هناك عدة اسباب رئيسية دفعت محافظتي ذي قار والسماوة الى ايقاف الزراعة لهذا الموسم ، في مقدمتها قلة الإطلاقات المائية من دول المنابع المائية، وتراجع كميات الامطار، الامر الذي يجعل وزارة الموارد المائية، تحتفظ بكميات كبيرة من المياه، في السدود والخزانات لاستخدامها في المواسم الزراعية.
هذه الازمة التي تتجلى في فصل صيف، لا تنعكس على الواقع الزراعي وتعرض مئات الأراضي المزروعة للجفاف فحسب، وانما تؤدي ايضا الى توقف أغلب مضخات مياه الشرب، وانتشار أمراض بيئية وبائية أدت إلى نفوق أعداد كبيرة من المواشي.
ويتوقع مختصون ان تتعرض محافظات بغداد والناصرية وميسان والنجف وبابل وكربلاء والمثنى وصولاً إلى البصرة خلال صيف 2018، ازمة عنيفة بسبب قلة الامطار خلال موسم الشتاء الماضي، الذي يعد افضل المواسم لخزن المياه.
ويقول احد المهندسين في وزارة الموارد المائية إن “العراق سيتعرض لأخطر أزمة في تاريخه منذ آلاف السنين وهي أزمة المياه التي ستقتل آلافاً من المزروعات وتصحر مساحات هائلة من الأراضي الزراعية خلال السنوات المقبلة”.
وحذر من توقف كافة المشاريع الاستثمارية المتعلقة بتوليد الطاقة في البلاد نتيجة شح المياه. فيما توقع أن تبلغ خسائر العراق خلال الخمس سنوات المقبلة في مجمل القطاعات المتضررة من الجفاف بأكثر من 10 مليارات دولار. كما خرج العشرات من اهالي ناحية جبلة شمال محافظة بابل، في تظاهرة للمطالبة بالخدمات الزراعية وإقالة مدير ري بابل وتسليمهم الحصص المائية المخصصة لهم”، وقال احد المتظاهرين الى ان “المتظاهرين هددوا بالاعتصام المفتوح في حال عدم تلبية مطالبهم”.وطالب الحكومة المحلية باستبدال المضخات بمحطات ذات سعات تتناسب مع حاجة المحافظة لتوفير المياه من النهر المغذي لمحطات الضخ الرئيسة لمياه الشرب في المحافظة .