1 البنتاغون بعد ماتيس: هل سقط جدار برلين؟ صبحي حديدي
القدس العربي
في وزارة الدفاع الأمريكية، البنتاغون، ثمة برامج تخطيط متعاقبة لا ينتهي أجل واحد منها حتى يتبعه برنامج آخر؛ ويستوي الأمر أن يقع الإقرار من جانب الإدارة مباشرة، أو يخضع لمصادقة الكونغرس حيث يتعالى الشدّ والجذب حول الميزانية. وهكذا، على سبيل الأمثلة فقط، ثمة «ستراتيجية الدفاع القومي»، وهي الأمّ؛ ثمّ «المراجعة الدفاعية الرباعية»، التي تُجرى كل أربع سنوات؛ و«الستراتيجية العسكرية القومية»، التي تختص في كيفية توظيف القوى العسكرية لحماية الأمن القومي (!)؛ دون أن يغفل المرء تقارير أخرى ذات طابع أخصائي، مثل «ستراتيجية بيئة المعلومات»…
غير أن ما يُكتب على الورق، ويُنشر بعضه القليل على الملأ ويُحتفظ بمعظمه طيّ الكتمان، ليس بالضرورة ذاك الذي يعتمده البيت الأبيض، أو وزارة الخارجية، أو مستشار الأمن القومي؛ بل يحدث أحياناً أن تسير مقتضيات الستراتيجيات هذه في واد، وتسير القرارات على الأرض في واد آخر مختلف، أو حتى مناقض. ولعلّ أبرز الأمثلة ما وقع مؤخراً من تضارب فاضح، بدا أقرب إلى المهزلة في الواقع، بين ما قالته ستراتيجية الدفاع القومي للبنتاغون السنة الماضية، وما جرى على الأرض عملياً، خاصة لجهة دور القوات الأمريكية المنتشرة في سوريا وقرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بإعادتها إلى الوطن، «بعد إتمام المهمة» كما قيل، أو بالأحرى كما يُقال في كلّ حالة مماثلة.
وحين تمّ الإعلان عن هذه الستراتيجية مطلع العام 2018، بلسان جيمس ماتيس وزير الدفاع يومذاك، لاحظ المراقبون لشؤون البنتاغون ــ وربما لشجونه، أيضاً ـ ثلاثة فوارق عن غالبية الستراتيجيات السابقة: أنّ ماتيس ألمح إلى أنه هو المؤلف الأبرز لهذه الستراتيجية، وليس أجهزة الوزارة البيروقراطية المعتادة؛ وأنّ فقرات الوثيقة العلنية كانت، ثالثاً، وجيزة على غير العادة (11 صفحة، مقابل 64 لآخر وثيقة ستراتيجية أصدرها البنتاغون)؛ وأنها، ثالثاً، صُنّفت تحت بند السرّية. وانخراط ماتيس المباشر في تبنّي الوثيقة كان يشير، في المقام الأوّل، إلى أنه سوف يسهر شخصياً على حسن تطبيقها ميدانياً؛ ما خلا أنّ ترامب كان يرى رأياً مخالفاً، فخرج على وزير دفاعه بتلك التغريدة المباغتة بصدد الانسحاب من سوريا، وكان طبيعياً أن يحفظ ماتيس بماء وجهه ويكتب خطاب استقالته. ولكي تتخذ المهزلة وجهة أكثر احتفاء بالدراما، سارع ترامب إلى اختصار الفترة التي حددها ماتيس لبقائه في منصبه، فأقاله وخلع عنه فضيلة الاستقالة!
في كلّ حال، هذه الدراما، مثل تلك الفوارق الثلاثة، لا تبدّل كثيراً من جوهر تقارير البنتاغون، ليس لعجز جيو ـ سياسي أو ضعف في الرؤى الستراتيجية أو حتى قصور لغوي لدى نطاسيي البنتاغون؛ بل ببساطة لأنّ الكثير من سياسات الولايات المتحدة تتصف بثبات بعيد المدى وطويل الآجال، أياً كانت هوية ساكن البيت الأبيض. العالم في عقيدة البنتاغون لم يتغيّر كثيراً منذ سقوط جدار برلين وانهيار نظام القطبين وأفول الحرب الباردة، بل إنّ الصورة تعطي اليقين، وليس الانطباع فقط، بأنّ الإنسانية في العام 2008 لم تغادر العام 1988 إلا زمنياً فقط، وليس جيو ـ سياسياً أو جيو ـ عسكرياً. عالم واحد ثابت، وإلى الجحيم بأيّ وجميع المتغيرات والهزّات والانقلابات، دولية كانت أم إقليمية، داخلية أمريكية أم خارجية كونية، إيديولوجية أم سياسية أم ثقافية… وبالمعنى العسكري، وهو ميدان البنتاغون وعلّة وجوده، العالم كما هو: صورة طبق الأصل عن الحال ذاتها التي اقتضت، قبل خمسة عقود، إعداد سيناريوهات تعبوية وقتالية ولوجستية لمواجهة الخصم الافتراضي!
مثير، أيضاً، مقدار تشابه التقارير التي اعتادت الوزارة رفعها إلى الكونغرس كلّ أربع سنوات، وتأخذ صفة البرنامج العقائدي والعسكري والتكنولوجي والإداري والمالي للوزارة طيلة السنوات الأربع اللاحقة. ومن المعروف أنّ عقود الحرب الباردة جعلت تحرير مثل هذه التقارير مسألة روتينية للغاية، لأنّ العقيدة لم تكن تتغير ما دام الخصم على حاله، وما من حكمة تبرر تجميد هذا الخطّ أو ذاك في الصناعات العسكرية، بل الحكمة كلّ الحكمة في تطوير أجيال الأسلحة كافة.
على مستوى العقيدة العسكرية كانت الرؤية الدفاعية، وتحديداً في عهد رونالد ريغان وطور «حرب النجوم»، قد نهضت على مفهومين ستراتيجيين:
ـ أشكال التعامل مع النزاع الخفيف، أو LIC، والذي لقي اهتماماً محدوداً في السبعينيات إثر هزيمة فييتنام، لكنه اكتسب حيوية خاصة في مطلع الثمانينيات مع إحياء اهتمام البيت الأبيض بالعالم الثالث. ريغان، من جانبه، ارتقى بالمفهوم ليعطيه أولوية عسكرية في ولايته الثانية، حين انتقل اهتمام الإدارة من سباق التسلح النووي إلى التسابق على اجتذاب أنظمة الجنوب، خصوصاً تلك التي كانت موالية للإتحاد السوفييتي.
ـ أشكال التعامل مع النزاع المتوسط، أو MIC، وهو القتال الذي تخوضه القوات الأمريكية ضدّ قوى كبرى في العالم الثالث. وإذا كان الـ LIC مخصصاً لمواجهة ضروب حرب العصابات والجيوش الصغيرة المحدودة (كما في مثال باناما)، فإن الـ MIC مخصص لحرب واسعة النطاق تشترك فيها قوّات وصنوف وأنظمة قتالية عالية المستوى والتدريب والتسليح (كما في مثال العراق).
جديد ريغان تضمن أيضاً ما أسماه مخططو البنتاغون بـ«حرب ونصف»، حين افترض هؤلاء أنّ الولايات المتحدة قد تجد نفسها متورطة في حرب شاملة على نطاق أوروبا ضدّ حلف وارسو (وهذه هي الحرب الكاملة)؛ وتجد نفسها في الآن ذاته أمام احتمال مواجهة محدودة تكميلية في أنحاء مختلفة من العالم الثالث (وهذه نصف حرب). ولكي تكون القوات الأمريكية قادرة على التعامل بكفاءة عالية مع قوّات حلف وارسو، وقادرة في الآن ذاته على ردع أي جيوب متمردة في العالم الثالث، فقد توجّب استحداث وحدات عسكرية على درجة من القوة توازي، وتتوازى مع، قوّات الحلف الأطلسي. وفي أواخر عهد ريغان وبدايات عهد بوش، بدأ الحديث يتعالى عن ستراتيجية اسمها «حربان ونصف»: واحدة لحلف وارسو، وثانية لقوى العالم الثالث الكبرى (العراق، الباكستان، وإيران لاحقاً)، ونصف حرب لدول وجيوش من نوع باناما وغرينادا.
طريف، في ضوء هذه الحيثيات وسواها، أن يقرأ المرء ما تقوله ستراتيجية ماتيس (إذْ يصحّ، بالفعل، نسبتها إليه حتى بعد الإطاحة به)، عن بعض بلداننا: روسيا تعزز نفوذها في المنطقة، على نحو يبدّل المعادلات المحلية خدمة لمصالحها، وعلى نقيض مصالح الولايات المتحدة والحلف الأطلسي (وكأنّ على موسكو أن تخدم مصالح واشنطن والناتو!)؛ وأمّا إيران فإنها تخلق «قوساً من النفوذ وانعدام الاستقرار والمنافسة على الهيمنة، مستخدمة النشاطات الإرهابية، وشبكة متعاظمة من الموالين، وبرنامجها الصاروخي». وفي قلب هذا التشخيص، وإلى جانب المصطلح القديم حول «الأنظمة العاصية»، ثمة ابتكار لتوصيف جديد (لا ندري إذا كان ماتيس صاحبه، هنا أيضاً) معادٍ للولايات المتحدة، هو «القوى التحريفية». وهذه، غنيّ عن القول، تختلف عن مدلول التحريف في المعجم الستاليني، لأنها تشير إلى أقطاب على غرار روسيا والصين، «ترغب في صياغة عالم متناسب مع نموذجها الأوتوقراطي، مكتسبة سلطة النقض على القرارات الاقتصادية والدبلوماسية والأمنية للأمم الأخرى»!
في كلّ حال، لا يلوح أنّ عالم ما بعد رحيل ماتيس وستراتيجياته سوف يختلف كثيراً عن العالم الذي رسم البنتاغون خططه الكبرى وكأنّ جدار برلين قائم منيع، وحلف وارسو على قدم وساق؛ في انتظار تغريدة جديدة من ترامب لا تستذكر إسقاط ذلك الجدار بالضرورة، بل تشيّد أمتاراً إضافية في الجدار العتيد… مع المكسيك!
2 لم يعد هناك ما يثير الاستغراب في الوضع العربي المزري اللاهثون وراء رضا الولايات المتحدة و التطبيع مع اسرائيل بروفيسور سعد ناجي جواد راي اليوم بريطانيا
شخصيا لم يعد هناك ما يثير استغرابي حول ما يجري في الكثير من الأوساط العربية. خاصة بعد فاجعة احتلال العراق قبل حوالي ستة عشر عاما عندما تم الكشف عن العدد غير القليل من الأشخاص الذين تعاونوا مع الاحتلال بل و شجعوا هذه العملية الحمقاء من عراقيين وعرب وإيرانيين. وزاد من هذا الشعور المُحبِط مشاهدتي اشخاصا، كانوا قبل ايام قليلة من الاحتلال قياديين في حزب البعث والدولة، يتهافتون على الترحيب بالمحتل او بمن جاء معه. ولا كيف فلسف بعضهم موقفهم هذا بانهم كانوا قد تعرضوا لظلم النظام، في حين كان اغلبهم يذهبون الى هذه اللقاءات بالسيارات التي منحهم إياها النظام السابق، عدا الامتيازات الكبيرة، او من علل عمله بانه زيارات صداقة لرفاق قدماء!!! الى غير ذلك من التبريرات الواهية. ولا حتى انقلاب مواقف كثيرين كانوا يَدّعونَ معارضة بل ومقاومة الاحتلال الى لاهثين وراءه او وراء عملاءه من اجل المناصب او المشاركة في الفساد.
ومع تصاعد التدهور في القيم والمباديء والاخلاق الوطنية لم يكن خبر قيام وفود عراقية (رسمية) بزيارة (اسرائيل)، مستغربا، ولا الأخبار عن تقارب بعض الأنظمة معها مما حدا بنتنياهو وغيره من المسؤولين الاسرائيلين للتصريح بان العلاقات الإسرائيلية مع بعض الأنظمة العربية الان أقوى وأمتن و أوسع واشمل من اي وقت مضى. كما أني لم افغر فاهي من صدمة مشاهدة صور لمجموعة من الصحفيين (العرب) وهم في زيارة لاسرائيل، ولا للعد القليل من الاعلاميين ( العرب) الذين يدعون جهارا للتطبيع مع اسرائيل. ولا عندما سمعت بزيارات بعض الأشخاص والمسؤولين لفلسطين المحتلة، او عندما قرأت ان مسؤولين اسرائيلين كبارا وصغارا زاروا دولا عربية، (ولو ان ما يواسي النفس ان غالبية هذه الامور لازالت تحدث سرا لان من يقوم بها يعلم ماذا سيكون مصيره وكيف سينبذ من أهله وشعبه). ولا من دعوات وسائل إعلام كثيرة لنزع سلاح المقاومة الذي تمكن من وضع حد للغطرسة الإسرائيلية. و اخيراً لم أُدهٓش لتصريح وزير الخارجية الامريكي الأخير بان (شخصيات رسمية عراقية) طلبت منه، بعضها خطيا، بإبقاء القوات الامريكية في العراق. ولا من تبرير بعض المتحدثين في الشأن السياسي العراقي الذين من على الفضائيات بداوا يفلسفون مسالة هذا الطلب بحاجة العراق للدعم الامريكي في الوقت الراهن لكي يستعيد مكانته!!!!. كل هذه الامور، وغيرها كثير جدا، أصبحت بالنسبة لي، ولكثيرين جدا غيري بالتأكيد، مسائل متوقعة في هذا الزمن الرديء.
اذكر انني قبل الاحتلال، وعندما كانت الاستعدادات له قائمة على قدم وساق، كنت أجادل من يقول ان خلاص العراق و تحقيق ديمقراطية و رفاهية فيه، و إقامة دولة تحترم حقوق الانسان و الحريات، سيتم على يد الولايات المتحدة. كنت اقول لهم ان هذه الأهداف السامية لا يمكن ان تحققها دولة مثل الولايات المتحدة، التي حتى وإن تناسينا تاريخها الأسود في كل المناطق التي تدخلت فيها، فلا يمكن ان ينسى العراقيون دورها في حصار بلدهم لمدة ثلاثة عشر سنة، و التسبب في مقتل اكثر من مليون و ثمنمائة الف عراقي بينهم اكثر من نصف مليون طفل، وكان ساستها يتبجحون بذلك، وتسببت في تلويث البيئة العراقية لأجيال قادمة. وان من يفعل مثل هذه الجرائم لا يمكن ان يفكر بمصلحة شعب ما. وازداد إيماني بهذا الرأي بعد ذلك و نتيجة لما اقترفته الولايات المتحدة من جرائم اثناء الاحتلال و بعده، وكيف انها قتلت او تسببت في قتل اكثر من مليون ونصف عراقي في الأقل، و رَمَّلَت و يَتَمَت الملايين، ناهيك عن تدمير دولة العراق بالكامل، ولا تزال مستمرة في ذلك، و فتحت الأبواب لكل من هب ودب في ان يتدخل فيه، وجعلته ساحة يلعب فيها الاٍرهاب والفساد كما يشاء، كل ذلك خدمة لاسرائيل التي يتهافت ضعاف النفوس على كسب رضاها، اسرائيل التي تعتبر تدمير العراق من اهم أهدافها، اسرائيل التي شكر رئيس وزرارائها الأسبق أولمرت الرئيس الامريكي الأسبق بوش الابن على تدمير العراق و (إنهاء خطرا كان يتهدد اسرائيل، كما قال في كلمته بعد انتهاء ولاية بوش)، اسرائيل التي احتلت فلسطين و شردت شعبها بالكامل، وارتكبت من المجازر ليس بحق الشعب الفلسطيني فقط وإنما بحق الشعب العربي من مشرقه الى مغربه، و بدعم من الولايات المتحدة التي لا يزال البعض يامل منها خيرا وإصلاحا. لا بل ان اصحاب هذه المواقف لم يسألوا انفسهم السؤال البسيط وهو اذا كانت الولايات المتحدة حريصة على بناء عراق قوي فلماذا حرصت على تدميره وتسليط الفاسدين والطائفيين والفاشلين على مصيره؟
ليس الغرض من هذه الكلمات، وهي قليل من كم هائل من الحقائق التاريخية والحوادث التي عاشتها الأجيال العربية واكتوت بها، هو جعل الداعين الى التطبيع المذل واللاهثين وراءه، بثمن او لمواقف طائفية او سذاجة، ان يعودوا لصوابهم، لان هذا امر بعيد المنال، خاصة مع نفوس جُبِلَت على العمالة والخيانة والمصلحة الذاتية، ولكنه محاولة متواضعة وامل يراود النفس وحُلم في ان تكون الأجيال القادمة أوعى من الجيل الذي امتهن بعض افراده الخيانة و الذل و الفساد. وان لا يكون هذا النفر القليل الضال نموذجا لهم.
3 العين الإسرائيلية على العراق.. تل أبيب تكشف وتتحدث وتفاخر عن العلاقة الجديدة وإنجازات التطبيع مع بغداد.. فأين القوى والأحزاب والشخصيات الوطنية كمال خلف راي اليوم بريطانيا
تحدثت العديد من التقارير بعد مرحلة سقوط بغداد عام 2003 عن دخول اسرئيل إلى العراق، وتكثيف نشاطها الاستخباري داخله، تحت غطاء الاحتلال الأمريكي، ولكن بشكل سري، كان يحكى عن تواصلها مع عدد من شخصيات عراقية معارضة قبل هذا التاريخ، ومن نافل القول أن ثمة وجود إسرائيلي و تأثير في كوردستان العراق، حيث لعبت تل أبيب دورا في تشجيع الكرد على الاستفتاء للانفصال العام الماضي .
العين الإسرائيلية كانت دوما على العراق الذي قاتل في كل حروب العرب ضد إسرائيل منذ العام 1948، ولم ينهي حالة العداء لها حتى بعد سقوط بغداد وتشكيل نظام سياسي جديد
في الآونة الأخيرة تبدو الهجمة الاسرائيلية نحو العراق في غاية الشراسة، وتبدو إسرائيل مصممة على اختراق العراق اجتماعيا عبر صفحات خصصتها للتواصل مع عراقيين، وسياسيا عبر فتح قنوات اتصال مع النخبة السياسية هناك .
كانت الصفحة التي اعلنت وزارة الخارجية الإسرائيلية تحت عنوان” إسرائيل باللهجة العراقية” في موقع فيس بوك صدمة كبيرة ومؤشرا على سياق إسرائيلي نهم لفتح علاقة مع بغداد.
الباحث الإسرائيلي، المحاضر في جامعة بار إيلان، إيدي كوهين، كان قد كشف الستار عن نتائج هذا الجهد نحو العراقيين، وكان قد أطلق تصريحات قال فيها أن هناك نوابا عراقيين أو اشخاص من طرفهم قد زاروا إسرائيل ضمن وفود رسمية من الحكومة العراقية، بحسب قوله.
وزعم كوهين أن “الوفود فاوضت على حل الأحزاب الشيعية في العراق وسوريا ولبنان ودول الخليج، وبحثت سبل التطبيع مع إسرائيل”.
كذلك فعلت الخارجية الاسرائيلية و كشفت ايضا أن ثلاثة وفود حزبية عراقية ضمت 15 شخصا، زارت إسرائيل خلال العام الماضي 2018، وبحثت قضايا خاصة بإيران والتطبيع. وأشارت الخارجية الإسرائيلية في بيان نشرته على موقعها الرسمي في “تويتر”، أن “زيارة الوفد العراقي الثالث إلى إسرائيل جرت قبل عدة أسابيع”.
وأضافت أن “الوفود ضمت شخصيات سنية وشيعية وزعماء محليين لهم تأثيرهم في العراق، زارت متحف ياد فاشيم لتخليد ذكرى المحرقة، واجتمعت ببعض الأكاديميين والمسؤولين الإسرائيليين”، مشيرة إلى أن الخارجية الإسرائيلية تدعم هذه المبادرة دون إيضاح الهدف منها.
لم يعد الأمر قابلا لوضعه في إطار التحرش الاسرائيلي بالعراق، طالما أن جهات رسمية وإعلامية إسرائيلية تكرر هذا الكلام و تتحدث عن خرق في العلاقة بين الطرفين .
ولذلك انتقلت كرة اللهب إلى بغداد سريعا وتم البدء بتداول الملف على نطاق واسع .
النائبة في البرلمان العراقي عالية نصيف، وصفت وضع اسمها ضمن مجموعة أسماء نواب نشرها الصحفي الإسرائيلي إيدي كوهين أدعى بأنهم زاروا إسرائيل، بأنه مدفوع والنشر لم يكن اعتباطيا.
وكشفت النائبة العراقية أن “كوهين على علاقة مع شخصية سياسية قيادية عراقية يرأس كتلة في البرلمان والتقى به في قبرص وبلا روسيا، وقد يكون اتفقوا على هذه الأسماء”.
ولم تعلق بغداد رسميا على ما أوردته الخارجية الإسرائيلية، أو ما زعمه كوهين. وذلك في الوقت الذي لا يقيم العراق علاقات دبلوماسية مع إسرائيل، ولا يعترف بها.
الا ان وزير الخارجية العراقي محمد الحكيم كان قد أعلن قبل أيام موقف العراق الداعم للقضية الفلسطينية في المحافل الدولية . وتمسك العراق بالمبادرة العربية وحل الدولتين
اما رئيس البرلمان العراقي، محمد الحلبوسي، فقد كلف ، لجنتين برلمانيتين بالتحقيق في مزاعم زيارة ثلاثة وفود عراقية إلى إسرائيل عام 2018، وأمر الحلبوسي، لجنتي الأمن والدفاع، والعلاقات الخارجية بالتحقيق في مزاعم تل أبيب.
وعلى إثر ذلك، دعا النائب في البرلمان العراقي، حسن الكعبي، وزارة الخارجية العراقية، بفتح تحقيق حول أنباء عن زيارة 3 وفود عراقية لإسرائيل، خلال العام الماضي. فيما وقع وزير المالية الإسرائيلي موشيه كحلون قبل أيام قليلة، على مرسوم يشطب العراق من قائمة “الدول الأعداء” لإسرائيل حتى نهاية شهر مارس المقبل.
البعض في العراق لديه تفسيرات لهذا كله، يقول أحد السياسين لصحيفتنا أن ما يجري داخل العراق يتسق مع وجود حلفاء للمملكة العربية السعودية في البلاد ، وأن اتجاههم نحو إسرائيل في إطار مشروع كبير هم جزء بسيط منه .
المرسوم الذي وقعه وزير المالية الإسرائيلي موشيه كحلون ينص على أنه سيتم التعامل مع العراق حتى 31 مارس المقبل على أنه “ليس عدوا بالمعنى المطلوب ضمن الأمر التجاري”.وهذا يتيح التبادل التجاري مع بغداد . لم يكن هذا القرار اعتباطيا من تل أبيب إنما يعطي المزيد من المؤشرات على اندفاعة المشروع الإسرائيلي نحو العراق وعلى انه يحقق نتائج .
صحيفة “معاريف” وفي تقرير لها تحدثت عن الشركات التجارية الإسرائيلية التي اخترقت العراق واشارت إلى إن أكثر من 70 شركة إسرائيلية من جميع فروع التجارة والصناعة تعمل في العراق بشكل شبه علني، وتقوم بتسويق منتجاتها للعراقيين
ومن بين تلك الشركات شركة الحافلات (دان) التي تبيع الحافلات المستعملة،وشركة (ربينتكس) لبيع الدروع الواقية من الرصاص، وشركة سول، وهي من كبريات الشركات الإسرائيلية لبيع الوقود، والتي حصلت على مناقصة لتجهيز الوقود للجيش الإسرائيلي بملايين اللترات شهريا، وشركة(دلتا) لصنع ملابس النسيج وشركات أخرى لإنتاج العدد واللوازم الكهربائية ومواد البناء وأنابيب الري، وشركة طمبور للدهانات، وشركة ثامي لأجهزة تنقية المياه وغيرها بعد أن تقوم هذه الشركات بإزالة الدمغة على منتجاتها بأنها صنعت في إسرائيل ووضع ملصقات أخرى تشير إلى أنها صناعة أوربية أو عربية.
تدعي إسرائيل في وسائل إعلامها أنها استطاعت نسج تواصل وعلاقات مع المجمتع العراقي عبر وسائل التواصل وعبر صفحات وصل عدد المتابعين لها إلى الملايين، الا في العراق من ينفي هذا ويؤكد أنها دعاية إسرائيلية وحرب نفسية ضد العراق .
على العراق والنخب السياسة فيه أن تولي اهتماما بهذا الملف، وأن تعلن التصدي له و وان تعلي الصوت في المنابر السياسية والإعلامية، وأن لا تخلي لإسرائيل الساحة للحديث عن إنجازتها في العراق بهذا الشكل . هناك في العراق أحزاب قوى وشخصيات وطنية تقع عليها المسؤولية .
4 تطبيقات النظرية النسبية في العراق المحتل حامد الكيلاني العرب بريطانيا
النظرية النسبية في هذه المرحلة من تاريخ العراق يمكن أن تكون مصدر إلهام للمهتمين بمعرفة أو قراءة أو تجريب محاولة الفهم البسيط لهذه النظرية التي يتداولها الجميع وفي عقول الكثير منهم لوعة عدم الاقتراب منها، والاكتفاء بنظرة تساؤل عميقة لصورة ألبرت آينشتاين الذي كان تلميذا فاشلا على حد رأي معلميه التقليديين.
تطبيقات جيوسياسية فيها من الواقعية ما يفسر كيف أن الاحتلال الأميركي للعراق أدى إلى إلغاء الوطن الذي كنا نعرفه واستبداله بعراق إيراني بمواصفات مختلفة، رغم أن الأرض هي ذاتها والشعب هو ذاته بخلطته ذاتها من العرب والأكراد والتركمان وبلغاتهم وأديانهم ومذاهبهم وطوائفهم، ومن يعيش معهم من إثنيات وُلدت قبل ظهور الأديان السماوية بآلاف السنين.
من تطبيقات النسبية في العراق أن الجيش انتقل من الدفاع عن حدود الوطن إلى داخل المدن بقرار الاحتلال الأميركي وعملاء نظام ولاية الفقيه، تاركا الحدود للإرهاب والميليشيات والمهربين وزوار الفجر من أجهزة الاستخبارات في العالم، والبنادق استدارت لتطوق المدن أو تهدمها بنسبية مقررة.
بوابة العرب الشرقية باتت مفتوحة للحرس الثوري وفيلق القدس وقاسم سليماني، وجولة الانتخابات ثم الضغوط لتشكيل الحكومة بينه وبين المبعوث الأميركي بريت ماكغورك وعبر كل الأطراف أطلقت مفهوم النسبية في العلاقات الأميركية – الإيرانية، واتضحت بعدم اللقاء المباشر بينهما والاكتفاء بالوسطاء كما في مشاهد الكوميديا.
هذه النسبية في العلاقة بين الولايات المتحدة وإيران قرّبت الحدود الإسرائيلية من حدود العراق بما يجري من تهديدات وزارة الدفاع الإسرائيلية للعراق باحتمال توجيه ضربات لقواعد صواريخ إيرانية بإمرة الحشد الميليشياوي، إضافة إلى ما تداوله الإعلام في الأيام الأخيرة عن أكثر من وصلة تصريحات تختفي خلفها اهتمامات إسرائيلية تستند على خبرة بملف العراق وضعت العراق في مناخ تدخل أو احتلال نسبي آخر عرف طريقه أولا عبر الشركات الأمنية المتعددة.
استحضار التاريخ للانتقام هو تطبيق يبسط انعدام الزمن إلى حدود التصفير، وذلك يشمل المسافات على الأرض، ويتوسع في أبعاد الانقلابات ضمن نسيج المجتمع العراقي الموحد بالقفز من الحب إلى الكراهية التي ستكلف العراقيين كثيرا للعودة إلى نقطة انطلاق جديدة فرطوا بها تباعا من أجل خطابات طائفية متخلفة، ثم اكتشفوا صعوبة الرجوع إلى الخلف المنشود أو التقدم إلى الأمام، لأنهم سقطوا في الفراغ النسبي الذي تلاشت فيه جاذبية العراق نحو الحداثة وما يتطلع إليه من تحضر وعلم وانفتاح فكري والدعوة إلى حقوق الطفل والمرأة في التعليم والمساواة والاحترام والسفور.
الكتل السياسية والأحزاب في العراق تتخوف من فشل حكومة عادل عبدالمهدي في تنفيذ ولو أجزاء من برنامجها الورقي على الأرض، لأنها تتحسس بموضوعية لا يجانبها الصواب، جثث المتظاهرين وخراب المدن والنازحين وحروب الاقتصاد المشينة، وما تراقبه من تنامي غضب المتظاهرين النسبي الذي قد يتجمع في لحظة متوقعة ليتدفق بعنف كثورة شعبية وجدت لها في الحاضر طريقا للأحاديث الخاصة والإعلامية وفي تجمعات الأحزاب والميليشيات.
كلما أراد أحدهم فتح الملفات الشائكة والمعقدة، من غير ملفات الفساد سيئة السمعة، مثل ملف المناطق المتنازع عليها، يتوجهون إلى ممارسة ذات السلسلة من الإجراءات والتصرفات، ومن كلا الطرفين في إقليم كردستان أو الحكومة المركزية، بالهرب إلى تأجيل النظر في الفقرة الدستورية الخاصة بها أو تطبيقها أو تعديلها مع تعديل أو رفع الألغام الكامنة في الدستور، رغم أن الدستور واللجوء إليه أصبح عملا انتقائيا لتمرير إرادة أحزاب السلطة وشخصياتها.
الغايات في العراق تخضع أيضا للنسبية وأجزائها، فهي إما طائفية وإما قومية وإما دينية وإما عشائرية وإما مزاجية، ولهذا فإن راية العراق الوطنية مهمشة بوضوح في العمق. والحقيقة المؤلمة أن العراق يخوض حرب رايات شكلية في مظهرها، لكن تحت هذه الشكليات هُجِرت آلاف العوائل وقُتل وشُرد الملايين، ورَفْع راية إقليم كردستان فوق مباني الأحزاب في كركوك هو إعادة لسيناريو عالق تحرك مجددا بعدة حلقات في سنجار أو بالهجرة الجماعية للأكراد من مدينة خانقين، ثم رد الفعل السريع في رفع رايات إقليم كردستان في كركوك. ما نؤكد عليه أن التحالفات في العراق عموما، نسبية وتخضع للمصالح وإرادة الخصوم ومدة التوافقات المرحلية ومظلة الاستقواء بالعامل الخارجي.
قضية مدينة سامراء يمكن أن نضعها في زوايا الكوارث المؤجلة التي سبق وأن أدت إلى الحرب الأهلية في بداية عام 2006 عندما تم تفجير المرقد الديني الذي أعاد ترتيب أوراق المدينة التاريخية طائفيا، وأدى إلى عزل المدينة القديمة عن الحياة لفرض واقع الانقسام باستخدام المرقد وعائديته المذهبية كأثر لإشعال حرب طائفية استنفدت غاياتها في تلغيم النسيج الاجتماعي، وتأجيل أي حوار يبتغي فتح ملف المدينة ومعاناة أهلها.
كان الرد على فتح ملف واقع مدينة سامراء يتماهى مع نص مكرر للسلطة الحاكمة وأحزابها وأعلامها مفاده “هل تريدون إعادتنا إلى المربع الأول”، رغم أن المربع المقصود هو مصيبة المصائب في عراق الإحتلالين الأميركي والإيراني، ومنه انطلق هذا العراق الذي صار نهبا لأوهام أحزاب وميليشيات المشروع الإيراني بسعيها لصناعة سلطات متجانسة ومجتمعات متجانسة مع مراقد متجانسة، ولو بالقوة وتزييف التاريخ، مع المشروع الإيراني.
5 تقارب الرياض وبغداد يقلق أتباع إيران في العراق علاء حسن Hg,’k hgsu,]dm
في وقت تجسد التقارب السعودي العراقي، بتشكيل مجلس تنسيقي بين البلدين في أكتوبر عام 2017، لتعزيز التعاون الاقتصادي والأمني، فضلا عن استعداد المملكة العربية السعودية للمشاركة في إعادة إعمار المدن المحررة من سيطرة تنظيم داعش، وتنفيذ مشاريع استثمارية في القطاعات الزراعية والصناعية والنقل وتأهيل المنافذ الحدودية لزيادة حجم التبادل التجاري بين البلدين، أبدت جهات عراقية موالية لإيران، عدم ارتياحها لانفتاح العراق على محيطه العربي خاصة مع الدول الخليجية وفي مقدمتها السعودية. ومع ترحيب معظم القوى السياسية بتحقيق مزيد من التقارب بين بغداد والرياض وبما يخدم مصالح الشعبين الشقيقين، تعمدت تلك الجهات عرقلة تنفيذ مشاريع استثمارية أعلنت شركات سعودية استعدادها لتنفيذها في محافظة المثنى، باستصلاح مساحات واسعة من الأراضي لتطوير القطاع الزراعي وتوافر فرص العمل لآلاف العاطلين.
استعادة العراق مكانته
كان خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، قد أكد خلال استقباله لرئيس البرلمان العراقي محمد الحلبوسي بالرياض في وقت سابق، على دعم المملكة للعراق آملا في استعادته لمكانته في المنطقة بعد تحقيقه النصر العسكري على تنظيم داعش، فيما أعلنت الدائرة الإعلامية في مجلس النواب «أن الحلبوسي أبدى رغبة بغداد في أن يكون للدول الشقيقة دور في ملف إعادة الإعمار، سيما السعودية بما تمتلكه من مقدّرات وخبرات ستسهم في إعادة تأهيل العديد من المدن التي تضررت بفعل الإرهاب، أو تلك التي تفتقر للخدمات والبنى التحتية».
وقال المتحدث باسم وزارة التخطيط عبدالزهرة الهنداوي لـ«الوطن»، إن المملكة قامت بتأهيل منفذي عرعر وجميمة الحدوديين لزيادة حجم التبادل التجاري بين البلدين، فضلا عن رغبتها في ربط ميناء الدمام بام قصر في البصرة وتطوير قطاع النقل، واستعداد شركات ورجال أعمال سعوديين لإعادة إعمار المدن المحررة في محافظات نينوى والأنبار وصلاح الدين، مضيفا أن الحكومة كلفت وزير التجارة بتولي رئاسة المجالس التنسيقية من الجانب العراقي لمتابعة تنفيذ برامجها خلال المرحلة المقبلة.
تطوير العلاقات العربية
شددت جمعية الصداقة العراقية السعودية، التي تضم عددا من أعضاء مجلس النواب لتعزيز العلاقات بين البلدين، على أن العراق يحتاج في ظرفه الراهن إلى تطوير علاقاته مع الدول العربية وخاصة مع المملكة لما تمتلكه من حضور دولي وإقليمي فضلا عن مكانتها الدينية والاقتصادية، وقال رئيس اللجنة النائب السابق حسن شويرد لـ«الوطن»، إن الهدف من تشكيل الجمعية هو تعزيز التعاون بين البلدين ودعم الإجراءات الرسمية بإبرام الاتفاقيات ومذكرات التفاهم في المجالات كافة، فضلا عن تقريب المواقف ووجهات النظر تجاه القضايا الإقليمية والمستجدات السياسية لضمان استقرار أمن المنطقة، معربا عن اعتقاده بأن الحكومة العراقية: «بحاجة إلى الدعم السياسي من القوى الممثلة في البرلمان والمشاركة في السلطة التنفيذية لاتخاذ مزيد من الخطوات في إطار التقارب العراقي السعودي».
المالكي وتضليل الرأي العام
وحسب مراقبين فقد اعتاد سياسيون عراقيون موالون لإيران، من أبرزهم أمين عام حزب الدعوة الإسلامية زعيم ائتلاف دولة القانون نوري المالكي، إطلاق تصريحات ضد السعودية، في محاولة لتضليل الرأي العام، وكسب دعم إيران لتحقيق أهداف حزبية. وقال المحلل السياسي علي كريم لـ«الوطن»، إن زعماء القوى السياسية المرتبطة بإيران «لطالما أطلقوا تصريحات ضد المملكة لإثبات ولائهم لإيران متجاهلين مصالح بلدهم وشعبهم، مضيفا أن تصريحات هؤلاء السياسيين جعلت الميليشيات المسلحة تلوح بتهديد دول الجوار، مما جعل الحكومة تقع في حرج شديد وتضطر إلى إصدار بيانات تؤكد فيها رفضها استخدام الأراضي العراقية منطلقا لشن اعتداءات على دول الجوار العربي.
وأكد كريم وقوف قوى سياسية ترتبط بإيران وراء عرقلة تحقيق التقارب العراقي السعودي رغم وجود نص في المنهاج الوزاري يشير إلى أهمية الانفتاح وانتهاج سياسة خارجية مع المحيط العربي تخدم مصالح شعوب المنطقة.
أضرار اقتصادية
دعا خبراء اقتصاديون الحكومة إلى تفعيل عمل لجان المجلس التنسيقي العراقي السعودي بمنح شركات المملكة عقود الاستثمار في المدن المحررة، وقال عضو اتحاد رجال الأعمال العراقيين عباس عبدالحسين لـ«الوطن»، إن الحكومة الجديدة برئاسة عادل عبدالمهدي قادرة على منح عقود إعادة البنية التحتية في المدن المحررة إلى شركات سعودية في إطار تنفيذ توصيات المجالس التنسيقية بين البلدين. وأضاف أن المملكة أبدت استعدادها لتنفيذ المشاريع بأسلوب الدفع بالآجل، وهو عرض لم تقدمه دول أخرى، معربا عن استغرابه من تباطؤ الحكومة من منح الشركات السعودية عقود تنفيذ المشاريع، ويبدو هناك ضغوط سياسية على الحكومة تعرقل البدء بإعمار المدن المحررة.
تدخلات طهران
أكد الخبير الاقتصادي عبدالله الجنابي لـ«الوطن» سعي العديد من القوى السياسية المشاركة في الحكومة الحالية إلى خرق الحظر الاقتصادي على إيران، وقال «إن التدخل الإيراني في الشأن العراقي بعد عام 2003 ألقى بتداعياته على الأوضاع الاقتصادية بالقضاء على الصناعة الوطنية وإغراق السوق ببضائع إيرانية».
وأوضح الجنابي أن سيطرة الميليشيات على المنافذ الحدودية الشرقية للعراق سيسهل دخول البضائع وبكميات كبيرة على الرغم من إعلان الحكومة منع استيرادها تشجيعا للمنتج المحلي، لافتا إلى أهمية الحد من التدخل الإيراني من خلال التعامل مع الدول العربية وفي مقدمتها السعودية لوجود المجالس التنسيقية بين البلدين، داعيا الحكومة إلى التعاطي بمهنية وحيادية في منح العقود الاستثمارية لشركات الدول التي أبدت استعدادها لمساعدة العراق والنهوض باقتصاده.
يذكر أن العراق يعاني أزمة اقتصادية ورثها من سنوات سابقة نتيجة انخفاض أسعار النفط بالأسواق العالمية، وقدرت وزارة التخطيط حاجة الحكومة إلى أكثر من 100 مليار دولار لإعمار المدن المحررة من سيطرة تنظيم داعش.
أبرز مظاهر التقارب السعودي العراقي
تأكيد خادم الحرمين على أمله في استعادة العراق مكانته بالمنطقة
تشكيل مجلس تنسيقي بين البلدين لتعزيز التعاون الاقتصادي والأمني
استعداد السعودية للمشاركة في إعادة إعمار المدن المدمرة بالعراق
قيام المملكة بتأهيل منفذي عرعر وجميمة الحدوديين
ترحيب معظم القوى العراقية بتحقيق مزيد من التقارب بين البلدين
أسباب محاولات ضرب العلاقات
استمرار معاناة العراق وعدم عودته إلى محيطه العربي
تكريس النفوذ الإيراني عبر الميليشيات المسلحة
استغلال السوق العراقي في ظل أزمة إيران الاقتصادية
مخطط إيران في استخدام الأراضي العراقية لمهاجمة دول الجوار
تغييب الدور السعودي في عمليات إعادة الإعمار