اعتقلت الأجهزة الأمنية الأردنية يوم الأحد، عددا من مؤيدي تنظيم “داعش” في مدينة السلط، بمحافظة البلقاء، وسط الأردن.
وقال منظّر التيار السلفي الجهادي الأردني، محمد الشلبي، المعروف بـ”أبو سياف، في تصريح لـ”خبرني”، إن الأجهزة الأمنية داهمت أحياء في مدينة السلط، منذ الساعات الأولى من فجر الأحد، واعتقلت عددا من مؤيدي تنظيم “داعش”.
وأضاف “أبو سياف” أن الاعتقالات طالت “الجيل الجديد” من مؤيدي التنظيم لعدم وجود قياديين “دواعش” في السلط.
من جانبها، نقلت صحيفة “السبيل” عن مصدر موثوق قوله إن من أبرز المعتقلين رائد حجازي الذي خرج حديثا من السجن.
و اسدلت الأجهزة الأمنية بعد ظهر أمس الستار على العملية الأمنية الواسعة، التي تصدت فيها لخلية إرهابية كانت استحكمت في عمارة بمدينة السلط، حيث خلفت العملية البطولية استشهاد اربعة مرتبات من القوة الأمنية المشتركة، واسفرت عن مقتل ثلاثة من الإرهابيين والقبض على خمسة آخرين ممن يشتبه بتورطهم في حادثة الفحيص التي وقعت يوم الجمعة الماضي.
وفيما شيعت القوات المسلحة والأجهزة الأمنية يوم أمس شهداء الوطن ممن ارتقوا خلال اداء الواجب عبر جنازات عسكرية مهيبة، وأعلنت وزيرة الدولة لشؤون الإعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة جمانة غنيمات، أن عملية المداهمة في السلط “انتهت ظهر اليوم (أمس)”.
وأوضحت غنيمات، في تصريح صحفي، أنّ الأجهزة الأمنية المختصة؛ “مستمرة بتطهير الموقع عقب انتهاء العملية، إذ تعكف على تمشيط المنطقة بالكامل، بعد أن هدمت الجزء المتبقي من المبنى الذي انهارت أجزاء منه أول من أمس، بعد أن فخخه الإرهابيون في وقت سابق، إذ عادت الأمور في الموقع لطبيعتها”.
وبينت غنيمات أن نتائج العملية الأمنية؛ أسفرت عن ارتقاء أربعة شهداء من مرتبات القوة الأمنية المشتركة التي داهمت الموقع، بعد تسطيرهم مثالا يحتذى في الشجاعة والبطولة، والدفاع عن ثرى الوطن.
وأكدت أن “نشامى أجهزتنا الأمنية تمكنوا خلال العملية من القبض على خمسة إرهابيين، وقتل ثلاثة آخرين، ينتمون إلى خلية إرهابية، يشتبه بتورطها في حادثة الفحيص، التي استهدفت دوريّة مشتركة لقوات الدّرك والأمن العام، وأسفرت عن استشهاد أحد مرتبات الدورية، وإصابة ستة آخرين”.
ولفتت غنيمات إلى أن العملية الأمنية تمت استنادا إلى معلومات موثقة، وعمليات استخبارية دقيقة، بحيث نفذت على عدة مراحل، وبتخطيط محترف وخطوات مدروسة، لضمان سلامة المواطنين، وعدم الإضرار بهم، كونها جرت في منطقة مأهولة بالسكان.
وقدمت غنيمات التعازي لذوي الشهداء الذين بذلوا أرواحهم للحفاظ على أمن الوطن وسلامة أبنائه، مؤكدة أن الأردنيين لن ينسوا هذه التضحيات، وأن مكانة الشهداء ستبقى محفورة في ذاكرة الوطن.
كما أشادت الناطق الرسمي باسم الحكومة بمستوى التنسيق والتعاون بين الأجهزة الأمنية، التي “أبدت كعادتها أعلى درجات الحرفية في التعامل مع الحادث الأمني، وكذلك المواطنين الذين كانوا على قدر المسؤولية، وساندوا جهود الأجهزة المختصة واستجابوا لتحذيراتها”.
ويعقد صباح اليوم، وزير الداخلية سمير مبيضين، والوزيرة غنيمات، والمدير العام لقوات الدرك اللواء الركن حسين الحواتمة، ومدير الأمن العام اللواء فاضل الحمود، مؤتمرا صحفيا في مبنى المديرية العامة لقوات الدرك، للحديث حول مجمل الأوضاع الأمنية في المملكة.
وكانت “خليّة أزمة” رسميّة انعقدت فور اندلاع الأحداث في مدينة السلط بعد عصر أول من أمس، لمتابعة أبرز المستجدّات، والوقوف على آخر تطوّرات العمليّة الأمنيّة، وإدارة المشهد الإعلامي. حيث ضمت الخلية رئيس الوزراء، وزير الداخلية، وزير الدولة لشؤون الإعلام، رئيس هيئة الأركان المشتركة، مدير المخابرات العامة، مدير الأمن العام، مدير عام الدرك ومدير عام الدفاع المدني.
إلى ذلك، ابلغ مالك العمارة التي تمت مداهمتها، مساء السبت، من قبل الأجهزة الأمنية للبحث عن الخلية المتورطة في تفجير الفحيص الإرهابي، “الغد” أمس، أنّ المشتبه به الرئيس في الحادثة كان “استأجر شقة في عمارتي قبل 4 أشهر”.
وأضاف صاحب العمارة أحمد عبدالكريم النسور أنّ “(أ، ه، ن) استأجر الشقة الأرضية في العمارة قبل 4 أشهر”.
وأشار إلى أنّ المشتبه به “أصيب وعدد من أفراد عائلته جراء انهيار العمارة بعد أن قام الإرهابيون بتفجيرها”.
وبين أنّ “العمارة مكونة من 6 شقق 3 منها يسكنها هو ونجلاه، فيما الثلاث الباقية مستأجرة من ضمنها الشقة التي كان يسكن فيها المشتبه به الرئيسي في تفجير الفحيص”.
وبادرت الأجهزة المعنية أمس إلى هدم باقي البناء بعد تضرره بشدة جراء التفجير الإرهابي له خلال المداهمة الأمنية.-