكلمة الأولى في البيت الأبيض، والمسؤول عن توجيه وزارة الدفاع والجيش والمخابرات.
مسار السرد في الفيلم كما أشرنا، متعرج، ينتقل من الماضي ليقفز، على شكل فلاشات سريعة، إلى الحاضر، من القبض على تشيني بتهمة قيادة السيارة وهو تحت تأثير السكر، إلى إخلاء سبيله سريعا من البيت الأبيض بعد وقوع هجمات سبتمبر 2001، ثم ما يحدث من تعذيب في غوانتانامو، ثم قيام المخابرات الأميركية بتعليمات من تشيني، باختطاف الشيخ أبوعمر، شيخ مسجد ميلانو وتعذيبه، ثم استقالة نيكسون، وانتقال تشيني إلى العمل مع الرئيس فورد، وصولا إلى التآمر لغزو العراق بزعم امتلاك أسلحة دمار شامل، وما بعد ذلك من توريط لفاليري بالم عميلة المخابرات الأميركية وكشفها بسبب تصريحات زوجها السفير السابق، المناهضة للحرب في العراق، وظهور شخصية الزرقاوي، وإصابة تشيني لرجل من مرافقيه في رحلة صيد وتقاعسه رغم ذلك عن الاعتذار.. الخ
تفاصيل مربكة

تفاصيل وأحداث كثيرة وانتقالات مرهقة، من خلال هذا الشكل المتعرج الذي يقفز بسرعة، ويغرق في تفاصيل التفاصيل، ليصبح مربكا خاصة عندما ينتقل الفيلم لترجمة ما يقال على شريط الصوت عبر شريط الصورة بطريقة بدائية مباشرة. فعندما تعترض لين- مثلا- على إدمانه الخمر، وتقول إنها لا تريد أن ترى مجددا صورة والدها الذي كان يعود كل ليلة ليعتدي على أمها وهو ثمل، نشاهد هذا مترجما بطريقة حرفية في فلاش سريع!
تظهر في الفيلم شخصيات كثيرة يعرفها المشاهدون جيدا، لعبت أدوارا متعددة في السياسة الأميركية، من أهمها بوش الأب وابنه الذي يبدو أخرقا بليدا، وكيسنجر المتآمر، إلى كولن باول وكوندزليزا رايس ورامسفيلد وبول وولوفيتز وكارل روف وغيرهم، هذه الشخصيات لا تتمتع بالطرافة ولا بالقدرة على الإضحاك، على الرغم من الصورة الكاريكاتورية المبالغ فيها التي تظهر عليها في الفيلم، باستثناء شخصية رامسفيلد التي أداها ببراعة “ستيف كاريل”. وفي مشهد طريف يتساءل تشيني في سذاجة قائلا لرامسفيلد وهو يفكر: وما الذي نؤمن به؟ على إثر ذلك، ينفجر رامسفيلد في نوبة من الضحك الهستيري وهو يردد تساؤل تشيني الذي يجده ساذجا، فالسياسة في نظره لا تنبني على مبادئ أو معتقدات فكرية، بل على “مصالح” ولكن هذا ما يريد المخرج ماكاي أن يغرسه ويفرضه فرضا على الشخصية من خارجها، فيبدو مقحما وليس طبيعيا، والفيلم بأكمله يسير على نفس النهج.
هل أضحكنا؟
المخرج آدم ماكاي أراد تقريب الموضوع من جيل الشبابالمخرج آدم ماكاي أراد تقريب الموضوع من جيل الشباب
أراد ماكاي دون أن ينجح، أن يدفعنا إلى الضحك وأن نشاركه اللهو والاستمتاع بالسخرية السوداء العبثية، غير أن المشكلة كون شخصية ديك تشيني شخصية جامدة بليدة، فهو لا يتمتع مثلا بإمكانيات هتلر وقدراته التمثيلية، كما أن كريستيان بيل ليس شابلن، فهدفه الأساسي ينحصر في التقمص أكثر من التعبير الذاتي عن الشخصية ونقل ما يدور في داخلها إلينا، ولا شك أنه نجح في التقمص إلى درجة مذهلة، سواء في طريقة الجلوس أو نظرات العينين، أو إيماءات الوجه، أو نغمة الصوت، وحتى عندما لا يقول شيئا على الإطلاق، يبدو مؤثرا بنظراته الساهمة. وهو لا يخرج عن المحاكاة الدقيقة إلى مجال “السخرية” سوى في مشهدين فقط: مشهد يجمعه مع زوجته لين في الفراش، والمشهد الأخير.
لين زوجة تشيني تقف وراءه دائما، تدفعه وتشحنه، تحذره وتنذره، تزين له المضي في طريق الطموحات حتى النهاية الدموية. فهي المعادل هنا لشخصية ليدي مكبث، ويقتبس ماكاي بشكل مباشر من حوارات مسرحية لشكسبير في المشهد الساخر الذي يدور في الفراش بين تشيني وزوجته لين وهي تواصل دفعها له في طريق الصعود بكل الطرق الشريرة حيث يستوحي كلاهما من الحوار على نحو ساخر بالطبع، وخارج عن مسار الفيلم بل عن تكوين الشخصية وأداء الممثل بشكل عام.
وفي المشهد الأخير في مقابلة تلفزيونية معه يقول “تشيني- بيل” إنه لن يعتذر عن حربه ضد الإرهاب وإنه فعل ذلك لكي ينام الجميع في طمأنينة، ثم يستدير ويتطلع إلى الكاميرا ويخاطب المشاهدين (الأميركيين أساسا) قائلا لهم: كان شرفا لي أن أكون خادمكم.. أنتم اخترتموني، وقد فعلت ما طلبتموه!
خلال الفيلم يظهر الراوي الذي يذكر أن اسمه هو “كيرت” (يقوم بالدور جيسي بليمونز) يعلق على الأحداث، بصوته وصورته، ويسلط الأضواء على مسارات ديك تشيني في الحياة وعلاقتها بما يحيط بها، بعد أن يقول لنا في البداية إن لا أحد كان يعرف عنه شيئا ولا حتى القريبين منه وطبعا ولا نحن المشاهدون، من أين جاء أو كيف صعد وبلغ أعلى مراكز السلطة؟ لا يفسر الرواي علاقته بتشيني ويكتفي بالقول إنه “أحد أقاربه”. وهو سيظهر في الفيلم في حرب العراق حيث تتعرض قافلة أميركية مدرعة للتفجير، وفي مواقف أخرى نراه باعتباره نموذجا للمواطن الأميركي الذي يدفع ثمن أخطاء تشيني ورفاقه، وسوف يتعين علينا أن ننتظر إلى قرب النهاية، قبل أن نعرف حقيقة هذه الشخصية ودورها “المفترض” في حياة تشيني.
يستخدم ماكاي الكثير من مقاطع الفيديو ونشرات الأخبار التلفزيونية والشرائط التسجيلية والبيانات والرسوم المتحركة والحركة السريعة للصورة وغير ذلك، من خلال مونتاج يخلق إيقاعا لاهثا ونقلات سريعة، وماكاي يرغب في محاكاة أسلوب ما بعد الحداثة، في الخلط بين الأنواع والأساليب، وعدم احترام المسار القصصي للسرد، والتمرد على “النوع” السينمائي، ورفض عقلانية سينما الحداثة، إلا أنه في الوقت نفسه يؤكد حضور “المؤلف” طوال الوقت، من خلال التعليق الصوتي الذي وضعه على لسان تلك الشخصية الخيالية التي تعكس ضمير المخرج- المؤلف نفسه.
الطابع الكاريكاتوري الهزلي الساخر (الذي يفشل رغم ذلك في إضحاكنا بسبب مباشرته الفجة) يتبدى في مشهد المطعم. هنا يجلس تشيني مع زملائه: رامسفيلد وبول وولوفيتز وسكوتر ليبي. يأتي النادل (الذي يقوم بدوره ألفريد مولينا) يعرض عليهم قائمة الطعام ويقول إن لديهم أشياء متنوعة جيدة مثل الترحيل إلى السجون السرية والتعذيب والاستجواب المتقدم.. الخ
نظرة أحادية
من البداية حتى النهاية، تتضح القصدية المسبقة في التعامل مع الشخصية، من وجهة نظر أحادية ترمي إلى النيل من ديك تشيني وتصويره باعتباره “ملاك الشر” مقابل “أمير الظلام” ريتشارد بيرل الذي لعب دورا بارزا في إدارة بوش في التمهيد لضرب العراق وهو أحد رفاق تشيني المقربين وعضو بارز في جماعة “المحافظين الجدد” في واشنطن. هذا التفسير الأحادي للشخصية يضعف الفيلم ويجعله منشورا هجائيا، ويجعل تحليله ينحصر في التفسير الفردي التآمري للتاريخ، فكأن تشيني اختطف أميركا (البريئة) من وراء ظهر “المؤسسة” الاحتكارية صاحبة النفوذ الكبير والمصالح الاقتصادية العالمية، وفعل ما فعله لرغبة شريرة لديه كانت توجهها زوجته “ليدي مكبث”!
2 هل يطلب العراق من الجنود الأميركيين مغادرة البلد؟

المونيتور الفرنسية

في لقاء الخامس من فبراير بين قائد تحالف فتح هادي العامري وقادة من تحالف سائرون برئاسة مقتدى الصدر، تم التوصل إلى اتفاق بشأن التعاون لتمرير قرار في البرلمان يُخرج الجنود الأميركيين من البلد. جاء هذا الاتفاق عقب تصريح ترامب عن الدور المهم الذي يؤديه الجنود الأميركيون في العراق في مراقبة إيران. في مقابلة مع شبكة CBS، ذكر ترامب أن من المهم لواشنطن أن تحافظ على وجودها العسكري في قاعدة عين الأسد الجوية في محافظ الأنبار في العراق كي تتمكن من مراقبة إيران عن كثب لأن “إيران تمثل المشكلة الفعلية”.
أدى هذا إلى رد فعل عنيف ضد الجنود الأميركيين في العراق بين السياسيين العراقيين الذين يعتبرون هذا تخطيطاً للتدخل في السياسات العراقية واستغلالاً للأراضي العراقية ضد دولة مجاورة، وكل هذا مرفوض بموجب الدستور العراقي.
انتقد الرئيس العراقي برهم صالح بدوره تصريح ترامب بشدة، مطالباً توضيحاً حول عدد الجنود الأميركيين في العراق ومهامهم، وأعلن صالح: “لم يطلب ترامب إذن العراق لمراقبة إيران”.
كذلك ذكر صالح خلال منتدى في بغداد: “لا تثقلوا العراق بمشاكلكم”، وأضاف: “الولايات المتحدة قوة كبرى، ولكن لا تسعوا إلى تطبيق أولوياتكم السياسية الخاصة. نحن نعيش هنا”.
على نحو مماثل، رفض رئيس الوزراء العراقي عادل عبدالمهدي استخدام العراق من قبل أي دولة ضد أي دولة. وأكّد خلال مؤتمره الصحافي الأسبوعي: “يجب ألا يكون العراق جزءاً من أي صراع بين دول أخرى، ولا نوافق على التصريحات الأميركية الأخيرة، بل نرفضها لأن هذه التصريحات غير مفيدة ومن الضروري سحبها”.
سبق أن أعلن عبدالمهدي أن العراق لا يشكّل جزءاً من العقوبات الأميركية ضد إيران. يشير هذا بكل وضوح إلى أن العراق لا يريد أن ينجر إلى الصراعات الإقليمية أو الدولية، سواء بين الولايات المتحدة وإيران أو المملكة العربية السعودية وإيران، وتشّكل زيارة رئيس هيئة الحشد الشعبي فالح الفياض، الذي دعمته إيران لمنصب وزير الداخلية، إلى المملكة العربية السعودية إشارة أخرى إلى سياسة عدم الانحياز. تلقى هذه السياسة الدعم أيضاً من القوى العلمانية التي تُعرف بعلاقتها الجيدة مع الولايات المتحدة وتحرص على البقاء بعيدة عن إيران. علاوة على ذلك، دعا إياد علاوي، رئيس ائتلاف “الوطنية” العراقي ورئيس الحكومة العراقية المؤقتة بين عامَي 2004 و2005، الحكومة والبرلمان العراقيين إلى “تنظيم وجود الجنود الأميركيين في العراق في اتفاق واضح يمنح السيادة الكاملة للعراق لا لأي دولة أخرى”، وأضاف أن رفض الشروط التي يفرضها العراق على وجود الجنود الأميركيين يبدّل وضع هذه القوات ويجعلها قوات تدخلية من الضروري أن تغادر البلد في الحال.
كذلك غرّد رئيس الوزراء العراقي السابق حيدر العبادي في هذا الصدد: “يجب ألا يُستخدم العراق كنقطة انطلاق لمهاجمة جيرانه. لا نشكّل أتباعاً في صراعات لا دخل لمصالح أمتنا فيها”. وتابع: “يجب احترام سيادة العراقية، ومن الضروري عدم تهديد مصالحه”.
ظهر أخيراً مسؤولون عسكريون أميركيون علانية في بغداد، والفلوجة في محافظة الأنبار، ومدن عراقية أخرى، مما أدى إلى انتشار شائعات كثيرة بين العراقيين ربطت هذه النشاطات بخطة الولايات المتحدة للإطاحة بالحكومة في العراق واستبدالها بحكومة عسكرية تدعمها الولايات المتحدة. لكن ملاحظات ترامب بشأن مراقبة إيران من الأراضي العراقية ولّدت الحيرة أيضاً في وزارة الدفاع الأميركية، التي بدا مسؤولوها غير واثقين مما إذا كانت مهمة الولايات المتحدة في العراق قد تبدّل أم لا. كما هو متوقع، كانت الفصائل العسكرية الموالية لإيران بين القوى الأولى التي أعربت عن رد فعل قوي تجاه تصريحات ترامب، فقد أعلن قائد عصائب أهل الحق قيس الخزعلي في 4 فبراير أن تصريحات الرئيس الأميركي تكشف حقيقة المشروع الأميركي في العراق، مشيراً إلى أن الجهاز العسكري العراقي يستطيع أن يطرد الجنود الأميركيين بسهولة بين ليلة وضحاها. على نحو مماثل، هددت الميليشيات الشيعية باستهداف الجنود الأميركيين في العراق، وفي 2 فبراير استحوذت قوى الأمن العراقية على عدد من الصواريخ في الأنبار كانت ستُطلق على قاعدة عين الأسد الجوية. ولّد تغيير ترامب الظاهري لطبيعة مهمة الجنود الأميركيين في العراق مقاومة بين العراقيين الذين رفضوا استخدام بلدهم كساحة قتال لحرب بالوكالة بين القوى المتنافسة في المنطقة. نتيجة لذلك سيتحد السياسيون العراقيون، بمن فيهم مَن يدعمون الولايات المتحدة، ليطالبوا الجنود الأميركيين بمغادرة البلد.
*في لقاء الخامس من فبراير بين قائد تحالف فتح هادي العامري وقادة من تحالف سائرون برئاسة مقتدى الصدر، تم التوصل إلى اتفاق بشأن التعاون لتمرير قرار في البرلمان يُخرج الجنود الأميركيين من البلد. جاء هذا الاتفاق عقب تصريح ترامب عن الدور المهم الذي يؤديه الجنود الأميركيون في العراق في مراقبة إيران. في مقابلة مع شبكة CBS، ذكر ترامب أن من المهم لواشنطن أن تحافظ على وجودها العسكري في قاعدة عين الأسد الجوية في محافظ الأنبار في العراق كي تتمكن من مراقبة إيران عن كثب لأن “إيران تمثل المشكلة الفعلية”.
أدى هذا إلى رد فعل عنيف ضد الجنود الأميركيين في العراق بين السياسيين العراقيين الذين يعتبرون هذا تخطيطاً للتدخل في السياسات العراقية واستغلالاً للأراضي العراقية ضد دولة مجاورة، وكل هذا مرفوض بموجب الدستور العراقي.
انتقد الرئيس العراقي برهم صالح بدوره تصريح ترامب بشدة، مطالباً توضيحاً حول عدد الجنود الأميركيين في العراق ومهامهم، وأعلن صالح: “لم يطلب ترامب إذن العراق لمراقبة إيران”.
كذلك ذكر صالح خلال منتدى في بغداد: “لا تثقلوا العراق بمشاكلكم”، وأضاف: “الولايات المتحدة قوة كبرى، ولكن لا تسعوا إلى تطبيق أولوياتكم السياسية الخاصة. نحن نعيش هنا”.
على نحو مماثل، رفض رئيس الوزراء العراقي عادل عبدالمهدي استخدام العراق من قبل أي دولة ضد أي دولة. وأكّد خلال مؤتمره الصحافي الأسبوعي: “يجب ألا يكون العراق جزءاً من أي صراع بين دول أخرى، ولا نوافق على التصريحات الأميركية الأخيرة، بل نرفضها لأن هذه التصريحات غير مفيدة ومن الضروري سحبها”.
سبق أن أعلن عبدالمهدي أن العراق لا يشكّل جزءاً من العقوبات الأميركية ضد إيران. يشير هذا بكل وضوح إلى أن العراق لا يريد أن ينجر إلى الصراعات الإقليمية أو الدولية، سواء بين الولايات المتحدة وإيران أو المملكة العربية السعودية وإيران، وتشّكل زيارة رئيس هيئة الحشد الشعبي فالح الفياض، الذي دعمته إيران لمنصب وزير الداخلية، إلى المملكة العربية السعودية إشارة أخرى إلى سياسة عدم الانحياز. تلقى هذه السياسة الدعم أيضاً من القوى العلمانية التي تُعرف بعلاقتها الجيدة مع الولايات المتحدة وتحرص على البقاء بعيدة عن إيران. علاوة على ذلك، دعا إياد علاوي، رئيس ائتلاف “الوطنية” العراقي ورئيس الحكومة العراقية المؤقتة بين عامَي 2004 و2005، الحكومة والبرلمان العراقيين إلى “تنظيم وجود الجنود الأميركيين في العراق في اتفاق واضح يمنح السيادة الكاملة للعراق لا لأي دولة أخرى”، وأضاف أن رفض الشروط التي يفرضها العراق على وجود الجنود الأميركيين يبدّل وضع هذه القوات ويجعلها قوات تدخلية من الضروري أن تغادر البلد في الحال.
كذلك غرّد رئيس الوزراء العراقي السابق حيدر العبادي في هذا الصدد: “يجب ألا يُستخدم العراق كنقطة انطلاق لمهاجمة جيرانه. لا نشكّل أتباعاً في صراعات لا دخل لمصالح أمتنا فيها”. وتابع: “يجب احترام سيادة العراقية، ومن الضروري عدم تهديد مصالحه”.
ظهر أخيراً مسؤولون عسكريون أميركيون علانية في بغداد، والفلوجة في محافظة الأنبار، ومدن عراقية أخرى، مما أدى إلى انتشار شائعات كثيرة بين العراقيين ربطت هذه النشاطات بخطة الولايات المتحدة للإطاحة بالحكومة في العراق واستبدالها بحكومة عسكرية تدعمها الولايات المتحدة. لكن ملاحظات ترامب بشأن مراقبة إيران من الأراضي العراقية ولّدت الحيرة أيضاً في وزارة الدفاع الأميركية، التي بدا مسؤولوها غير واثقين مما إذا كانت مهمة الولايات المتحدة في العراق قد تبدّل أم لا. كما هو متوقع، كانت الفصائل العسكرية الموالية لإيران بين القوى الأولى التي أعربت عن رد فعل قوي تجاه تصريحات ترامب، فقد أعلن قائد عصائب أهل الحق قيس الخزعلي في 4 فبراير أن تصريحات الرئيس الأميركي تكشف حقيقة المشروع الأميركي في العراق، مشيراً إلى أن الجهاز العسكري العراقي يستطيع أن يطرد الجنود الأميركيين بسهولة بين ليلة وضحاها. على نحو مماثل، هددت الميليشيات الشيعية باستهداف الجنود الأميركيين في العراق، وفي 2 فبراير استحوذت قوى الأمن العراقية على عدد من الصواريخ في الأنبار كانت ستُطلق على قاعدة عين الأسد الجوية. ولّد تغيير ترامب الظاهري لطبيعة مهمة الجنود الأميركيين في العراق مقاومة بين العراقيين الذين رفضوا استخدام بلدهم كساحة قتال لحرب بالوكالة بين القوى المتنافسة في المنطقة. نتيجة لذلك سيتحد السياسيون العراقيون، بمن فيهم مَن يدعمون الولايات المتحدة، ليطالبوا الجنود الأميركيين بمغادرة البلد.
3 من مصدق إلى الخميني
مصطفى زين الحياة السعودية

في مطلع خمسينات القرن الماضي أطاحت الاستخبارات الأميركية والبريطانية محمد مصدق وحكومته في إيران وأعادت الشاه إلى سدة الحكم. هذا لم يعد سراً. كان مصدق يمثل التوجه القومي الذي ساد المنطقة والعالم في تلك الحقبة التي شهدت هزيمة الاستعمار القديم المتمثل ببريطانيا وفرنسا لتحل مكانهما الولايات المتحدة وتهيمن على “العالم الحر” وتقوده إلى حروب لا تنتهي. بعودة الشاه أصبحت إيران “شرطي الخليج” والجبهة المتقدمة في مواجهة الاتحاد السوفياتي والمد الشيوعي في آسيا الوسطى والمشرق.
في تلك المرحلة كانت الولايات المتحدة تدعم الحركات الإسلامية المناهضة للتوجهات القومية واليسارية، ولا ترى فيها خطراً على النظام الرأسمالي العالمي. لكن تجذر الإسلام السياسي في المجتمعات جعله يتمتع بنوع من الاستقلالية لم تعرفه الأنظمة المستحدثة، خصوصاً في الشرق الأوسط وفي الدول المستقلة حديثاً التي اصطدمت أنظمتها المستوحاة من التجارب الغربية بتقاليد راسخة تحتاج إلى قرون كي تتطور على مستوى شكل الحكم والانتقال من التمثل بالخلافة والإمامة وولي الأمر والولي الفقيه إلى عصر الدولة الحديثة.
استطاع الشاه، من الخمسينات حتى نهاية السبعينات، القبض على الدولة بدعم غير محدود من الولايات المتحدة، قمع كل الحركات اليسارية والقومية، فيما استطاعت حركة الخميني ورجال الدين إحكام السيطرة على مفاصل المجتمع الذي وقف معه في ثورته وأوصله إلى الحكم، فحول إيران من نموذج غربي للاستهلاك في كل المجالات إلى نموذج مختلف لم تعرفه الشعوب الإسلامية منذ قرون، ما أحدث صدمة تحولت إلى انقسام حاد في صفوف الإسلام السياسي واستعيدت سجالات تاريخية وفقهية بين المذاهب انساقت خلفها جماعات وشعوب.
وسط هذه الخلافات اشتعلت الحرب الإيرانية – العراقية التي استمرت ثمان سنوات، وأنهكت البلدين، وخرجت الولايات المتحدة بنظرية “الاحتواء المزدوج” وبدأت حروبها الاقتصادية عليهما وعندما لم تفدها شنت حربها على العراق ودمرت كل مؤسساته وبناه الاجتماعية وأعادته إلى عصر القبائل المتناحرة. كما احتلت أفغانستان لتصبح إيران محاصرة بالجيوش الأميركية من كل الاتجاهات ولم يعد لديها اي منفذ سوى آسيا الوسطى المتصلة بروسيا الطامحة للعودة إلى أيام الاتحاد السوفياتي، ولكن بروح أرثوذوكسية وليس بالايديولوجيا الشيوعية.
في ظل الحصار، وعلى رغم كل التهديدات الأميركية، استطاعت إيران بناء ترسانة يحسب لها ألف حساب، ومدت نفوذها في الإقليم من لبنان إلى العراق مروراً بسورية، من دون أن ننسى اليمن، وغيرت كل الواقع الجيواسترتيجي في الإقليم، ما اضطر الولايات المتحدة إلى تبديل استراتيجيتها حيالها، من تهديدها بالحرب ايام جورج بوش الإبن إلى الحوار وتوقيع الإتفاق النووي في ايام أوباما، الى إلغاء هذا الاتفاق في عهد ترامب الذي يعبئ الجميع ويسلحهم استعداداً للمواجهة الكبرى، ويرى أن العقوبات ستدفع الشعب الإيراني إلى الانتفاضة على الحكم، لكنه في الوقت ذاته يدعو هذا الحكم إلى حوار غير مشروط لتعديل الاتفاق وتضمينه بنوداً تحد من تعزيز نفوذها في الإقليم وتمنعها من تطوير قدراتها الصاروخية. وهي شروط رفضتها خلال المفاوضات على برنامجها النووي وما زالت ترفضها حتى اليوم. وتستغل كل فرصة لتطوير قدراتها العسكرية والتكنولوجية.
ترامب الساعي إلى الانسحاب من الشرق الأوسط لم يعد لديه شاه ليوكل إليه مهمة التصدي للخطر القادم من روسيا ويهدد، بالتعاون مع الصين ودول أخرى، بإقامة نظام عالمي متعدد الأقطاب تشكل إيران أحد مرتكزاته في الشرق الأوسط. أما أنقرة التي كانت مع طهران، الدرع الواقي من التغيير الجيواستراتيجي، فلم تعد كما كانت أيام العسكر، ولم يعد الحلف الأطلسي يملي عليها ما يجب أن تفعله. سياستها في ظل رجب طيب أردوغان وحزبه الإسلامي أقرب إلى طهران منها إلى لندن أو باريس أو برلين، وقد استثنيت مع بعض الدول من العقوبات وهي مستمرة في تعزيز علاقاتها التجارية والإقتصادية مع طهران، وتتعاون معها في سورية وفي العراق لاحتواء الأكراد الذين يشكلون خطراً على الدولتين.
العالم تغير خلال أربعين سنة من عمر الثورة الإيرانية، وتغيرت التحالفات والاستراتيجيات، فيما نحن ثابتون مخلصون لتحالفاتنا، ندفع ثمن التحولات من دماء أبنائنا.
4 أمان لكنائسهم وشعائرهم
رشاد ابو داود الدستور الاردنية

عشتُ في الخليج ثلث عمري، خمس عشرة سنة في الكويت، ستًا في الإمارات، وأربعًا في البحرين. كنا صحافيين عرباً من مصر وسوريا ولبنان وفلسطين والأردن والعراق والسودان واليمن وموريتانيا والمغرب العربي.
مسلمون ومسيحيون، لم نكن نُفرّق بين مسلم ومسيحي ولا كانت الدولة تُفرّق، معاملة واحدة للجميع.
الأمر كذلك بالنسبة للمسيحيين غير العرب، ففي يوم الجمعة العطلة الرسمية ترى آلاف الوافدين وأغلبهم من الهنود والفلبينيين والسريلانكيين يتجمعون في محيط كنائسهم، ويؤدون صلاتهم بكل حرية. وقد شكلت زيارة قداسة البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية للإمارات والتي تزامنت مع عام التسامح نقلة نوعية في العلاقة بين الإسلام والمسيحية في الخليج العربي.
كما كان لتواجد البابا فرنسيس وأحمد الطيب شيخ الأزهر في الإمارات دلالة رمزية مهمة على روح التسامح الإسلامي المسيحي.
كيف لا والمسجد الأقصى المبارك، أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، وكنيسة مهد المسيح عليه السلام جاران متجاوران في القدس الشريف. لقد وفد إلى منطقة الخليج مع ظهور النفط الكثير من الأجانب وكان من بينهم مسيحيون. وتشير التقديرات إلى أنه يوجد في الإمارات نحو مليون مسيحي ونحو 45 كنيسة موزعة بين أبوظبي ودبي والشارقة.
نزل الإسلام العظيم في الجزيرة العربية وقد ترك لأهلها حرية الاختيار بين الدخول فيه والبقاء على دينهم.
ولكونهم جزءاً أساسياً لا يتجزأ من المجتمع، شغل مسيحيون كويتيون مناصب عدة في بلدهم، ومنهم من ذكرهم الكاتب حمزة عليان في كتابه المسيحيون في الكويت، أمثال سعيد يعقوب الشماس، الذي شغل منصب سفير لدولة الكويت في نيويورك عام 1963، وروسيا (الاتحاد السوفييتي آنذاك) عام 1967، وفرنسا عام 1969، وكينيا عام 1972.
في البحرين تعتبر الكنيسة الإنجيلية الوطنية أقدم كنيسة تبنى في الخليج، إذ أُسست عام 1906م إبان الاحتلال البريطاني علي أيدي مبشرين إنجيليين أميركيين، ومنذ ذلك التاريخ بُني في البحرين كنائس أخرى للكاثوليك والأرثوذكس يقارب عددها 30 حالياً. ويقول رئيس جمعية تاريخ وآثار البحرين د. عيسى أمين:
إن غالبيةً من مسيحيي البحرين وفدوا من العراق مع شركات النفط، التي بدأت في التنقيب عن البترول في عشرينيات القرن العشرين. وقد جرى تمثيل المسيحيين في أول مجلس بلدي أنشئ في البحرين في العام 1920 جنباً إلى جنب مع ممثلين عن المواطنين البحرينيين من السُّنة والشيعة، وممثلين عن المسلمين الهنود والهندوس أيضاً.
ويضم مجلس الشورى البحريني الآن امرأتين ممثلتين للطائفة المسيحية. يقول التاريخ: إن بعض القبائل العربية التي كانت على صلة بمركز المسيحية في الحيرة بوسط العراق ربما أسهموا في انتشارها في الخليج، كم أن اضطهاد النساطرة في الإمبراطورية الفارسية بين عامي 309 و379 دفع المسيحيين للهجرة خارج الإمبراطورية ربما إلى الخليج.
إنّ لنا في رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم، أسوة حسنة في احترام الديانات السماوية الأخرى، ففي عام الوفود قدم وفد من نصارى نجران يلبسون جبباً وأردية، فدخلوا على النبي وقد حانت صلاتهم، فقاموا في مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يصلون، فقال رسول الله لأصحابه: دعوهم، فصلوا إلى المشرق.
هكذا كان تعامل الرسول الكريم مع غير المسلمين، أتاح لهم إقامة شعائرهم حتى في مسجده الشريف، وبذلك جاءت السنة النبوية الشريفة بمنع هدم الكنائس والاعتداء عليها؛ فكتب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لأسقف بني الحارث بن كعب وأساقفة نجران وكهنتهم ومن تبعهم ورهبانهم: إن لهم على ما تحت أيديهم من قليل وكثير من بيعهم وصلواتهم ورهبانيتهم، وجوار الله ورسوله صلى الله عليه وسلم.
ألّا يُغَيَّرَ أسقف عن أسقفيته، ولا راهب عن رهبانيته، ولا كاهن عن كهانته، ولا يغير حق من حقوقهم، ولا سلطانهم، ولا شيء مما كانوا عليه؛ ما نصحوا وأصلحوا فيما عليهم، غيرَ مُثقَلين بظلم ولا ظالمين.
وعلى هذا النهج سار الخلفاء الراشدون والصحابة الكرام، فقد كتب الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه عهداً إلى المسيحيين في بيت المقدس عام 15 هجرية، فيما يسمى العهدة العمرية، قال فيها: بِسْمِ اللهِ الرّحْمَنِ الرّحيمِ، هذا ما أعطى عبد الله عمر أمير المؤمنين أهل إيلياء من الامان – وإيلياء هي القدس- أعطاهم أماناً لأنفسهم وأموالهم.
ولكنائسهم وصلبانهم، وسقيمها وبريئها وسائر ملتها، أنه لا تسكن كنائسهم ولا تهدم، ولا ينتقص منها ولا من حيزها، ولا من صليبهم، ولا من شيء من أموالهم، ولا يُكرَهون على دينهم، ولا يُضَارّ أحدٌ منهم، ولا يسكن بإيلياء معهم أحد من اليهود.