11 مقالة عن العراق في الصحف العربية يوم الاربعاء

1 المتظاهرون بالعراق… «مخربون إرهابيون إمعات»! هيفاء زنكنة القدس العربي
«انهم يستحقروننا… لماذا الاحتقار؟»، يتساءل أحد المحامين الخمسين، الذين شاركوا في مظاهرات المدينة المعروفة بانها مركز المرجعية الدينية الشيعية. كل المشاركين هم من اهل النجف. حين لم يستجب أي مسؤول محلي لاحتجاجاتهم، توجهوا نحو المطار، كمحاولة لجلب انظار المسؤولين إلى مطالبهم التي لا تزيد عن التزود بالكهرباء والماء الصالح للشرب. كان جواب المسؤولين اتهامهم بالتخريب والإرهاب. وتم اطلاق النار عليهم. اثنان من المتظاهرين استشهدا وجرح 15 آخرين. قتيلان و40 جريحا في اشتباكات بين متظاهرين وقوات الأمن في كربلاء. «شهداء الحرية»، يقول المتظاهرون. «إرهابيون، مخربون» يقول المسؤولون. أنه رد الفعل المعتاد من الحكومات الفاشلة.
مظاهرات النجف واحدة من عشرات المظاهرات التي عاشتها مدن اخرى، في الاسبوع الماضي. وهي تكرار لمظاهرات واعتصامات عاشها العراق على مدى 15 عاما، من الاحتلال. بدأت، هذه المرة، من محافظة البصرة، جنوب العراق، التي تحوي أضخم حقول وموانئ النفط، في بلد هو ثاني أكبر منتج للنفط في منظمة الدول المصدرة للنفط «أوبك»، بعد السعودية، بطاقة إنتاجية قدرها 4.8 مليون برميل يوميا. مع ذلك، يعيش سكانها فقرا مدقعا، واهمالا لا يليق حتى بحيوان. فالماء غير صالح للشرب والجفاف يهدد الاراضي الزراعية والتيار الكهربائي، لقلته، مصدر الهام للنكات والاغاني والشعر المرير. إيران وتركيا تتحكمان بكميات الماء، مصدر الحياة، كما تستفيد إيران من عقود تزويد الكهرباء مع تحكمها بالكمية. حيث يحصل المواطن على بضع ساعات من الكهرباء، يوميا، في صيف بلد هو الاول عالميا، من ناحية ارتفاع درجة الحرارة، اذ ترتفع في الظل إلى 55 درجة مئوية في شهري تموز وآب. واذا كان أهل مدينة الموصل، شمال العراق، مشغولين بجمع اشلاء القتلى الذين بلغ عددهم 5200 في الشهور الاخيرة، وبعد مرور عام على «تحريرها»، فأن مشكلة البصرة والنجف وبابل وكربلاء والناصرية والعمارة، هي البطالة، عموما، الخانقة لأي أمل قد يحمله الخريج.
«في وضعنا هذا نحن لا نعيش بل نمرر الوقت فقط»، يقول احد الشباب في تعليق على الفيسبوك. مهندسو النفط الشباب، مثلا، لا يتم تعيينهم في البلد الذي يحوي اغنى حقول النفط، بل يتم استيراد المهندسين والعمال أما من الخارج أو تعيين غير المؤهلين نتيجة الفساد. حين تجمع المتظاهرون، على الطريق السريع بالقرب من محيط حقول النفط بجنوب غرب القرنة ـ 2، في الاسبوع الماضي، كان هدفهم الاحتجاج على عدم تعيينهم وهم المؤهلون، المهملون، المحتقرون في بلدهم، من قبل المسؤولين الفاسدين والشركات الاجنبية متمثلة بلوك أويل الروسية، وشركة اكسون موبيل. بدلا من الاصغاء لمطالبهم وتهدئة الامور، أتهموا بالإرهاب، وأطلق عليهم الرصاص.
خشية امتداد الاحتجاجات، بدأت أصوات المسؤولين والمرجعية الدينية، بتقديم سردية بديلة للحقيقة، لتحريض عموم الشعب ضد المتظاهرين. تؤيد السردية التضليلية مطالب المتظاهرين، ظاهريا، بينما تدس، عمليا، اتهامات التخريب، وحرصها على «الممتلكات العامة»، ومن ثم حمايتها الوطن من «التدخل الاجنبي»، كأن العراق واحة للسيادة المتكاملة.
ليست مظاهرات المدن، بضمنها النجف، هي الاولى من نوعها، كما ان سقوط الشهداء بيد السلطة التي تدعي تمثيل السكان، ليس الاول. ففي الاول من تموز/ يوليو، العام الماضي، اطلقت الشرطة النار على المتظاهرين، المحتجين على انقطاع التيار الكهربائي، مما أدى إلى وفاة شخصين وجرح آخرين. برر محافظ النجف، لؤي الياسري، اطلاق النار بأن التظاهرات كانت «تستهدف أمن الدولة والمرجعية العليا». الحقيقة هي وحسب شهود عيان ان «المتظاهرين تجمعوا عند مجمع سكني خاص بطلبة وأساتذة الحوزة الدينية وأحرقوا الإطارات وهتفوا بشعارات غاضبة قبل أن يُطلق عليهم النار». واذا كان التاريخ يعيد نفسه بشكل كوميدي فان المسؤولين وقادة الاحزاب الحاكمة، هبطوا به إلى حضيض المهزلة في اتهاماتهم الجاهزة. اننا نشهد نسخة من احتجاجات واعتصامات أعوام 2011 ـ 2013، في الفلوجة والحويجة والرمادي والموصل، التي تم وصفها بالإرهاب وتصفيتها بالمذابح مع صفقات لبعض رؤساء العشائر. واقترن ذلك بإغتيال الناشطين والقمع المصاحب بتلاعبات التيار الصدري، في مناطق عدة وفي بغداد خصوصا، وبمسار خاص في كردستان العراق.
اليوم، يعود موال توجيه الاتهامات إلى المتظاهرين. حيث يصف عامر الخزاعي، القيادي بحزب الدعوة الإسلامي، مقتحمي مكتب حزب الدعوة الحاكم، بالبصرة، بانهم «مجرمون، آثمون، داعشيون، بعثيون… ويجب ان يعاقبوا». الحقيقة هي ان المحتجين هم من اهل البصرة الذين صبروا على الضيم والاهانة، طويلا، وربما اطول مما يجب، أملا بالاصلاح. فجاء احتلالهم للمكتب، تعبيرا عن نفاد الصبر على رمز للفساد، وتعبيرا عن تقززهم من أحزاب خسرت فرصتها التاريخية في تمثيل الشعب. وهو فعل يتوجب على الحزب الحاكم، فيما لو توفرت النية الصادقة، فهم أسبابه وايجاد الحلول، وبالتالي محاسبة المسؤولين عن حدوثه بدلا من اطلاق النار وتوجيه الاتهامات، المهينة، الجاهزة.
الملاحظ في هذه التظاهرات انها انتفاضة عفوية في المحافظات المحسوبة شيعية، بمشاركة رئيسية من الطبقة المتوسطة من محامين وجامعيين بالاضافة إلى الخريجين العاطلين. مما أجبر عددا من المسؤولين على الوقوف بجانبهم. خصومها هي الأحزاب الشيعية الحاكمة، في بلد بلا سلطة مركزية تقريبا. وأغلب الأحداث تقع في مواقع الفساد والتعسف مثل الحدود مع الكويت وإيران في البصرة والموانئ ومطار النجف ومراكز الأحزاب. لا تبدو للانتفاضة قيادة او شعارات خارج المطالب الخدمية، اي انها انفجار غاضب، فيه تيارات مختلفة، قد تتبناه جهات وقد تحول مساره تلاعبات متناقضة. التحالف الحاكم يتفتت ليس فقط على المستوى الوطني وإنما داخل كل محافظة وداخل كل مؤسسة. وقد لا يستطيع النظام السيطرة إذا ما اختارت قوات الشرطة والجيش الوقوف بجانب اهلهم من المتظاهرين، حينئذ قد تلجأ الاحزاب إلى الاستعانة بميليشياتها المسلحة، وقد يضطر النظام إلى تنفيذ اصلاحات سريعة لاستيعاب الرموز المهنية المحترمة من قبل الطبقة المتوسطة الشيعية.
عموما، نحن على مشارف مرحلة جديدة، غير واضحة المعالم الآن. إلا ان الواضح، تماما، هو الغضب العارم الذي يشعر به المتظاهرون، مؤكدا على ان تغليف الفساد الاداري والمالي والاخلاقي، بمحاربة الإرهاب، واستناد الفاسدين على عكاز المظلومية، شارف على استنفاد صلاحيته. ولن يكون مصير الحكام الحاليين، المستهينين بكرامة المواطنين، افضل من المستعمر البريطاني، متمثلا بالحاكم العسكري كوكس، في عشرينيات القرن الماضي، الذي وصف العراقيين بأن « تسعة أعشارهم من الإمعات»، فكانت ثورة العشرين التي علمته وامبراطوريته درسا لا ينسى.
2 مكافحة “الشعب” أم مكافحة “الشغب” في العراق حامد الكيلاني
العرب بريطانيا
تكالبت مكيفات النظام السياسي لتبريد أعصاب المنتمين إلى ثورة الحر لعزل أصوات الأحرار من بينها، ثم النيل منهم كل على حدة.
العراقيون يتلمسون طريقهم نحو ثورة الأحرار
انتقل العراقيون في ذروة ثورة الحرّ التموزية المتكررة إلى تلمّس طريقهم نحو ثورة الأحرار عندما ارتقت حناجرهم الغاضبة لتغادر تفاصيل الخدمات إلى جذر أزمتهم ومأساتهم ومصيبتهم، لتنال من الاحتلال الإيراني، وذلك بالهجوم على مقرات الأحزاب ذات الماضي الراسخ في خيانة الوطن والأمة.
مقابل ثورة الأحرار تداعت قوى المطافئ من المحللين والصحافيين والإعلاميين والسياسيين، بل حتى من القيادات المتواطئة مع عملية الاحتلال والمحاصصة والتي سعت إلى تقديم نفسها في مناطق فكرية محايدة أو منتقدة للأداء السياسي الحكومي، لإرباك الثورة ومحاولة التصيّد في خطاب عقلنة الشارع المنتفض بالحديث عن مفارقة حرمة المال العام ومؤسسات الدولة ومرافقها، خوفا من أن تنالها أيدي المتربصين المندسين في التظاهرات؛ والحجة أنها أموال الشعب وسيدفعون ثمنها من أموال نفطهم وخزينتهم.
ليس هذا فقط، فالمبررات والأصوات الانتهازية ورد معظمها من المنتفعين والكتبة في المكاتب الاستشارية لإدارة دولة حزب الدعوة والذين هم بحق بعض فيلق الإعلام في الحرس الثوري ومن المفكرين الذين طالما نظروا لولاية الفقيه وصادرات الخميني ومن بعده الخامنئي ووصلت ببعضهم، وهو مداد فخر لهم ولا يحتسبونه إلا من مكارم التذلل، أن يتوسلوا بتقبيل شسع نعل المرشد ليشمل العراق برحمته ويزيل الخونة من حكم العراق ويقضي على الفاسدين واللصوص.
هل هناك التباس أكثر من هذا في مفاهيم الانتماء إلى مشروع الاحتلال الإيراني؟ لذا تكالبت مكيفات النظام السياسي لتبريد أعصاب المنتمين إلى ثورة الحرّ لعزل أصوات الأحرار من بينها، ثم النيل منهم كل على حدة. فالجموع الثائرة لدرجة الغليان من نقص الكهرباء وانعدام الماء الصالح للاستخدام البشري وقلة فرص العمل، يمكن التعامل معها وضبطها بوسائل بدائية وبأسلوب الترضية العشائرية أو الأبوية والأوامر الورقية لرئيس الوزراء حيدر العبادي، الذي استمع جيدا للغاضبين وهم يهتفون ضده وضد حزبه ونظامه وضد عمالتهم.
كانت أصوات المتظاهرين يتردد صداها في إيران، حيث تجتاز شط العرب المبتلى بذاكرة جثث الحرب للآلاف من شباب العراق الذين أجلَوا بشجاعة نادرة لن يعرف فصولها إلا من تعايش معها وذاق ويلاتها وجرّب طعم أفواج الراحلين من الأصدقاء، هؤلاء الرجال أجَّلوا وصول الأحزاب الإيرانية وميليشياتها الطائفية الحاقدة على كل أهل العراق، وبالذات من هم من عرب الفرات الأوسط والبصرة وجنوب العراق عموما قياسا إلى تجربتهم في ردع العدوان الإيراني إبان حرب الثمانينات.
لأنهم بجهالتهم يسقطون من حساباتهم الطائفية الأكثرية من أهل الجنوب وينظرون إليهم كمجرد كتلة بشرية في خدمة أهدافهم وعلى أهبة الاستعداد لتكون، بإشارة من فتوى مرجع ديني أو رئيس ديوان عشيرة أو زعيم حزب طائفي، جزءا من ميليشيا مسلحة تحت إمرة خدم ولاية الفقيه.
تناست أحزاب السلطة الحاكمة في عراق ما بعد احتلال العراق أن أهل الجنوب هم من أبناء العروبة، والأكثر حماقة أنهم تجاهلوا أن يوفروا لهم أبسط مقومات العيش والبقاء على قيد الحياة. رهانهم أن الولاء للمذهب والطائفة يجَبُّ الحياة ويُغيِّب الأصول والانتماء للوطن ولتاريخ الأسر الكريمة وكفاح رموزها سواء في الثورة على المحتلين أو في نضالاتهم السياسية والفكرية والفنية والدبلوماسية.
الغوص في أرومة أهل العراق غوث لكل من ترتبك لديه وحدة المواطنة والمصير، فأشجار الأنساب تختلط فيها الجذور والفروع بأمة العرب، بل إنها تمتزج بالقوميات الأخرى والمذاهب الإسلامية وتتعداها، لمن لا يدرك معنى وأسباب التنوع في العراق، إلى الأديان بحكم الاحتماء وأعراف “الدخيل” والاستجارة بملاذ آمن من خوف وعطش وجوع.
ثلاثة أطواق يتحدث عنها حيدر العبادي أثناء لقاءاته في مدينة البصرة لحماية مقرات أحزابهم ومنازل الفاسدين من قادتها وبظلهم تحضر حماية المنشآت النفطية والحكومية، وهذه الأطواق يصفها الناطق باسمه بنعومة لا نملك معها إلا الابتسام لهذا القرف الوظيفي المذل الذي يبرّئ القتلة من جرائم قتل العراقيين وتدمير مدنهم وتجويعهم والتفريط بكرامتهم.
ماذا لديهم لمكافحة “الشعب”؟ استعمال خراطيم المياه من السيارات الحوضية التي اقترحها أحدهم لحل مشكلة عطش البصرة، لكنّ العراقيين باتوا يفرحون بالمياه لمكافحة شغب الحرارة؛ ولديهم أيضا القنابل المسيلة للدموع والهراوات والرصاص المطاطي والكاميرات التي تلتقط المندسين لملاحقتهم بعد أن يهدأ تموز، ولديهم كذلك الميليشيات بواجباتها الوطنية والسياسية والتأديبية، ومنها ما يمكن أن يأتي كدعم من بيروت أو من طهران أو من سوريا، أو يتم تناقلهم كأفواج زوار للعتبات المقدسة.
حكمة نوري المالكي، زعيم حزب الدعوة الإيراني، ينبغي أن تَشرح لمن التبس عليهم الأمر في لهيب تموز 2018؛ فالحرب الأهلية التي توعد بها العراقيين في حالة تأخير الانتخابات عن موعدها أو إعلان نتائجها وتحذيره المتكرر من مخاطر الفراغ الدستوري، تتحقق في قطع إمدادات الكهرباء من إيران، وقطع الأنهار العذبة من إيران إلى البصرة، وقطع أي احتمال لحدوث تغيير في النظام السياسي الحاكم حتى ولو من داخل الكتل الطائفية، لأن ذلك سيؤدي إلى انفراط تدريجي في الولاء المطلق لأوامر ملالي طهران بفعل الزمن وتآكل الجيل الذي قاتل ضد الوطن الأم.
ما أقدمت عليه ثورة الأحرار ضد عملاء المحتل الإيراني من تجربة دمائها، أن كل أطواق الحماية والتمترس بسلاح الدولة أو بالأحرى سلاح الميليشيات وصبات الكونكريت ومعها القوانين وأنظمة وأجهزة العنف، لن تجدي يوم تتسع الثورة إلى عمل وواجبات يومية، حينها لن تحاصرها دولة تتعاطى بالفساد والرشاوى حتى مع إخماد مطالب مشروعة تتعلق بتوفير المياه أو الكهرباء أو العمل.
الميليشيات الرئيسية تصف وجودها بالعمل السياسي كقوة للدولة وترصين لأمنها، بمعنى أن الإرهاب ستتم قطعا السيطرة عليه إن بانتفاء الحاجة للعمليات الإرهابية أو بتوجيه الإرهاب لأهدافها في التوقيت والمكان المطلوبين أو بمقارعة العصابات والمافيات لأنها فعلا لا تخفى عليها وسائل نضالها السري والعلني حيث التنسيق والاتصال والتكليف والاغتيالات وكواتم الصوت ومكائد الإيقاع بين الجماعات السكانية في خبرة طويلة أثمرت عن دولة ونظام حكم يعرفان كل صغيرة وكبيرة عن كيفية تهديم وتخريب وإشعال الحرائق في مؤسسات الدولة أو تصفية الآخرين.
لكن الحياة تنتصر في النهاية حيث لا حياة دون ماء أو طعام أو عمل أو كهرباء أو كرامة إنسانية. العراقيون لا يمكنهم العيش على وقع سياسة بقاء الحال على ما هو عليه، ليشربوا الطائفية ويتناولوا الفتاوى ويختلفوا على العمالة للإيراني أو الأميركي، أو ليقتتلوا في ما بينهم لينتهوا إلى مقابر توحدهم كإخوة يتصافحون تحت ثرى العراق ويعتذرون لبعضهم.
3 بداية حرب اهلية جديدة في العراق كمال مجيد راي اليوم بريطانيا
مباشرة بعد الانتخابات الاخيرة الفاشلة في العراق انتهت امكانية القيام بعملية انتخابية اخرى، ذلك لأن اكثرية الشعب رفضت الاشتراك في الانتخابات بعد ان تأكدت بأنها سوف لن تؤدي الى تشكيل حكومة وطنية تنفذ مطاليب الشعب وتنهي الاحتلال. من الجهة الاخرى اجمع الاعلام الامريكي والاسرائيلي والسعودي على ضرورة انهاء ” حكم الملالي” في ايران.
والمعروف ان علاقة ايران قوية جدا ً بعدد كبير من المنظمات العراقية كالبدر وعصائب اهل الحق وحزب االله العراقي وجناح نوري المالكي من حزب الدعوة. ثم هناك انشقاق عميق في الصف العراقي وان داعش مازالت تحارب الحكومة والحشد الشعبي في انحاء واسعة من ديالى وكركوك وصلاح الدين ونينوى فاشعال حرب اهلية جديدة قد تكون سهلة وضرورية.
بخصوص المظاهرات في الجنوب العراقي يقول دعاء سويدان في الاخبار اللبنانية هذا اليوم ، الاثنين 16/7/2018: ان هناك (( عوامل عدة توفر للولايات المتحدة اسبابا ً للدخول على خط الحراك المطلبي وجذبها اليه ، في حين تجد ايران نفسها معنية بالدفع الى ضبط الاوضاع أمنيا ً ومن ثم الاشتغال على مسارين سياسي و اقتصادي يلائمان حلفاءها.)) هكذا يرى السيد سويدان ضرورة الربط بين المظاهرات في العراق مع الاوضاع في ايران
قبل اكثر من اسبوع ، بعد تصريحات جون بولتن امام كوادر مجاهدين خلق الايرانية حول نهاية حكم الملالي في ايران، وصلتني رسالة الكترونية مهمة مصدرها جهة موالية لامريكا ومعادية لايران خلاصتها تؤكد على قرب الحرب الاهلية في ايران والتي سوف تشمل حربا ً شرسة ضد (( حكم الاملالي)) في العراق ايضا ً ((بغية انهائه.))
ولم تمر سوى ايام واشتعلت المظاهرات في البصرة، وذلك بالاستفادة من غضب الشعب ضد حكومة الاحتلال ولكنها موجهة ايضا ًضد حكم الاحزاب الموالية لايران بل ضد ايران نفسها. وبسرعة اتجه المتظاهرون في النجف لاحتلال المطار الدولي في وجه الزوار الايرانيين ثم الى شلمجة لغلق الحدود مع ايران.
يؤكد السيد سويدان في مقالته على ((اتساع نطاق التظاهرات الغاضبة التي تشهدها المحافظات الجنوبية وتحولها في غير منطقة الى مواجهات مع القوات الامنية.. )) بينما نقلت وكالة رويترز من جنوب العراق يوم امس (الاحد 15/7/2018) خبر اشعال المتظاهرون النار في مقرات حزب الدعوة والبدر وعصائب اهل الحق وحزب الله. وهذه الكتل كلها لها علاقات معروفة مع ايران. كما نقلت رويترز تفاصيل الاصطدامات المسلحة بين المتظاهرين والعشائر ضد القوات المسلحة بمبادرة من((اشخاص مجهولين )) والتي ادت الى مقتل اكثر من عشرة افراد من القوات المسلحة، اضافة الى عدد مماثل من المدنيين العزل.
هذه الحوادث المؤلمة شبيهة جدا ً بالاحداث الاولى في مدينة درعا السورية سنة 2011 حين تحولت المظاهرات السلمية فيها الى اصطدامات مسلحة بادرها المتظاهرون المدربون من قبل القوات الخاصة الامريكية، كما صرح جوليان اسانج، محرر ويكيليكس، على تلفزيون روسيا اليوم في مقايلة مع الغنوشي. ثم أن حكومة ترامب ليست مهتمة ببقاء حكومة العبادي بعد ان فشلت في تنفيذ اغراض الاحتلال، وأن سقوطها مثل سقوط شاه ايران وسوهارتو في اندونيسيا ومبوتو في كونغو وارستيد في هايتي ونوريغا في بناما وكثيرون غيرهم قد يكون ضرورة آنية لبدء الحرب الاهلية في ايران.
ما زالت الاحداث في ايامها الاولى وهناك الكثير من الاسباب الشرعية لاستمرار الاحتجاجات ضد حكومة العبادي وانتخاباتها الفاشلة وتحولها الى حرب اهلية شاملة. وهناك ايضا ً الحقائق الواقعية التي تدفع امريكا واسرائيل والسعودية الى الاستفادة من السخط الشعبي في العراق وايران لاشعال الحرب فيهما. ان الايام القريبة القادمة سوف توضح الحقائق المؤلمة للشعبين.
4 اذا جارك شرع بحلق لحيته بلل انت لحيتك: هل تقف ايران خلف إضرابات العراق؟ وما هي اخطارها على الكويت والمنطقة؟ حسن علي كرم

راي اليوم بريطانيا
عندما اطيح بتمثال صدام حسين في الساعة الثالثة من ظهر يوم التاسع من ابريل – نيسان – 2003 من قبل الثوار العراقيين وجنود المارينز الأمريكيين، في ميدان الشعب في بغداد سقط النظام الديكتاتوري، ولم يسقط صدام، وعندما عاد الفارون من جحيم صدام حسين، بعد سقوط نظامه الى بغداد لتسنم قيادة الدولة، عادوا بأمل قيادة العراق الى الحرية والديمقراطية والحياة الكريمة للعراقيين لكل العراقيين بكل اطيافهم ومكوناتهم ومللهم، ولكن عندما تصاعدت نزاعاتهم، وفشلوا في ادارة شؤون الدولة، وهو فشل كان متوقعاً، ألقوا الفشل على عاتق الأمريكان الذين ساعدوهم على أسقاط النظام الديكتاتوري، وألقوا الفشل على الحاكم الامريكي – العسكري – بريمر، ولا زالوا يرمون الفشل على الأمريكان، غير معترفين بفشلهم، الفشل بالقطع كان متوقعاً، فلقد عاد هؤلاء الذين تشكلوا من لفيف المعارضة ما بين دينية متعصبة وليبرالية متهتكة وقومية متطرفة، هذه التشكيلة العجيبة المتناقضة لم تكن لتنجح في ادارة شؤون دولة نام شعبها ليلاً على الرعب ليستيقظ صباح اليوم التالي على الحرية المطلقة وغير المنضبطة، ويستيقظ في بحر متلاطم من الخوف وعلى إنقاذ نظام استبدادي فردي مخيف، انهار ليصحو على نظام بلا لون وبلا معالم واضحة، وكل مطالبهم هو تغيير النظام الاستبدادي وحسب، لذلك كان من الطبيعي ازاء هذا الوضع المتناقض ولادة الفوضى والانفلات، فيما تحول الجيش وقوات النخبة الصدامية الذين تم تسريحهم وحزب البعث الى ميليشيات ومقاومة في وجه النظام الديمقراطي المأمول وفي وجه الأمريكان الذين جاؤوا لإقامة دولة ديمقراطية صديقة ومطواعة تدور في فلكهم وتنفذ مصالحهم، ولقد حاول الحكام الجدد قيادة الدولة التي ينقصها كل شيء، لكن غياب الخبرة السياسية والإدارية والفوضى العارمة، والصراع الحزبي والطائفي والقومي، هذا في ظل الانفلات الامني، والقتل على الهوية، لم يكن الا فشلاً مريعاً لهم، فالى جانب نهب الثروات المليارية من خزينة الدولة العراقية والمناقصات الوهمية وتهريب الأموال للخارج وعدم تنفيذ الخدمات الضرورية من الكهرباء والطرق والمياه والمدارس وتوفير العمل للعاطلين، وتوفير نظام مالي وبنكي حديث، كل ذلك وغير ذلك لم يكن ليحدث الا لان الادارة التنفيذية لم تتغير، تغيرت الوجوه لكن العقلية لم تتغير …!!!
وبالرغم من كل ذلك فلا ينبغي ان نرمي كل “البلاوي” على الحكومة، فعلى الرغم من ما أحاق البلاد من الفوضى وغياب الامن، الا ان العراق نجح خلال الفترة القصيرة تحقيق ثلاث دورات برلمانية منتخبة أنتخاباً حراً ونزيهاً (الى حدٍ ما ) ووضع دستور متقدم، وتشكلت خمس حكومات منذ سقوط النظام الديكتاتوري، هذا بخلاف المجلس الانتقالي الذي تأسس لإدارة شؤون البلاد بعد سقوط النظام الصدامي، كان يمكن ان تنجح الادارة الحكومية، وتحقيق الرفاهية وتوفير الخدمات لكل العراق، خصوصاً في ظل توافر نظام اللامركزي ومجالس المحافظات، لكن نعود لنذكر ان غياب الخبرة والصراعات الحزبية والطائفية والتدخلات او المؤامرات الخارجية، وتغلغل الأفكار الرجعية خصوصاً في المحافظات الجنوبية والوسطى قد ساهمت بان يصل الوضع الى الانفجار، العراق لم يستقر منذ سقوط النظام، واي تنمية وتطوير يحتاج اول ما يحتاج الى الاستقرار الامني، وادارة ناضجة وناجحة ومنفتحة، ثم ان العراق خرج من فوضى التفجيرات والاغتيالات ليدخل في حرب مقدسة على عصابات داعش الارهابية، فمن حرض تلك العصابات على العراق قطعاً كان هدفه الا ينعم العراقيون بالاستقرار، اي دولة تنتقل من وضع الى وضع لابد ان تتكبد معاناة، والعراق ليس أستثناءً، نحن هنا في الكويت بعد الغزو والتحرير، ورغم استقرار الدولة والنظام لكن عانينا من انقطاع الكهرباء والركود التجاري وهروب الرساميل الى الخارج، والفساد وفشل النظام التعليمي والصحي، وتاخر الخدمات وغير ذلك من الامور التي لا تخفى على المواطنين والمقيمين …
هناك بعض المراقبين من ارجع المظاهرات الاحتجاجية في البصرة والمحافظات الجنوبية الى مؤامرة إيرانية التي قطعت التيار الكهربائي المغذي من ايران الى البصرة، قطعاً نظرية المؤامرة حاضرة دائماً في العقلية العربية، متناسين ان الإيرانيين وتحديداً في المدن المقابلة للبصرة تظاهروا ضد تردي الخدمات وبخاصة على المياه والكهرباء، فالإيرانيون ليسوا بافضل حال من العراقيين، كما وان العراقيين تظاهروا ضد ايران وضد الاحزاب الدينية والمعممين، مع العلم ان المظاهرات الحالية ليست الاولى ولكنها الأكبر…
ان تقوم مظاهرات على تخوم حدودنا الشمالية، فهذا يعني تلقائياً تهديداً لأمننا، فنحن لا نطمئن بالسياج الحدودي الهش، والمؤمن لا يلدغ من جحر مرتين، ونحن لُدغنا عشرات المرات من جحور الثعابين السامة والقاتلة، ولذلك فأن يعلن الجيش وقوات الشرطة حالة الطوارئ فذلك اقل ما يمكن عمله، ففي العراق الذي لا يعيش الاستقرار توقع كل شيء، في ظل التدخلات الخارجية وتحقيق المصالح، خطرنا ليس من العراقيين اومن الدولة العراقية، ولكن الخطر اذا طالنا سيكون تنفيذاً بايدٍ عراقية ولكن بتحريض خارجي، ربما هناك فلول من البعثيين وأيتام صدام مازالوا يتربصون بالكويت ويكنون لها الحقد والعداء، لكن علينا ان نتوقع ان لنا اعداءً يغيظهم ان تستقر الكويت وتنصرف للتنمية، ولعلنا نتذكر الضجة التي أثاروها ابان اعلان مشروع بناء ميناء مبارك، كان الرفض لساناً عراقياً ولكن التحريض خارجياً، والان هناك من أفزعهم مشروع تطوير الجزر الكويتية ومجموعة اتفاقياتنا مع الصين، على الرغم من انها لازالت حبراً على ورق وقد ننتظر سنوات طويلة للتنفيذ اوقد لا تنفذ، لذلك الخوف مشروع ومبرر، فأعداؤنا ليسوا القوى العظمي بقدر ما ان هنالك من حولنا من يريد لنا الشر، وقد قيل ” اللهم احمني من أصدقائي واما اعدائي فأنا كفيل ٌبهم” …!!!
5 العراق: لا.. لا.. لا.. والله لن ننساك يا وطن؟ ولماذا بكيت لان الكويت اهدتنا الماء؟ د. عبد الجبار العبيدي راي اليوم بريطانيا
كلنا غدا سنموت ويودع الواحد منا الاخر..ولكن سيبقى الوطن…والا اين الأباء والاجداد ..رحلوا البارحة وسنرحل اليوم اوغداً.
سنبقى مؤمنين بالوطن..ولا نسرق الوطن.. ولا نعمل مع اعداء الوطن..سنَهبُ أرواحنا للوطن..الشهرة لا تعني ان لنا قيمة بلا وطن.
بكيت والله بكيت البارحة عندما قرأت ان الكويت تهدي لنا ماءً صافيا لنشرب ..ألهذه الدرجة اصبحنا صغارا يا وطن..
الكويت بلدنا ورجالها عرب..ولكن ألم يكن لنا رجالاً ووطن ..لكن يبدو ان رجال دولتنا اصبحوا صغارا والا لما خانوا الوطن..
لا يا حكام الصدفة..لا تحسبوا الصمت جبن أو ضعف ،فالأرض دوما صامتة ..ولكن في جوفها بركان..تذكروا الماضي القريب..حتى لا يحكم عليكم بتكرار أخطائه..فلا يمكن منعه فهو مباح..الا الوطن..؟
الهذه الدرجة اصبح وطن العراقيين مباحا بكم ولكم..اولادكم هناك في اوربا يركبون السيارات الذهبية ويشترون لها ارقاما خاصة بالملايين ..وأخواتهم يستجدين من غرباء الوطن.خسئت نفوسكم يا أوغاد أوطان البقر.
لا تتقووا..يا جبناء المايكرفونات والحراسات ..ولا بالخائبين الجهلة.. فأذا انقسم البيت على نفسه سيكون مهددا بالزوال..وبيتكم الآن ساقط ولكنكم لا تعلمون..لأنكم بقر..
والله يا أهل اللا وفاء…. انتم مالكم من ثبات..ولاعزم..ولا صبر على السيف..لو كنتم كذلك لما آودعتم نساؤكم وأولادكم هناك عند الغريب..وسرقتم اموال الوطن…وبعتم ارض الوطن.. الفارس لن يموت فله كبوة ثم ينهض ليحطم الباطل في الوطن..
مات محمد بعظمته ولم يترك سوى السفط..فتشوه بعد موته فلم يجدوا فيه غير الكفن..
مات الابرار شرفاء من اجل الوطن..حتى الله طهرهم من الرجس..فهل الرجس يستحق ان يسمى بهم ..وانتم كلكم رجسا بلا طُهر ولا كرامة ولا …. وتتسمون بأهل البيت والصحابة الطُهر ؟ اقول لك ايها المواطن العراقي المظلوم ..
لا يغرنك اللحى والصور…فتسعة أعشار مما ترى بقر
أغاية الدين ان يحفوا شواربهم …يا أمة ضحكت من جهلها الأمم
لا تحزن اخي المواطن ان يظلمك البقر..
فوالله انهم:
قوم هم اذا مسَ النعال وجوههم ..شكت النعلُ باي ذنب نصفع ُ
ايها العراقي الثائر من اجل الوطن هناك في البصرة الفيحاء والجنوب الاشم:
لا يوجد مستحيل امامك ولا امام من يحاول قهر الزمن..اطلب الحق وان قل ..ستجد امامك الوطن..
سنبقى نحترم من يقول الحقيقة ..لانه به سنزدري خائن الوطن..
قاتلهم ودافع عن الوطن..بعد ان سقطت قدسية النضال وقيم الحياة المقدسة عنهم..فأنت الحياة والقدسية والوطن..
لن يموت المنصوري ولا الشحماني..لكن مات وسيموت خائن وسارق الوطن…كذاب الوطن..
انت ايها الثائر الفارس الهصور صانع الكلمات والزمن..انت موجود دائماً…لا بل ستخلقك العواصف نفسها التي بها تقاتل الزمن.. ان صوتك لن يكون خافقا ابداً..لانه اليوم يوقظ أمة بكاملها في نهاية الزمن..نامل ان يكون الرهان عليك ناجحا يا وطن..
6 تظاهرات البصرة.. وأمن الكويت محميد المحميد اخبار الخليج البحرين
في الوقت الذي نأمل فيه الاستقرار للعراق العربي وشعبه، فإننا نؤكد دعمنا لأمن الكويت الشقيقة، فكل اضطراب أو تهديد في جنوب العراق، بالطبع يمثل مؤشرا سلبيا ضد أمن الكويت، وكما أن أمن العراق وعروبته يهمنا جميعا، فإن أمن الكويت واستقرارها وحمايتها، من أمننا واستقرارنا جميعا.
وفي الوقت الذي تبذل السلطات البحرينية كل جهدها ومجهودها لأمن رعاياها البحرينيين المتواجدين في العراق، وسرعة عودتهم إلى البلاد، فإننا نتمنى كل الخير والأمان لأهل العراق والبصرة وجميع محافظاتها، ونثق بأن القيادة العراقية ستعالج مشكلة الاحتجاجات والتظاهرات وتلبي مطالب الشعب العراقي العروبي ووقف المد الإيراني.
قد يتصور البعض أن ما يحدث في البصرة وبعض محافظات العراق الشقيق مجرد احتجاجات لمطالب معيشية والكهرباء والخدمات، فجزء من تلك الأسباب صحيح، ولكن هناك أمرا يجب أن يدركه الجميع، وهو الأيادي الإيرانية المتوغلة في العمق العراقي العربي، وهي السياسة الإيرانية الدائمة التي تشعلها في كل مرة تواجه إيران بأزمة ومشكلات.
إيران تسعى لإشغال شعبها وجيرانها في المنطقة عن أزماتها الداخلية بإثارة مشكلات وأزمات وتصعيدها وإثارتها، وتهديد الجيران بأمور على الحدود أو حتى عمليات إرهابية في الداخل، هذا نهج إيراني ثابت ومستمر، ومن السذاجة نفيه أو نكرانه.
كل من يتابع التطورات في الداخل الإيراني وطريقة معالجتها والتعاطي والتعامل معها، يتأكد أن العلاج الإيراني لا يكون من خلال أزمة الداخل، ولكن عبر افتعال أزمات أو دعم مشكلات وحوادث وعمليات في دول الجوار، من أجل إشغال الجميع بالتهديدات الخارجية، وكي تقول إيران للعالم إنها قادرة دائما على إثارة القلاقل في المنطقة، وأن سياستها الدكتاتورية وأطماعها التوسعية وأهدافها الشيطانية مرهونة بالاستجابة لكل مطالبها وغاياتها، وحتى نفطها واقتصادها.
النظام الإيراني دائما ما يحارب المجتمع الدولي عبر وكلاء في المنطقة، ممن رهنوا أنفسهم للنظام الإيراني والسعي لتحقيق أهدافه وتلبية مطالبه، نظير دعمه لهم وتعاونه معهم، وهؤلاء لديهم استعداد لخدمة النظام الإيراني من منطلقات كثيرة.
بالأمس كتب الأستاذ عبدالرحمن الراشد «زبدة» التظاهرات التي يشهدها جنوب العراق ويهدد الكويت، حيث قال: «إيران تريد أن تلعب نفس لعبة لبنان واليمن، بفتح جبهات جديدة لإضعاف خصومها وابتزاز المجتمع الدولي. المليشيات في جنوب العراق مهيأة من قبل الحرس الثوري لأن تكون مثل حزب الله في لبنان، والحوثي في اليمن، كتائب متقدمة تحارب بالنيابة عن الحرس الثوري الإيراني.. نرى ملامح أزمة تريد إغراق منطقة الخليج بالفوضى وافتعال معارك داخل العراق وأخرى مع جيرانه، وسنسمع من طهران لاحقاً أنها مستعدة للتوسط وإيقاف الاقتتال مقابل الرضوخ لشروطها. ففي الضغوط الأمريكية المتزايدة تحاول السلطات الإيرانية رفع الكلفة على الجميع، وإفشال خطة إدارة دونالد ترامب بخنق إيران اقتصادياً وسياسياً، والذي يسعى لإجبارها على التوقيع على اتفاق نووي أفضل شروطاً من السابق. جنوب العراق قد يكون الملعب الجديد للنظام الإيراني بعد أن مني بخسائر هائلة في الحرب السورية نتيجة الهجمات الإسرائيلية على قواته ومليشياته هناك وتبدل الموقف الروسي ضده».
يبقى من المهم جدا أمن العراق وعروبته وشعبه، ويبقى من الأهم كذلك أمن الكويت الشقيقة من التهديدات الخارجية، وذلك بحاجة إلى رسالة خليجية واضحة وحازمة.
7 لا يريدون عراقاً مستقراً محمد يوسف البيان الاماراتية

إيران لا تريد عراقاً متعافياً، لديها عقدة تاريخية منه، والملالي لديهم عقدة مذهبية ومرجعية أيضاً، لهذا يريدونه بلداً ممزقاً، تعبث به الطوائف والمذاهب، وتتقاتل على المصالح، وتنتشر في أرضه العصابات المسلحة، وينخر الفساد مؤسسات الدولة وأركانها.
الخريطة السياسية العراقية تشير إلى الأجندة الإيرانية، فهي تدفع بمجموعة من الأتباع نحو الصراع على المقاعد، ومع كل انتخابات تقسم الأحزاب وتشرذمها، وتستنسخ أحزاباً جديدة، وتصنع وجوهاً طامعة في نهب الثروات، مع المحافظة على كل الذين سرقوا وكانوا سبباً في إشعال حروب داخلية طوال خمسة عشر عاماً، وتفرض على الجميع بعد ذلك اقتسام السلطة والثروة لتزداد معاناة العراقيين.
هذه بلاد الرافدين، تصبر وتتحمل، وتمتص كل الصدمات، ذاقت مرارة حكم السفاحين، وواجهت الجحافل الغازية، ومع ذلك تبقى أكبر من كل الذين حاولوا ذات يوم إخضاعها، هي شوكةٌ الكل يريد أن يكسرها، والإيرانيون منذ عهودهم القديمة يعملون على ذلك، قبل الخميني كان الشاه، وقبلهم كان الصفوي، كلهم يحلمون بحكم العراق وتفتيته، فمن العراق كانت الانطلاقة نحو إزالة ملك كسرى، ومن العراق كانت نهاية الدولة الصفوية، ومن العراق كان توقف حلم الشاه الأخير، وعند حدود العراق تحطمت أطماع الخميني في التمدد المذهبي بعد حرب دامت ثمانية أعوام، ولولا غرور واهم وتصرفات أجنبي ما دنس إيراني واحد أرض العراق.
لن يطول صبر العراقيين، وما أحداث الجنوب الحالية إلا مقدمة لما هو آتٍ، فالاحتجاجات التي انطلقت في البصرة والنجف وكربلاء ترفض الأمر الواقع، وتوجه إنذاراً للأحزاب، وخاصة التابعة لإيران، التي أحرقت أو كسرت مقراتها، فهذا البلد الغني، وصاحب الاحتياط الثالث عالمياً من النفط، لا يقبل أن يكون واقفاً على خط الفقر، ومليارات الدولارات تختفي تحت سمع وبصر الحكومات، ولا يمكن أن يكون ضحية لصراع الأشخاص أنفسهم الذين دمروه على نتائج الانتخابات، فالشعب العراقي يعرف أن إيران هي التي تعطل استقرار البلد، وهي التي تنشر الفوضى بين القوى التابعة لها، فهذا الصراع بين المالكي وحزبه، والعامري وحشده ليس أكثر من تمثيلية ينضم إليها الآخرون بإيعاز من «قاسم سليماني» وحرسه الثوري.
العراق لن يخضع للولي الفقيه، ومنه سنرى قريباً نهاية حكم الملالي، فالأصل، أصل كل شيء يدعيه نظام خامنئي، يبدأ في النجف وكربلاء، وليس في قم ومشهد.
8 أحداث البصرة وحكمة العراقيين…! تركي العازمي الراي الكويتية

الجميع تابع ما يحدث في البصرة والمدن المجاورة لها من احتجاحات وأحداث تناقلتها وسائل الإعلام المحلية والعربية والإقليمية والعالمية… وكذلك الحال بالنسبة لوسائل التواصل الاجتماعي التي تأخذك إلى قلب الحدث بعيدا عن أي تحليلات سلبية تعرض من قبل البعض.
إنه شأن عراقي داخلي بامتياز… هكذا يبدو لنا ٬ فقد كانت مطالبة المحتجين واضحة الأهداف، وهي في مجملها مطالب شعبية كتوفير الماء والغذاء وتوفير وظائف في الشركات النفطية العاملة في الإقليم جنوب العراق، وأكثر ما شدني كتحليل إستراتيجي سليم كان لمحمد سالم الراشد رئيس مركز أفق المستقبل للاستشارات.
الراشد في تحليله طالب بالتأكد من صحة مطالبات المجاميع المحتجة وتشكيل فريق أزمة متخصص للتعامل مع الحدث ومدى انعكاساته على الأمن الوطني والعلاقة مع العراق ضمن هذا الحدث.
وطالب الراشد بإجراء التحليل الإستراتيجي المنطقي لمثل هذه الاحتجاجات ٬ ووضعها في سياقها الطبيعي والحقيقي، واتخاذ الاحتياطات والاحترازات اللازمة لتطور الأحداث وإجراء الاتصالات اللازمة مع دول الخليج العربي لتفهم الوضع الجديد والتشاور فيه.
ويبدو أن الأمر قد اتخذ من قبل المعنيين في وزارة الخارجية الكويتية والجهات ذات الصلة، حيث أعلنت الخارجية أن حدودنا الشمالية يسودها الأمن والهدوء… وواثقون بقدرة العراقيين على معالجة الأحداث.
ما نريده للجار العراق لا يتعدى أملنا في معالجة الوضع بحكمة وألا يسمح لأي طرف آخر باستغلال الوضع لإحداث زعزة غير مرغوب بها في دولة نتمنى لها الازدهار والنمو.
الزبدة:
ما حدث في أحداث البصرة والمناطق المجاورة لها يدفعنا إلى توجيه النصح لأخواننا العراقيين بضرورة معالجة الأسباب التي أدت إلى هذه الاحتجاجات وأن تعود المنطقة إلى ما كانت عليه من هدوء وآمان.
ونحن هنا في الكويت مطالبين بتعزيز جانب إدارة الكوارث والأزمات من خلال مختصين في التحليل الإستراتيجي لربط الأمور والتأكد مما ذكر في تقرير محمد الراشد وأن يتم تكوين فريق عمل إعلامي لمتابعة ما يبث من سموم في وسائل التواصل الاجتماعي من حسابات لا تريد الخير للمنطقة.
لست سياسيا ولا عسكريا ولكن بمتابعة ما تبثه وسائل التواصل الاجتماعي شعرت بالحاجة إلى توجيه النصح للعموم بعدم الانسياق وراء كل ما يرسل وأن يترك الأمر لذوي الاختصاص والخبرة.
فاللهم يا حي يا قيوم ألطف باخواننا في العراق واحفظهم بحفظك وأعنهم على تجاوز المحنة والوضع الراهن بكل حكمة وتعقل يقودان إلى بسط الاستقرار في العراق والمنطقة والله نسأل أن يحفظنا جميعا من كل مكروه وأن يديم علينا نعمة الأمن والآمان… الله المستعان.
9 انتفاضة فقراء البلد الغني حازم الأمين صحيفة الحياة السعودية
في العراق انتهت الحرب على الإرهاب، واستقر الحكم لأحزاب شيعية تربطها علاقات متفاوتة مع إيران! ثم ماذا؟ من هو المسؤول عن الفشل الموازي؟ من هو الفاسد، ومن هي الجهة التي تحرم العراقيين من خيرات بلدهم؟ بلد دجلة والفرات عطِش! بلد أكبر ثالث احتياطي نفط في العالم يعيش بلا كهرباء! بلد الـ «نصر على داعش» تسيطر على الوضع الميداني فيه ميليشيات «الحشد الشعبي» التي لا تقل مذهبية عن «داعش»! وبلد الانتخابات الحرة تجري فيه أكبر عملية تزوير للانتخابات، بحيث اشتريت محطات انتخابية بأكملها! واليوم تُوج مشهد الفشل الهائل هذا بعنصر جديد، ذاك أن الاحتجاجات كشفت عن حقيقة مرة: مطار النجف الذي أقفله المحتجون تديره ميليشيات خمسة أحزاب من بينها حزب «الدعوة» الحاكم. أخبار العراق على هذا الصعيد تتفوق في بعثها على الذهول أخبار «جمهوريات الموز» في أميركا الوسطى.
لكن الفشل طبقات، وهو إذ يستعير خبرات من خارج الحدود، يمعن في محوه حدود السيادة، فيفوض طهران إدارة موقعه الإقليمي، ويُعرض العراق لاحتمالات العقوبات ولارتداداتها، ويُعطي ضهره لتركيا، ويُعاقب الأكراد من موقعه المذهبي، ويُقاتل في سورية، ويُهمش السنة العرب، وتتقاطر نخبه الجديدة إلى بيروت للاستثمار في الاقتصاد الشيعي فيها، وهذا كله يجري في ظل مواطن عراقي «شيعي» عطشٍ، وجائعٍ، ومحترق بشمس تموز.
لكن الانتفاضة «التموزية» في المدن العراقية، تمت أيضاً بقرابة لبؤر الانتفاضات التي تشهدها مدن إيرانية. لا بد من التفكير بهذا طالما أنهما (الانتفاضتان) تجريان في الوقت نفسه وتستهدفا سلطتين تمتان إلى بعضهما بعضاً بقرابة تصل إلى حدود الاستتباع. مع الحرص على لحظ فوارق بين النظامين لجهة أن التجربة العراقية عصية على أن يتم دحر انتفاضة فيها عبر إقدام السلطة على تعطيل شبكة الإنترنت، وهو ما فعلته الحكومة العراقية، في استعارة أكثر من رمزية لتقنيات قمع طهران انتفاضات الإيرانيين المتتالية.
من المبكر القول أن ما يجري في العراق ثورة أو حتى انتفاضة. انه إعلان عراقيين، شيعة بالدرجة الأولى، ضيقهم بالسلطة الشيعية في بلدهم. وحتى الآن لا يبدو أن ثمة قنوات تصريف سياسي لهذه الاحتجاجات. مقتدى الصدر في لحظة مفاوضة على مستقبل تياره في الحكومة بعد فوزه في الانتخابات، وحزب «الدعوة» الحاكم نفسه يملك قدرة على ركب موجة الاحتجاجات عبر الشخصية الرديفة، أي نوري المالكي.
والغريب في العراق أنه بلد غير مقفل. هذه الفضيلة الوحيدة المتبقية من خطوة واشنطن إسقاط نظام صدام حسين. بلد غير مقفل وسلطة طائفية فاشلة مرعية إلى جانب معارضيها من قبل مرجعية دينية تقيم في النجف التي تسيطر على مطارها أحزاب السلطة، في وقت لا يستفيد أهلها الفقراء وأبناء عشائر محافظتها من الثروات المتكدسة على ضفاف الاستثمارات الكبرى التي تولت تأمين خدمات زوارها الذين تبلغ أعدادهم سنوياً عشرات الملايين.
البصرة أيضاً كان من المفترض أن تكون من أغنى مدن العالم. ثروة العراق هناك، ولا شاطئ بحرياً في بلاد الرافدين سوى هناك. المدينة اليوم تحرقها شمس تموز. النفط نفسه مختنق في مدينة أقصى الجنوب، ذاك أنه عائم في طبقات جوفية غير بعيدة عن القشرة الأرضية الخارجية. روائحه المنبعثة في أرجاء المدينة، إذا ما أضيف إليها حر تموز ولهيب آب يجعل من العيش تجربة جهنمية بالفعل. الأغنياء الجدد في المدينة أقاموا جزرهم المعزولة عن جهنم الصيف، وفقراؤها لم تتسع لهم فرص العمل الضئيلة التي وفرتها شركات النفط المتقاطرة إلى هناك من أنحاء العالم.
هذا العراق الصعب جُربت سلطة البعث المتعسفة فيه، وكانت تجربة حروب وموت متواصل، وجُربت سلطة الأحزاب الدينية الشيعية فيه ففشلت على مختلف الأصعدة. تجري اليوم في العراق انتفاضة على وقع انتفاضة موازية في إيران، وعلى وقع تغيير كبير في موقع طهران بعد حال التمدد الهائل لنفوذها في المشرق. هنا علينا أن ننتظر وأن نراقب.
10 الجنوب العراقي وسيناريوهات الفوضى العبثية افتتاحية اليوم السعودية

ما يحدث من احتجاجات في محافظات الجنوب العراقي، خلال الأيام القليلة الماضية، يعيد للأذهان شبح سيناريو الفوضى المخيف، الذي اجتاحت غيومه قبل سنوات بعض عواصم عالمنا العربي، بشكل يضع العراق الشقيق أمام مفترق طرق يزيد من مأساته ومعاناة شعبه في مرحلة ما بعد السقوط والاحتلال عام 2003.. وهي المرحلة التي تعتبر عنق الزجاجة الأكثر صعوبة في التاريخ العراقي الحديث.
وبعيداً عن «النوايا الطيبة» التي غالباً ما يسكن الشيطان في تفاصيلها، إلا أن الحالة العراقية بالتحديد كانت الاختبار العربي الأول، خلال العقود الماضية، والتي يؤسفنا أن تطورت بهذا الشكل، نتيجة أسباب لا داعي لاستدعائها، وإن بقيت درساً مؤلماً للذاكرة والوجدان العربيين، أوصلت هذا البلد الشقيق لمثل هذه الحالة من الفراغ السياسي والصراعات بين القوى والاحزاب السياسية في ساحة أصبحت «ملعباً» مفتوحاً على مصراعيه لدول إقليمية وعالمية، لا يهمها استقرار العراق بقدر ما يهمها توسيع دائرة نفوذها، وهو ما يمكن أن يدفع بالبلاد نحو مستنقع الفوضى وعدم الاستقرار، وهو ما يتطلب تدخلاً إقليمياً ودولياً كبيراً لدعم قدرات الحكومة العراقية لتجاوز الأزمات الطاحنة التى تعصف بالبلاد.
اندلاع الفوضى والاحتجاجات بالذات، ومن محافظات الجنوب تحديداً، يعيد للمرة الثانية سيناريوهات الإطاحة بنظام حكم الرئيس الراحل صدام حسين في تسعينيات القرن الماضي، والتي تم استثمارها كمقدمة للسقوط فيما بعد، لتكون فوضى هذه المرة، وبهذا الشكل الأعنف، تحدياً كبيراً للحكومة الحالية وللعراق ككل، الذي يعاني بشدة، جراء سياسات اقتصادية متعثرة، بالتأكيد كانت من توابع مرحلة الاحتلال الأمريكي ونظام المحاصصة الطائفية، وما لحقها من فساد وعبث في مقدرات الشعب العراقي.. وفي نفس الوقت كانت الكارثة تكمن في وجود «متربصين» من الداخل والخارج يرسخون للفوضى وعدم الاستقرار.
التحدي الرئيس الذي يواجه العراق في خضم هذه التطورات في الجنوب العراقي التي تهدد الأمن والاستقرار الإقليمي، هو كيفية عدم الوصول للفراغ في المشهد الداخلي، الذي يمكن أن يدفع الجماعات المتطرفة لتنظيم صفوفها والبدء فى مهاجمة مؤسسات الدولة خاصة في هذه المنطقة التي تستأثر بأكبر من 90% من مخزون العراق وثروته النفطية، وهو ما يعيد للأذهان مشاهد التنظيمات المتطرفة أو الطائفية مرة أخرى وبشكل حاد وللأسف باستثمار مناخ «شعبي» محموم أيضاً.!
المملكة التي تقف مع العراق وشعبه ومؤسساته الوطنية، بالتأكيد لا تتمنى أبداً مزيداً من الانحدار في المشهد العراقي، وتأمل أن تنتهي هذه الأزمة قريباً وبشكل يحفظ لهذا البلد الشقيق، أمنه واستقراره واطمئنان شعبه، وبما يدفع عنه أصابع الفتنة الإقليمية التي تريد الهيمنة عليه وعلى قراره الوطني، في مرحلة بدأ فيها العراق يعود إلى هويته العربية الأصيلة.
11 عن الاحتجاجات والصيف في العراق كاظم الموسوي الوطن العمانية

ما حصل في قضية الكهرباء جرى مع النفط والغاز والمياه، وغيرها من المجالات والفرص. وكشفت الاحتجاجات صورة من الخراب العام في هذه القطاعات، أو سلطت الأضواء عليها مذكرة بما كان وما يجب أن يكون، ولم تتمكن الحكومات من تغييرها، خلال كل هذه الأعوام المتعاقبة، ولعل هذه الاحتجاجات الآن تفتح الأعين وتغير المسار وتعيد العراق إلى مكانته الحقيقية في كل الأصعدة والقطاعات.
لم تكن الاحتجاجات العراقية في المحافظات الجنوبية خصوصا جديدة، بل تتكرر كل عام منذ سنوات، وتحت الأسباب ذاتها والشعارات نفسها، وتتلون حسب ظروفها أو المتظاهرين فيها، من أبنائها أو من خارجها. وكما حصل في السنوات السابقة حدث هذا الصيف في العراق، اندلعت التظاهرات في مدينة البصرة، أولا وتتالت للأسباب ذاتها في المحافظات المجاورة، الجنوبية، الناصرية والعمارة والسماوة، ولتمتد إلى الفرات الأوسط، محافظات الحلة والنجف وكربلاء، وصعودا إلى محافظة الكوت، والعاصمة. والصيف في العراق يتميز كما حال دول الخليج بمواسم حارة جدا، ترتفع فيها درجات الحرارة في الظل إلى أكثر من خمسين درجة مئوية، وترتفع نسبة الرطوبة بالتتابع، وتصبح الأجواء خانقة وصعبة مما لا يسمح بالتعامي أو التغاضي عن الحلول المطلوبة لمثل هذه الأوضاع. وفي كل الحالات الشعارات التي ترفع في هذه التظاهرات هي نفسها أيضا، المطالبات بتوفير الخدمات، الكهرباء والماء، وللأسف لم تسهر لا الحكومة المحلية ولا المركزية على تنفيذ واجباتها أو وظيفتها الأساسية فيها، بحيث لا يمكن تصديق ما يجري وما يحدث. ففي الوقت الذي ترتفع فيه درجات الحرارة تقطع الكهرباء، إلى درجة قاسية وأحيانا نهائيا، وفي هذه الأجواء لا يتوفر بشكل طبيعي ماء الشرب، فإما يقطع أو ينزل بنسبة عالية من الملوحة، بحيث لا يصلح لا للشرب ولا حتى الاستعمالات اليومية، فضلا عن تأثيره الصحي والزراعي والبيئي. فإذا أضيف لهذا القصور الصارخ للسلطات المتحكمة في هذين الأمرين المهمين، البطالة المتزايدة، البحث عن عمل يسد معيشة العوائل التي لا مورد لها غير انتظار التوظيف أو الحصول على أي عمل يعوض عن غيره، يمكن الشباب خصوصا تدبير أمور حياتهم الطبيعية، وإذا أضيف لهذا أيضا تفشي الفساد الإداري والمالي والسياسي فتصبح المشكلة كبيرة ولا تجد جماهير هذه المدن فرصة لها أو أملا بإصلاح أو إجراء ملموس يحل لهم هذه المشاكل المتفاقمة، وهم يرون أمامهم كيف يتصرف المسؤولون وماذا يملكون وينهبون من المال العام ومن الوظائف والخدمات والتفنن في الخداع في كل ما يتعلق بحياة الناس اليومية.
تتسع التظاهرات في محافظة البصرة، فتشمل مناطق جديدة، بعدما بدأت في كرمة علي التي شهدت مقتل شخص وإصابة أربعة آخرين في إطلاق قوات الأمن النار على المتظاهرين. وينصب محتجون خيما على الطريق العام، معلنين اعتصاما مفتوحا لم يحددوا مدته حتى الاستجابة لمطالبهم. ولم تنتهِ عند هذه الحدود، إذ فقدت الثقة والمصداقية بين الوعود والمواعيد، بين المطالب والتنفيذ، بين التطبيق والإنجاز. فتطورت وسائل الاحتجاج وقيل عن تدخلات سياسية فيها، حيث تم حرق الإطارات لقطع الطرق بين المحافظات والمدن الأخرى، وصولا إلى اقتحامات لشركات النفط ومؤسسات حكومية وحزبية وصدامات مع الأجهزة الأمنية واستخدام السلاح فيه.
الحال نفسه، في باقي المحافظات، فامتدت الاحتجاجات إلى محافظة العمارة، حيث تجمع مئات من المواطنين، في تظاهرات ليلية، مطالبين بتحسين الخدمات الأساسية. كما وصلت حماستها إلى محافظات النجف والسماوة وبابل، حيث ردّد عشرات ومئات المحتجين الغاضبين شعارات تندد بالفساد الإداري والمالي وضياع الأموال على ملف الكهرباء وهدرها من دون تطوير الخدمات، وطالبوا بإيجاد حلول سريعة مع حلول فصل الصيف وتصاعد درجات الحرارة إلى مستويات عالية..
توازت معها التظاهرات الاحتجاجية في محافظة الكوت، إذ بدأت بتجمع مئات المحتجين في ساحة تموز، احتجاجا على ضعف الطاقة الكهربائية، ورفعوا شعارات أيضا تطالب الحكومة بتوفير الخدمات. ومعها شاركت مئات المواطنين في الناصرية احتجاجا أيضا على نقص الخدمات أو انعدامها، وانطلقوا لقطع الطريق المؤدي إلى وسطها، وإشعال إطارات وسط الشوارع. وتضامنا مع هذه الاحتجاجات انطلقت تظاهرات في مدن متعددة من محافظة بغداد. وهكذا نرى أن شرارات الاحتجاجات تجددت في هذه المحافظات الجنوبية والفرات الأوسط والوسطى والعاصمة، لما عانته من قصور واضح في الخدمات وانتشار الفساد وفشل الحكومات المحلية في إدارة أعمالها واتهامها أو حكم على بعضها بالفساد والرشوة والسرقة وضعف قدراتها في التخطيط والعمران.
من أبرز ما عاناه العراق بعد الغزو والاحتلال خطط المحاصصة الطائفية واستشرائها في السلطات المركزية أساسا، وتباين المشاعر الوطنية إزاء هذا القصور والنقص الصارخ في وظيفتها ومهماتها وأعمالها، حيث تعاقب على إدارة حقيبة الكهرباء، مثلا، وزراء من طوائف وأحزاب مختلفة، فشلوا جميعا في إيصال البلاد إلى نقطة سد الحاجة من منتجها المحلي، بل أنهى معظمهم مدته متهما بالفساد المالي والفشل في إيجاد حلول لهذه الأزمة المزمنة. بل وأخرجت بعضهم أجهزة إدارة الاحتلال من السجن وهربتهم خارج العراق، ومارست دورها التدميري حتى في عمليات التحديث والإنتاج والشراء والإدارة العملية المطلوبة. ولا توفر المؤسسات العراقية المختصة أي بيانات ثابتة عن حجم الإنفاق في قطاع الطاقة، لكن القول المعلن إنه بلغ نحو 40 مليار دولار منذ 2004. وهذه المليارات ضاعت في طريق تحقيق خدمة ناجحة وقادرة على الوفاء للوعود الكاذبة التي لو سجلت اليوم لكانت وحدها سببا لمحاكمة كل من تحمل مسؤولية في هذا القطاع المهم في العراق، كغيره من البلدان، وفي فصل الصيف العراقي خصوصا. وسجلت خلال الأعوام المتتالية “خروقات كبيرة في عقود الكهرباء تمثلت في التعاقد على محطات توليد لا تتناسب والأجواء العراقية، أو شراء قطع غيار بمبالغ طائلة ظهر أنها غير مطابقة للمواصفات، أو التعاقد مع شركات غير متخصصة أو وهمية لصيانة محطات الطاقة وأبراج النقل”!
ما حصل في قضية الكهرباء جرى مع النفط والغاز والمياه، وغيرها من المجالات والفرص. وكشفت الاحتجاجات صورة من الخراب العام في هذه القطاعات، أو سلطت الأضواء عليها مذكرة بما كان وما يجب أن يكون، ولم تتمكن الحكومات من تغييرها، خلال كل هذه الأعوام المتعاقبة، ولعل هذه الاحتجاجات الآن تفتح الأعين وتغير المسار وتعيد العراق إلى مكانته الحقيقية في كل الأصعدة والقطاعات. الكل يعرف أن الثروات موجودة والطاقات كبيرة ولكن للأسف الإدارة مفقودة والشعور بمسؤولية بناء الدولة لم تترسخ بعد. ولهذا لا بد من أن تكون هذه الاحتجاجات آخر جرس إنذار!