أعلنت حكومة إقليم كردستان، الإثنين، أنها سلمت الحكومة الاتحادية المئات من عناصر تنظيم داعش المعتقلين لديها.
وبحسب بيان لمنسق التوصيات الدولية في حكومة إقليم كردستان ديندار زيباري، اليوم (12 آذار 2018)، فإن حكومة الإقليم بدأت بعملية مشتركة مع بغداد لتسليمها معتقلي داعش وتقدم تسهيلات كبيرة للأطراف المعنية في الحكومة الاتحادية لاستلامهم.
وذكر زيباري أنه “بموجب قرار محكمة التحقيق في أسايش أربيل تم تحويل 277 معتقلا وفق المادة الثالثة من قانون الإرهاب، إلى محكمة تحقيق نينوى ـ إرهاب، عبر وجبات ومراحل تضمن في كل مرة 50 إلى 55 معتقلا”.
كما حولت المحكمة في أربيل 576 معتقلا وفق المادة أربعة إرهاب ـ قانون رقم 13 لعام 2005 إلى محكمة تحقيق الرصافة ـ بغداد عبر وزارة الداخلية وعن طريق مطار أربيل الدولي عبر 5 مراحل تضمنت في كل مرة 100 ـ 120 معتقلاً، وفقا للبيان.
وكشف زيباري عن اعتقال سلطات الإقليم 2652 شخصا بتهمة الانتماء إلى داعش أو وجود صلة مع هذا التنظيم بين عامي 2014-2016، وتأكدت السلطات من انتماء 1100 منهم بالتنظيم، وعاقبتهم بأحكام تتراوح بين ثلاث سنوات سجن إلى مدى الحياة حسب نوع الجرائم.
كما برّأ القضاء 870 منهم بسبب عدم وجود الأدلة أو كفايتها وأفرج عنهم والتحقيق جار مع 682 آخرين في تهم منسوبة اليهم مع صدور القرار القضائي بتحويل 328 إلى محكمة الرصافة في بغداد.
وحول معتقلي عام 2017، أعلن زيباري اعتقال 709 من عناصر داعش، أفرج عن 279 بقرارات قضائية وصدور أحكام متفاوتة بحق 27 منهم وينتظر 156 معتقلا حسم مصيرهم ويخضع 247 منهم للتحقيق.
و في نهاية البيان أشار زيباري إلى أن الإقليم يعمل بقانون رقم 3 لسنة 2006 المعروف بقانون مكافحة الإرهاب لكنه يطبق الآن قانون رقم 21 لعام 2003 الصادر من برلمان كردستان وقانون العقوبات العراقية المعدل و المرقم 111 الصادر عام 1969.
ويقول العميد سرحد قادر، الذي كان قبل أحداث 16 أكتوبر 2017، مدير شرطة أقضية ونواحي كركوك وحل محله آخر بعد تلك الأحداث، عن تحركات مسلحي داعش ضمن حدود محافظة كركوك: “تزايدت تحركات داعش في حدود قضاء داقوق، بالقرب من قرية زركَة وناحية الرشاد. في الليالي يختلطون بالأهالي وفي النهار يلوذون بمخابئهم. وفي الليالي الأخيرة نفذوا هجمات على القوات العراقية في قريتي ألبومحمد وغيدة. وقد قتلوا أكثر من عشرين عنصراً من الحشد التركماني في المنطقة الممتدة بين ناحية الرشاد وسلسلة حمرين ووادي الخنازير، وقد شوهدوا أيضاً في مناطق تابعة لناحيتي العباسي والزاب ونفذوا هجمات ليلية هناك أيضاً”.
وحسب قادر، فإن هناك تحركات لداعش في حدود ناحية الرياض وقريتي مدينة وخربة عزيز، وقد قتلوا في واحد من هجماتهم هناك مدير أحد مراكز الشرطة، العقيد فاضل، ونجله وعدداً من أفراد حمايته.
وعلى صعيد ذي صلة، صرح المدير السابق لشرطة طوزخورماتو، العقيد كاوا ملا برويز، بالقول: “هناك عدد كبير من مسلحي داعش في حدود ناحية الرشاد وقضاء الحويجة وناحية الرياض، ويشاهدون بوضوح في واديي روخانة وكودرة، لكنهم لا يمسكون بأية أرض بل بنفذون عمليات قتل وتفجيرات تستهدف القوات العراقية والحشد الشعبي، وفي الليالي يلوذون بالقرى طلباً للطعام والشراب”.
وتفيد المعلومات الاستخبارية المتوفرة لدى سرحد قادر، فإن عدد مسلحي داعش في قضاء الحويجة وأطرافها يزيد على الألفين ويقوم هؤلاء بتدريبات يومية. كما توجد خلايا نائمة منتشرة في المدن والقصبات وتتعاون معهم جماعات متطرفة مثل النقشبندية والقاعدة والراشدين.
ويوضح العقيد كاوة ملا برويز: “لم يبد داعش أية مقاومة خلال عملية السيطرة على قضاء، وجرت العملية بناء على اتفاق، وهكذا بقي جميع المسلحين في تلك المنطقة”.
من جانبه، يرى عضو اللجنة الأمنية في محافظة كركوك، برهان العاصي، أن على القوات الأمنية العراقية أن لا تنتظر أكثر من هذا وتباشر عملياتها للقضاء على بقايا داعش، لأن هؤلاء كما يقول: “يشكلون خطراً على محافظتي كركوك وصلاح الدين”.
وصرح العاصي لرووداو بالقول: “يتواجد مسلحو داعش في بعض مناطق غرب كركوك، ويجب على القوات الأمنية العراقية البدء بعملية عسكرية واسعة النطاق للقضاء عليهم في مناطق غرب كركوك”، وطالب الجهات المعنية بتطهير المناطق الواقعة بين محافظتي صلاح الدين وكركوك من أولئك المسلحين.
من جهة أخرى، يقول المتحدث باسم قيادة عمليات نينوى، العقيد الركن محمد وكَاع، لقد انتهى داعش بصفته تنظيماً حاكماً. لكنه لا ينفي وجود خلايا نائمة تابعة للتنظيم في المنطقة، ويضيف “نلقي القبض على أعضائها اعتماداً على المعلومات الاستخبارية”.
وعن الخطر الذي يمثله هؤلاء المسلحون، يقول العميد سرحد قادر: “إنهم يمثلون خطراً كبيراً، ففيما مضى كانت قوات الآسايش والشرطة تتحقق من كل الذين يدخلون كركوك وتجمع معلومات عنهم، وكانت مخيمات النازحين خاضعة للرقابة، أما الآن فقد بات كثير من مسلحي داعش من المحافظات الأخرى يقيم في كركوك، ومن المتوقع أن ينفذ هؤلاء عملياتهم الإرهابية في ساعة الصفر المحددة لانطلاق عملياتهم تلك”.
ويقول العقيد الركن محمد وكَاع إن مسلحي داعش في محافظة نينوى لا يمارسون أية نشاطات، لأن القوات الأمنية توجه لهم ضربات استباقية مستمرة، كما تم القبض على كثير من عناصر الخلايا النائمة.
بعد عملية واسعة النطاق استهدفت مواقع داعش، في الثالث من آذار الجاري، أعلنت القوات الأمنية في محافظتي نينوى وكركوك القبض على عدد من مسلحي داعش، كما قتلت الشرطة الاتحادية واللواء 56 للحشد الشعبي عدداً من مسلحي داعش في ناحية العباسي التابعة لقضاء الحويجة، وكان مسلحو داعش قد استهدفوا في وقت سابق عربة تابعة للشرطة الاتحادية بالقرب من قرية الطويرية، ووقعت مواجهة مسلحة بين الجانبين أسفرت عن قتل أربعة من عناصر داعش.
كما أعلن مركز الإعلام الأمني التابع لقيادة القوات المشتركة العراقية في بيان صدر في 3 آذار الحالي: “اعتقلت قوات الرد السريع، خلال حملة أمنية في منطقة بادوش غرب مدينة الموصل، 17 مسلحاً من داعش بينهم قياديون معروفون مطلوبون حسب المادة أربعة إرهاب”، وكان سبعة من مسلحي داعش، قد هاجموا في وقت سابق نقطة تفتيش تابعة للفرقة 20 للجيش العراقي في بادوش، وقتلوا أربعة جنود وجرحوا اثنين.
وكان آخر هجوم نفذه داعش ضد القوات العراقية في مساء 11 آذار الحالي، حيث يقول العميد سرحد قادر إن عدداً من مسلحي داعش هاجموا قوة من الحشد الشعبي في ناحية الرشاد، وأدى الهجوم إلى قتل عدد من مسلحي الحشد.