كشفت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، الأحد، أن فريق المدعي روبرت مولر، الذي يحقق في التدخل الروسي بالانتخابات الأمريكية، استجوب خلال الأسابيع الأخيرة رجل الأعمال الأمريكي من أصل لبناني جورج نادر الذي قضى معظم وقته في الشرق الأوسط، خاصة عقب غزو العراق عام 2003، حيث أقام علاقات وثيقة مع مسؤولي الأمن القومي في البيت الأبيض خلال فترة حكم الرئيس جورج دبليو بوش.
كما عمل على تسهيل منح شركة “بلاك ووتر” الأمنية الأمريكية الخاصة، عقوداً للعمل في العراق، ما حدا بمؤسس الشركة إيريك برينس، إلى وصفه بأنه مستشار ناجح لتطوير الأعمال التي نفذتها شركته في العراق.
وجورج نادر، هو رجل أعمال أمريكي من أصول لبنانية، ويعمل في مجال الدبلوماسية الدولية منذ ثلاثة عقود، وكان بمثابة القناة الخلفية في التفاوض مع سوريا إبان فترة حكم الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون، قبل أن يصبح مستشاراً لولي عهد أبو ظبي، الحاكم الفعلي لدولة الإمارات، والذي كان زائراً متكرراً إلى البيت الأبيض خلال إدارة دونالد ترامب.
وتقول الصحيفة، إن نادر “بات الآن محور تحقيقات مولر، الذي يشك في أن نادر سعى إلى شراء النفوذ السياسي من خلال توجيه الأموال لدعم ترامب خلال حملته الرئاسية”.
مولر، وخلال تحقيقه مع الشهود، سأل عن دور نادر في البيت الأبيض، مما يشير إلى أن التحقيق الذي أجراه المحامي الخاص قد توسع إلى ما بعد التدخل الروسي في الانتخابات الأمريكية ليشمل أيضاً التأثير الإماراتي على إدارة ترامب، بحسب الصحيفة.
أحد الأمثلة على اتصالات نادر المؤثرة، والتي لم يتم الإبلاغ عنها سابقاً، هو ما جرى في الخريف الماضي عندما استعان (نادر) بصديقه، غليوت برويدي، مؤسس الشركة الأمنية التي وقّعت صفقات بمئات الملايين من الدولارات مع الإمارات، حيث يعد برويدي مؤسس أكبر صندوق لدعم دونالد ترامب خلال الانتخابات الرئاسية.
وقام نادر (58 عاماً) برحلات متكررة إلى البيت الأبيض خلال الأشهر الأولى لتولي ترامب رئاسة الولايات المتحدة، حيث اجتمع مع ستيفن بانون (الذي كان يشغل منصب كبير مستشاري ترامب للشؤون الاستراتيجية) وجاريد كوشنر (مستشار وصهر ترامب) لمناقشة السياسة الأمريكية في الخليج العربي، وذلك قبل زيارة ترامب إلى السعودية في مايو 2015.
مارتن إنديك السفير الأمريكي لدى “إسرائيل”، يقول إن نادر كان عضواً فاعلاً، وتحدث مع الرئيس كلينتون حول التفاوض لإقامة اتفاقية سلام بين “إسرائيل” وجيرانها، إلا أنه اختفى.
وفي بداية عهد الرئيس باراك أوباما، حاول نادر ومن خلال علاقته الجيدة بالحكومة السورية، إستغلال ذلك للوصول إلى فريق السياسة الخارجية لأوباما، وعزز من صفقاته مع المستشارين السابقين في إدارة جورج دبليو بوش.
وخلال الاجتماع، إنتقد بن زايد دولة قطر، واتهمها بالسعي لنشر الإسلام السياسي من خلال استخدام شبكة الجزيرة الإعلامية، مطالباً أيضاً بإقالة وزير الخارجية ريكس تيلرسون، لأن أداءه ضعيفاً، كما اقترح على ترامب تشكيل فريق عمل لتنفيذ أفكاره التي طرحها بقمة الرياض في مايو من العام الماضي.