يلتقي رئيس الوزراء نتنياهو في هذه الأثناء وزير الخارجية الأمريكي بومبيو في بروكسل وأوقد معه في مستهل اللقاء الشمعة الثانية من عيد الحانوكا اليهودي. بدأ اللقاء بجلسة انفرادية حيث يبحث رئيس الوزراء والوزير بومبيو التطورات الإقليمية.
قال نتن ياهو انه يتطلع لمحاربة ايران في العراق
وذكر وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، على تصريحاته الحازمة ضد ايران بشأن اختبارها الصواريخ البالستية مؤخرًا، ونقل رسالة حازمة لحزب الله “
وقال نتنياهو في بيان مقتضب عقب الجلسة “أشكرك على كل ما قمت به وعلى تصريحاتك الحازمة حول آخر انتهاك ارتكبته إيران بإطلاقها صواريخ بالستية”.
وتابع “أتطلع إلى أن أبحث معك السبل للعمل معًا من أجل صد العدوان الإيراني بالمنطقة – بسوريا والعراق ولبنان وفي أماكن أخرى ومن أجل مواصلة جهودنا الرامية إلى تحقيق السلام والأمان للجميع”.
وفي مطلع اللقاء بين بومبيو ونتنياهو أوقد الاثنان الشمعة الثانية من عيد الأنوار (الحانوكا) اليهودي.
وتوّجه رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى العاصمة البلجيكية بروكسل، بمرافقة رئيس الموساد يوسي كوهين، ورئيس هيئة الأمن القومي مئير بن شبات، والسكرتير العسكري لرئيس الوزراء آفي بالوت.
ومع إنطلاقه الى بروكسل أعلن نتنياهو في بيان “أتوجّه الآن الى بروكسل للقاء هام مع وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو”. وتابع “إننا على تواصل دائم مع أصدقائنا الأمريكيين. سأناقش مع مايك بومبيو مجمل التطوّرات في منطقتنا وسنتداول بالأساليب التي نتخذها سويًة لأجل كبح العدوان من قبل إيران وأذرعها في الشمال. كما سنناقش شؤون أخرى”.
وكان يُفترض أن يعقد اللقاء بين بومبيو ونتنياهو يوم بعد غد الأربعاء في مدينة ميلانو الايطالية، في إطار جولة يقوم بها وزير الخارجية الأمريكي، ولكن تم تغيير موعد ومكان اللقاء بسبب جنازة الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش الأب.
ويرجح أن يكون على طاولة البحث مسألة الغارات الإسرائيلية الأخيرة التي طالت أهداف ايرانية في مطار الكسوة جنوب دمشق، وفي الجنوب السوري بمحافظتي درعا والقنيطرة، والتي أسفرت عن تدمير عدة مبانٍِ يُعتقد أنها مستودعات سلاح ايرانية، حسب تقارير اسرائيلية.
وكانت قد قدّمت سوريا شكوى للأمم المتحدة يوم الجمعة، في أعقاب الهجوم الذي نُسب الى سلاح الجو الإسرائيلي ليل الخميس- الجمعة، جنوب دمشق. وقالت إن “الهجمات الإسرائيلية المتكررة، بما في ذلك الهجوم على منطقة الكسوة الليلة الماضية، تثبت أنها (إسرائيل) تدعم المنظمات الإرهابية، وتحاول إطالة أمد الحرب في سوريا”.
ولطالما توعدت إسرائيل ضرب أي محاولة للتموضع الايراني في سوريا، وكانت قد طالبت بإبعاد القوات الايرانية عن حدودها 80 كيلومترًا، باتفاق مع الجانب الروسي.
هل صفقة القرن محط النقاش؟
ليس معلومًا اذا كان اللقاء بين نتنياهو وبومبيو سيتناول الخطة الأمريكية للسلام في الشرق الأوسط التي تعرف إعلاميًا باسم “صفقة القرن”، أم لا. ولكن قد يشير بعض المحللين الى احتمال طرح الملف، في ظل التقارير مؤخرًا حول تسارع الأحداث نحو عرض الخطة مطلع العام المقبل 2019.
فقد كان أعلن السفير الإسرائيلي في الأمم المتحدة – داني دانون، الأسبوع الماضي، أن الإدارة الأمريكية تحاور اسرائيل حول عرض خطة السلام في مطلع العام 2019.
يذكر أن البيت الأبيض أشار مؤخرًا الى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سيقوم بمناقشة الخطة لمعاينة التفاصيل الأخيرة للصفقة التي تسعى الى إنهاء قرن من الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.
يذكر أن روسيا قامت بنشر منظومات دفاع جويّة “اس-300” في سوريا في أعقاب حادثة إسقاط الطائرة الروسية من طراز “اليوشن 20” في الأجواء السورية وقبالة سواحل طرطوس، في أيلول/ سبتمبر المنصرم، والتي أسفرت عن مقتل 15 جنديًا روسيًا. وحمّلت اسرائيل المسؤولية الكاملة لذلك، معبترة أنه انتهاك للاتفاقيات الروسية الإسرائيلية الموقّعة في عام 2015 للحيلولة دون وقوع حوادث تصادم بين قوات الجانبين في سوريا.
ومنذ بدء النزاع في سوريا في 2011، قصفت اسرائيل مئات المرات أهدافًا عسكرية للجيش السوري أو أخرى لحزب الله والمليشيات المحسوبة على ايران، في سوريا.
وتشير تقديرات استخباراتية غربية الى وجود 32 ألف مقاتل غير سوري يقاتل الى جانب الجيش السوري من جنسيات لبنانية وعراقية وأفغانية وإيرانية وآسيوية. وقال التقرير إنه وثق مقتل الآلاف منهم منذ اندلاع الأزمة السورية، ويقدر المرصد السوري المعارض مقتل 8004 عنصرًا من القوات غير السورية منذ عام 2011، ومقتل 1665 عنصرا من قوات حزب الله اللبناني.