3 مقالات عن العراق في الصحف العربية يوم الجمعة

1 بعد تفكيك الشبكة الإرهابية.. ما هو المطلوب؟
احمد زمـــــان
الايام البحرينية

جاءت العملية الاستباقية الأخيرة في القبض على 116 إرهابيًا خططوا لاستهداف قيادات أمنية ومنشآت نفطية وحيوية .. جاءت هذه العملية لتؤكد من جديد على كفاءة الأجهزة الأمنية بوزارة الداخلية بقيادة معالي الفريق الركن الشيخ راشد بن عبد الله آل خليفة وزير الداخلية، كما جاءت لتؤكد على العيون الساهرة لهذه الأجهزة التي أحبطت في مرات عديدة الكثير من الخطط الإرهابية التي استهدفت أمن الوطن والمواطن.

وقد أثبتت التحريات والتحقيقات التي أعقبت كشف هذه الشبكة الإرهابية عن الدور القذر الذي يلعبه نظام الملالي في إيران في تمويل وتدريب هذه الشبكات في معسكرات الحرس الثوري الإيراني، وجاءت اعترافات بعض عناصر هذه الشبكة والتي بثها تلفزيون البحرين قبل أيام لتؤكد التدخلات الإيرانية الفاضحة في الشأن المحلي البحريني.

إن القبض على هذه المجموعة الكبيرة من المخربين والذين تنوعت أدوارهم في هذه العملية ما بين ناقل للعبوات المتفجرة ومنفذ ميداني فضلا عن تولي عدد منهم مسؤولية تصنيع ونقل وتخزين المواد المتفجرة جاءت لتثبت بما لا يدع مجالاً للشك الهدف الأساسي من تشكيل مثل هذه الخلايا وهو الإخلال بالأمن والنظام العام وضرب الاقتصاد الوطني وتعريض أمن وسلامة مملكة البحرين للخطر.

وكان من نتيجة نجاح الأجهزة الأمنية في توجيه ضربات استباقية لهذه التنظيمات الإرهابية إضعاف هذه التنظيمات وإرباك حركتها في البحرين والكشف عن دور الحرس الثوري الإيراني الشائن في التدريب والتمويل والتخطيط، علاوة على ما قامت به أذرعه الإرهابية الخارجية ومنها كتائب عصائب أهل الحق الإرهابية في العراق وحزب اللات الإرهابي في لبنان من خلال تكثيف عمليات تجنيد العناصر الإرهابية بداخل مملكة البحرين والترتيب والتنسيق لتدريبها في المعسكرات الإرهابية بالخارج وتزويدهم بالأموال والأسلحة النارية والعبوات الناسفة لتنفيذ مخططاتهم الإجرامية في بلدنا العزيز.

إن نوعية المواد والأسلحة التي اكتشفت لدى هذا التنظيم الإرهابي ومنها 42 كيلوجرامًا من مادتي سي 4 وتي إن تي شديدة الانفجار وأكثر من 757 كيلوجراما من مادة نترات اليوريا وأسلحة منها رشاشات كلاشينكوف ومسدسات وطلقات نارية وصواعق وعدد من القنابل المغناطيسية واليدوية وعدد من العبوات المضادة للأفراد والمركبات المصفحة والخارقة للدروع وعدد من المركبات التي تم استخدامها في عمليات نقل المواد المتفجرة وأربع قذائف متشظية يتم إطلاقها بواسطة قاذف الآر بي جي والتي تستخدم لتدمير العربات خفيفة التصفح وتلحق إصابات مميتة بالأفراد .. هذه المواد والأسلحة الخطرة كانت ستسبب كوارث بشرية وعمليات قتل جماعي فيما لو تمكن الإرهابيون من استخدامها، لكن الله ستر ولطف وتمكنت الأجهزة الأمنية من القبض على هذه المجموعة الإرهابية قبل أن تحقق أهدافها الدنيئة.

ولعل السؤال الذي يطرح نفسه: إلى متى سنظل فقط نستنكر ونشجب التدخلات الإيرانية في البحرين وبقية دول الخليج؟!! ولماذا لا تتخذ قرارات خليجية مشتركة لردع التدخلات الإيرانية ومنها قطع العلاقات معها أو على الأقل تجميدها، وحظر التبادل التجاري معها وتقييد حرية السفر إليها.

نأمل أن تعقد قمة خاصة لقادة دول مجلس التعاون قريبًا لبحث ما يمكن عمله ضد إيران وتدخلاتها القذرة في شؤوننا المحلية والخليجية.
2 ظلمنا شهداءنا
خالد أحمد الصالح
الراي الكويتية
ليس هذا مقالاً عاطفياً يلامس المشاعر، رغم أن العنوان يفرض الحزن، الحزن الذي هو أسمى مشاعرالإنسان.
قبل أيّام مرت علينا احتفالات التحرير للمرة السادسة والعشرين، وفي كل مرة كنت أسأل نفسي ربما نفعلها المرة المقبلة، لكننا لم نفعلها واستمر ظلم شهدائنا الأبرار.
شهداء غزو العراق لا يطلبون سوى القَصاص، القصاص من أجلنا لا من أجلهم، فالله سبحانه يقول «ولكم في القصاص حياة».
اليهود طبّقوا هذه الآية، أنشأوا قسما خاصا لملاحقة المدانين الذين عذبوهم في الحرب العالمية الثانية، طاردوهم في كل مكان وفِي كل زمان وما زالوا يتتبعون آثارهم حتى من زاد عمره على المئة عام، يلاحقونه من أجل تطبيق الحكم عليه… هذا هو العدل وهذه هي راحة المظلومين.
في مركز الكويت لمكافحة السرطان عشت كل أيام الغزو، وعاصرت مقتل وتعذيب أبناء بلدي، منهم اثنان من الشهداء ما زال في قلبي حريق فَقْدِهِما، عبدالحميد البلهان ومحمد دشتي، وما زال صوتهما يتردد في أذني وهما يطالبان بالقصاص.
انتهى الغزو وحتى اليوم لم يطلب أحد مني شهادتي فيمن عملوا معنا وكانوا يسخرون منا أو يكتبون التقارير عنا أو يتعاملون مع المحتل. لست أنا فقط بل كثير ممن هم مثلي لم تُسجل شهاداتهم ولم تعقد المحاكم الجادة لكل من كان سببا في قتل وتعذيب أهلنا.
الأدهى من ذلك أن يتم لاحقا تكريم المتعاونين، أحدهم كُّرم في الكويت تحت رعاية مسؤول حكومي كبير وحضر تكريمه العشرات وكأنه لم يتواصل مع المحتل أثناء الغزو ليؤمن له الراحة. وهناك العشرات بعد أن غادروا عادوا للكويت، لم يتم الحُكم عليهم، فشهادات الصامدين من أهلنا ما زالت في الصدور لم تخرج ولم يطلبها أحد.
أعرف شخصية عملت معها، لم يترك موبقة إلا لصقها بالكويت أثناء الاحتلال وكان أحد أسباب تعذيب ومقتل الشهداء، هذا الظالم هرب إلى دولة عربية ثم عاد لدولة خليجية وبالأمس تقاعد وثلة من المواطنين أرسلوا له كلمات التمجيد، التمجيد لمن ساهم في قتل الشهداء بعد تعذيبهم! هذا المجرم لم يُسجَّل عليه حكم لأنه لم يُطلب أحدٌ منا للشهادة.
هذا هوالفرق بيننا وبين اليهود، من سفح دماء اليهود لا تهنأ له حياة، ومن سفح دماءنا نُثني عليه، هل علمتم لماذا نحن ظلمنا شهداءنا؟ ولماذا تعلو صيحاتنا وأغانينا يوم التحرير؟ نحن لا نريد سماع نحيب شهدائنا الذين لم نقتّص لهم بعد.
3 ماذا تريد طهران من دمشق والعرب؟
مرح البقاعي الحياة السعودية

ليس الممر البرّي المفترض الذي تريده إيران ممتدّاً من طهران مروراً بالموصل ودمشق ووصولاً إلى الضاحية في بيروت، ذاك الممر الأمني الذي تُمكّنه بمتوالية حروبها الميليشياوية المتنقلة من العراق إلى سورية وسابقاً ودوماً في لبنان، ليس إلا واقعاً جيوسياسياً جديداً في منطقة بلاد الشام يحاول الملالي الحاكمون في طهران فرضه ترسيماً لخريطة عقائدية المنبت، سياسية المرمى والمصبّ.

لا يبتعد الدعم المتصل الإيراني لنظام الأسدَين، الأب والابن، من ذاك المرمى. ويسجّل التاريخ أن حافظ الأسد أدخل سورية في حلف استراتيجي مع دولة الملالي منذ وصول آية الله الخميني إلى الحكم في 1979، وقد جعل من سورية قاعدة لدعم إيران وتوصيل السلاح لها خلال حرب السنوات الثماني على العراق، وناصرها ضد دولة عربية شقيقة وجارة حين كانت طهران معزولة تماماً من طرف دول العالم المتمدّن، شرقاً وغرباً في آن. وقد تبادل النظامان المنافع والدعم في كل شأن تقاطعت مصالحهما فيه. وفي عهد الابن بشار الأسد، ومنذ وراثته الحكم عن أبيه، قام الحرس الثوري الإيراني بتدريب القوات الأمنية والعسكرية وتجهيزها بالعتاد ودعمها، بينما استثمرت الشركات الإيرانية ودفعت بتجارة ضخمة لها في سورية، وفتحت الدولة ممراً جوياً للسياحة الدينية الإيرانية والحج الموسمي للمزارات الدينية المقدسة المنتشرة في سورية وفِي مقدمها مرقد السيدة زينب في ريف دمشق. وبلغ الدعم العسكري والأمني ذروته منذ اندلاع الثورة السورية في عام 2011، حيث التزمت طهران بدعم بشار الأسد ونظامه المتهاوي اقتصادياً وعسكرياً، وزجّت بعشرات الميليشيات الطائفية لقمع حراك الثورة والتنكيل بالمدنيين، ولم تبخل بضخ النفط والمال لإنقاذ النظام من سقوطه لولا تدخّلها أولاً، وروسيا تالياً، لنجدته من انهيار حتمي. هكذا، مضى الرئيس الإيراني حسن روحاني في عهده لنظام الأسد حين قال إثر تنصيبه في 2013 ما مفاده أن العلاقات العميقة والاستراتيجية والتاريخية بين سورية وإيران لن تهزّها أي قوة في العالم. الفارق الرئيس في علاقة النظامين أن «حافظ الأبد» كان يملك مفاتيح العلاقة أما الابن فسلّم حرمة القرار لأصحاب العمامات السود من دون وجل!

ويمضي التداخل الإيراني في سورية بذراع عقائدي هيّأ القاعدة المثالية لاستجرار طهران للمقاتلين، مستخدمة المقار الدينية التي سيطرت عليها في دمشق ومحيطها لتغذية النزعات المذهبية التفريقية وتجنيد المتطوعين في صفوف الميليشيات التي استقدمتها لتقاتل عنها بالوكالة، ونصرة لبشار الأسد، ليس لزرقة في عينيه، بل لكونه الرجل الأوحد الذي يضمن لها تحويل دمشق إلى مقر دائم لإطلاق أذرعها الأخطبوطية باتجاه دول الخليج العربي وصولاً إلى باب المندب على سواحل اليمن. وليس «حزب الله» الذي أرسى أول ذراع عسكرية لها في دولة عربية مستقلة هي لبنان إلا بيضة الأفعى، وقد استنسخت منها عشرات الميليشيات التي تضيق المساحة هنا بذكر أسمائها لكثرتها وعمق انتشارها في العراق وسورية واليمن… والعدّ ما زال مفتوحاً يهدّد الدول العربية في المشرق والمغرب، وربما يهدّد العالم.

اليوم، إدارة ترامب الجمهورية ترمي بثقلها السياسي والعسكري بقوة في سورية، ما سبّب حالة من الصداع الدائم لطهران في المكان الذي كانت تظن أنها زرعت فيه إسفيناً لا يتزعزع. فالولايات المتحدة مصممة على كبح جماح المطامع الإيرانية المبثوثة في المنطقة، مستقوية بالميليشيات الطائفية العابرة الحدود، وقد كانت زيارة الرئيس ترامب السعودية، بالوفد الحكومي الموسع الذي صاحبه، رسالة قوية إلى الجارة إيران بأن واشنطن عازمة على الدفاع عن أمن المنطقة واستقرارها ودعم شركائها العرب في دفاعهم عن سيادتهم بوجه الطموح التوسعي الإيراني المتعاظم.

وما الحضور العسكري الأميركي القوي في الشمال والجنوب السوري، وتخصيص الدعم المالي والمستشارين الدبلوماسيين والمدربين العسكريين لدعم حلفائها من المعارضة المعتدلة، إلا إجهاضاً لأحلام أصحاب العمامات السود الذي استثمروا في إنضاج أضغاثها عشرات من سني الدعم غير المشروط للنظام السوري لقطف الثمرة في دمشق… ولن يقطفوها.