استغرب ديفيد سوانسون، مؤلف وناشط وصحفي أمريكي، في مجلة “فورين بوليسي جورنال”، احتجاج برلمانيين ومسؤولين عراقيين على الزيارة المفاجئة والسريعة التي قام بها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لجنوده في العراق، دون لقائه أياً من زعماء العراق.
وقال: “يتمركز في بلدكم 5000 جندي أمريكي، ولم تعترضوا قط لحين قيام رئيسهم بزيارة مفاجئة لهم. وقد غضبتم لأنه لم يعلمكم بأمر الزيارة، ولم يلتق أياً منكم. وعند تلك اللحظة، طالبتم بإنهاء الاحتلال الأمريكي للعراق، وأنتم محقون بالفعل”.
وحسب كاتب المقال، تدخلت الولايات المتحدة في العراق منذ وقت طويل، ودعمت إمبرياليين أوروبيين، وساعدت كلا الجانبين في الحرب مع إيران، ودعمت ديكتاتوراً مرعباً، وقصفت بغداد في حرب الخليج الأولى، وسحبت قوات، وفرضت عقوبات تجويع، وقصفت بشكل روتيني مناطق عراقية، ما أدى لمقتل ملايين، وتشريد ملايين آخرين، وانتشار أوبئة وتدمير البنى التحتية.
وبرأي سوانسون، دربت أمريكا أيضاً فرق موت، وتسببت بإثارة الإرهاب وإغراق المنطقة بالسلاح، وإثارة خصومات إقليمية، ومهاجمة دول مجاورة.
مطالبات
وبعد كل ذلك، تثير صورة لرئيس أمريكي مع جنوده في قاعدة عراقية، مطالبات بخروج تلك القوات، وهو مطلب محمود، بنظر الكاتب الذي يشير إلى إنفاق الحكومة الأمريكية قرابة 1 تريليون دولار سنوياً على الحرب في العراق، ما يعني أنها أنفقت 16 تريليون، منذ مارس( آذار) 2003.
وأضاف الكاتب: “طُلب منا دعم تلك الحرب، والتظاهر بأن تصعيدها سوف ينهيها، ولوم أوباما على اتفاقية وقعها بوش، وتكريم أمريكيين شاركوا فيها…”.
و…إغلاق القواعد
ويخلص إلى دعوة الأمريكيين إلى الخروج من العراق، مع جميع المرتزقة والمتعاقدين، والأسلحة، وإغلاق قواعد وإنزال جميع الأعلام.
وبرأي الكاتب، إذا كانت الولايات المتحدة تريد خيراً للعراق، تستطيع إرسال مساعدات عينية، وتقديم تعويضات، واعتذارات والتعهد بعدم تكرار عملياتها العسكرية هناك، فضلاً عن الانضمام لمحكمة جرائم الحرب الدولية، ومحاكمة كبار الأطراف المذنبة لمحاكمتهم.
ويرى وجرب سعي الإدارة الأمريكية لتحقيق الدمقراطية للأمم المتحدة والتعهد باحترام القانون. ويخاطب إدارة ترامب، قائلاً: “دعونا ننهي حروباً في سوريا وأفغانستان، وفي كل مكان من العالم، خلال العام الحالي، إن لم يكن في الشهر أو الأسبوع القادم”.