أفادت مصادر متطابقة لــــ”الجزائر1” أن مجموعة من العراقيين الغاضبين،قامت منذ ساعات قليلة بمحاصرة مقر السفارة الجزائرية و حاول بعض المتهورين بتكسير زجاج أبواب و نوافذ السفارة و تحطيم السيارات المركونة أمام مقر السفارة، مجددين مطالبهم التي كانوا قد رفعوها مساء الأحد الماضي و الأثنين الماضي أثناء تجمعهم أمام مقر السفارة قبل أن يقوم الأمن العراقي بفضّ تجمعهم بصعوبة كبيرة.
و بحسب ذات المصادر فإن السفير الجزائري ،عبد القادر بن شاعة،قد تم إجلاءه من السفارة تحسبًا لأية طوارئ و تم إحاطة محيط السفارة الجزائرية و مقرها بحزام أمني و قدوم تعزيزات أمنية إضافية لمنع تسلل المحتجين العراقيين إلى السفارة.
و طالب هؤلاء المحتجون بطرد السفير الجزائري وقطع العلاقات الديبلوماسية بين العراق والجزائر، وذلك بسبب قيام بعض أنصار اتحاد العاصمة بترديد هتافات طائفية اثناء اللقاء الكروي الذي جمع بين نادي القوة الجوية العراقي ونظيره اتحاد العاصمة في ملعب عمر حمادي ببولوغين في إطار بطولة الأندية العربية مساء الأحد الماضي، وقد قرر لاعبوا نادي القوة الجوية العراقي الانسحاب من الملعب قبل انتهاء المقابلة بعشرين دقيقة.
و تأتي هذه التطورات الخطيرة بعد “إعتذار” عدد من المسؤولين الجزائريين للعراقيين و لقاء وزير الخارجية العراقي إبراهيم الجعفري بنظيره الجزائري عبد القادر مساهل بالقاهرة و دعوته لزيارة العراق قبل أن يصرح اليوم في لقاء صحفي عقد بسفارة بلاده في القاهرة أن “العراق تنتظر موقفًا واضحًا من الجزائر” و هو الإعتذار الذي لم يشفع للجزائر.
و كان السفير الجزائري لدى العراق ، عبد القادر بن شاعة ، قد أكد أنه لن يستطيع أحد مهما كان ضرب العلاقات التاريخية بين الجزائر والعراق .وجاء في بيان صادر عن السفارة الجزائرية بالعراق اليوم ، أن الجزائر لن تسمح لمشجعين الإساءة لرموز الدولة والقيادة السياسية،مضيفًا ، أنه سيجري سلسلة من اللقاءات مع مسؤولين حكوميين عراقيين لتوضيح للجميع أن الجزائر تقوم منذ فترة من الزمن بمحاربة العنف اللفظي في الملاعب.
وأوضح ذات المسؤول ، أن الشعب الجزائري يكن لشقيقه العراقي كل محبة وتقدير واحترام منذ ثورة التحرير ، مشيرًا إلى ان الجزائر لن تنسى ما قدمه العراق للشعب الجزائري.ونوّه بن شاعة، إلى أن الجزائر لن تسمح لأي كان أن يتسلل بين الطرفين لضرب الرصيد الكبير من المحبة والتقدير.
لكن ما حدث اليوم يعتبر مؤشر خطير و يُعيد إلى الأذهان حادثة اختطاف وإعدام الدبلوماسيين الجزائريين بالعراق سنة 2005 من طرف جماعات إرهابية.
بالرغم من أن الجزائر أعادت فتح سفارتها ببغداد بعد 8 سنوات من الغلق، بعد الضمانات والتعهدات الرسمية التي قدمتها السلطات العراقية بتوفير الحماية الأمنية اللازمة للسفارة الجزائرية وبعثتها الدبلوماسية حتى لا يتكرر سيناريو 2005 حيث تعرضت سفارتنا ببغداد لاعتداء إرهابي مسلح واختطاف دبلوماسيها وإعدامهم فيما بعد.