6 مقالات عن العراق في الصحف العربية يوم الاثنين

1 ولايتي يحكي من بغداد ليسمع النجف مصطفى فحص
الايام البحرينية

تُصر طهران على استفزاز العراقيين، وتواصل استخدام لغة الاستتباع، رغم أنها بحاجة ماسة إلى ممارسة دبلوماسية قد تساعدها على تحسين صورتها المهشّمة خارج القاعة التي اجتمعت فيها شخصيات سياسية عراقية، لكي يستمعوا إلى وصايا وزير خارجية المرشد الإيراني علي ولايتي، الذي شارك في أعمال المؤتمر التأسيسي لـ«المجمع العراقي للوحدة الإسلامية»، الذي أقيم الأسبوع الماضي في بغداد، فقد كان علي ولايتي فظاً في كلامه، وقدم مقاربة للوضع العراقي يجدد من خلالها وصاية بلاده المترهلة على خيارات الشعب العراقي السياسية والثقافية والعقائدية، باعتبار أن نظامه يمتلك حق الولاية على الدولة والشعب، ولم يزل بإمكانه فرض توجهاته على العراقيين الذاهبين إلى انتخابات برلمانية، تمثل نتائجها أولى خطواتهم للخروج التدريجي من عباءة الإسلام السياسي الشيعي الحاكم منذ أبريل 2003 إلى مرحلة تؤسس لثنائية مدنية وإسلام معتدل، تتقدم فيها المشتركات الوطنية على الخصوصيات المذهبية، وهذا ما يقلق نظام طهران الذي فشل على ما يبدو حتى الآن في إعادة ترتيب ما تبقى من البيت الشيعي، الذي حالت الانقسامات العميقة بين مكوناته دون إعادة تشكيله من جديد، أو فرض شكل جديد من التحالفات تؤمن كتلة برلمانية تعتبر موالية لطهران. فقد شكلت الانتخابات العراقية فرصة دائمة لإيران من أجل تعميم نموذجها الإسلامي في الحكم، حيث أتاحت لها البرلمانات العراقية المتعاقبة بعد سقوط «البعث» وصاية كاملة على الحياة السياسية العراقية وصلت إلى حد الاستحواذ.

من بغداد أعلن وزير خارجية إيران الأسبق علي ولايتي موقفه من الانتخابات، مشدداً على أن الصحوة الإسلامية لن تسمح بوصول الليبراليين والشيوعيين إلى البرلمان، ورغم معرفة ولايتي بحجم القدرة التجييرية الضعيفة للشخصيات الليبرالية والشيوعية العراقية، ولكنه يدرك جيداً أن شبكة تحالفات أقيمت من أجل تقديم شخصيات لم تكن محسوبة سابقاً على التيارات الإسلامية ضمن قوائمها، وهذا بالفعل ما تبناه السيد مقتدى الصدر، إضافة إلى احتمال ترشيح شخصيات غير إسلامية على قوائم رئيس الوزراء حيدر العبادي والسيد عمار الحكيم، وقد تبلور هذا التحول لدى قوائم الأحزاب الإسلامية نتيجة تواصل جرى بين أطراف شيوعية وعلمانية ومدنية خلال المعركة ضد الفساد، التي أطلقها النشطاء في بغداد ومظاهرات ساحة التحرير التي أمن لها السيد مقتدى الصدر غطاءً شعبياً من خلال مشاركة أنصاره فيها والتزامه بالشعارات المدنية التي رفعت، ودعم المرجعية عبر خُطب صلاة الجمعة في كربلاء التي عبرت عن دعهما لكل الجهود الشعبية وحتى الرسمية في مكافحة الفساد.

وعليه، فإن ما قاله ولايتي في بغداد، وشدّد فيه على «قيادة المرشد السيد علي خامنئي للأمة الإسلامية»، مع مرور سريع على دور النجف متعمداً عدم ذكر السيستاني بالاسم، تكون الرسالة الإيرانية قد وصل صداها إلى النجف، باعتبارها تؤمن حاضنة وغطاء للحراك المدني العراقي بكل أطيافه، حيث قامت الحوزة الدينية بخطوات مميزة عندما أعلنت مقاطعتها لكافة المسؤولين العراقيين، ورفض المرجعية الدينية استقبالهم، بينما التقى كبار أساتذة الحوزة رموزاً شيوعية شكلت رأس الحربة في مظاهرات ساحة التحرير، وباتت الآن على القوائم الانتخابية للسيد مقتدى الصدر المعني الثاني بكلام ولايتي بعد المرجع السيستاني، الذي يتعرض لانتقادات شديدة من قبل أصوليين شيعة، اعتبروه متأثراً اجتماعياً بإمام المذهب الشيخ الأنصاري، الذي نشأت في عصره انحرافات لديانات، ولم يتخذ موقفاً منها، وهو ما يحاول هذا التيار إسقاطه على السيستاني حالياً باعتباره يمارس صمتاً متعمداً عن ما يعتبرونه «حركات كفر وفسق وانحراف» بهدف مراعاة جمهورها، وذلك وفقاً لما جاء في شريط مسجل لأحد المشايخ.

يعاني نظام ولاية الفقيه من معضلتين لهما تأثير تلقائي على مستقبله، الأولى خليفة المرشد الذي لن يحظى بإجماع داخلي وبمكانة خارجية، والثانية الشارع الإيراني الذي تجاوز الخطاب العقائدي للنظام ودعا علانية لإسقاطه، في المقابل مرجعية نجفية تؤمن بولاية الأمة على نفسها أسست لعلاقة متوازنة مع التيارات المدنية العراقية التي بدأت تشكيل بديل مقنع لأحزاب الإسلام السياسي الفاسدة والفاشلة، وهذا ما يجعلها النموذج الفقهي الذي يطالب به الرأي العام الإيراني، الذي يرضخ تحت سلطة الاستبداد الديني، والذي يرفض كل دعوات الانفتاح والحوار، لذلك يمكن اعتبار أن النجف هي المستهدفة في خطاب ولايتي وليس الشيوعيين، وفقاً للمثل الشعبي العراقي «احجيج جارتي واسمعك يا جنتي».
2 حرب العراق وخطأ «الديمقراطيين»

جيمس زغبي
الاتحاد الاماراتية

في مثل الأسبوع الجاري منذ 15 عاماً، بينما كانت إدارة الرئيس جورج بوش الابن مشغولة في قرع طبول غزو العراق، تقدمت باقتراح إلى «اللجنة الوطنية الديمقراطية» مطالباً إياها بمعارضة التسرع في خوض الحرب. وذلك الاقتراح، الذي أيده أيضاً عضو الكونجرس آنذاك وزميلي في عضوية اللجنة «جيسي جاكسون»، حذر من أنه كانت لا تزال هناك أسئلة كثيرة من دون إجابات ولا بد من أخذها بالاعتبار قبل تأييد إرسال قوات لغزو واحتلال العراق. وقد شعرت بأنه كان من الأهمية بمكان أن نجري نقاشاً كاملاً قبل بدء الحرب وليس بعده.

وبإيجاز، حذر الاقتراح المقدم للجنة من أنه سيكون خطأ أن نجفف الموارد ونشتت الانتباه عن الجهود المضنية التي لم تنته في أفغانستان؛ ومن أنه بانتهاك القانون الدولي وغزو العراق من دون تأييد هذا التحرك بقرار من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، فإننا بذلك نضع سابقة خطيرة للدول الأخرى؛ ومن أن إدارة بوش لم تكن قد حددت أهدافها الاستراتيجية من تلك الحرب، ولم تكن صادقة مع الشعب الأميركي بشأن تكلفتها وشروط الاشتباك، وتبعات الحرب؛ ومن أن زعزعة استقرار العراق من شأنها إحداث توتر في المنطقة؛ ومن أن الحرب ستسفر عن انتشار نزعة متطرفة معادية للولايات المتحدة؛ ومن خطر الالتزام طويل الأمد في دولة لا نكاد نعرف عنها الكثير.

وحضّ القرار اللجنة الوطنية الديمقراطية على معارضة ذلك الاندفاع نحو الحرب، وحث إدارة بوش، بدلاً من ذلك، على مواصلة الجهود الدبلوماسية من أجل نزع أسلحة العراق، ومن أجل تحديد الأهداف والتكاليف والبنود ومدة الالتزام المتصورة من قبل الإدارة الأميركية للانخراط أو الحرب في العراق أمام الشعب والكونجرس الأميركي، إضافة إلى الاستمرار في العمل من خلال الأمم المتحدة والسعي للحصول على تأييدها الكامل في أية محاولة لحل الأزمة في العراق. وعند صياغة الاقتراح، كنت قد أخذت في الحسبان ما كان يوصف آنذاك بـ«مذهب باول»، وهي المبادئ التي صاغها قبل عقد سبق الحرب في العراق الجنرال كولن باول، والتي ارتكزت على تجاربه في فيتنام وعدد من الحروب الكارثية الأخرى التي شارك فيها الجيش الأميركي.

وزعم باول أن الولايات المتحدة يجب ألا تدرس المشاركة بأية قوات في أي صراع ما لم: تكن الأهداف السياسية والعسكرية محددة بوضوح، وتوجد توقعات منطقية يدركها الكونجرس والشعب بشأن تكاليف تلك المشاركة ويؤيدانها، وأن تكون قد استنفدت الوسائل السلمية الممكنة كافة لحل ذلك الصراع. ولما كانت إدارة بوش لم تلب أياً من تلك الشروط، فقد تصورت أنه من العبثي أن ترسل الولايات المتحدة شبابها ونساءها إلى طريق الهلاك، والأهم من ذلك، أنني كنت قلقاً لأننا سنخوض صراعاً في دولة لا نعرف تاريخها ولا ثقافتها، ومن ثم، لم تكن لدينا فكرة عن تبعات الغزو والاحتلال. ولتلك الأسباب، تصورت أنه كان من المهم أن يسجل الحزب الذي أنتمي إليه معارضته لما شعرت «من صميم قلبي» أنه كارثة محدقة.

والمشكلة التي اكتشفتها هي أننا كنا في بداية سباق الانتخابات الرئاسية لعام 2004، ولأن البعض كان يؤيد الحرب والبعض الآخر يعارضها، لم يرغب قادة الحزب في أن تتخذ اللجنة الوطنية الديمقراطية موقفاً محدداً، وتم حثي على عدم تقديم المقترح.

واعترضت وأصررت على ضرورة مناقشة مسألة الحرب، وفي نهاية المطاف، تم السماح لي بتقديم الاقتراح والتحدث عن مزاياه، لكن لم يتم السماح بإجراء نقاش ولا التصويت عليه. وهو ما أتصور أنه كان خطأ!

وقد كان ذلك خطأً مماثلاً لذلك الذي ارتكبه «الديمقراطيون» في سبتمبر عام 2002، قبل انتخابات التجديد النصفي في ذلك العام، فحينئذ، كانت إدارة بوش تدفع بقوة من أجل الحصول على تفويض بالحرب من الكونجرس. وفي مواجهة أساليب التنمر «الجمهورية»، رضخ الديمقراطيون في مجلس الشيوخ. وقد زعموا على نحو خاطئ أنهم إذا منحوا الرئيس ذلك التفويض فإنهم سيتمكنون من التركيز خلال الشهرين الأخيرين قبل الانتخابات على ما اعتبروه «قضاياهم الخاصة» من اقتصاد ورعاية صحية وغيرها. وقد حذرت عندئذ في اجتماع اللجنة الوطنية الديمقراطية من أن تلك الاستراتيجية كانت خاطئة. وأن إدارة بوش لن تمنحنا الفرصة للتركيز بعيداً عن الحرب.

وفي عام 2003، كان «الديمقراطيون» أقلية في الكونجرس، ولم يكن بمقدورهم تعطيل حرب بوش، حتى إذا اجتمعوا على معارضتها. لكن مبدأ الاعتراض على حرب كان ينبغي أن نعلم أنها لن تمضي في مسار صحيح كان من شأنه أن يجعل موقفنا أقوى في الانتخابات المستقبلية.

وقد أدركت أن ذلك النقاش بشأن الحرب سيستمر فقط بمرور الوقت، وقد حدث، وجرى بين المرشحين «الديمقراطيين» في منافسات 2004، وأصبح مرة أخرى عاملاً محورياً في انتخابات 2008 ومرة أخرى في السباق التمهيدي لانتخابات 2016. ولا يزال قرار خوض الحرب وتبعات ذلك القرار المشؤوم موضع نقاش حتى اليوم!
3 المناهج في المدارس العراقية لا تزال تزرع الحقد والكراهية !!
أحمد بودستور
الوطن الكويتية

قال أبو الطيب المتنبي :
إذا أنت أكرمت الكريم ملكته
وإن أنت أكرمت اللئيم تمردا
ويقول المثل (الكحل في العين الرمدة خسارة) فقد استضافت منذ أيام الكويت مؤتمرا لإعادة إعمار العراق وساهمت بتبرع سخي مقداره ملياري دولار في الوقت الذي تشطب وزارة التربية والتعليم العراقية دولة الكويت من مناهجها فهي غير موجودة في المناهج التعليمية العراقية فقد تم طمس المكانة التاريخية والجغرافية لدولة الكويت في المناهج العراقية لجميع المراحل الدراسية .
هذه القضية أثارها السيد وليد عبدالله الغانم وهناك رسالة بهذا الخصوص متداولة في وسائل التواصل الاجتماعي وهناك حالة من الاستغراب والدهشة حول تجاهل وزارة الخارجية الكويتية هذه القضية وعدم استدعاء السفير العراقي وتسليمه مذكرة احتجاج واستهجان حول المناهج العراقية التي لا تزال تثير الفتنة وتزرع الكراهية في قلوب وعقول الطلبة مما يكرس ثقافة تبعية الكويت للعراق وعودة الفرع إلى الأصل وهي التي كان حزب البعث ونظام صدام يفرضها على الشعب العراقي سواء في المناهج الدراسية أو عبر وسائل الإعلام وهذا السلوك للأسف مازال مستمرا إلى الآن .
إن على الحكومة الكويتية ممثلة بوزارة الخارجية أن تتخذ إجراءات تأديبية ضد الحكومة العراقية وأقلها وقف المساعدات المادية وربطها بتعديل المناهج العراقية في المدارس وكشف الحقائق للأجيال العراقية التي لم تعاصر الغزو العراقي وتسمية الأشياء بمسمياتها وأن المعاناة التي يعيشها العراق اليوم هي نتيجة كارثة الغزو وأن المقبور صدام ارتكب جريمة لاتغتفر بحق الكويت والشعب العراقي يدفع ثمنها الآن وأن هناك شهداء كويتيين أعدمهم نظام الطاغية صدام الذي دمر الكويت وأحرق الحرث والنسل وفجر آبار البترول الكويتية والشعب الكويتي يتذكر كل سنة هذه الكارثة وهي محفورة في ذهنه ولن ينساها مهما تطورت وتحسنت العلاقات الكويتية العراقية فهناك تاريخ ينبغي أن يدرس للأجيال سواء الكويتية وكذلك العراقية حتى يكون بالإمكان فتح صفحة جديدة في العلاقات بين البلدين.
هناك أيضا دور مهم لأعضاء مجلس الأمة الذين يمثلون الشعب الكويتي أن يتقدموا بطلب جلسة خاصة لمناقشة هذه القضية وسكوت وزارة الخارجية الكويتية على تجاهل الحكومة العراقية لدولة الكويت وشطبها من المناهج العراقية وكذلك طمس كارثة الغزو العراقي الغاشم وكأن الحكومة العراقية تنشر وتؤيد نفس الثقافة التي كان ينشرها نظام المقبور صدام ولابد من التحقق من هذه المعلومة المتداولة في وسائل التواصل الاجتماعي وإن صحت فلابد من محاسبة نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية على السكوت على هذه المهزلة بل تنظيم مؤتمر لإعادة إعمار العراق كأننا نكافئ الحكومة العراقية على ماتقوم به من طمس وشطبها الكويت من المناهج العراقية وهي قضية خطيرة لايمكن السكوت عليها .
إن الكويت تمد يد العون للعراق وتتطلع إلى علاقات متميزة وفتح صفحة جديدة ونسيان جروح الماضي ولكن للأسف العراق يقابل الإحسان بالإساءة ويستخدم سياسة التقية فهو يظهر عكس مايبطن وكما يقول بيت الشعر (يعطيك من طرف اللسان حلاوة ويروغ منك كما يروغ الثعلب) .
جاء في الحديث الشريف (لايلدغ المؤمن من جحر مرتين) وعلى حكومة الكويت أن تكون حذرة في التعامل مع النظام العراقي فهو امتداد للنظام البعثي العفن في جزئية الكويت فما زال هناك ثقافة موجودة في المناهج العراقية تطمس تاريخ الكويت وتعتبرها جزءا من العراق ولذلك ينبغي أن تتغير هذه الثقافة ولايكون ذلك إلا بتغيير المناهج العراقية واجتثاث الثقافة التي تثير الحقد والكراهية لدى الشعب العراقي للكويت تماما كما استطاع النظام العراقي الجديد اجتثاث حزب فكر وحزب البعث وكل الأفكار التي كان يؤمن بها .
بمناسبة الاحتفال بالعيد الوطني وعيد التحرير نتقدم بأسمى آيات التهاني والتبريكات إلى مقام صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد حفظه الله وولي عهده الأمين الشيخ نواف الأحمد حفظه الله والشعب الكويتي الكريم ونسأل الله أن يرحم شهداء الكويت وأن يتم العثور على رفاة بقية الشهداء الذين لم يعثر عليهم إلى الآن وأن ينعم الله على الكويت بنعمة الأمن والأمان والاستقرار في ظل حكم أسرة الصباح الكريمة .
4 هل يُسمح لإيران بأن تهزم أميركا في العراق… مجدداً؟
كامران قره داغي الحياة السعودية

كان لافتاً أن علي ولايتي مستشار المرشد الإيراني الأعلى لشؤون السياسة الخارجية الذي زار بغداد الأسبوع الماضي، كرس كلامه، في كل تصريحاته هناك، لموضوع واحد يتلخص في العمل على «طرد» الولايات المتحدة، محذراً من «مخططات أميركا لتقسيم المنطقة وبث الفرقة والخلافات فيها»، ومشدداً على أن «إيران والعراق وسورية، من خلال تعاونها المستمر، لن تسمح للأميركيين بالنفوذ في مناطق الأكراد»، وأن «على جبهة المقاومة أن تحول دون انتشار القوات الأميركية تدريجياً شرق الفرات».

ولايتي بدأ مسلسل تصريحاته بكلمة ألقاها خلال افتتاح «المجمّع العراقي للوحد الإسلامية» تحدث فيها عن «قيادة المرشد السيد علي خامنئي للأمة الإسلامية» و «الصحوة الإسلامية» التي لن تسمح «للشيوعيين والليبراليين بالعودة إلى الحكم في العراق»، في إشارة إلى انضمام الحزب الشيوعي وأحزاب مدنية ليبرالية صغيرة إلى قائمة انتخابية باسم «سائرون» يتزعمها رجل الدين الشعبوي مقتدى الصدر، ومذكّراً في السياق بفتوى كان أصدرها المرجع الشيعي الأبرز في عراق الخمسينات آية الله العظمى محسن الحكيم بتحريم الانضمام إلى الحزب الشيوعي.

تصريحات ولايتي في بغداد تؤكد أن وجود الولايات المتحدة في المنطقة، خصوصاً في العراق وسورية، بات يشكل الهمّ الأكبر لطهران، الأمر الذي لخصه ولايتي بعبارة «أميركا هي أهم مشكلة في الشرق الأوسط». لكن هذا المقال سيركز أكثر على العراق. فالمواقف الإيرانية الأخيرة والتطورات السياسية والعسكرية في العراق تشير إلى أن طهران عازمة على هزم أميركا في عراق ما بعد «داعش» بعدما هزمتها في المرة الأولى عندما أصرت، عبر جماعاتها الحاكمة في العراق، على إنهاء الوجود العسكري الأميركي في 2011. وقتها طلبت واشنطن موافقة بغداد على شروط معينة كان ممكناً أن تستجيبها في مقابل إبقاء قوات محدودة في معسكرات خارج المدن ضماناً لحماية البلد من أي تدخل خارجي محتمل، لكن بغداد رفضتها كلها تحت ضغط شديد مارسته إيران مدركة أن إدارة الرئيس باراك أوباما آنذاك لم تكن متحمسة للبقاء. بذلك تطابق الموقفان الإيراني والعراقي لينتهي الأمر لمصلحة طهران التي اعتبرت النتيجة بداية للهزيمة الأولى لأميركا في العراق. ومنذ ذلك الحين يكاد اللاعب الإيراني ينفرد بالتأثير الفعلي في صنع القرار السياسي العراقي على الصعيدين الداخلي والخارجي.

الموقف المتراخي لأوباما الذي أدى إلى الانسحاب الأميركي في 2011 شكل البداية للانحسار الحالي للنفوذ الأميركي في المنطقة أمام اللاعبين الإيراني والروسي.

الموقف المتراخي الثاني الذي وجه ضربة قوية أخرى للنفوذ الأميركي في المنطقة جاء في 2013، حين تراجع أوباما عن تهديده للنظام السوري قبل ذلك بعام، بأن استخدامه أسلحة كيماوية ضد القوى المعارضة يعتبر «خطاً أحمر» لا يجوز تجاوزه. هذا الاستنتاج توصل إليه سايمون تيسدال المعلق في صحيفة «غارديان» البريطانية، وهو خبير بارز في تحليل السياسات الدولية والشأن الأميركي. تيسدال نشر في العاشر من الشهر الجاري مقالاً طويلاً في إطار تناوله للأوضاع الحالية في سورية، مشيراً إلى الأوضاع الدولية عموماً وتراجع الدور الأميركي على المسرح الدولي. وبدلاً من اتخاذ أي إجراء عسكري ضد النظام السوري، أعلن أوباما أنه سيطلب تفويضاً بذلك من الكونغرس. يرى تيسدال أن أوباما على رغم أنه لم يكن ملزماً بحسب القانون الأميركي بطلب التفويض من الكونغرس، فإن قراره، كما يشير تيسدال، جاء بعد فترة قصير من تصويت البرلمان البريطاني ضد طلب رئيس الوزراء ديفيد كاميرون التدخل العسكري في سورية. ويتابع تيسدال، أن زعيم الكرملين فلاديمير بوتين، المتحالف مع نظام بشار الأسد، اعتبر ذلك الموقف الأميركي فرصة تاريخية لتصعيد التدخل الروسي في سورية واتخاذها قاعدة لاستعادة نفوذ سوفياتي زائل وسابق في المنطقة.

البقية تاريخ معروف. فتراجع أوباما عن «خطه الأحمر» فسّرته موسكو وطهران ودمشق وعواصم عربية بانه تغيير جذري ودليل على أن أميركا ما بعد العراق تنأى بنفسها عن ممارسة دور الشرطي، وأنها منذ ذلك الحين فصاعداً لن تخوض معارك من أجل الحرية والديموقراطية، لا في سورية ولا في دول «الربيع العربي»، خصوصاً بعد ما حدث في ليبيا، بحسب تيسدال، مشيراً إلى أن التدخل العسكري لاحقاً في العراق وسورية هدفه الأوحد كان وما يزال مواجهة خطر «داعش» وإرهابه.

نعود إلى العراق حيث يختلف وضعه عن سورية التي تنقسم إلى مناطق نفوذ ووجود إيراني وتركي وأميركي، إلى جانب السلطة المركزية وجماعات كردية وإسلامية وأخرى معارضة لنظام دمشق. الصراع في العراق من نوع آخر جوهره تحديد شكل نظامه السياسي الذي تلعب إيران عبر حلفائها دوراً خطيراً في رسم معالمه. الوجود الأميركي الحالي في العراق محدود عبر مستشارين وقوات خاصة محدودة عادت في إطار الحرب ضد «داعش». صحيح أن هناك مطارات عسكرية في إقليم كردستان تستخدمها أميركا في هذه الحرب، ومنها تنطلق طائراتها تنفيذاً لعملياتها في سورية. لكن هذا هدفها الوحيد كما أكدت التطورات المرتبطة باستفتاء الاستقلال في الإقليم وتداعياته، عندما خذلت أميركا الكرد وهم حلفاؤها، باتخاذها موقفاً مؤيداً لبغداد التي استخدمت قواتها، وتحديداً تشكيلات «الحشد الشعبي» المؤسس بفتوى دينية شيعية والممولة والمدربة من الحرس الثوري الإيراني، لإخضاع الإقليم، وذلك بدعم مباشر وقوي من إيران، العدو الأول لأميركا في المنطقة!

ما سلف ضاعف نفوذ إيران السياسي في العراق، وهو ما ستستخدمه بقوة من أجل تحقيق أهدافها في المنطقة. وهي المشهورة بصبرها لا تستعجل الأمور. فالعراق سيشهد في أيار (مايو) المقبل انتخابات عامة، وهدف إيران في هذه المرحلة هو العمل على ألا تؤدي نتائجها إلى أي شرخ في جبهة الجماعات الشيعية المتحالفة معها تعزيزاً لخططها في مواجهة «الشيطان الأكبر».
5 بناء العراق.. المهمة المعقدة..

يوسف الكويليت
الرياض السعودية

كما أثار العراق بانقلاباته وحروبه الخارجية والداخلية، وانقساماته الاجتماعية بين مكونات شعبه، يثير ضجة أخرى حول إعادة إعماره بعد تلك النكبات..

طالبت الحكومة العراقية مبلغ (88) مليار دولار، وحصلت بعد مؤتمر الكويت على (30) مليار دولار، الممانعون، رأوا أنه في بيئة فاسدة نهبت أمواله، وهدمت استقراره الداخلي، والتدخلات الخارجية، تجعل منه طارداً للاستثمار الخارجي إلى جانب أنه بالأرقام الإحصائية لاحتياطياته النفطية كخامس بلد في الترتيب العالمي، ووجود الأنهر والأرض الزراعية، والطاقات البشرية، فإن سلطاته لم تحسن إدارة هذه الموارد لبلد يعد غنياً بكل المقاييس..

الغريب في الأمر، أن الدول التي ساهمت بجمع هذه المبالغ، لا تجد لإيران أي دور، إلاّ الصمت وهي من قامت بتدميره، أسوة بداعش، وهذه دلالة على أن من خدعوا بطروحاتها، وتمثيلها دور المسلمين الشيعة يضعها في دائرة الاتهام، أي أن إسلامها مقنع بمطامع إقليمية وسياسية تحت مظلة المذهب، وهذا يحرر السلطة العراقية مما تدعي وصايتها على وطنهم ومقدراته البشرية والمادية..

الجانب الآخر، هناك من يطرح الأسئلة حول إدارة هذه الأموال وسط شكوك بأن دائرة الاتهام بالفساد لا تستثني أحداً سواء داخل الحكومة أو الأحزاب والجماعات، وبالتالي هل يتولى صندوق النقد الدولي الإشراف على إعمار العراق، أم الأمم المتحدة، أم هيئة دولية لها صلاحية الممول والرقيب؟

ستكون دول مجلس التعاون الخليجي المساهم الأول في الفاتورة الكبيرة، وبدون حساسيات من الماضي بتداعياته ومآزقه، لأن بناء العراق يعني تأسيس أمن جديد وتعايش شعبي والدليل أن الكويت المستضيف للمؤتمر لم تفتح ملف غزوه لها ولا ما نال السعودية من أضرار وخسائر في تحريره، لأن ذلك يعد من الماضي بأسبابه وحوادثه تماماً كما هي أوروبا بعد الحربين الكونيتين حين سعت إلى استشراف المستقبل، بدل البكاء على أطلال ما دمرته الحربان..

بعض الدول العربية، ومنها العراق ليست مطمئنة لسير الاستثمارات الخارجية لسوء أسباب ما أشرت إليه من فساد، أو سوء إدارة وأنظمة تقليدية لم تعد تحاكي العصر، كذلك الضمانات التي يدعمها قضاء واضح، لأن المستثمر يبقى حذراً، وهذا ما أخر التنمية بالبلاد العربية، أسوة بدول جنوب شرق آسيا..

الموقف السياسي يبقى مهماً، فتحرير العراق من وصاية إيران يحتاج إلى قرارات تجعله يملك مصيره، سواء بعقد ملزم بين الجماعات المتنافرة، أو التي تبني تحالفاتها على أساس طائفي، لأن التعامل مع عراق موحد ومستقل يسهل مهمة المانح والمستثمر، أما أن يتعامل مع أجنحة متصارعة، فهذا لا يتوافق مع أي منطق، وتبقى المسؤولية كبيرة على الحكومة، ومثلما ترغب الدول المانحة إعادة عراق محصن بأمنه وسياساته الداخلية والخارجية، فإن مطالب الآخرين تريدها واقعاً لا أماني، أو أحلاماً.
6 ذكرى تحرير الكويت …. الوجوه أحداث
مشعل أبا الودع الحربي
السياسة الكويتية

القضية منطقية تحرير الكويت وتعليلها بديهي ولا يحتاج إلى تفكير في ذكرى عابرة تجاوزت قرابة الثلاثين عاماً حفرت في أذهاننا صوراً لا يمكن أن تنتزع ويفترض ألا تنزل لأنها دروسنا للمستقبل نحن الخليجيين. في الثاني من أغسطس داست الدبابات العراقية اتفاقيات الجامعة العربية ومجلس الأمن وأسقطت علم دولة رفعتها في بغداد وفي أقل من عام رفعت أعلام الاستسلام للعراق في مخيم صفوان بعد الحرب بمئة ساعة وإخراج القوات العراقية بإزالة الكابوس الذي خيم على الكويت طيلة سبعة أشهر منها أربعة أشهر حرم الله فيها القتال، ولكن ابتلي العالم العربي بزعماء قوميين، فصدام أراد تحرير القدس فاحتل الكويت، وحافظ الأسد أراد تحرير الجولان فاحتل لبنان وخرج منها بعد قتل الحريري بأيدي مخابراته تحت شعار طنان من حزب البعث (أمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة) في هذه الأزمة كان المعتدي عربياً والمحتل بلداً عربياً لم يقصر طيلة حرب العراق ومغامراته في حرب إيران، والغريب في الأمر أن هناك أطرافاً عربية باركت الاحتلال، وبعضها لديه تحفظ وبعضها حرض على العدوان وصوت لصالحه، ومن الصور الرديئة التي ما زالت عالقة بذهني أبواق باركت وتدعو لإبقاء الاحتلال وتضفي عليه الشرعية واعتبروا احتلال الكويت تحريراً لفلسطين وتشريد أهل الكويت توحيداً للأمة العربية وسموا قتلهم أثناء الاحتلال حرباً على الكفار،وادعوا أن إشعال النيران في آبار النفط توزيع للثروة العربية، في تلك الأزمة عرف الصديق من العدو، فهناك من هب رافضاً الابتزاز ولغة التهديد ووقف إلى جانب المواثيق والمعاهدات التي وقعت واعتبرت أن أمر إعادة الشرعية أمر مقدس شاء من شاء أو أبى من أبى، ولا يقبل أن تنتهك دولة الكويت، وهناك من أنكر العلاقة ومواقف الكويت مع الأمة قبل الاحتلال ورفض المشروعية واستباح الظلم وناصر المعتدي مقابل وعود (مادية) وتحالفات سياسية.
في أزمة الكويت تعرت مصطلحات طالما استخدمت براقة لأغراض كاذبة مثل الأخوة والمصير والدم والدين ومقدرات الشعوب، كنت أبحث عنها فلم أجدها حتى في القاموس اللغوي لأصحاب الخطب الرنانة والعاملين على تهييج الشوارع العربية ومن يختمون مقولتهم بالآية “وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض”، لا أدري ما يراد بالاستدلال بهذه الآية الكريمة، استخدمت هذه لمسح دولة من على الخريطة. الكويتيون رغم أن التجربة مريرة وقفوا وقفة شجاعة والتفوا حول قيادتهم وفتحت السعودية بوابة الدخول على مصراعيها لهم واستخدمت أراضيها لمسرح العمليات للتحرير ووقفت بجيشها الباسل مع الأشقاء، ورغم أن قبل بداية الحرب طالبت السعودية عبر المنظمات بالانسحاب من الكويت حفاظاً على جيش العراق إلا أن قادة العراق رفضوا هذه المطالب وتم التحرير في أقل من ثلاثة أيام بعملية أطلق عليها المحللون العسكريون حرب المائة ساعة. من خلال هذه الحرب والأحداث نبتت على أرضنا أكثر واقعية في التعامل مع الأشياء على حقيقتها، لا نتحدث عن ماضٍ ونتبعه بمقولة أحداث سلف عليها الزمن، فالمعتصم اسم ضخم في تاريخ العروبة والإسلام لكننا نكتفي بموقفه في فتح عمورية.