لا تزال التظاهرات الشعبية في الجنوب مستمرة بعد ارتفاع أعداد المصابين بالتسمم والأمراض المعوية جراء المياه التي تصل إلى بيوت المواطنين، إلى 80 ألف مواطن وبلوغ عدد المعتقلين لدى القوات العسكرية أكثر من 100 شخص. في المقابل استمر المتظاهرون بالمطالبة بإصلاح منظومات المياه وبناء محطات تحلية لماء البحر ليصبح صالحاً للاستخدام البشري، وإصلاح الكهرباء وتوفير فرص العمل ومحاربة الفساد، والتحقيق بمقتل عشرات المتظاهرين خلال الأسابيع الماضية واصابة المئات، وأعقب ذلك أعمال عنف واسعة النطاق تمثلت بإحراق القنصلية الإيرانية ومقار حكومية ومكاتب أحزاب وتطور الوضع، حتى قامت القوات العراقية بحملة اعتقالات كبيرة لناشطين وقياديين في التظاهرات لا سيما أعضاء اللجان التنسيقية في الأحياء، واختفاء العديد منهم، فيما شهدت الأسابيع الماضية، بروز ظاهرة لم تكن موجودة في البصرة، وهي العثور على جثث لمتظاهرين، قضوا بعد مشاركتهم في الاحتجاجات.
وقال احد الناشطين الذي فضل عدم ذكر اسمه إن “أعداد المتظاهرين الذين تم اعتقالهم منذ بداية التظاهرات في تموز الماضي، وصل الى 120 معتقلاً، تم إطلاق سراح 20 منهم، بعد إجبارهم على التعهد بعدم التظاهر مرة أخرى، فيما بقي قرابة 100 متظاهر في سجون المدينة، والسلطات الأمنية ترفض إطلاق سراحهم، بل وترفض أن يلتقوا بأهلهم وذويهم”.وأضاف أن “أحياء أبي الخصيب، والقرنة ومناوي باشا والجزائر، والقبلة والهارثة، وشط العرب والبراضعية، شهدت الأسبوع الماضي ارتفاعاً كبيراً في أعداد المصابين بالتسمم ومعظمهم من الأطفال والنساء. ومنذ انطلاق التظاهرات وسقوط العشرات من القتلى لم تشهد المحافظة أي تطور على صعيد الخدمات .