اربع مقالات عن العراق في الصحف العربية يوم الاثنين

1 الهجوم على السفارات الإيرانية.. خلاف شيعي شيعي سوسن الشاعر الوطن البحرينية

حسين ابن المرجع الديني محمد صادق الشيرازي شرح كيف استبد «خامنئي» بالحكم وبالرأي في إيران مشبهاً إياه بفرعون، فقال في خطبته أتدرون كيف تصدى فرعون لموسى؟ فرعون حرّض الناس على موسى، ولم يتصدَّ له بنفسه، وتلك طريقة خبيثة استطاع أن يهيج بها الناس عليه، حتى أصبح موسى عدواً للناس لا لفرعون، وهكذا يفعل خامنئي بطريقته الفرعونية يهيج الناس على منتقديه فيصبح كل منتقد له عدواً لجماهيره.

فرعون أقنع الناس أن الطريقة المثلى للتعامل معه هي أن يقتنعوا بأنه ربهم الأعلى، ويصبح تقديسه مرتبطاً بالوصول للمثالية في العبادة والتدين، فلما دعا موسى الناس لعبادة الله سبحانه وتعالى أصبح موسى عدواً للناس لأنه يهدم أسساً مثالية في التعبد وهي الاقتناع بأن فرعون ربهم الأعلى، وهكذا فعل خامنئي أقنع الناس أن تقديسه يعد الطريقة المثلى للتعبد، فإن مس شخصه مست مثالية الناس ومن ينتقده أو يمسه بكلمة فهو عدو للناس.

وأضاف حسين الشيرازي في خطبته التي كانت سبباً لاعتقاله، أن من يراد تسقيطه وتخوينه في إيران يتهم أنه ضد ولاية الفقيه وهذه تكفي كي ينتهي هذا الشخص، رغم أن مراجع دينية كبيرة ضد ولاية الفقيه مثل الأنصاري ولا أحد يشكك في مرجعيته، فأصبحت ولاية الفقيه هي بالضبط «أنا ربكم الأعلى» ولا يمكن المساس بهذا المفهوم حتى بالسؤال، خامنئي قال إن حدود ولاية الفقيه هي حدود الله ومثلما الإنسان هو عبدالله فمن يؤمن بولاية الفقيه عليه أن يكون عبداً لها! الشيرازي يقول إن جماهير ولاية الفقيه عبيد لا يستطيعون حتى السؤال «خطبة حسين الشيرازي يوم الإثنين 5 مارس 2018».

ومنذ أن اعتقل حسين الشيرازي والشيرازيون في كل مكان يتظاهرون ضد إيران والسفارة الإيرانية في كربلاء وهي مركزهم، وفي الكويت وفي لندن ينددون بإيران وباستبدادها وتسلقوا السفارة الإيرانية في لندن ومزقوا العلم الإيراني.

علينا أن نعرف أن الشيرازيين بعد موت الخميني يؤيدون مجلساً للفقهاء لا ولي فقيه، ويريدون إبعاد الحوزة الدينية عن السياسة، ولكن الشيرازيين متشددون ومتطرفون في تشيعهم، فمنهم خرجت العديد من التنظميات التي حملت السلاح على دولهم، فهم في البحرين تبنوا في النويدرات «الجبهة الإسلامية لتحرير البحرين» و«منظمة الثورة الإسلامية في الجزيرة العربية» وفي العوامية في السعودية زعيمهم كان نمر النمر الذي أعدمته السعودية.

الشيرازيون بدورهم أعدموا الكثير في بداية الثورة الإيرانية من معارضي الثورة وتوسع نفوذهم على يد محمد تقي المدرسي وامتد إلى أجهزة الاستخبارات وامتد نفوذهم للبازار الإيراني، حتى اصطدموا في صراع النفوذ مع الدولة فأصبح الفراق مستحقاً بينهم وبين أتباع الخميني واشتد بعد أن مات الخميني، ورفض الشيرازيون ولاية الفقيه ورفضوا ولاية خامنئي وأيدوا شورى الفقهاء، فهربوا من إيران ومركزهم الآن كربلاء في العراق.

الشيرازيون يتشددون جداً في عقيدتهم، فالتطبير عندهم واجب على سبيل المثال وهو أحد أوجه الخلاف مع خامنئي، ومثل غيرهم من المذاهب بينهم فريق متشدد جداً يكفر ما عداه من شيعة ومن سنة.

منذ أربع سنوات تقريباً والخلاف يتصاعد بينهم وبين الدولة الإيرانية، والخلاف يتصاعد بين العرب منهم وبين عملاء ولاية الفقيه من العرب أيضاً، حتى تحول الخلاف الشيعي الشيعي إلى خلاف سياسي بين مؤيد للدولة الإيرانية وبين معارض لها.

لديهم شبكة إعلامية كبيرة بدأت منذ فترة تهاجم إيران وتهاجم حزب الله وتهاجم كل موالٍ لإيران.

الشيرازيون بدؤوا يتغنون بأحضان دولهم العربية التي ينتمون لها بعد أن اشتد الخناق عليهم في إيران حين بدأت إيران بمطاردة واعتقال مرجعياتهم الإيرانيين ومطاردة كوادرهم والاستهانة بزوار المدن المقدسة منهم، ثم أوعزت لوكلائها في الدول العربية بتسقيط وكلاء المرجعيات الشيرازية في دولهم، وهكذا بدأ الشيرازيون يهاجمون إيران دفاعاً عن أنفسهم وتمهيداً للعودة لأحضان أوطانهم.
2 فالح عبد الجبار ومسألة العراق
رضوان السيد
الاتحاد الامراتية

أول مرة اتصل بي فالح عبد الجبار في أواخر الثمانينيات بوساطة فخري كريم، ما كان يريد مني شيئاً يتعلق بالإسلام أو بالسنة والشيعة، بل كان يريد سؤالي عما إذا كنتُ أملك نسخةً ألمانيةً من كتاب رأس المال لكارل ماركس، باعتبار أني درستُ في ألمانيا، ومشهور بحب جمع الكتب. وقلتُ إنني أملك نسخة، إنما ماذا تريد منها وأنت لا تعرف الألمانية؟ فقال إنه ترجم رأس المال عن الإنجليزية مرةً أُخرى، وقد قيل له إنّ ترجمته بها أخطاء ويريد مراجعتها بألمانيته المتواضعة. المهم أنّ نسخة رأس المال، صارت بدايةً لصداقةٍ طويلة، وعندما توفي رحمه الله ببيروت قبل شهر، كان ذلك بعد رؤيتي له بأسبوع، وقد أحسستُ حينها بمرضه.

أما المرة الثانية التي رأيتُه فيها فكانت بمركز دراسات الشرق الأوسط بجامعة هارفارد عام 1997، ووقتها قدّم عرضاً لكتابه الجديد عن شيوخ العشائر وشيوخ الدين بالعراق. وأخبر الحاضرين أنه يعمل على المحليات العراقية مثل البصرة والناصرية وإقليم كردستان. وما انقطع تواصلنا بعد عودتي إلى بيروت وعودته من بريطانيا. وقد كانت بيروت إدماناً لكل العرب وبخاصةٍ العراقيين والسوريين والفلسطينيين، لكنّها بالنسبة لفالح ما كانت ملجأً أو مقهى، بل مركز بحث وتعلم وتدريب ونشر. وهكذا في بيروت ومن بيروت توالت دراساتُهُ عن العراق أيام صدام حسين وما بعده. والفرق بين ما قبل وما بعد، أنه صار بوسعه الذهاب إلى العراق الذي غادره في مطلع الثمانينيات، لكنه بعد خمس سنوات توقف عن الذهاب للعراق مجدداً، وما عرفتُ منه لماذا هذا التوقُّف، وهل تعرض له أحد؟

كان الغريب في فالح، إضافةً إلى انهجاسه بالعراق، أنه اهتمّ للحساسيات الدينية، قبل تركيز اهتمامه على المسألة القومية. لقد أدرك بعمق معنى الثورة الإيرانية، وما أحدثته من تغييراتٍ في الدين بعامة، وفي التشيع بخاصة. وقد قال لي إنّ أول اهتمامه بدراساتي يعود إلى ما ذهبتُ إليه لأول مرة في كتابي «الإسلام المعاصر» (1987) من أنّ الإحيائيتين السنية والشيعية هما من جذرٍ واحد، وسيظل لنجاح الثورة الإيرانية أثر باق على الشيعة والسنة بالعراق! لذلك فهو كما قال لي عندما كتب دراسته عن عشائر الفرات الأوسط، وعلاقات زعمائها بالنجف، إنما كان يتحدث عن القديم القديم الذي لن يعود. وإنما القادم القادم هو الشعبويات الجارفة والقاتلة لدى الطرفين. وقد ظلَّ فالح ولأكثر من عشر سنواتٍ يُحلِّل الظواهر الإسلامية المتطرفة وكوارثها بالعراق لدى الطرفين. وأحسب أنه كان بين أول من تنبه إلى عودة قضية الخلافة، إنما ليس بطريقة عبد الرزاق السنهوري، ولا «الإخوان المسلمين».

شغلته أولاً مسألة الإمامة المتجددة عند الشيعة، وما قبل مني أن الفكرة والظاهرة جديدتان تماماً رغم تاريخ الغيبة وظهور الفقهاء. لكنه عاد فانتبه إلى أنها عادت فظهرت عند السنة ذاتها تقريباً، أي باعتبارها ركناً من أركان الدين. وقد مات بعد ظهور كتابه عن الخلافة بشهرٍ أو شهرين.

ما كانت المسألة الدينية مطروقةً بإتقان لدى الشيوعيين العرب. لذا كان فالح من بينهم متميزاً لهذه الناحية. لكنّه عاد مثل غيره إلى المسألة القومية، وكانت بالنسبة له كما بالنسبة لغيره هي المسألة الكردية بعينها. والشيوعيون العراقيون كانوا يريدون استقلال كردستان. على أنّ المسألة تجاوزت العقائد والسياسات إلى المعاش والمعيش. ففي حياة كل المعارضين العراقيين منذ 1991 حقبة كردية. بسبب فرض الأميركان منطقة حظر للطيران هناك وحمايتها، حيث ازدهرت المنطقة الكردية وزاد ازدهارها بعد الغزو الأميركي. وفي 2011 رأى فالح بيدي روايةً لكاتب تونسي عنوانها «العودة إلى ترشيش» (الاسم القديم لمدينة تونس، والاسم الحالي لقريتي)، فضحك وقال: أما أنا وعراقيين كثيرين فعلينا أن نكتب رواية جماعية عنوانها العودة إلى أربيل أو كردستان! وأردف: ما عادت الحياة تُطاق في بغداد، ولا في المدن الأُخرى بعد خروج الأميركيين، فالعراقيون شيعةً وسنةً مصممون على تدمير ديارهم وعيشهم ودولتهم، والإيرانيون يتحدثون عن سيطرتهم الكاملة دون أن يعني ذلك استقراراً أو حياةً عادية!

حَيَّر فالحاً إصرارُ البارزاني على إجراء الاستفتاء، وكان يظنّ أنّ عنده ضمانات أميركية وروسية. إنما قبل شهرٍ من وقوع الواقعة، قال لي إنّ جماعة السليمانية اتفقوا مع إيران والعبادي على بني قومهم، ومرةً أُخرى ضاعت فرصة استقلال كردستان! صحيح أنه في شهوره الأخيرة كان منهمكاً في إنهاء كتابه عن الخلافة، لكنه في كل لحظة كان يعتبر أنّ عمره ضاع في انتظار استقلال كردستان، وها هو يوشك أن يموت والأكراد ينقسمون وقد يتقاتلون كما حصل سابقاً، وقال: العراق فيه أكثر من «داعش» واحدة!

3 إيران والانتخابات العراقية
د. شملان يوسف العيسى
الاتحاد الاماراتية

تتفاخر السلطات الإيرانية بكونها تهيمن على أربع عواصم عربية، هي بغداد ودمشق وبيروت وصنعاء، لكن لا أحد يتوقع أن تعلن إيران أنها سوف تتدخل في الانتخابات القادمة في العراق والمقرر تنظيمها في شهر مايو القادم.

التصريحات التي أطلقها علي أكبر ولايتي، المستشار الأعلى للمرشد الإيراني للعلاقات الخارجية، خلال زيارته الرسمية للعراق في فبراير الماضي، والتي قال فيها «إنه لن يسمح بعودة الليبراليين والشيوعيين والعلمانيين لحكم العراق»… هذه التصريحات الواضحة والصريحة، تدل دلالة قاطعة على إصرار إيران على فوز قوى الإسلام السياسي الشيعية الموالية لها، وهي الأحزاب والحركات الدينية الشيعية العراقية التابعة لطهران.

لذلك فإن إيران اليوم تتحكم في إرادة الشعب العراقي وفي اختيار قيادته، وهي التي تفرض من تراه مناسباً للفوز في الانتخابات البرلمانية القادمة والتي سيتم فيها اختيار أعضاء البرلمان والكتلة السياسية التي ستشكل الحكومة القادمة في العراق خلال السنوات الأربع القادمة.

والتساؤل الذي علينا طرحه هنا هو: لماذا تتدخل إيران في الانتخابات العراقية بشكل سافر ومعلن الآن قبل شهرين من بدء الانتخابات في مايو المقبل؟ من الواضح أن السلطات الدينية في إيران قلقة جداً من التحولات المتسارعة على الساحة الدولية والإقليمية، إضافة إلى تحولات الساحة المحلية العراقية.

إن قادة الدول الرئيسة في النظام العالمي، خاصة الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، أعلنوا في خطب واضحة بأن إيران تمول الإرهاب في المنطقة، خصوصاً تنظيمي «القاعدة» و«داعش»، كما حذروا طهران من عواقب التدخل السافر في شؤون جيرانها.

إقليمياً، هناك تحرك عربي قوي لدعم العراق ومحاولة مساعدته على تخطي المشكلات الاقتصادية التي يمر بها. فقد عقد في الكويت، في فبراير الماضي، مؤتمر إعادة إعمار العراق الذي ساهمت خلاله بعض الدول العربية والأجنبية بوعود من أجل تمويل إعادة الإعمار، بينما لم تساهم إيران التي كانت مشاركة في المؤتمر بأي مبلغ لإعمار العراق.

ومما يقلق القيادة الإيرانية فعلياً بعض التحولات في العراق، حيث تمزقت تحالفات الأحزاب الشيعية الموالية لها، وعلى رأسها «حزب الدعوة الإسلامي» الذي يحكم العراق منذ عام 2003. ويعود سبب الخلافات إلى وجود صراع شخصيات على النفوذ والقوة والمال والاستحواذ على ثروات العراق، بين العديد من القادة الحزبيين وداخل المؤسسات الرسمية والحزبية التي ينخرها الفساد والمحسوبية.

وربما يقلقها أيضاً التحالف الجديد بين القوى الدينية المستترة ممثلة بالتيار الصدري الذي يتزعمه مقتدى الصدر، مع «الحزب الشيوعي العراقي» الذي لم تتلوث قياداته وكوادره الحزبية بقضايا الفساد المنتشرة في العراق. يتميز مقتدى الصدر بنهجه العروبي المستقل عن إيران منذ انتخابات العراق السابقة عام 2014. وقد يستقطب الصدر قطاعاً كبيراً من الناخبين العراقيين الرافضين للأحزاب الدينية العراقية التي تحكم العراق مثل حزب الدعوة وجماعة عبدالعزيز الحكيم.

ما يحتاجه العراقيون اليوم هو وجود حكومة عراقية نزيهة ونواب يهتمون بالقضايا الحقيقية للشعب، وهي العيشة الكريمة التي تتلخص بوجود سكن لائق وخدمات صحية وتعليمية وإيصال الكهرباء والماء النظيف.

لقد آن الأوان لرحيل النواب والسياسيين الموالين لإيران، والذين يهتمون فقط بمصالحهم الشخصية وبنهب أموال العراق.

فيا أيها العراقيون أحسنوا اختيار ممثليكم وصوتوا لمن يخدمونكم ويصلحون شأن عراقكم.
4 رئيس الوزراء العبادي وخدمة مجانية للجمهورية الإيرانية !!
أحمد بودستور

الوطن الكويتية

هناك مثل شعبي يقول (مال بلاش ربحه بين) ويعني أن من يستفيد خدمة مجانية فهو الرابح وهو ينطبق على قرار رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي مرسوما يضفي الصفة الرسمية على ضم ميليشيات الحشد الشعبي إلى القوات المسلحة ويساويها في الرواتب وغيرها من المزايا والرتب العسكرية.
لايخفى على أحد أن الجيش الشعبي هو صناعة إيرانية وهو نسخة من حزب الله اللبناني الذي مازال يصرف عليه النظام الإيراني ونظرا للوضع الاقتصادي المتدهور للنظام الإيراني فقد ضغط على النظام العراقي حتى يتحمل مصاريف وميزانية الحشد الشعبي الطائفي الذي يتلقى أوامره من المندوب السامي الإيراني في المنطقة قاسم سليماني وينفذ طلباته.
أيضا هذا القرار يفسح المجال لقادة الحشد الشعبي لخوض الانتخابات البرلمانية التي ستجري في شهر مايو المقبل والمتوقع أن تكتسح الانتخابات وتصل إلى البرلمان نظرا للدعم الإيراني الكبير الذي تتمتع به .
إن قرار رئيس الوزراء العراقي يصب في مصلحة النظام الإيراني فهو من ناحية سوف يسيطر على الجيش العراقي من خلال ميليشيا الحشد الشعبي التي ضمها للجيش وتحمل الحكومة العراقية بمصاريفها ومن ناحية أخرى سوف يكون للنظام الإيراني نواب في مجلس النواب العراقي موالون للنظام الإيراني وهم قادة الحشد الشعبي الذين من المتوقع أن يتحالفوا مع قائمة رئيس الوزراء العراقي السابق نوري المالكي وبهذا يسيطر النظام الإيراني على الجيش العراقي والحكومة العراقية وأيضا مجلس النواب العراقي فهل هناك خدمة أفضل من قرار العبادي بضم الحشد الشعبي للجيش العراقي للنظام الإيراني.
الملفت أن هناك مطالبات أخرى من ميليشيات تابعة للنظام الإيراني لأن تتكفل الحكومة العراقية بمصاريفها ومعاملتها معاملة الحشد الشعبي ومثال ذلك مطالبة ميليشيا عصائب الحق بهذا المطلب وسوف تتبعها ميليشيات أخرى مما يحول الجيش العراقي إلى مجموعة ميليشيات تابعة للنظام الإيراني وهو بلاشك استنزاف للميزانية العراقية فهي بدل أن تخصص تلك المبالغ لإعادة إعمار العراق سوف تصرفها على الميليشيات التابعة لنظام الولي الفقيه .
كان الأولى والأجدر برئيس الوزراء العراقي إصدار قرار بحل الميليشيات المسلحة التي لها نشاط خارج نظام القوات المسلحة العراقية وإجبارها على تسليم أسلحتها وبعدها يتم اختيار بعض المنتمين لهذه المليشيات للجيش العراقي بعد التأكد بعدم وجود سوابق لديهم فهناك بعض العناصر في هذه المليشيات ارتكبت جرائم يندى لها الجبين من قتل واغتصاب وتشريد لمكون من المجتمع العراقي وهي الطائفة السنية .
أيضا هذا القرار المدمر يحول الجيش العراقي إلى جيش طائفي لأن الحشد الشعبي معروف أنه لايقبل في صفوفه سوى المنتمين للطائفة الشيعية وهو بذلك يكون هناك تهميش كبير للطائفة السنية في الجيش العراقي حتى لو كان وزير الدفاع سني ولذلك سوف يكون الجيش العراقي لا يمثل الشعب العراقي ولكنه جيش يخدم طائفة معينة وهو تكريس الطائفية في العراق.
الجدير بالذكر أن ميليشيات الحشد الشعبي تضم نحو 100 ألف مقاتل ومازالت منتشرة في العديد من المناطق ذات الأغلبية السنية التي شهدت قتالا عنيفا خلال الثلاث سنوات لطرد داعش وقد جاء القرار بعد أن أنهت ميليشيات الحشد الشعبي مهمتها في تهجير أهالي المناطق السنية فيما يسمى التطهير العرقي وهي سياسة يتبناها النظام الإيراني تمهيدا للانتخابات البرلمانية القادمة للسيطرة على البرلمان العراقي والحكومة العراقية من خلال السياسيين المحسوبين على النظام الإيراني.
إن هذه القرارات الطائفية تدمر العراق ولا تخدم عملية إعادة إعمار العراق لأن من سوف يسيطر على ثروات ومقدرات العراق هو النظام الإيراني من خلال أدواته من الجيش الشعبي وبقية الميليشيات وسوف يحرم الشعب العراقي من خدمات وامتيازرات تهدف إلى تحسين المستوى المعيشي وسوف يزيد معدل الفساد أكثر من المعدل الحالي الذي هو كما يقولون فساد ماتشيله البعارين.
إن المطلوب هو تحجيم الدور الإيراني في العراق من خلال إبعاد المحسوبين على النظام العراقي من المناصب العليا ومصادر القرار ووضع شخصيات شيعية معتدلة في المناصب الحساسة من أمثال الدكتور إياد علاوي الذي أثبت من خلال الفترة القصيرة التي تولي فيها منصب رئاسة الوزراء أنه وطني وحريص على عروبة العراق وعلاقته المميزة مع محيطه العربي وليس النظام الإيراني وإلا سوف يكون العراق دولة لاتملك قرارها وتابعة للنظام الإيراني.