3 مقالات عن العراق في الصحف العربية يوم السبت

1 العراق.. صحوة وطنية بقيادة الأحزاب الطائفية حامد الكيلاني العرب بريطانيا

النظام السياسي في العراق نظام مشهود له بالعمالة وبتعقيدات وإفرازات العقم الوطني التي ألقت بظلالها على تصرفاته وسلوكه، بما يمكن معه تبرير الإسراف في السرقات والاستحواذ على المال العام لضمان عدم تكرار وقائع تعايشوا معها في فترات زمنية معينة، رغم أن البعض ولدوا وفي أفواههم فائض من ملاعق الفضة والذهب.
غير أن النظام انتقل، بأحزابه ومصالحه، إلى التكيف مع إرادات تتجاوز التصفيات الجسدية في الآلاف من الاغتيالات المتفرقة، والتي عملوا عليها كوظائف يومية على غرار العمليات الممنهجة في أجهزة القمع، حيث التُّهم ملقاة على قاتل مجهول، في سجل بصفحات لا تحصى ولا تعدّ من تاريخ الجرائم في العراق.
توصيفات الإدانة لتلك الأحزاب بالعمالة للنظام الإيراني والاحتلال الأميركي أو باللصوصية والفساد والطائفية والتخلف؛ بعد تجربة ردات فعلهم خلال 15 سنة، صار من الواضح جدا تعاطيهم معها بمنطق “العجين والطين”؛ فنحن غارقون مع توصيفاتنا في اللياقة والأدب والحشمة قياساً إلى صرخات شعبنا وأهلنا من الشمال إلى الجنوب واستغاثاتهم طلباً لطعام أو ماء أو فتات كرامة باقية بعد موجات من الإرهاب والميليشيات وعصف أسوأ نظام ديمقراطي، تفوق على أعتى الأنظمة الدكتاتورية في ممارساته وخلق تبريرات تعذيبه وغدره، وفرحه بمآسي الشعب عامة، بما لا يدع ثغرة نقد لأي تقييم منصف يعتبر النظام خصماً وعدواً لا سبيل للتعايش معه تحت سقف وطن واحد. فالاختيار كالمفاضلة بين بقاء النظام السياسي في العراق أو بقاء الشعب.
بين الكوارث المتلاحقة يتبين العراقيون طريقهم للخلاص، فمن أراد الإبقاء على العراق عليه الاعتراف بالهزيمة والفشل، وأن يؤشر بسبابته وضميره على كارثة الكوارث ومصدر العوادم التي غطت النفوس والأرض باليأس وانعدام الثقة بالأمل والإنسانية والمستقبل.
سنة بعد أخرى وكلما توغلت الأحزاب في أمراض سلطة الاحتلال تمادت في اصطياد الشعب، لتتساكن معه بوعود جديدة، تلتف بها حول رقبته لأربع سنوات أخرى من تعبئة برامجها وشهية مشاريعها في سيل لعابها، الذي يشبه ما ينتابنا عند قراءة أو مشاهدة الروايات المقززة عن آكلي لحوم البشر.
مئة ألف إنسان مصاب بالتسمم في البصرة، المدينة التي لو تغنينا بها وبمجدها المعرفي والتراثي والحضاري والفني لما انتهينا، لكنها انتهت لقمة إحصائيات سائغة في فم الميليشيات والتخريب ومشروع التهديم الذي تكفلت به الأحزاب الإيرانية، وتركت البصريين سبايا للعطش والتلوث واحتمالات تفشي الكوليرا، أو أوبئة أخرى في أية لحظة. انتبهوا إلى أعداد النازحين من البصرة والأهوار ومدن جنوب العراق.
البصرة والموصل، ذروتا المأساة العراقية برمزيتهما، لا مكان لهما في الأمم المتحدة واجتماعات هيئتها العامة ولا مجلس أمنها الذي عقد جلسته الخاصة برئاسة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ولا في الإعلام العالمي المنهمك في حالة استذكاره للعراق، باستحضار خيبة الأمل الأميركية في الانتخابات الديمقراطية وتحالفات الكتل السياسية وترشيحات الرئاسات الثلاث، وبالمقابل انتصار المحور الإيراني في السباق إلى البرلمان أو رئاسة الجمهورية ورئاسة الوزراء، أو نسبة أحزان الخسائر الأميركية والإيرانية في الاتفاقات.
ما يصدع الرؤوس هو هزيمة الإرادة الأميركية أو الإرادة الإيرانية أو انتصار أحدهما، حتى أن المخيلة ذهبت إلى أن حيدر العبادي رجل أميركا، بما يعني أن حزب الدعوة منشق إلى طرف أميركي وآخر إيراني، وأن التنسيق في الدعوة إلى اجتماع موسع لزعامات حزب الدعوة هو تقريب لوجهات نظر لمعسكرين لا ينبغي للاختلاف بينهما أن يفسد للود، العقائدي والطائفي والتاريخي القريب والأهم السلطة، قضية.
نكبة العراق تُختصر بما يلحق المشروعين الأميركي والإيراني من هزائم متفاوتة، وبما يجري من تهديدات وتسويات ومراهنات وشفافية أيضاً بعد العقوبات وأثرها في انصياع الملالي لقائمة الطلبات الأميركية، والعودة إلى طاولة التفاوض على الاتفاق النووي الذي يصفه الرئيس الأميركي بالاتفاق من جانب واحد.
التحذيرات من توجيه الحرس الثوري لضربة ميليشياوية ضد المصالح الأميركية في العراق، ارتقت على حد قول جون بولتن، مستشار الأمن القومي الأميركي، إلى إعلان حالة حرب؛ وطبعاً هذه الحرب ستجري على أرض العراق تحديدا، وفي مثل هذه الظروف التي يمر بها، أو على أي أرض عربية تسعى إيران أساساً لإلحاق الدمار بها باعتبارها منطقة استراتيجية وحزاماً لأمنها القومي وضربا لعصفورين بحجر واحد.
ماذا يعني ذلك بالإجمال إلا إهمال الشعوب في حومة تلك الخطابات الرومانسية عن الأمن والسلام والإخاء في نبرة رؤساء الدول الكبرى، وخاصة من الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن، والأدهى ما تحدث به الرئيس الإيراني حسن روحاني عن المظالم التي يتعرض لها نظامه، بما يمثله هذا النظام لشعب إيران، وبما يسعى إليه من نشر للسلام والعدل في المنطقة والعالم.
شعب إيران مغيّب عن منصة الجمعية العامة للأمم المتحدة، رغم أن صوت المقاومة كان حاضرا خارج القاعة ليرمم بعض جروح الشعوب الإيرانية، لكن شعب العراق بجرائم الإبادة المسلحة والإرهاب والميليشيات والطائفية والفقر والجهل والأمراض وغياب التنمية والعطش والتلوث وإعدام بيئته الطبيعية، كان غائبا عن الحضور.
لأن من يمثل العراق وفي صلب رؤية الإعلام العالمي هو الولايات المتحدة الأميركية وتنظيم الدولة الإسلامية الإيرانية، وما بينهما مجرد مهزلة لأحزاب وزعماء عملية سياسية يدركون أحجامهم وأدوارهم وأموالهم وأصواتهم، وما ارتكبوه من سلسلة حماقات بحق شعب لا يمكن أن ندعوه شعبهم، لأن ذلك يجافي الحقيقة، وسيظلون مهما تغيرت جلودهم مختومين بالخيانة لتعاونهم مع المحتل في إذلال وطنهم الأم.
صناديق أو توابيت الموتى الانتخابية لا تشيعها إلى البرلمان إلا ذات الأحزاب والإعلام المرتبط بالأجندات والفتنة المذهبية. برلمان تعوّد العراقيون على رؤية مصيرهم القاتم في جلساته، فالعام والأغلب كتل طائفية وقومية وإثنية وعشائرية تظنها متوافقة على اختيار وانتقاء عبارات سحرية لشحن العداوات والكراهية والانقسام، كلما بردت نار الفصل العنصري المجتمعي وأسباب اتقادها المختلفة.
عندما يؤكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في جلسة مجلس الأمن على أهمية التأمل في الانقسامات الدولية وتأثيرها في مستقبل العلاقات بين الشعوب والأمم، نترجل من صهوة الفوضى الضاربة في أعماق البلدان المصابة بالشعوذة الإيرانية لنتأمل مصير العراقيين بعد أن وسمت مشاريع الاحتلال الأميركي وتصدير فتنة الثورة الإيرانية النظام السياسي في العراق بأقسى وأخطر ما جاد به تاريخ الأنظمة السياسية التي تعتقد أن بإمكانها ترويض الشعوب بالقهر والتجهيل والإبادة.
لكن انظروا بعمق واستمعوا بإصغاء إلى تلك المقولات في مجلس نواب العراق، أو في تصريحات المسؤولين ولقاءاتهم الإعلامية، وكيفية استشعارهم قربَ القصاص في محاولات التنصل من تاريخ ولائهم المطلق للنظام الإيراني ومشروعه، أو من تاريخ استجداء ولائهم لاستقدام الاحتلال الأميركي.. الثورة تؤتي ثمارها بشتلات صغيرة، رغم الكواتم وأسلحة الغدر والمناورات واستهداف كل ما يستحق الحياة وجميل في العراق.

2 حزب الدعوة.. هل حان موعد الرحيل؟ د. محمد عاكف جمال البيان الاماراتية

منذ البدايات الأولى لتأسيس الدولة العراقية مطلع عشرينيات القرن المنصرم لم يكن هناك حضور يذكر لأحزاب أو حركات تتبنى أجندة إسلامية، إذ لم تتشكل حركة الإخوان المسلمين التي أصبحت فيما بعد الحزب الإسلامي إلا في منتصف أربعينيات القرن المنصرم.
ولم يتشكل حزب الدعوة إلا في نهاية خمسينياته وأعقبته بعد ذلك بقية الأحزاب والحركات الإسلامية الشيعية. إلا أن جميع هذه التنظيمات، أحزاباً وحركات، سنية وشيعية، لم يكن لها حضور سياسي مؤثر في الشارع العراقي.
إلا أن عام التغيير 2003 شهد لأول مرة في أجواء الاصطفافات الطائفية حضوراً كثيفاً لنشاطات الإسلام السياسي تحت قيادة عدد من الكيانات السنية والشيعية: الحزب الإسلامي، حزب الدعوة، المجلس الأعلى للثورة الإسلامية، حزب الفضيلة، التيار الصدري، التي حصدت أصوات الناخبين في الانتخابات التشريعية الأولى.
وما بعدها وفق هذه الاصطفافات، فمعظم قيادات وكوادر هذه الكيانات لم تكن معروفة داخل العراق بسبب ظروف العمل السري أو بسبب هروبها وإنشاء قواعد لنشاطاتها بأسماء مستعارة في إيران وسوريا وبعض الدول الأوروبية. وقد تصدر حزب الدعوة المشهد السياسي باعتباره التنظيم السياسي الشيعي الأقدم والأبرز الذي كان مستهدفاً من قبل النظام السابق.
هذا الحزب لم يصل إلى سدة الحكم منذ أول انتخابات تشريعية عام 2005 بسبب تفوقه في عدد المقاعد التي حصل عليها بل محصلة للتوازنات القائمة داخل كتلة التحالف الوطني، حيث يجيد الدعويون المناورات في مسارحها ويمتلكون القدرات في توظيف علاقاتهم الإقليمية في التأثير على مواقف الشركاء الآخرين في التحالف.
حزب الدعوة يفاخر بعدد مايدعي بأنهم «شهداءه» ـ وهذا تقليد ليس بالجديد في الحالة العراقية، حيث تفاخر أحزاب أخرى بسجلها الطويل في تقديم الضحايا، ولكن ذلك في الحسابات السياسية أمر يخص الحزب، إلا أن ما يهم الشعب هي البرامج والخطط التي بقدرة هذا الحزب تقديمها في المجالات الحيوية التي تتعلق بالحاضر وما يسعى لإنجازه في المستقبل من أجل توفير مستلزمات الحياة الكريمة للمواطن وعلى رأسها الأمن وتوفير الخدمات التربوية والتعليمية والصحية.
سجل هذا الحزب على مدى خمسة عشر عاماً في سدة الحكم يصعب الدفاع عنه حتى من قبل أقرب المقربين له، لأن هذا الحزب أصبح بنظر الشارع العراقي، وهذا ليس من فراغ، بل حكماً أطلقه المتظاهرون، رمزاً للفساد والفشل والتضليل والتفرقة والتفريط بسيادة وتراب الوطن وغير ذلك الكثير من الأوصاف التي لا تسمح باستمرار تصدره المشهد السياسي.
الحزب يشهد تراجعاً كبيراً في حضوره في المجلس النيابي، فعدد أعضائه الذين فازوا في انتخابات 2018 لم يتجاوز 15 عضواً، معظمهم في ائتلاف دولة القانون، في حين بلغ عددهم ما يقرب من 35 عضواً في انتخابات عام 2014.
ويعاني هذا الحزب من انقسامات عدة في صفوفه وتسود أوساطه المخاوف من خطورة المآلات في حالة خسارته منصب رئاسة الوزارة، ويعمل جاهداً لرأب الصدع في بنيته، وإيجاد صيغة تفاهم وتوافق بين جناحيه في دولة القانون.
حيث عقدت قيادة ومجلس شورى الحزب اجتماعاً مشتركاً في الثاني والعشرين من سبتمبر الجاري ناقشت فيه الظروف والملابسات التي تعترض توحيد وجهات النظر دون ظهور نتائج إيجابية بسبب عمق الخلافات.
بقي حزب الدعوة في صدارة العملية السياسية بسبب بقاء كتلة التحالف الوطني الأكبر في مجلس النواب موحدة برغبة طوعية من مكوناتها أو تحت ضغوط إقليمية، إلا أن هذا الثابت الذي حفظ للحزب هيمنته على الحياة السياسية لم يعد قائماً بعد أن تفككت هذه الكتلة على مستويين، الأول انشقاق تيار الحكمة بزعامة الحكيم.
وتيار سائرون بزعامة الصدر، والذهاب نحو تشكيل كيان سياسي جديد، والثاني التفكك داخل الحزب نفسه حين سار حيدر العبادي بعيداً عن زعيم الحزب نوري المالكي في خوض الانتخابات التشريعية في كيان منفصل تحت مسمى النصر.
قادة هذا الحزب وكوادره يعتبرون التفكك المزدوج الذي حصل داخل كتلة التحالف الوطني بمثابة كارثة تهدد مستقبله، ففي حالة خروجه من الحكم سيواجهون صعوبات جمة في لملمة صفوفه والعودة من جديد إذ ليس لديه رصيد من الإنجازات سوى ما هو سلبي.
فليس أمامهم إذا أرادوا الاستمرار في العمل السياسي إلا الانخراط في كيانات أخرى أو تشكيل كيانات سياسية جديدة هذا إذا لم تفتح ملفات الفساد الكثيرة جداً في عهدهم.
3 بازار المناصب السيادية في العراق احمد صبري
الوطن العمانية

”.. شخصية برهم صالح التي عدها مقربون منه أنها غامضة ولاتعكس مواقفه المعلنة عما يدور في ذهنه، لاسيما المتعلقة بطموحاته الشخصية والسياسية، وضعته في دائرة الشك لدى معارضيه، مما سبب له متاعب داخل حزبه وفي علاقاته مع رئيس إقليم كردستان مسعود البرزاني، ومع بغداد لاسيما تصريحاته المتناقضة حول كركوك وحق تقرير المصير للأكراد واستقلال كردستان.”
يشهد بازار المناصب السيادية في العراق تنافسا محموما بين المرشحين على شغلها. فبعد أن حسم أمر رئاسة البرلمان الذي تنافس عليه نحو سبعة مرشحين بفوز محمد الحلبوسي وسط اتهامات من منافسيه بأنه اشترى المنصب بملايين الدولارات.
فإن منصبي رئاستي الجمهورية والوزراء تشهد صراعا وسباقا محموما حتى من بين نفس الطوائف والأحزاب في مشهد يعكس الانقسام السياسي والمجتمعي.
ويتصدر منصبي رئاستي الحكومة والجمهورية اهتمام وانشغال الشارع العراقي لأهميتهما في تشكيل المشهد السياسي المقبل، فرئاسة الحكومة ـ كما هي الجمهورية ـ تتطلب توافقا سياسيا طبقا لنظام المحاصصة الطائفية التي كانت سمة مابعد الاحتلال.إلا أن المرحلة الحالية شهدت تنافسا غير متوقع لأحقية هذا الطرف أو ذاك، لاسيما الموقف الكردي الذي يسعى لتكريس هيمنته على الرئاسة العراقية.
وأدى الخلاف بين حزبي البرزاني والطالباني إلى صراع على شغل منصب الرئاسة بتنافس نحو 15 مرشحا من كلا الحزبين للفوز بها، غير أن استطلاعات الرأي العام ترجح المرشح برهم صالح للفوز بالموقع الذي يتطلب أن يحصل على موافقة البرلمان العراقي لشغله. والمرشح برهم صالح ليس لطموحه السياسي لاحدود له،وهو الآن على بعد خطوات لرئاسة العراق وهو القيادي الكردي الذي يرفع لواء تجديد حيوية حزب الاتحاد الوطني عبر برنامج إصلاحي قبل أن ينشق عنه ويعود إليه مؤخرا.
وواقعية برهم واعتداله وتعاطيه مع المتغيرات في البيت الكردي لخصها بالقول (الخسارة مرة والتهرب من قرار الشعب مخجل)،والنهج الإصلاحي والتجديدي لبرهم صالح وضعه في مواجهة مع القيادات التاريخية للحزب التي ترفض أي استدارة غير محسوبة في مسار وتوجهات الحزب.
ولد برهم صالح عام 1960 في مدينة السليمانية وترعرع في بيت سياسي، فأبوه قاض وسياسي، وأمه ناشطة سياسية، تحول من مهندس إلى سياسي، سرعان ما انخرط في العمل. ووظيفة والده كقاضٍ فتحت الآفاق أمام برهم صالح الذي جال في مدن الجنوب العراقي، واطلع على عادات وتقاليد عرب العراق أكسبته خبرة وزادته معرفة بأحوال العراق، إذ ساعده والده على تعلم اللغة العربية، عندما كان يدرس الحقوق في جامعة بغداد.
بعد غزو العراق واحتلاله شغل برهم صالح منصب نائب رئيس أول حكومة في العراق شكلها إياد علاوي. ثم نائبا لرئيس الحكومة العراقية، ووزيرا للتخطيط والإنماء في حكومة إبراهيم الجعفري عام 2005، فنائبا لرئيس الحكومة العراقية للمرة الثانية في حكومة نوري المالكي.
وشخصية برهم صالح التي عدها مقربون منه أنها غامضة ولاتعكس مواقفه المعلنة عما يدور في ذهنه، لاسيما المتعلقة بطموحاته الشخصية والسياسية وضعته في دائرة الشك لدى معارضيه، مما سبب له متاعب داخل حزبه وفي علاقاته مع رئيس قليم كردستان مسعود البرزاني ومع بغداد، لاسيما تصريحاته المتناقضة حول كركوك وحق تقرير المصير للأكراد واستقلال كردستان.
وهاجس الانشقاق وتصدع الاتحاد الوطني الكردستاني تخيم على قياداته وقواعده تسببت في شلل وركود في نشاطه، وتبلورت أكثر منذ أن أخفقت زوجة الطالباني هيرو إبراهيم بسعيها لخلافة زوجها في رئاسة العراق، وهو ما اعتبره برهم صالح ترسيخا لمفهوم الوراثة.