نشر قائد فرقة العباس التابعة للمرجع الشيرازي في كربلاء السبت، قراءة لمضمون تفسيرا لبيان السيستاني الذي القاه عبد المهدي الكربلائي بخطبة الجمعة
وقال ميثم الزيدي، إن “صدور تفسير خطبة الجمعة من خلال الموقع الرسمي لمكتب السيستاني ولأول مرة تعد سابقة لم تشهد من قبل”، مضيفا أن “تقديم حالة الترقب في القراءة إشارة لأهمية هذا الأمر ودلالته الواضحة لحجم التوتر في المشهد العراقي”.
وتابع “هذا ما عابه علينا البعض واعتبره إحراج للمرجعية أو سطحية ساعدت في تطبيق مخطط لإحراج ذات المرجعية، وغير ذلك لمن لم يفهم المغزى وركب موجة النقد والتضعيف بمضامين هذا البيان الرائع والحدث الكبير والذي اعتقد أنه جاء أكبر وأوسع من حجم التمهيد له”.
وأوضح أن “الخطبة تضمنت التأكيد على التعددية السياسية والتداول السلمي ورفض العودة إلى الحكم الفردي والنظام الاستبدادي وإسكات الأصوات التي تعالت مؤخرا والمشككة بالعملية السياسية والمطالبة بنظام حكم عسكري كحل للأزمات التي تمر بها البلاد”.
وأشار إلى أن “المرجعية أقرت بإخفاق التجارب الانتخابية الماضية وجانب من السبب هو عدم رعاية شروط العملية الانتخابية بالصورة المطلوبة، وحملت السلطة التشريعية بعض المسؤولية في ذل، بينها تشريع قانون انتخابي غير عادل”.
وبحسب الزيدي، فإن “المرجعية حملت المرشحين والقوائم الانتخابية مسؤولية الاستعانة بالدعم الأجنبي – بعض من ذلك – ولَم يكن تنافسهم في البرنامج أو الخطط الخدمية والتنموية، كما ركزوا على الدعاية الشخصية والاستعانة بالشحن القومي والطائفي والتسقيط الإعلامي”.
وأضاف أن “الناخب كان له نصيب من المسؤولية أيضاً لانسياقه وراء المصالح الشخصية والأهواء والعواطف والعصبيات والعشائرية وما إلى ذلك”.
وتابع الزيدي، أن “هذا لا يعني لا يوجد أمل ولكن بعضه لازال في تصحيح المسار من خلال عناصر جيدة في مواقع المسؤولية، إضافة إلى استخدام الآليات القانونية للضغط باتجاه الإصلاح في إشارة واضحة إلى وجود وسائل مواجهة أخرى كفلها الدستور، وهي بالتأكيد تأتي عن طريق الشعب، وهذه بادرة تؤسس لمرحلة جديدة في التغيير بواسطة الشعب والعناصر الصالحة من داخل نفس الجهاز الرسمي”.
وقال الزيدي إنه “لأول مرة تؤكد المرجعية على أن المشاركة في الانتخابات حق وليس واجب”، وأضاف “مرة أخرى يؤكد صاحب التفسير أن المرجعية لم تدع للمشاركة في الانتخابات، وإنما خيرت العراقيين بين المشاركة وعدم المشاركة، وحصرت الجملة “ويحدث لأول مرة” بين هلالين، وهذا ما كانت توصي وتحث الناس على ضرورة المشاركة في الانتخابات بل أوجبت عليهم ذلك، مع الأخذ بعين الاعتبار مفاد استدراك سماحة السيد في البيان في هذا الفقرة تحديداً حيث أشار إلى أن الامتناع يسمح للمشاركين بإيصال منتخبهم إلى مجلس النواب وقد لا يكون هذا المنتخب أسوأ مما لو شارك المقاطع”.
وأوضح أن “دعوة التخيير بالمشاركة هي مرحلة جديدة تدشنها المرجعية الدينية، تنذر بوضوح إلى ما يمكن أن تتخذه المرجعية مستقبلا من خطوات متقدمة تؤثر على مجمل العملية السياسية فيما لو استمرت القوى السياسية بعدم المبالاة بهموم الوطن والمواطن”.
وبحسب الزيدي للتفسير، فإن “المرجعية دعت إلى عدم الانحياز لقائمة أو مرشح اطلاقاً ليس لأنها تساوي بين الصالح والطالح كما يسوق أصحاب الأغراض الدنيئة والجهل المتقع وإنما لأنها لا تساند واحد دون آخر او جهة دون أخرى”.
وتابع “بل ورفض استغلال الأحزاب ما قدموه من شهداء في مقارعة النظام السابق وهذه الفقرة وسابقتها اعتبر مرتكبيها متجاهلين ما كان قد أعلن قبل فترة من على منبر صلاة الجمعة في كربلاء من ضرورة عدم زج عناوين الجهاد والمجاهدين في أتون محرقة السياسة”.
وقال إن “الختام يوضح معيار للمرشحين ومن يجب أن يتم انتخابهم – لمن رجح خيار الانتخاب – ولَم يغفل البيان توضيح عبارة المجرب التي شاعت ولَم يكن لها واقع دقيق، إذ إن المناط هو السيرة العملية والحرص على البلد وغير ذلك مما ورد في البيان ولا فرق بين المجرب وغير المجرب غالقة الباب على المخادعين من الفاشلين والفاسدين”.
وأشار إلى أن “أغلب المسؤولين والقوائم والكتل السياسية التي حكمت البلاد بادروا بتأييد البيان وكأن الخطاب لا يشملهم”.