كشف مسؤول رفيع في وزارة الدفاع الاميركية ( البنتاغون ) ، الاربعاء 19 كانون الاول 2018، ان عناصر القوات الخاصة الاميركية المنسحبون من سوريا سيذهبون للعراق.
وقال المسؤول في تصريح لمحطة اميركية ان ” 2130 عنصرا من القوات الخاصة الأميركية سيغادر سوريا في الأيام المقبلة تنفيذا لقرار الرئيس دونالد ترامب وسينتشرون في اربيل“.
واضاف ان ” الانسحاب من سوريا سيشمل قاعدة التنف ومنطقة الـ55 في مرحلة لاحقة“.
وذكرت قناة “سكاي نيوز عربية” أن “قوات سوريا الديمقراطية اعتبرت أن الانسحاب الأميركي من سوريا طعنة في الظهر وخيانة”.
وذكرت صحيفة “هاآرتس” العبرية، مساء اليوم، الأربعاء، أن نتيجة إعلان الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، عن انسحاب قواته العسكرية من سوريا، سيكون له عواقب وخيمة، وسيكون له تأثير على كل من روسيا وتركيا والأكراد وإسرائيل أيضا.
وأوضحت الصحيفة أن هناك أكثر من ألفي جندي أمريكي يتواجدون حاليا على الأراضي السورية، وبأنه منذ وصول تلك القوات إلى سوريا، في عام 2015، وهي تحقق نجاحات الواحدة تلو الأخرى، خاصة على تنظيم “داعش”، ومنذئذ توسع العمل العسكري الأمريكي ضد تنظيم “داعش”.
وشرحت الصحيفة مهام القوات الأمريكية العاملة في سوريا، من بينها العمل كمستشارين للمقاتلين الموالين للأكراد، ولجنود “الجيش السوري الحر”، وينخرط عدد أقل للجنود في مهام أمنية وحراسة في مناطق متطرفة، أو منعزلة، في حين يقوى موقف المهندسين الأمريكيين وكذلك الطيارين الذين يتمركزون في مناطق بعينها.
وعزت الصحيفة العبرية المهمة الرئيسة للقوات الأمريكية في سوريا إلى العمل على القضاء على تنظيم “داعش”، وحينما وصلت القوات الأمريكية في بدايتها كانت تعمل على تدريب القوات المحلية لمواجهة التنظيم المميت، عبر ضربات جوية قاتلة.
دعم لوجستي
وأردفت الصحيفة القول بأن القوات الأمريكية العاملة في سوريا، طلبت المزيد من الدعم العسكري واللوجستي لإنهاء مهام عملها في أنحاء سوريا، وبالفعل دشنت الولايات المتحدة في مطلع عام 2016، منصة لهبوط الطائرات المروحية، شمال شرقي سوريا، وبعد عدة أشهر، تم بناء القاعدة الاستراتيجية الأمريكية “التنف” بالقرب من المثلث الحدودي بين سوريا والأردن والعراق.
وحول قرار الانسحاب الأمريكي من سوريا، وإعلان الرئيس دونالد ترامب، الانسحاب الفوري، أشارت الصحيفة إلى أن الرئيس الأمريكي ادعى أنه هزم تنظيم “داعش” في سوريا، وأنه أنهى مهمته فحسب، وعليه الانسحاب، وقد كان، مؤكدة أن مصادر في وزارة الدفاع الأمريكية ودول غربية أخرى تخشى من أن الانسحاب الأمريكي من سوريا، سيؤدي إلى إطلاق يد روسيا وإيران في كل القطر السوري، وإنه سيصبح بإمكان إيران خلق خط مباشر إلى “حزب الله” اللبناني لنقل السلاح، عبر سوريا والعراق.
معارضة إسرائيلية
ولفتت الصحيفة الانتباه إلى أنه سيكون لتركيا نصيب من نتائج هذا الانسحاب الأمريكي، ويتعلق بتعزيز تواجدها في شمال شرقي سوريا، بالقرب من حدودها الجنوبية مع سوريا.
وأفادت الصحيفة العبرية في تقريرها المطول بأن الأكراد، من جانبهم، والذين يقاتلون في شمال شرقي سوريا، والذين اعتادوا على تلقي دعم جوي أمريكي، فإنهم سيجدون أنفسهم في مشكلة أمنية كبيرة، خاصة إذا ما زادت تركيا من قواتها في تلك المناطق.
وأوردت الصحيفة أن إسرائيل تعارض تلك الخطوة الأمريكية، كونها ستعمل على سيطرة إيران على سوريا، بل ستعمل طهران بكل حرية وبقوة في كل الأرجاء السورية، وهو ما تعارضه وتقف ضده، وبقوة، تل أبيب، منذ سنوات.
كما أن السعودية من ناحيتها، والتي تقاتل بهدف منع إقامة قواعد وقوات إيرانية في الشرق الأوسط، هي الأخرى ستكون خاسرة من الانسحاب الأمريكي من سوريا.
وانتقد وزير الدولة في وزارة الدفاع البريطانية، توبياس إلوود، الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بعد تصريحه بشأن هزيمة تنظيم “داعش” الإرهابي في سوريا.
وقال إلوود، على “تويتر” اليوم الأربعاء “أختلف بشدة مع ترامب بشأن هذا الأمر”، مضيفا: “أصبح هناك تنظيمات متشددة أكثر عنفا، والتهديد لا يزال قائما بقوة”.
وحذر رئيس لجنة الدفاع بمجلس النواب (الدوما) الروسي، فلاديمير شامانوف، من “الاسترخاء” بعد تقارير عن توجيه الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بالبدء في سحب القوات الأمريكية من سوريا.
وفي تصريح صحفي، اليوم الأربعاء، قال شامانوف: “هناك مثل يقول: نعيش أطول ونرى أكثر، وذلك أن الأمريكيين لا ينسحبون أبدا من مواقع سبق أن احتلوها، ويبتكرون حيلا ما للبقاء”.
وذكّر البرلماني بأن لروسيا وحلفائها في تسوية النزاع في سوريا تجارب سابقة” في هذا المجال.
وأشار شامانوف إلى أنه، “من الناحية الجيوستراتيجية فإن خطط الولايات المتحدة والتحالف باءت بالفشل، والفضل الأول في ذلك يعود إلى جهود القوات الجوفضائية الروسية وقيادتنا السياسية في التعاون مع تركيا وإيران”، مضيفا: “أما الآن فقرروا (الأمريكيون) اللجوء إلى هذه الحيلة، لتجنب نهاية مخزية”.
واستطرد قائلا: “لكن من وجهة النظر الأخلاقية العادية، فإنها خطوة حكيمة وجيدة لإعادة الوضع الطبيعي إلى هذا البلد الذي طالت معاناته “.
وختم شامانوف بالقول: “دعونا نراقب هذا الوضع عن كثب ولا أنصح أحدا بالاسترخاء، ولا سيما العسكريين في طرطوس وحميميم”، في إشارة إلى القاعدتين البحرية والجوية الروسيتين في سوريا.
وعلمت صحيفة العراق ان “القوات الأمريكية انسحبت من نقطة الكازية في مدينة الشيوخ شرقِ منبج ومن مواقعها في قرية العاشق بريف مدينة تل أبيض إلى القاعدة الأمريكية في مدينة عين عيسى بريف محافظة الرقة تمهيدا لانسحابها الكامل من سوريا”.
وتابع المصدر أن: “القوات الفرنسية انسحبت أيضا من بعض النقاط في منبج بريف حلب وعين عيسى بريف الرقة تمهيدا للانسحاب الكامل من سوريا”.
وعلّق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مساء الأربعاء، على القرار الأمريكي بشأن سحب القوات من سوريا، قائلا “سندافع عن أنفسنا”.
وقال نتنياهو “خلال اليومين الماضيين تواصلت مع الرئيس الأمريكي ووزير خارجيته بشأن عزم واشنطن سحب قواتها من سوريا.. وأوضحوا أنه توجد وسائل أخرى لممارسة النفوذ في المنطقة”.
وتابع قائلا “سندرس الجدول الزمني لهذا القرار وأسلوب تطبيقه وسندرس أيضا التداعيات بالنسبة لنا”.
وأضاف رئيس الوزراء “في أي حال من الأحوال سنعمل على ضمان الحفاظ على أمن إسرائيل وسندافع عن أنفسنا”.
وذكر مصدر عسكري تركي أن الولايات المتحدة ستسحب قواتها من شمال شرق سوريا بشكل جزئي قبيل بدء الجيش التركي عمليته العسكرية المرتقبة في المنطقة.
وقال المصدر العسكري التركي، في حديث لوكالة “سبوتنيك” الروسية: “ستسحب الولايات المتحدة الأمريكية قواتها من المناطق الحدودية التي ستكون مسرحا للعمليات في المرحلة الحالية، وذلك وفقا للاتفاق الذي تم التوصل إليه بين تركيا وأمريكا، وهذا الانسحاب سيكون جزئيا”.
وأضاف المصدر: “تملك الولايات المتحدة نحو 15 قاعدة عسكرية في الضفة الشرقية لنهر الفرات، لذلك فإن انسحابها بشكل كامل من المنطقة أمر غير وارد حيث ستقوم بتقليص عدد جنودها فقط في هذه المرحلة وذلك قبيل بدء الجيش التركي عمليته العسكرية في شرق الفرات”.
وتابع: “قد تنسحب الولايات المتحدة من المنطقة بشكل كامل في المرحلة المقبلة، إلا أن هذا سيستغرق وقتا طويلا”.
وأكد المصدر العسكري “أن الجيش التركي يخطط لزيادة وجوده العسكري في المناطق التي سينفذ فيها العمليات العسكرية ضد ميليشيات وحدات حماية الشعب وسيقوم بالسيطرة عليها مع فصائل الجيش السوري الحر وفق الاتفاق بين تركيا والولايات المتحدة”.