ذكر موقع “درج” المعني بشؤون الشرق الأوسط، الأحد، ان السلطات العراقية كشفت تورط قاضي كبير في ترتيبات قانونية لتسمية رئيس الوزراء المقبل.
ونقل الموقع عن مصادر عراقية مطلعة، قولها اليوم، 26 آب، إن السلطات في بغداد تحقق مع أحد كبار القضاة الذين اكتشفت السلطات ضلوعهم في “ترتيبات قانونية” تتولى طهران تخريجها بهدف إجراء تعديلات في آليات تشكيل الكتلة البرلمانية الأكبر التي ستتولى تسمية رئيس الحكومة.
وأضافت المصادر أن” السلطات توصلت إلى معلومات موثقة عن وجود اتفاق لتدخل مجلس القضاء الأعلى باعتباره الجهة المشرفة على الانتخابات في تحديد آليات تشكيل الكتلة الأكبر لصالح كتلتي الفتح ودولة القانون المقربتين من طهران.
وأكدت أن “التهمة الموجهة للقاضي هي ضرب استقلالية القضاء وتوريطه في ملف سياسي”، فيما بينت أن هناك ترتيبات قانونية وشيكة لتوقيف القاضي وسجنه، كما أشارت إلى أن “القاضي المتهم التقى قبل أيام في بغداد بقائد فيلق القدس قاسم سليماني، واتفق معه على ترتيب قانوني يتيح للائحتي الفتح بقيادة هادي العامري ودولة القانون بقيادة نوري المالكي تسمية رئيس الحكومة المقبل”.
من جانب آخر أكدت مصادر أخرى على صلة وثيقة بالعملية السياسية في العراق صحة هذه المعلومات، حيث أفاد مسؤول عراقي كبير، ان “ما جرى في قصة هذا القاضي صحيح وخطير جدا”.
وحذر الموقع من ارتفاع حدة الانقسامات بين القوى الشيعية إلى مستويات غير مسبوقة، وأن يرتسم الانقسام الشيعي بين معسكرين يقفان على مسافة شديدة التفاوت مع طهران، وذلك في حال أوقفت السلطات العراقية القاضي المتورط.
وفي سياق متصل، لفتت أوساط سياسية عراقية إلى أن واشنطن ما زالت حتى الآن خارج هذا التجاذب، على رغم ارتباطه بالعلاقة معها، ورجحت أن يكون لتدخلها في حال حصوله دورا حاسما في تغيير معادلة الكتلة الأكبر، فالكورد مثلا وهم اليوم أقرب إلى معسكر طهران في الانقسام الشيعي لن يصمدوا في موقعهم هذا في حال شعروا بحضور واشنطن.
وبحسب مصادر مقربة من تحالف “العبادي والصدر والحكيم”، فان ايران بصدد البحث عن شخصية قريبة منها إلا أنها من المرجح أن لا تكون مستفزة مثل المالكي أو العامري، لكن من جهة أخرى يبدو أن لواشنطن قدرة على خلط الأوراق في بغداد تفوق قدرة طهران، حيث يدرك معسكر العبادي حجم التغيير الذي يمكن أن تُحدثه واشنطن في حال قررت ذلك.
وختم الموقع تقريره بالقول إن “خطوة توقيف القاضي التي تؤكد المصادر ان الحكومة العراقية باشرت الترتيبات القانونية لها ستتولى فرز معسكر شيعي تسود علاقات شديدة التوتر بينه وبين طهران”.