1 حرائق انتخابات العراق: من يترحم على صدام حسين؟ افتتاحية القدس العربي
النيران التي التهمت مخازن المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في العاصمة العراقية بغداد هي أحدث الفصول في سلسلة الغرائب التي شهدتها هذه الانتخابات منذ بدء التحضير لها. صحيح أن الحريق أتى على مخزن واحد، إلا أنه احتوى على معدات إلكترونية حساسة تخصّ تدقيق بصمة الناخب، إضافة إلى أجهزة العد والفرز وبطاقات التخزين.
وكان أول الفصول قد بدأ من اكتظاظ هذه الانتخابات بأكثر من 7000 مرشح، يمثلون قرابة 180 حزباً أو ائتلافاً أو تكتلاً، الأمر الذي جعل تشتت الأصوات نتيجة منطقية، وأفسح المجال أمام انقسامات جديدة في صفوف التحالفات القديمة، على غرار ما وقع لقوائم حزب الدعوة والمجلس الأعلى الإسلامي. وفي ظل واقع المحاصصة الطائفية في البلد، وهيمنة الفساد وسوء الإدارة وانعدام المحاسبة، كانت احتمالات التزوير هي النتيجة الثانية المنطقية.
ثاني الفصول كان نسبة الإقبال الضعيفة، التي هبطت إلى 44 % من نسبة بلغت 69% في انتخابات 2005، وذلك رغم الازدياد الهائل في عدد المرشحين والقوائم.
وهذه الحقيقة تشير إلى عزوف المواطن العراقي عن سيرورة لا يثق بها ولا بممثليها، في ضوء تراكم التجارب التي فضحت قوانين السيرورة الأخرى الأكبر والأقوى، أي دوائر الفساد والنهب والمحاصصة الطائفية والمناطقية والارتهان للخارج. وقبل أن تحترق صناديق الانتخابات وأجهزتها الإلكترونية في مخزن الرصافة، كانت وزارة المالية ومؤسسات أخرى عديدة قد شهدت حرائق أخرى التهمت وثائق الفساد وطمرت البراهين ضدّ الفاسدين.
وأما فصول ما قبل الحريق الأخير فقد شهدت تصويت البرلمان على تعديل قانون المفوضية العليا المستقلة بحيث يتضمن تعيين قضاة للإشراف على عمليات العد والفرز اليدوي، التي كان المجلس قد صوت أيضاً على اعتمادها بدلاً من العمليات الإلكترونية، وكذلك إلغاء نتائج التصويت خارج العراق. وبذلك فإن الانتخابات وقعت أسيرة اجتهادين، كلاهما لا يستند على مقدمات منطقية كافية: الأول يطالب بإعادة الانتخابات (وفي هذا إجحاف بحقّ الملايين ممن صوتوا بنزاهة)، وآخر يطالب بالإبقاء عليها مع إعادة الفرز يدوياً (وفي هذا إقرار ضمني بأن التزوير كان أقوى من الأجهزة الإلكترونية).
وإذا كان المنطق البسيط يشير إلى أن حريق الرصافة متعمد، ويصعب أن يكون ناجماً عن تماس كهربائي كما أشاع البعض، فإن إصبع الاتهام ينبغي أن يتوجه أولاً إلى الدولة التي فشلت في حراسة المخزن وضمان عدم العبث به. وسيان أن تكون هذه الدولة هي الإدارات البيروقراطية والأمنية المختلفة، أو أن تكون الدولة العميقة التي تمثل مصالح كبار الفاسدين وهي أبرز أدواتهم في إدامة الهيمنة والتسلط. وإذا كان المتضرر من محتوى صناديق الرصافة هو الذي خشي إعادة العد يدوياً فأحرقها، فإن سهولة تنفيذ الحريق تشير أيضاً إلى إجرام منظم على أعلى المستويات.
وفي الماضي كانت أنظمة الاستبداد العربية لا تكترث حتى بحشو الصناديق بأصوات زائفة، بل تكتفي باختيار نتيجة الانتخابات وإعلانها على الشعب. أما اليوم، مع حرائق العراق في ظل حكومات الفساد والمذهبية والتبعية، من يلوم مواطناً تنبأ بأن العراق سوف يترحم على صدام حسين!
2 هل موقف الشباب العراقي من « إسرائيل ودي»؟ هيفاء زنكنة القدس العربي
يروج نظام الاحتلال الصهيوني، بالتعاون الخفي وشبه العلني، مع عدد من حكومات الاستبداد العربية، لفكرة « السلام»، الآن، بدون الفلسطينيين. ترجمة هذه الفكرة، عمليا، هي استمرارية سياسته لتفريغ فلسطين، المحتلة، من أهلها حصارا وتهجيرا وقتلا. وهي سياسة، أثبتت العقود، فشلها الذريع. وما حملة التصفية الإجرامية الأخيرة ضد متظاهري مسيرات العودة، المطالبين بواحد من أبسط حقوق الإنسان، ألا وهو حق العودة إلى ديارهم، وإلغاء الحدود المختلقة بين أبناء الشعب الواحد، غير إثبات آخر على فشلهم من جهة وعدالة المطلب المتجسد بدماء الشهداء وحملات التضامن العربية والدولية الشعبية من جهة أخرى.
في محاولة لفتح منفذ يمرون من خلاله إلى شباب البلدان العربية، لكسر حلقة التضامن الشعبي، خاصة مع تزايد الانضمام العربي إلى حملة مقاطعة إسرائيل وسحب الاستثمارات منها والمقاطعة الثقافية والأكاديمية ( أنظر: حملة استح لمقاطعة المنتجات الصهيونية في الأردن)، بادرت مؤسسات الأمن الصهيوني وأجهزته المختلفة، في السنوات الأخيرة، إلى استخدام صفحات التواصل الاجتماعي مثل «فيسبوك وتويتر» والمدونات، بالإضافة إلى أجهزة الإعلام، لخلق ثغرة يستميلون من خلالها الشباب بأساليب متنوعة تتماشى مع عمر الشباب المستهدف والبلد الذي ينتمون إليه.
بالنسبة إلى الشباب العراقي، جرت محاولات عديدة، منذ الغزو الانجلو أمريكي للبلد عام 2003 ، لمخاطبتهم وخلق أوجه لـ «التبادل والحوار الثقافي والسياسي» معهم، من قبل الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، خاصة وأن سياسة المحتل الانجلو- أمريكي ، كانت واضحة وصريحة. «إنسوا فلسطين» مقابل ترسيخ أبوة الكيان الاستيطاني. وهو ما كان متوقعا في ظل المحتل البريطاني، صاحب وعد بلفور، والأمريكي الراعي اليومي، بمليارات الدولارات، لوجود إسرائيل. وهو ما حدث، بشكل جزئي، رسميا، سواء كان السبب هو الانشغال بمقاومة المحتل، أو انتشار إرهاب المحتل والحكومة وميليشياتها، أو إرهاب منظمات بذرت ف أرض العراق بعد الاحتلال، أو سياسة تشويه صورة الفلسطيني باعتباره «صداميا إرهابيا»، أو شراء ساسة عراقيين عرضوا أنفسهم للبيع.
شعبيا، اختلفت الصورة. ففلسطين ليست رمزا عربيا وإسلاميا فحسب بل «إن القضية الفلسطينية جزء من النضال الوطني والاجتماعي للشعوب المقهورة» كما يذكر الكاتب العراقي كاظم محمد تقي. ليس هناك اختلاف في التعامل مع القضية الفلسطينية ولكن هناك تعاطفا عاما في التعامل مع قضية اليهود العرب العراقيين الذين تم تهجيرهم إلى إسرائيل جراء مؤامرة صهيونية حققت ما أرادت من خلال ترحيلهم. وهي نقطة مفهومة، لم تعد بحاجة إلى التوضيح لدى شعوب العالم، للتمييز بين الدين كدين وتأسيس دولة احتلال عنصرية تتبنى الدين.
يقول أحد المعلقين العراقيين على صفحة «فيسبوك» خلقتها وزارة الخارجية الإسرائيلية «نحن ليس بيننا وبين اليهود أي عداوة. نرحب بهم كما نرحب بالديانات الأخرى ولكن المشكله مع الكيان الصهيوني المتطرف». تستغل الأجهزة الأمنية الدعائية الصهيونية مشاعر العراقيين تجاه اليهود العرب العراقيين، لابتكار طرق وأساليب متجددة، بين الحين والآخر، للتمدد الدعائي في الوعي الشعبي العام. ففي العام الماضي، حسب صحيفة الشرق الاوسط، ظهرت صفحة عامة على «فيسبوك» باسم « العراق مع إسرائيل»، « لم يُعرف صاحبها الحقيقي. ونُشرت فيها بيانات ومنشورات لمتعاطفين مجهولين مع إسرائيل لم يظهروا وجوههم أو أسماءهم الصريحة بل مرة ( أبو زين) وأخرى المفوض (أبو ضرغام) ومنشور فيها بيان غريب ممن يقولون أو يقول إنه متعاطف مع إسرائيل ضد الإرهاب الفلسطيني!
في 22 مايو/ايار، العام الحالي، فتحت صفحة بعنوان «سفارة جمهورية العراق في إسرائيل» أو «السفارة العراقية الافتراضية في دولة إسرائيل» – استخدمه هنا كما هو بأخطائه الإملائية – بتوقيت يتوافق مع مرور شهرين على بدء مسيرات العودة، ومع ارتفاع حملات التضامن مع مقاومة الشعب الفلسطيني. طبلت الصحافة الإسرائيلية لهذه « المبادرة» ، وبدأت تعزف على أكذوبة « ما بين الشعبين من أواصر وعلاقات تاريخيه تعود إلى آلاف السنين»، لتوحي بأن علاقة الشعب العراقي، بكل أديانه، تاريخية ليس مع أبنائه من جميع الأديان بل مع النظام الصهيوني. خطاب هذه الصفحة وغيرها يمثل سياسة النظام في تقديم نفسه « ضحية» تدافع عن نفسها ضد الإرهاب الفلسطيني، مبررا جرائمه في الاحتلال والقتل والتطهير العرقي، أمام العالم كله، بأنه حق من حقوقه المشروعة بخطاب يجعل من الجلاد ضحية.
لإضفاء صبغة أكاديمية على مشاريع الأجهزة الأمنية يمتد التضليل الإعلامي ليشمل الباحثين عن الصفحة. تقول باحثة تدعى رونين زيدل في مقال نشر لها منذ أيام «أقام متصفحو العراق مؤخرا صفحة على الفيسبوك بعنوان «سفارة العراق الافتراضية في إسرائيل». وهي أكذوبة مبتذلة لأن بيان الصفحة يقول « أنشأت وزارة الخارجية هذه الصفحة» لجذب الشباب العراقي « للتقارب و العمل بجد كبير لصنع التاريخ معا «. من بين الادعاءات الترويجية الأخرى للصفحة، حسب الباحثة» يظهر عدد متزايد من الشباب العراقيين اهتمامهم بإسرائيل وديمقراطيتها وثقافتها». وتقول وزارة خارجية الكيان الصهيوني «إن حوالي ثلث أتباع موقع الوزارة باللغة العربية (حوالي نصف مليون) وإن العراقيين، وموقفهم من إسرائيل إيجابي بشكل عام وودي».
بعض الأكاذيب المذكورة مثل انجذاب الشباب إلى « ديمقراطية إسرائيل وثقافتها» مهترئة لفرط تكرارها، كما أن ذكر عدد «اتباع الموقع»، لايستحق التوقف عنده، فآلة إنتاجه أساسها دعائي مفضوح يستهين بعقلية الناس. أما القول بأن موقف الشباب العراقي « من إسرائيل إيجابي بشكل عام وودي»، فإن قراءة التعليقات على الصفحة، ومحاولة فرز ما هو حقيقي وزائف، يدحض ذلك. نجد أثناء مراجعتها، أن هناك قلة من المعلقين كتبوا متمنين زيارة إسرائيل ولكن ليس إعجابا بـ «ديمقراطيتها وثقافتها» بل شماتة على فساد الحكومات المتعاقبة منذ الاحتلال. وهو أساس لمنطق يشي بالإحباط واليأس يماثل منطق الملتحقين بالمنظمات الإرهابية كبديل وحيد لتخليص العراق من نكبته. أما أغلبية المعلقين من الشباب، فإن قراءة تعليقاتهم توضح الصورة. يقول أحدهم « يبقون صهاينه أعداء وتبقى فلسطين البوصلة مهما حاولوا حرفها أما من يريدهم فليذهب لهم» ، ليضيف آخر: «انتوا اغتصبتوا أرضهم رجعوها لهم وهلا بيكم». بحسرة، يقول شاب: « لو كانت هناك سلطة قويه و تطبق القانون بحذافيره لما كان حالنا هكذا لكن مع الأسف …» ، ولأدراك زيف ادعاء مؤسسي الصفحة بأن موقف الشباب العراقي « من إسرائيل ودي»، يختار أحد الشباب توجيه الرسالة التالية « هذه إلى المتعاطفين مع الكيان الصهيوني. نص المادة (201) من قانون العقوبات العراقي المرقم (111) لسنة (1969) بموجب قانون التعديل الثالث المرقم (130) لسنة (1975). ( يعاقب بالإعدام كل من حبذ أو روج مبادئ صهيونية بما في ذلك الماسونية، أو انتسب إلى أي من مؤسساتها أو ساعدها ماديا أو أدبيا أو عمل بأي كيفية كانت لتحقيق أغراضها).
3 التحالف الشيوعي الصدري
محمد كمال
الايام البحرينية
إن الساحة السياسية العربية، الساحة التي تلعب فيها الأحزاب والحركات (لعبة الوطن والمصالح الوطنية!) وليس ساحات الحكم، هي أشبه بمسرحية سوريالية، تعرض على الناس عجائب أشبه بالأحجيات والألغاز، وتلملم التناقضات وتعج بها في سلة السياسة، وتنتهي المسرحية بفصل يتراءى على السطح هزليا هزيلا، لا طعم ولا نكهة، اللهم إلا قرف في قرف وهزل في هزل، والنتائج من كارثة إلى كارثة، والنافذة المطلة على النور مازالت مغلقة، هذه هي مظاهر مسرحية التحالف الشيوعي الصدري الذي يحمل الكثير من التناقضات الثقافية والمخالفات الفكرية والمبررات السياسية، تحالف الأضداد (ليس وحدة الأضداد)، السياق مختلف بين صحة «وحدة الأضداد» في الديالكتيك، ووعكة «تحالف الأضداد» في السياسة، وهذا ينقلنا إلى الأفق النظري الأساس في موضوع هذا التحالف، وهو العلاقة الجدلية بين الفكر والسياسة، وبين الإثنين (الفكر والسياسة) معا ومقتضيات الواقع الملح ومنظار الرؤية إلى المستقبل… العلاقة بين المنظومة الفكرية التي يستند عليها حزب ماركسي والسياسة المنسجمة مع هذا الفكر في دهاليز متعرجة في المعترك السياسي، بعضها شبه مضيئة وبعضها بالكامل مظلمة، تضع أصحاب القرار أمام خيارات صعبة في حاجة الى مبادرات نوعية وخطوات جريئة، وهي أمام مفترق طرق، المسئولية الوطنية تفرض نفسها على أصحاب القرار باتخاذ القرار لأن الوطن مريض يتألم، في سباق مع الزمن. القرارات السياسية التي تنطلق عند مفترق الطرق لا تحظى بالإجماع من قبل القاعدة الشعبية الواسعة وحتى القاعدة الحزبية الضيقة، وقد تكون القرارات أتخذت، وهذا هو المرجح، في أجواء من التصارع الداخلي بين أصحاب القرار قبل ميلان قوى الحجة والمحاججة إلى القبول بقرار (قد يكون على مضض)، وهكذا فإن قرارا من هذا النوع، مبني على خيارات متناقضة، يكون امام امتحان صعب، لا يمكن التكهن بنتائجه، فصحة القرار محكوم بالنتيجة، تلك النتيجة التي ارتسمت مسبقا في ذهن أصحاب القرار، نتيجة يصعب التكهن بطبيعتها، هل سيمضي التحالف على خطى التحالف الى هدف وطني مشترك يرضي الجميع ويكون نقطة انطلاقة إلى مزيد من التقدم (هذا هو الرجاء)، أم أن التحالف سيتعثر، وفي عثرته يفتح بابا من التعارك غير المتوازن بين الحلفاء (ميزان القوى في أية معركة ليست في صالح الشيوعي) على المدى المنظور.
تحالف من هذا القبيل تتعدد فيه الرؤى، فهناك من يرى أن هذا التحالف هو نتاج تراكمات نوعية، تراكمات ابتدأت من نقطة الإستقلال وسلسلة الحكومات المستبدة والحروب العبثية إلى الغزو الامريكي وتبعاته الكارثية، وهذه رؤية متفائلة وتستند إلى قوانين الحركة، الفعل ورد الفعل، وعلاقة التحول الكمي الى النوعي في منهجية الجدل، وهي ترى أنه لا تراجع أمام نتائج تفاعلات هذه القوانين الوضعية، وهذا يعني التحول النوعي الكبير في الثقافة السياسية، وهو القبول المتبادل بين القوى السياسية في الساحة الوطنية، على أساس إفرازات سياسية مشتركة من منابع فكرية مختلفة وحتى متناقضة، وهذه حالة سياسية تتميز بها المؤسسات المدنية والسياسية في أوروبا وأمريكا واليابان والهند. وهذا يعني كذلك أن القوى السياسية المتناقضة أيدولوجيا قد أصابها الإرهاق وهي تسعى إلى الاستفراد بالسلطة، فاقتنعت بأن لا سبيل لبناء الوطن وتقدمه إلا من خلال القبول المتبادل على ساحة الوطن ومن خلال العمل السياسي المشترك… شخصيا أرى أن هذه الرؤية تستند إلى وقائع موضوعية فرضت نفسها على أرض الواقع، وأنه لا سبيل إلى إغفالها أو التغاضي عنها، وأن مرض الوطن قد وصل ذاك المدى الذي يقتضي علاجا عاجلا، ولا علاج إلا بالعمل المشترك بين القوى المختلفة التي تمثل الطبقات الاجتماعية المنتجة، والبرجوازية الوطنية التي تشارك تلك القوى أهدافها الوطنية.
الرؤية النقيضة هي تلك التى تشخص أنظارها دوما إلى الوراء، وهي مشدودة إلى الوراء بفعل عوامل عدة، منها عدم القدرة على التحرر من الإرتباط الأيدولوجي بالخارج، وعلى رأس تلك العوامل المصالح الذاتية، ولكن من أهم العوامل المؤثرة تلك التي لا تستطيع أن تستوعب طبيعة المستجدات ومقتضيات التجديد والتجدد، ومن الحجج التي يسوقها أصحاب الرؤية المتشائمة النقيضة، هي كيف يمكن الجمع بين نقيضين؟
تحالف العلماني الماركسي ذات المرجعية العلمية مع الطائفي المذهبي الديني ذات المرجعية الغيبية… تحالف بين متحرك وجامد في عالم الفكر… تحالف بين فكر متجدد وفكر مجمد في ثلاجة الإرث… تحالف بين طائفة تنظر إلى الوراء وتتجه إليه وبين حراك ينظر إلى الأمام ويتجه إليه… تحالف بين من يعمل من أجل الجنة في غياهب الغيب وبين من يعمل لتحويل الحياة الدنيا جنة الإنسان على الأرض… تحالف بين من يهاب من الفكر وبين من يتودد إلى الفكر…
تحالف لا يستقيم، وطريق التحالف فيها للشيوعي الكثير من العوج والمطبات والأشواك والأهوال، وسيكون مصير هذا الشيوعي هو مصير إخوته في ايران بعد ثورة ولاية الفقيه… في إيران سلم الشيوعي مطمئنا زمام القيادة لقوة دينية مذهبية، وتحالف مع هذه القوة بقوة ضد حكم كان أقرب إلى العلمانية، حيث المسافة بين الشيوعي والشاه كان أقصر بكثير من المسافة الفاصلة بين الشيوعي والخميني، رغم أن قصر المسافة تلك لم تشفع للشيوعي، إلا أن تلك المسافة كانت قابلة للتناقص مع الزمن وما يحمل من تطورات، بينما المسافة الكبيرة بين العلماني والديني في تباعد بطبيعة التناقض بين الجبهتين، عندما تتحرك جبهة الطائفية إلى الوراء وتتحرك جبهة التقدمية إلى الأمام، فإن المحصلة الرياضية تفيد أن المسافة بينهما في تباعد مطرد لا سبيل إلى التلاقي بينهما بالمطلق… هكذا تحالف يثير من أول وهلة الحيرة وعدم التصديق، وتتحول الحيرة إلى تساؤلات، وعدم التصديق إلى العجب بعد التأكد من صدق الحدث الهول !!! ليس هناك من ساحة لهكذا تحالف إلا في ساحة السياسة… ساحة السياسة هي الميدان، ميدان صراع.
رؤية أخرى خارج السياق المباشر ترى أن السياسة بطبيعتها كذب وأضاليل وهي في جملتها خزي وعار، وترى أن التحالف بمصداقية في السياسة خرافة، والعاطفة في السياسة خرافة مضحكة، والحكمة في السياسة أقرب إلى النادرة، المصلحة الأنانية هي سيدة السياسة، لأن السياسة هي سقف السلطة… والسياسة هي تلك الحالة التفاعلية التي بمقدورها تصوير العذراء عاهرة، وتمجيد العاهرة على أنها عذراء… والسياسة عابثة بالحقائق، تجعل من الأكاذيب حقائق دامغة، ومن الحقائق أكاذيب مضحكة… ففي دين السياسة كل الموبقات حلال، ورحم الله المفكر الايطالي الكبير ميكياڤيللي الذي لطف الفكرة عندما قال ان الغاية تبرر الوسيلة، المعنى مطابق بالكامل، ولكن للكلمات وقع نفسي مغاير ونكهة تأملية مختلفة.
هذه ثلاث رؤى، ولكل رؤية منظارها، ولكن أيها أقرب إلى الواقعية وتفاعل وقائعها، وأكثر جدوى بالعمل والتأثير؟ الرؤية الثالثة خارج السياق أصلا، فهي رؤية لا قيمة لها، بينما الرؤية المتشائمة هي تكريس لمنهج «مكانك راوح»، وهذا النهج يبقي على واقع الحال بكل علاته وأمراضه، وليس له أفق في التغيير والتجديد، هذا يبقينا مع الرؤية المتفائلة، وهي ملازمة للواقع رغم تناقضات الواقع، وهي جريئة أمام المخاطر المحدقة والأشواك الكثيرة المبعثرة على مسار العمل الوطني المشترك، وهي خطوة حكيمة من الجهتين، الجهة العلمانية والجهة الغيبية، لخوض معترك مصيري مشترك.
أما نتائج هذا التحالف، مهما كانت قاسية، لا يمكن أن تكون أقسى من حالة التناحر الدائم على ساحة الوطن.
سؤال ملح نختتم به هذا المقال: هل هذا التحالف هو نتيجة لأزمة يعيشها الشيوعي، أزمة حضور، ذاك الحضور المؤثر؟ فيسعى من خلال هذا التحالف سد ثغرة الأزمة.
سؤال وجيه، ولكنه يختزل الوقائع التاريخية والسياسية وفعلها التراكمي في التحولات المستجدة وطبيعة القرارات في فكرة مجردة. الواقع هو أن الشيوعي لا يعيش أزمة حضور، فلو كان الحضور الشيوعي مأزوما لما كان التحالف، فالتحالف يعني أن لكل أطراف التحالف وزنه وتأثيره المعترف به من قبل الأطراف الأخرى في التحالف رغم تفاوت موازين القوى بينها.
إذا فالتحالف الشيوعي الصدري ضرورة موضوعية فرضتها طبيعة الواقع المستجد والوقائع الجارية على الأرض والمرحلة التاريخية التي تعيشها العراق… إنه خطوة نوعية إلى الأمام…
4 أزمة الدبلوماسية والمياه في بلاد الرافدين كاظم الموسوي الوطن العمانية
” ..السفير التركي في بغداد فاتح يلدز، اكد ان بلاده أبلغت رئيس الوزراء حيدر العبادي لدى زيارته لأنقرة بإكمال سد اليسو استعدادا لملئه، فيما بين أن تأجيل ملء السد كلف تركيا الكثير. وقال يلدز في مؤتمر صحفي عقده ببغداد (2018/6/4)، إن “تركيا خططت لبناء سد اليسو منذ زمن طويل”، مبينا أنها “لم تخط اية خطوة دون الاستشارة مع الدول الجارة”.”
قبل أن تحل أيام الصيف المعروفة في العراق، بلاد الرافدين، وبعد انتهاء الانتخابات النيابية (2018/5/12) بدأت اخبار انقطاعات مستمرة في الكهرباء إلى درجات قاسية، اضيف لها هذه الأيام اخبار شحة المياه في الرافدين، وانتشار صور وتعليقات عن انقطاع المياه في نهر دجلة خصوصا. وضاع الصدق من الكذب فيها. وزادت روح المبالغات والاتهامات والتصريحات والكتابات وغيرها، ولم يتأكد أحد من الوقائع أو الصور الحقيقية لكل ما حصل ويحصل في بلاد الرافدين. وكأنه قدر العراق والعراقيين أن يظلوا في دوامة المآسي ..
هل هناك خطط وسياسات؟!.
أجل ثمة عمل مخطط وسياسات منظمة تؤثر على حصص الرافدين المائية من دول المنبع والروافد لهما ايضا. كما أن هناك مساع مبينة أو مقصودة للاستفادة من المياه بغير عدالة التوزيع والقوانين والتفاهمات والأضرار بالرافدين وبلادها وشعبها.
في مثل هكذا أزمات يرجع إلى البحث الفني والعلمي، وله مصادره وثقافته ومختصون، ولابد أن يقرروا ما يتعلق وبما يخدم البلدان ويعزز المصالح والعلاقات المتبادلة وحسن الجوار والثقة والاحترام المتكافيء. ولكل مجال مساحته وشروطه دون هذا التناقض او التباري في خوض أمور ليست كما هي عليه أو في وقائع دامغة.
في الجوانب الدبلوماسية والسياسية أكدت تصريحات المسؤولين الأتراك والإيرانيين، كل من جهته، ما يترتب على بلاده من مسؤولية في هذا الشأن. بعيدا عن النعرات والتطرف في المواقف والآراء والكتابات التحريضية التي تفضح أصحابها، سلبا أو إيجابا، حرصا او خبثا. فالسفير التركي في بغداد فاتح يلدز، اكد ان بلاده أبلغت رئيس الوزراء حيدر العبادي لدى زيارته لأنقرة بإكمال سد اليسو استعدادا لملئه، فيما بين ان تأجيل ملء السد كلف تركيا الكثير. وقال يلدز في مؤتمر صحفي عقده ببغداد (2018/6/4)، ان “تركيا خططت لبناء سد اليسو منذ زمن طويل”، مبينا انها “لم تخط اية خطوة دون الاستشارة مع الدول الجارة”. وأضاف “اننا ابلغنا رئيس الوزراء حيدر العبادي لدى زيارته الى تركيا في عام 2017، بأننا أكملنا بناء هذا السد ونستعد لملئه”، مشيرا الى “اننا استمعنا الى القلق من ملء السد من الجانب العراقي وقمنا بتأجيل ذلك والذي كلفنا الكثير”. وتابع “اتفقنا في الاجتماع الذي عقد في 15 مايو بين اللجنتين العراقية والتركية بشأن المياه على موعد الخزن، وسيتم عقد لقاءات مستمرة حول الأمر”، موضحا انه “من ضمن الاتفاق هو إطلاق كميات كافية من المياه”.
من جهته نفى القنصل الإيراني في محافظة السليمانية سعدالله مسعوديان (2018/6/3) قيام بلاده بقطع مياه نهر “الزاب الصغير” عن المحافظة، محملاً الحكومة الاتحادية في بغداد عدم إبرامها اتفاقية فيما يخص ذلك النهر، ونهر “سيروان” في إقليم كوردستان. وقال مسعوديان في مؤتمر صحفي مشترك عقده اليوم مع رئيس مجلس محافظة السليمانية عقب اجتماع جمعهما، ان “وفد مجلس المحافظة عبر عن قلقه ونحن نتفهم هذا الامر”. وأضاف ان كل من ايران والحكومة الاتحادية في بغداد لديها اتفاقية مبرمة بما يخص سبعة انهر مشتركة باستثناء نهري “الزاب الصغير”، ونهر “سيروان”. واردف مسعوديان بالقول ان طهران طلبت من بغداد سابقا بتشكيل هيئة تتولى إبرام اتفاقية بما يخص النهرين، منوها الى انه “لم نتلق أية إجابة من الحكومة العراقية الى الآن”.
ودعا القنصل حكومة الإقليم الى الطلب من الحكومة الاتحادية بتشكيل هيئة لإبرام اتفاقية بما يخص النهرين، مشيرا الى ان “القنصلية ستذهب مع وفد من مجلس المحافظة لزيارة قضاء “قلعة دزة” للاطلاع على الواقع المائي هناك. ومضى قائلا ان “بعض القنوات الإعلامية، والمواقع الالكترونية الكردية تناقلت خبرا مفاده ان ايران قطعت نهر “الزاب الصغير”، وبدوري قمت بالاتصال بالمعنيين في ايران، وابلغوني بعدم حدوث ذلك”، مشيرا الى ان “موضوع المياه إنساني ولا فرق بين شعبنا، وشعب إقليم كردستان”.
خطورة الموضوع تثير أسئلة كثيرة وتولد قلقا كبيرا، فانحسار المياه هذه الأيام بالذات، او انخفاض مستواها، لا يمكن الصمت عليه ولا التفرج بانتظار الفرج. وهو ما يتطلب صراحة وشفافية وتحمل مسؤولية وسرعة العلاج قبل فوات الأوان وحصول ما لا يحمد عقباه بعدئذ. رغم أن أقوال الجهات الرسمية العراقية تتابع ما يحدث وتقترح ما ينفع حاليا، ولكن القضية لها اسبابها وأبعادها وربما أهدافها، وتلزم اجراءات وقرارات ومشاريع مواكبة ومعالجة بشكل دقيق ومسؤول والتزام فعلي، لا تصريحات وبيانات.
فإن يصرح الرئيس التركي رجب طيب اردوغان (2018/6/4) بقوله “أبلغنا العراق قبل 10 سنوات، وقلنا لهم خزّنوا المياه أنشؤوا السدود لبلدكم ولشعبكم، لماذا المياه تهدر في الخليج بدون فائدة؟ ولكن حكام العراق لم يفعلوا شيئاً وليس لهم أذن صاغية”. واعتبر أن “سد إليسو سوف يجعل مناطق جنوب شرق تركيا أكبر المناطق الزراعية والسياحية ولتوليد الكهرباء في أوربا، وسوف يجلب لنا المستثمرين”. فهذا القول له ما له وما يعنيه وله دلالاته في طبيعة القرارات ونتائج العمليات. وهو قول صريح فيه تحد وغطرسة ولابد أن يقرأ بدقة وسرعة في العراق ويرد عليه بإجراءات تناسب تثبيت المصالح المشتركة ومستقبل العلاقات والتفاهمات وتطبيق القوانين والاتفاقات البينية والدولية.
طبعا شغلت القضية الرأي العام العراقي الآن وتبارى لها كثيرون بدوافع مختلفة وغايات متعددة. وهناك من صوّرها بابعد منها أو قلل من مسؤولية طرف ليحمّل الاخر بما ليس فيه أو لا طاقة له في الواقع العملي، او خلط الأوراق كعادته للتهرب من وصف الحقائق والوقائع كما هي. فالمعروف ان مصدري النهرين ينبعان من الأراضي التركية وان روافد لنهر دجلة تأتي من الأراضي الايرانية. واقع الازمة الحالية كما وضع كاتب عراقي لها، نسبة اقل من عشرين بالمائة على ايران، وعلى تركيا مسؤولية ثمانين بالمائة او اكثر من القضية المشتعلة الان. وهذه وقائع على الارض وليست رغبات او إرادات فردية أو شخصية. ومن يبحث فيها عليه أن ينصف نفسه اولا ويحترم حقوق شعبه ووطنه ثانيا، وينطلق متمتعا في الجوانب الموضوعية والاستقلالية ثالثا ويمكن الاضافة بالأرقام الكثير لما جرى ويجري، ويحمّل العراق ما يقابله للعمل فعلا من أجل درء تحوّل الأزمة الحاصلة الان إلى كارثة مدوية ولات حين ندم …
5 تركيا وإيران يعطشان الشعب العراقي؟! سلطان عبدالعزيز العنقري المدينة السعودية
هل الإسلام كما قال الإمام محمد عبده – يرحمه الله- موجود في أوربا بدون مسلمين، وفي تركيا وإيران موجود مسلمين بدون إسلام؟! الحقيقة أن الإمام محمد عبده أصاب كبد الحقيقة عندما قال مقولته الشهيرة عندما زار أوربا ووجد إسلاما بدون مسلمين، وفي عالمنا العربي والإسلامي مسلمون بلا إسلام، أشرت إليه في مقال سابق، وتحديدًا بتاريخ 9/9/2014. تركيا منذ أتى أردوغان للحكم وهي تريد تدمير عالمنا العربي بالتحالف مع إيران طمعًا بأموال وثروات عالمنا العربي بشكل عام، ودول الخليج العربي بشكل خاص، وأموال وثروات الشعب القطري بشكل مؤكد.
الحقيقة تقول لنا أن قطر ابتليت بحكام لا تضعهم مسؤولين عن حظائر أغنام، لديهم ثروة كبيرة لا يعرفون كيف يصرفونها في أوجه التنمية.. فدويلة بحجم قطر صغيرة جدًا بإمكان حكامها تبليط قطر ببلاط رخام إيطالي من أفخم أنواع البلاط، ولكن استغلها خليفة المسلمين أردوغان والولي الفقيه الشاذ خامنئي لشفطها من السذج الأغبياء في نظام الحمدين.. انظروا ماذا فعل ممن أطلقوا عليه من الإخونجية بخليفة المسلمين يبني سدًا في تركيا اسمه (ليسوا) لكي يجفف وبصمت نهر دجلة في العراق؟!! بالفعل أنه خليفة المسلمين، الذي لا ينام الليل وفي رعيته جائع وعطشان. من أطلق عليه من الدعاة في مجتمعنا، ممن كانوا يتبطحون في شارع تقسيم في تركيا، بخليفة المسلمين يجب أن يسجنوا مدى الحياة حتى يدفعوا ثمن تنصيبهم له كخليفة للمسلمين.
الدولة الأخرى التي تتسمى بالجمهورية الإسلامية الإيرانية لها نصيب وافر في تعطيش أهل العراق شيعة وسنة وأكراد وتركمان وغيرهم عندما قامت بتحويل مجرى عدة أنهار لكي تصب في البحر بدل من أن تذهب للعراق البلد المسلم؟!
إمبراطوريتان سادتا ثم بادتا وأتى الخميني ومن بعده خامئني في إيران، وأردوغان في تركيا لكي يقوما بمحاولة إعادة تلك الإمبراطوريتين العثمانية والفارسية إلى خارطة عالمنا العربي، التي تم مسحها من التاريخ وإلى الأبد.. فالإمبراطورية العثمانية (رجل مريض) تم إطلاق رصاصة الرحمة عليه، والإمبراطورية الفارسية حلت محلها الحضارة الإسلامية.
نعود إلى تعطيش أهلنا في العراق من قبل دولتين يفترض فيهن أنهما مسلمتان لا تقومان بقتل شعب بأكمله بسبب منعهم لمياه أوجدها الله سبحانه وتعالى من مياه الأمطار لإشباع غريزة وضعها الله في مقدمة الغرائز، بل وقال تعالى (وجعلنا من الماء كل شيء حي).. والأسئلة التي تطرح نفسها هي، هل بالفعل تركيا وإيران دولتان مسلمتان؟! وإذا كانتا بالفعل كذلك هل يجوز تعطيش وقتل أبرياء مسلمين وغير مسلمين في العراق؟! وهل هناك مخطط ضالعة فيه تركيا وإيران ودويلة قطر بتمويل سد النهضة في أثيوبيا لتعطيش الشعب المصري؟ لماذا أردوغان يطلب اجتماع طارئ لمنظمة التعاون الإسلامي في تركيا من أجل القدس، في حين أنه يقطع المياه عن نهر دجلة في العراق؟! ألا يفترض من العراق الدعوة لاجتماع طارئ لمنظمة التعاون الإسلامي في بغداد لمناقشة قطع تركيا المياه وإيران عن دولة مسلمة جارة لتركيا وإيران؟! لماذا هذا النفاق الذي يقوده أردوغان وخامئني في جعل منظمة التعاون الإسلامي جسر عبور لتحقيق مصالح تركيا وإيران فقط دون بقية أعضاء المنظمة الإسلامية؟! منظمة التعاون الإسلامي يجب أن لا تكون لعبة في يدي الأتراك والإيرانيين وعليها توجيه إدانة شديدة اللهجة لتركيا وإيران أو طردهما من هذه المنظمة التي تستظل بالإسلام.
عيد فطر سعيد مبارك وكل عام وأنتم بألف بخير.