خصص داعش الارهابي ثلاث صفحات متكاملة من صحيفة النبأ التي يصدرها على المواقع الامريكي لنشر اخبار جرائمه في العراق في محافظات نينوى وصلاح الدين وكركوك وديالى والانبار وشمال بغداد
وجاء النشر في صحيفة النبأ التي تحمل العدد 124 الصادر يوم امس الخميس الثانس والعشرين من اذار عام 2022 بعد اعلان العبادي النصر في العراق
وكان داعش الارهابي قد قتل وخطف عدد من الشرطة في طريبيل على حدود الاردن وفي كركوك
وسلط تقرير نشره موقع “نقاش” الألماني، الضوء على الخروق الأمنية التي تلت “إعلان النصر” على داعش في العراق، لا سيما في المناطق المستعادة، والتكتيكات التي يتبعها التنظيم للبقاء.
وجاء في التقرير، إنه للمرة الاولى منذ ثلاثة أشهر عادت الأحداث الأمنية لتغطي نشرات الأخبار عبر هجمات مسلحة يشنها المتطرفون على المدن المحررة ضمن تكتيكات جديدة، وعمليات عسكرية معاكسة لقوات الامن العراقية في معظم البلدات التي كان يحتلها داعش.
ويقول التقرير، “في ثلاثين يوما مضت سجل مركز حركات وزارة الدفاع العراقية تصاعدا ملحوظا في نشاط الارهابيين هو الاعلى منذ انتهاء اعلان الحكومة الانتصار على داعش في كانون الأول الماضي، هجمات مباغتة ضد دوريات الجيش وكمائن على الطرق السريعة الرابطة بين المدن، وعمليات انتحارية وصلت الى ضواحي العاصمة بغداد، وفقا لضابط كبير في وزارة الدفاع”.
ويقول الضابط الذي طلب عدم الإشارة الى اسمه “على مدى الشهر الماضي سجلنا عشرات النشاطات الارهابية في مناطق متفرقة من البلاد، وتحديدا عند ضواحي المدن المحررة، شرق ديالى وجنوب كركوك وصحراء الانبار وشمال صلاح الدين وهو مؤشر الى وجود خطة لتنظيم داعش في إثارة القلق في هذه المدن”.
ويضيف الضابط “كنا نتوقع عودة داعش قريبا ولكنه اليوم اضعف بكثير ولا يستطيع شن عمليات كبيرة كما كان يحصل في السابق، وبدأ الجيش في عمليات مطاردة واسعة للمتطرفين لمنعهم من تنظيم صفوفهم، هناك المئات من مقاتلي داعش مازالوا طلقاء ويسعون الى اعادة العنف من جديد”. وفي الاسبوع الماضي قتل ضباط وجنود في كمين نصبه مسلحون يعتقد أنهم من تنظيم داعش على الطريق العام بين بلدتي بلدروز ومندلي في ديالى، وفي الاسبوع نفسه قتلت عائلة كاملة على الطريق العام بين بغداد وكركوك، كلا الحادثتين تمت عبر نقاط تفتيش وهمية، اذ كان المسلحون يرتدون الزي العسكري لقوات الامن العراقية لاصطياد ضحاياهم.
وفي الأنبار كمن عناصر من التنظيم لدورية تابعة لحرس الحدود، في الصحراء الغربية، الخميس، وقتلوا أفرادها الأربعة.
ويقول التقرير إن “هذه الحوادث تؤشر نقاطاً عدة، أولها إن قوات الأمن العراقية وضعت ثقلها في حماية مراكز المدن ولكنها اهملت وضع خطط لتأمين ضواحيها، وثانيا إن المتطرفين ما زالوا يمتلكون قدرة على شن هجمات رغم الهزيمة الساحقة التي تعرضوا لها العام الماضي، وهم يمتلكون القدرة على التأقلم مع أوضاعهم الجديدة”.
ويضيف أن “تأمين ضواحي المدن التي هي في الغالب مناطق زراعية او صحراوية واسعة هي في الحقيقة مشكلة مستمرة لقوات الامن العراقية على مدى العقد الماضي، إذ أن قوات الجيش ليست مؤهلة لتأمين هذه المناطق لصعوبة توفير قوات أمنية برية كافية، وغياب العامل الاستخباراتي والوسائل المتطورة في مراقبة هذه المناطق”.
ويشير التقرير إلى أن يوم الاحد الماضي كان من المفترض ان يشهد “عقد مجلس محافظة ديالى جلسة خاصة مع قادة الجيش والشرطة لمناقشة تدهور الاوضاع الامنية عند الضواحي، ولكن الجلسة تأجلت بسبب انشغال القوات الأمنية هناك في عملية عسكرية لملاحقة المتطرفين”.
وينقل التقرير عن مزهر العزاوي قوله ان “داعش يسعى لتنظيم صفوفه في مناطق شرق وشمال المدينة، ولكن قوات امنية مشتركة من الجيش والشرطة والحشد الشعبي بدأت بتنفيذ عمليات عسكرية لملاحقتهم”.
ويضيف العزاوي أن “العمليات متواصلة في مناطق الندا ووادي الثلاب وقزلاقز والقرى القريبة من طريق بلدروز – مندلي الذي شهد تسجيل بعض النشاطات الارهابية، ولكن الامور تحت السيطرة وما يقوم به المتطرفون مجرد محاولات يائسة للعودة”.
ويقول التقرير إن الأمر لا يختلف كثيرا في الأنبار، اذ تنشغل أفواج الجيش وقوات مكافحة الإرهاب في عمليات عسكرية منذ ايام في صحراء المحافظة الشاسعة، فيما يحاول عناصر داعش التسلل عبر الحدود السورية الى العراق، كما عاد “التحالف الدولي” لينشر إحصاءات عن غارات جوية جديدة تستهدف معاقل المتطرفين بعدما توقفت لبعض الوقت خلال الاشهر الثلاثة الماضية.
وتكمن قوة داعش الجديدة، عند الضواحي وفي المناطق الصحراوية، وفقا للعقيد مازن المحلاوي في الفرقة الثامنة في الجيش العراقي. ويقول ان “الإرهابيين استعدوا جيدا لمرحلة هزيمتهم، ودفنوا ترسانة كبيرة من الاسلحة في الصحراء والوديان، الأسبوع الماضي عثرنا على مستودعات كبيرة من الاسلحة الثقيلة والمتوسطة، واكتشفنا أنفاق حفرها داعش قرب البلدات المحررة في الرطبة وهيت”.
ويضيف المحلاوي ايضا “خلال الشهر الماضي سجلنا نحو عشر محاولات نفذها مقاتلو داعش للتسلل الى العراق قادمين من سورية، وهذا يعني انهم يمتلكون مقرات خاصة بهم في الانبار، وما يقوم به الجيش حاليا هو الكشف عن المقرات وتدميرها، الاثنين الماضي نفذنا عملية إنزال جوي مهمة في عمق الصحراء وتمكنا من اعتقال قادة في داعش”.
وفي كركوك، يقول التقرير إن سكانها يعيشون “في خوف وقلق منذ دخول قوات الجيش الاتحادي الى المدينة وانسحاب قوات البيشمركة في تشرين الاول العام الماضي بسبب خلافات الاحزاب هناك، ولكن الخطر الجديد يكمن في عودة الارهابيين الى الضواحي الجنوبية في بلدة الحويجة”.
وفي 18 شباط الماضي تعرضت قوة من الحشد الشعبي الى كمين عند بلدة السعدونية جنوب كركوك أسفر عن مقتل (27) عنصرا في حادثة أثارت غضب العراقيين خلال تشييع القتلى، وبسببها انطلقت عمليات عسكرية منذ ذلك الحين بحثا عن إرهابيين.
وكان قائد الشرطة الاتحادية الفريق رائد شاكر جودت أعلن الاثنين الماضي البدء في عملية عسكرية جديدة تستهدف (14) قرية في بلدة الحويجة بحثا عن إرهابيين متخفين هناك، وبعد ساعات على العملية تم العثور على ثلاثة أنفاق ومعمل لتصنيع العبوات الناسفة وقاعدة لإطلاق الصواريخ، وفقا للقائد>