اعتبر الخبير في شؤون الزراعة والمياه تحسين الموسوي، الاثنين، ٥ تشرين الثاني ٢٠١٨، ان المتداول من الانباء عن أسباب النفوق الجماعي للاسماك، بعيد عن الواقع.
وقال الموسوي في تصريح صحفي ان ما حدث ليس وليد الساعة وانما يعود الى العام 2010، حيث قامت شركة امريكية وهي شركة انماء بالتعاقد مع شركة الشرق الاوسط وفيما بعد تحولت الى جمعية لمربي الاسماك، بادخال شحنة من الامهات لغرض التفقيس ملقحة بمرض فايروسي من موطن الاستيراد.
وتابع الموسوي: التلقيح لا يمنع وجود المرض اذ ان المرض كان موجودا من البداية في الاسماك عندما ادخلت ووزعت على المربين العراقيين، حيث قامت هذه الشركة بتربية هذه الامهات الحاملة للفايروس الى ان اصبح وزنها بحدود 1.5 كيلو،، وتم توزيعها بعدد 500 الى كل اصحاب المفاقس و550 الى كردستان.
وقال الموسوي: هذه تفاصيل فنية دقيقة اوردها حصرا.
وتداول نشطاء عراقيون صورا وفيديوهات، تظهر نفوق العديد من الأسماك في نهري دجلة والفرات.
وتظهر المقاطع المتداولة مئات الأسماك متكدسة على ضفاف نهر الفرات بمحافظة بابل، وسط ذهول أهالي المنطقة.
وأضاف الموسوي: حذرت من هذه الكارثة قبل اكثر من أسبوعين، وطلبت من وسائل اعلامية ايصال صوتنا الى الجهات المعنية حول الكارثة، لان ما يتداول على مواقع التواصل الاجتماعي والسوشيل ميديا وحتى على لسان المسؤولين هي بعيدة عن الواقع.
وتابع: الذي حدث ان هذه الاسماك بدأت بنشر المرض من خلال تداولها بين المربين، بعد ذلك كونت موطناً لنفس المرض، وصاحبتها شحة المياه والتلوث البيئي الحاصل في نهري دجلة والفرات مما سبب هذه الكارثة، وتحدثنا قبل اكثر من شهر الى اننا سنفقد الثروة السمكية بنسبة 100%، مشيراً الى وجود امراً اخطر في الوقت الحاضر حيث ان انتشار هذه الوفيات بنسبة الاف الاطنان تشكل خطرا حقيقيا على الانسان، اذ رصدت بقع زيتية ليست نتيجة المواد النفطية وانما نتيجة تفسخ هذه الاعداد الكبيرة من الاسماك الميتة.
وقال الموسوي: على الدولة الاستعانة بوزارتي الدفاع والداخلية وفرق الانقاذ التطوعية لاخراج الوفيات وطمرها صحياً والتخلص منها عن طريق المحارق والدفن الصحي.
واستطرد: لا توجد الى الان تدابير كافية وسيتفاقم الامر كلما انخفضت درجة الحرارة اذ سيؤدي ذلك الى نسبة وفيات اكثر، والامر لا يخلو من خطورة لان المياه ملوثة بشكل كامل ما ينقل امراض خطرة منها ما يكون بصورة مباشرة كالاسهال والمغص المعوي، ومنها تراكمية مما لا يمكن الكشف عنها مبكراً وهي من مسببات الامراض السرطانية.
وأضاف: شخّصنا المرض اكثر من مرة وبعثنا الرسائل لكن للاسف، نلاحظ غياب تام ولا يوجد دور للحكومة العراقية ولا لمنظمات المجتمع المدني ولا حتى للوزارات المعنية ولا حتى للمواطن العراقي بصورة عامة.
وتعزو وزارة الزراعة العراقية المشكلة إلى انخفاض منسوب المياه في نهري دجلة والفرات وقلة الإيرادات المائية من تركيا، فضلا عن ارتفاع معدلات التلوث في النهرين. من جهتها، أعلنت وزارة الصحة والبيئة تشكيل فريق للتحقيق في ظاهرة نفوق الأسماك.
وكشف الموسوي عن ان “هذه الاحداث مرت على العراق قبل العام 2003، ففي العام 2001 تم استيراد مجموعة من الاسماك من دولة هنكاريا بمعدل 5 كيلو من الامهات وزعتها في حينها الدولة العراقية على المفاقس في الصويرة، وبسبب عدم حجرها في ذلك العام في المستوصفات البيطرية وعدم اتخاذ الاجراءات اللازمة سببت من العام 2001 الى العام 2002 نسبة دمار كامل للثروة السمكية.
وتابع الموسوي: هذا ما يمكن ان اوجزه في الوقت الحالي، الوضع خطير وحرج ونحن نكثف اتصالاتنا بكل الوزارات والدوائر المعنية ونخاطب رئيس الوزراء ورئيس البرلمان كون الموضوع لا يتعلق بجهة او وزارة معينة.
واكد الموسوي على ان المسؤولية اليوم تقع على عاتق وزارة البيئة ووزارة الصحة لكن البيئة لا زالت تبعث بتقارير مضللة للحقيقة والوزارات كلها تدفع باتجاه غير الواقع والحديث من المواطن بعيد عن العلمية، وانما يتأثر بما يدور بالوسط الاعلامي من خلال الرسائل الغير صحيحة من ان هناك سموم وتلوثات.
وختم الموسوي: نلاحظ الان انتقال العدوى الى نهر دجلة من خلال نقل الاصبعيات ونقل المفاقس، وتداول الصيادين يتسبب في نقل المرض اضافة الى شحة المياه الخطرة.