كشف مصدر سياسي مطلع، الأربعاء، عن تفاصيل تحذير أميركي تلقاه العراق، بشأن نوايا إسرائيلية، لمهاجمة أهداف على أرضه، تابعة لفصائل مسلحة تقاتل في سوريا.
وقال المصدر اليوم (16 كانون الثاني 2019)، إن “وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، أبلغ، لدى زيارته العراق مؤخرا، رئيس الوزراء عادل عبدالمهدي، بأن إسرائيل قد تقصف في أي وقت، أهداف داخل الأراضي العراقية، ترتبط بفصائل مسلحة تقاتل في سوريا”.
واضاف المصدر، الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن اسمه، لحساسية المعلومات التي يدلي بها، أن “بومبيو، أبلغ عبد المهدي، بأن واشنطن لن تستطيع أن تقف إلى الأبد، في وجه الرغبة الإسرائيلية بقصف مقرات داخل العراق تعود للفصائل المسلحة التي تقاتل في سوريا”، مشيرا إلى أن “بومبيو نقل وجهة النظر الإسرائيلية التي تقول بعدم جدوى مهاجمة مقرات هذه الفصائل داخل سوريا، لأنها تعود كل مرة إلى تنظيم صفوفها والانطلاق من العراق مجددا”.
وتابع، أن “الولايات المتحدة مقتنعة بهذا التفسير الاسرائيلي، لكنها ما زالت ترفض السماح لتل أبيب بتنفيذ غارات داخل الأراضي العراقية”. ويضيف، بأن “الولايات المتحدة تقدر عواقب تعرض أي هدف داخل الأراضي العراقية، لاعتداء إسرائيلي، بغض النظر عن السبب”.
وعبر المصدر عن قناعته، بأن “إسرائيل ربما توشك فعلا على اتخاذ قرار بمهاجمة أهداف داخل الأراضي، تابعة لفصائل تقاتل في سوريا”.
وكان الجيش الإسرائيلي، وضع “الاشتباك مع أطراف عراقية”، ضمن قائمة أخطر 10 تحديات تواجهه في المرحلة المقبلة، وفقا لدراسة صادرة عن معهد بحثي تابع لجامعة تل أبيب، نشر تفاصيلها يوم أمس (15 كانون الثاني 2019).
وزاد المصدر، أن “الرسالة التي نقلها بومبيو إلى عبدالمهدي، سبقتها رسالة أخرى، صادرة من السفارة الأميركية ببغداد، ونقلت إلى زعماء بعض الفصائل العراقية المسلحة، عبر وسطاء”.
ومضى يقول، إن “مضمون الرسالة يقول: إذا تعرض مبنى السفارة الأميركية في العراق للقصف، سيهاجم الجيش الأميركي جميع مقرات الفصائل العراقية المسلحة في بغداد”.
لكن المصدر يقول إن الولايات المتحدة، إذا ما أرادت الاشتباك مع هذه الفصائل، أو مع إيران، “فلن تستخدم الأراضي العراقية مطلقا”.
ويعتقد المصدر أن القوات الأميركية العاملة في العراق، مخصصة حصريا لقتال تنظيم داعش، مشيرا إلى أن “الولايات المتحدة ستسخدم قطعات أخرى، إذا أرادت التعامل مع أهداف جديدة في المنطقة”.
ويقول ضابط عراقي سابق إن “حجم القوة القتالية الأميركية في العراق لا يتعدى 5 آلاف جندي”، مشيرا إلى أن “هذه القوة، قادرة على شن حروب ضد 3 دول في المنطقة، في آن واحد”، ومع ذلك، فإن “استخدام العنصر البشري الأميركي في أي مواجهة قد تشهدها المنطقة، لم يعد واردا بالنسبة للبنتاغون”.
واضاف، أن “الوجود العسكري الأميركي على ارض العراق يتحول إلى عبء إذا ازداد، إذ سيكون هدفا متحركا وسط بيئة معادية، يكلف الكثير على متسوى التموين والتواصل”، وهو ما يفسر توقعه خفض عديد الجنود الأميركان في العراق إلى نحو 2000، في غضون أشهر.
ويقول إن “الأميركان لا يحتاجون قوات برية في حال قرروا الاشتباك مع أي طرف في المنطقة، فهم يعتمدون على التفوق التكنلوجي، والطائرات بشكل أساس”، مضيفا أن “الجيش الأميركي يملك قوة كبيرة في قاعدة أنجرليك التركية، مجهزة للتعامل مع أي تطورات عاجلة في الشأن العراقي”. وتابع، “بعض الطائرات الأميركية الجاثمة في انجرليك، يمكنها التعامل مع أهداف في جنوب العراق وغربه خلال 45 دقيقة من إقلاعها”.
وأوضح الضابط، أن “أعمال الصيانة التي نفذها الأميركيون للقواعد العسكرية العراقية في الأنبار ونينوى، لا تعني انتشارهم فيها، إنما في إطار التعاون مع المؤسسة العسكرية العراقية”.
لكنه، يستبعد أن “تصغي الولايات المتحدة، لمن يطالب بخروجها من العراق كليا في الوقت الحالي”، موضحا أن “واشنطن مهتمة بالتقديرات التي تصدر عن مراكز أبحاث بارزة بشأن قدرة تنظيم داعش على إعادة تنظيم صفوفه، في حال حصل على فسحة”. وتابع، أن “الولايات المتحدة لن تمنح داعش هذه الفسحة مجددا، بعد خطئها في تقدير قوة التنظيم العام 2013”.