هل هو الإعلان الرسمي الأمريكي عن ولادة “دويلة كردستان”؟ د. نبيل نايلي الراي اليوم بريطانيا

كما فعلوا مع ما سمّوه بـ”المنطقة الخضراء”، يضع الأمريكيون اليوم حجر الأساس لـ”أكبر قنصلية أمريكية في العالم” في أربيل، “عاصمة إقليم كردستان العراق” !
قنصلية تمتدّ على مساحة 200 ألف متر مربع على الطريق الرئيسي الرابط بين مدينة أربيل وبلدة بيرمام، وستبلغ كلفتها 600 مليون دولار!!
الخبير الأمني فاضل أبو رغيف قال مؤكّدا إن “الرقعة الجغرافية التي ستُنشأ عليها القنصلية الأمريكية في أربيل، لن تثير حفيظة أحد، ولكن قد يحدث هذا إذا ما بُنيت في مناطق الوسط والجنوب” حيث هناك اعتراض أكبر على الوجود الأمريكي في العراق!
من سمح لهؤلاء بفعل ذلك وما هو الثمن؟ أ هو التشريع الفعلي وشهادة ميلاد سفارة ما يسمّيه الأمريكيون بـ: “دولة كردستان” المنتظرة؟
ولا “مسؤوول” عراقي وحيد سواء ممّن جاء على ظهر دبابة أمريكية أو غيره علّق أو مجرّد استنكر! غريب أمر هم!!!
فقط النائبة السابقة فاطمة الزركاني “حذّرت من احتمالية وجود نية للولايات المتحدة الأمريكية في دعم انفصال إقليم كردستان عن العراق، وكأن لديها مجرّد شكّ وهم فعلا في أربيل من أجل عيون الأكراد!
الزركاني استدركت في لغة خشبية : “إن العراق يرحّب بتطوير علاقاته مع دول العالم، لكن يجب أن لا يكون أي شيء على حساب وحدته، ونتمنىّ أن لا تكون هذه القنصلية بمساحتها الكبيرة من أجل ذلك”!!!
خبير الأمن هذا اكتفى بالتنويه بمساحة قنصلية أربيل واستنكر “الإساءة” لما سمّاه “بعض المكوّنات العراقية” دون أن يقول حرفا يتيما عن نية الولايات المتحدة أو عن مشاريعها وهو من يعرف نفسه بالـ”خبير الأمني”!
في الأثناء يخلّد مبتهجا هذا الـ”رئيس لحكومة الإقليم الكردي”، نيجيرفان بارزاني مع السفير الأمريكي في العراق دوغلاس سيليمان والقنصل الأمريكي في أربيل الحدث بصور تذكارية لعمليات الحفر.
العراق المقاوم والأبي براء من هؤلاء المسوخ، ومن يشاركون في جريمة الولايات المتحدة وإنفاذ مشاريعها وأجنداتها المشبوهة.. لا قواعد العسكرية المنشورة كالفطر السام يمنة ويسرة ولا سفاراتها بالعراق المحتل أو بإقليمه في كردستان ولا هؤلاء الذين يسبّحون بحمدها يضمنون لها استعمارا أزليا ولا بقاءا دائما في العراق أو في أي شبر من هذا الوطن.
الدرس الماثل والذي لم يفقه بعد لا المستعمر ولا أعوانه!
الأمم لا تموت إلاّ حين تعلن انتحارها!!!