1 استقرار العراق ضمان لأمن الكويت حسن علي كرم الوطن الكويتية

أن يخرج العراقيون من البصرة إلى زاخو بمظاهرات احتجاجية ضد حكومتهم ، مطالبين توفير الكهرباء و الماء و تحسين الوضع المعيشي ، لا أظن أن هناك من لا يفهم حقهم في التعبير ، ذلك أن من أدنى مسؤوليات الحكومة أي حكومة في العالم هو توفير الخدمات و تحسين الوضع المعيشي و توفير العمل للعاطلين ، أيضاً أن يشعل أبناء محافظة البصرة فتيل المظاهرات التي امتد أواره إلى المحافظات العراقية الأخرى و التي منها بغداد ، و لا يهمني أن يتمسخر محافظ البصرة بالمعدات الكهربائية الطارئة التي أرسلتها الكويت لأبناء المحافظة و التخفيف عنهم من غلواء الحر ، و إذا نظن لا شكر على الواجب ، و لكن لا أقل من الشكر و الشعور برابط الأخوة و الفزعة الكويتية لأخوتهم و جيرانهم البصراويين ، و لكن يبدو لم يفهم المحافظ ما معنى الفزعة ، أو أنه يفهم لكنه أراد توظيف الفزعة الكويتية سياسياً بخلاف مقصدها ، لصالح أطراف أو أحزاب ضد حكومة حيدر العبادي ، خصوصا و هنا المقصد أن العراق يعيش لحظات سياسية انتقالية بعد الانتخابات العامة و التي بات الصراع السياسي على ذروته على المقعد الأول الذي بات يستثير الجميع ، فالعبادي ليس وحده في الميدان في ظل الأكثرية الممثلة لقائمة مقتدى الصدر الذي استحوذ على 54 مقعداً بعد إعادة الفرز اليدوي . بذلك باتت التحالفات قد تضع العبادي خارج دائرة الحسبة و عودته رئيساً للوزراء ، من هنا أن استغلال معاناة الناس سياسياً و توظيفه لصالح أحزاب ضد أحزاب أخرى ليس بمستغرب أو مستهجن ، فالسياسة قفز على الجبال ،و اللي تغلبوه العبوه ، خصوصا أزمة الكهرباء و نقص الخدمات ليس حالة ينفرد بها البصراويون و إنما معاناة الشعب من البصرة إلى آخر قرية عراقية ، فالمعاناة واحدة ، و الجوع واحد ، لكن ما لم نفهمه أن يترك المتظاهرون كل ذلك و يتمركزون أمام منفذ صفوان و هو المركز الحدودي الوحيد الذي يفتح على الكويت ، و أن يقوم المتظاهرون بغلق الحدود و إعاقة عمل المركز ، هنا يجدر بأن نتساءل ، ماذا وراء تلك المظاهرات ، و من المحرض ، و لماذا الاتجاه إلى صفوان و ليس إلى مركز المحافظة ، أو الذهاب إلى المنطقة الخضراء في بغداد و التظاهر هناك ، و إجبار بغداد تلبية مطالبهم التي أراها مشروعة …؟!
كان دائماً حكام العراق يصدرون أزماتهم الداخلية إلى جيرانهم ، فكانوا يختلقون أزمات مع الجيران ، مرة على مع إيران ، و مرة على الحدود مع تركيا و الأكراد و مرة مع الأردن و مرة مع السعودية و أما الكويت فالأزمة الحاضرة و الدائمة و الجاهزة التي بإثارتها إبرة تخدير لكل العراقيين …!!
التظاهر أمام مركز صفوان و غلق الحدود ، يبدو رسالة برسم الوصول للكويت ، و علينا أن نبحث الواقفين و المحرضين خلف المتظاهرين ، فمثلما سمعنا مدحا للكويت ، سمعنا شتماً للكويت من عراقيين ، لازلنا نتخوف من وضعنا الحدودي ، و لازلنا نحذر من السياج الحدودي الهش ، حدودنا غير آمنة ، و أمننا غير آمن ، ما بقي الوضع العراقي غير مستقر …