كشف مسؤولون محليون عن تفاصيل الهجوم الذي استهدف مسجداً في إقليم باكتيا جنوب شرقي أفغانستان أمس، وأسقط 29 قتيلاً وأكثر من 80 جريحاً.
ونقلت قناة «آريانا» المحلية عن رئيس شرطة الإقليم راز محمد مندوزاي قوله إن «مهاجمين انتحاريين متنكرين في ملابس نسائية، فجرا نفسيهما داخل المسجد أثناء صلاة الجمعة».
ونقلت القناة الأفغانية عن خان أحمد زاي رئيس الإدارة العامة للصحة قوله إن «ما لا يقل عن 29 قتلوا وجرح 80 في الهجوم». وفي وقت سابق أمس، أعلنت الشرطة الأفغانية أن هجوماً انتحارياً استهدف مسجداً جنوب شرقي البلاد في أثناء صلاة الجمعة، وأسفر عن مقتل 25 شخصاً وإصابة 40 آخرين بجروح.
ويعتقد أن تنظيم داعش – ولاية خراسان يقف وراءه ضمن سلسلة هجمات يقوم بها التنظيم في الأيام الأخيرة. وكان شهود عيان ومسؤولون أكدوا أن الانفجار ناجم عن مهاجمة شخص انتحاري كان يحمل حزاما ناسفا داخل مسجد إمام الزمان في المدينة.
وقال ولايت خان أحمدزي مسؤول الصحة العامة في جارديز إنهم تلقوا أكثر من ستين مصابا من الانفجار في المستشفى المركزي في مدينة جارديز.
وتشهد المدن الكبرى في أفغانستان حاليا عمليات متصاعدة لتنظيم داعش – ولاية خراسان، فيما تشهد جبهات أخرى تصعيدا في المعارك بين القوات الحكومية وقوات الناتو الداعمة لها، في مواجهة مقاتلي طالبان الذين وسعوا من نطاق عملياتهم وحجمها في العديد من الولايات الأفغانية، وتمكنوا – حسب قول الناطق باسم طالبان ذبيح الله مجاهد – من استئصال وجود تنظيم داعش في ولايات الشمال الأفغاني، ما أجبر قادة التنظيم العسكريين و153 مقاتلا آخر على التسليم للحكومة الأفغانية في ولاية جوزجان قبل ثلاثة أيام.
ونأت طالبان بنفسها عن تبني أي عملية داخل المدن الأفغانية خلال الفترة الأخيرة بعد تزايد الضغوط على الحركة واتهام الأمم المتحدة لها بالمسؤولية عن مقتل أكثر من ستين في المائة من المدنيين في المواجهات التي تشهدها أفغانستان، كما يضاف عامل آخر لنأي طالبان عن القيام بأي عمليات داخل المدن وهو بدء جولة من الحوار مع الولايات المتحدة قبل أيام في (الدوحة) بقطر حيث المكتب السياسي لحركة طالبان، وقول متحدث باسم الحركة إن الطرفين – طالبان والأميركيين – اتفقا على عقد جولات جديدة من الحوار تمهيدا لبدء مفاوضات سلام وانسحاب للقوات الأجنبية من أفغانستان.
وكانت مدينة جلال آباد شهدت عملية من مسلحي «داعش»، حيث هاجموا مقر مؤسسة رعاية شؤون اللاجئين أثناء اجتماع المسؤولين فيها مع مسؤولي المنظمات غير الحكومية في الولاية لبحث السبل الممكنة لتقديم الدعم لإعادة اللاجئين الأفغان من باكستان، وهو الهجوم الذي أسفر عن مقتل ثمانية عشر شخصا، بينهم إحدى العاملات في منظمة الهجرة الدولية، حسب بيان لبعثة الأمم المتحدة إلى أفغانستان. كما هاجم «داعش» أيضا معهدا لإعداد القابلات في اليومين الماضيين، إضافة إلى هجوم انتحاري قرب المطار الدولي في العاصمة الأفغانية الشهر الماضي أسفر عن مقتل ثلاثة وعشرين شخصا، حسب بيان الداخلية الأفغانية.
في المقابل زادت القوات الأميركية والحكومية الأفغانية من قصفها الجوي والمدفعي لما تقول إنه مراكز تجمع لطالبان وتنظيم داعش في عدد من المناطق.
وفي تطور آخر قالت الحكومة الأفغانية إن القوات الخاصة التابعة لها تمكنت من مهاجمة أحد السجون الخاصة لحركة طالبان في ولاية هلمند وتحرير 61 من السجناء المدنيين.
وقال مكتب الإعلام التابعة لحاكم ولاية هلمند إن العملية جرت في سجن منطقة كجكي التي فيها سد مائي كبير تستخدم مياهه للري وتوليد الطاقة، حيث هاجمت القوات الخاصة الأفغانية منطقة ده بابا كاريز وقامت بإنقاذ واحد وستين من السجناء المدنيين ونقلهم إلى مقر الفيلق 215 في منطقة مايواند في ولاية قندهار المجاورة لهلمند. وحسب بيان حاكم هلمند فإن من ضمن السجناء عددا من الأطفال والشيوخ كبار السن كانت تعتقلهم طالبان، وإن العملية أسفرت كذلك عن اعتقال سبعة من مقاتلي طالبان ومقتل اثنين آخرين.
وكانت الحكومة أعلنت سابقا عن تحرير 58 مدنيا من سجن قلعة موسى في ولاية هلمند قبل ثلاثة أسابيع. غير أن أنباء الحكومة لم يتم التأكد من صحتها من أي مصادر أخرى، فيما لم تدل طالبان بأي تصريح عن هجوم القوات الخاصة على ما سمته سجنا تديره طالبان في هلمند.
لكن موقع الحركة على الإنترنت حمل عدة بيانات قال فيها إن قوات الحركة تمكنت من السيدة على نقطة أمنية هامة في مديرية تشهارسركة «الطريق الرباعي» في مديرية خان آباد بولاية قندوز الشمالية حيث ينتشر مقاتلو طالبان ويسيطرون على العديد من المديريات في الولاية. إضافة لقيام مقاتلي الحركة بقصف المقر الرئيسي للجيش الأفغانية في منطقة زرغون بابا في ولاية بكتيا ظهر الجمعة، دون أي ذكر لتفاصيل الهجوم، وأن مقاتلي طالبان قاموا كذلك بقصف صاروخي على قاعدة جوية في منطقة نادر شاه كوت في ولاية خوست شرق أفغانستان.
من جانبها أعلنت الحكومة الأفغانية أيضا مقتل ثمانية ممن وصفتهم بأنهم من الميليشيات الباكستانية في ولاية كونار شرق أفغانستان، فيما جرح ثمانية آخرون من نفس الميليشيا في اشتباكات مع القوات الحكومية الأفغانية.
وقال بيان صادر عن الفيلق 201 التابع للجيش الأفغاني في ولايات شرق أفغانستان إن العملية وقعت في مديرية ناري، مضيفا أن قوات من الشرطة والجيش الأفغاني ودائرة الاستخبارات الأفغانية قاموا بعملية أخرى في مديرية دو كالأم ما زالت مستمرة ضد المسلحين الباكستانيين، حيث تساند القوات المدفعية والجوية القوات الأفغانية في محاولة للقضاء على الميليشيات الباكستانية داخل الأراضي الأفغانية. وتتهم الحكومة الأفغانية مقاتلي طالبان وتنظيم داعش والجماعات المسلحة الباكستانية بمحاولة بسط السيطرة على مناطق في ولاية كونار وإيجاد موطئ قدم لهم في المنطقة.