بسمه تعالى
إنْ عُدتُم عُدنا٠
بقلم جليل النوري٠٠٠٠٠
ربما من اعظم النعم على الصدريين، بعد نعمة الاسلام والولاية، هي نعمة الحرية، فهم الجهة الوحيدة التي تمشي دون ان تلتفت لامر صادر من خارج الحدود، سواء كان من صديق او عدو، وهذا الكلام اقوله بضرس قاطع، ومن دون اي تردد او اشك،
وهو نابع من تجربة عملية وواقعية لا بنحو الافتراض٠
فمنذ ان مَنَّ الله علينا، بنعمة اتّباع الولي الصدر الشهيد، غرس الله فينا هذا التحرر من كل عبودية، وبقي الصدري منذ ذلك الحين والى يومنا هذا، عزيز غير ذليل، يمكنه ان يضع اصبعه في أعين اي كان بالحق، لا يجامل على حساب المصالح العامة التي تخص دينه ومذهبه ووطنه، مهما كانت النتائج، والشواهد والبراهين كثيرة لا مجال لذكرها، ويكفي ان الصدري ليس ممن يطمع بلعق القصاع، ولا هو ممن يتملق لتقبيل الايادي والاكتاف، فهو حر، يتبع مرجعاً حراً، وقائداً حراً، وهذه نعمة عظيمة، نستشعر بها حين نجالس الجميع، فهم باجمعهم لا يمكنهم ان يضعوا اعينهم باعيننا، ولا يمكنهم تحت اي مبرر ان يفرضوا رايا علينا، وهذه هي الميزة التي يفتخر بها كل صدري، والتي ميزته عن بقية الانتماءات دون تزلف او تحيز او مبالغة او مجاملة٠
ولعل من ابرز معالم الحرية، واكثرها لمعاناً هي رفض كل اشكال الظلم، والوقوف بوجه كل اشكال التبعية، ويمكن ان يكون المصداق العملي لذلك في ايامنا هذه، هو المقاومة الاسلامية، والتي زرع غرسها الولي الشهيد الصدر، وسقى زرعها المقتدى القائد، والتي اثمرت بفضل الله وحسن تدبيره، ان يكون في العراق جيل رافض لكل اشكال الاستعمار، المعلن منه والخفي، المباشر وغير المباشر، وهذه نعمة عظيمة تضاف لأنعم الله اللامُتناهيَة على اتباع مولانا الصدر٠
الا ان المُضحك المُبكي في عراق ما بعد الاحتلال، هو ان الذي كان يُبرّر للمحتل وجوده، ويدافع عنه، ويعتقل ويقاضي كل مقاوم شهر سلاحه بوجه الاحتلال، تراه اليوم يرفع سيفه المُتصدّيء من شدة الكذب والتدليس، ويحاول ان يكون في الصف الاول من المقاومين، وان يطرح نفسه زعيما للمقاومة، مُتناسيا ان محرك البحث (الگوگل)، قد خزن وجوه المقاومين واحاديثهم ومواقفهم وشهداءهم وجرحاهم ومعتقليهم، وفي الوقت نفسه، قد حفظ وجوه المُدافعين عن المحتل والجالسين في بيته الاسود، فعليه فان المُزايدة بموضوع المقاومة، مع المقاومين الاصلاء، وعلى راسهم الصدر الزارع والصدر الساقي، هو خرط قتاد، وضحك على الذقون، ولا يتعدى الاستعراض الاعلامي المُستَهلَك في سوق الدجّالين٠
وفي الختام، اود أنْ أبيحَ سراً له علاقة بابرز حدث حصل في العراق هذه الايام، وهو ان قائدي الصدر قد ابلغني عن موعد زيارة الارعن (ترامب) للعراق قبل قدومه، وقد حدّد المقاومون على أثر تلك المعلومة مكانين مُحتملين للزيارة، وهما اما معسكر التاجي في بغداد، او قاعدة عين الاسد في الرمادي، وكان الشباب بجهوزية عالية ورهن الاشارة، اما فيما يتعلّق بالتريث بالعمل حينها، فهذا قد تُرِكَ أمره لللقيادة العليا، دون النقاش معها بالاسباب، وعليه اقول: إنْ عُدتُم، عدنا، وسنجعل جهنم للكافرين سعيراً٠
وهنا ومن باب الانصاف لابد من شكر الاخ والصديق السيد عادل عبدالمهدي، على رفضه للذهاب الى مقابلة الأرعن (ترامب)، ونامل أنْ تكون هذه فاتحة خير، لقيادة تهتم بمصلحة بلدها، واظهاره بمظهر القوة، لا الخضوع والخنوع والذلة والضعف٠
#جليل_النوري
يوم السبت الموافق للحادي والعشرين من شهر ربيع الثاني للعام ١٤٤٠
المصادف للتاسع والعشرين من شهر كانون الأول للعام ٢٠١٨