1 هل “تُعمّر” الكويت “عِراق صدام”.. وتجمعها “علاقة عاطفيّة” مع إيران؟!
خالد الجيوسي
راي اليوم بريطانيا
هو أمرٌ بالغ الأهميّة، أن يحصد العراق مليارات الدولارات من الدول المُشاركة في المُؤتمر الذي عُقد في دولة الكويت، بحُضور عدد من الوزراء والمسؤولين من مُختلف دُول العالم، فالكويت التي احتضنت مُؤتمر “إعادة الإعمار”، أعلنت وعلى لسان أميرها الشيخ صباح الأحمد الصباح أنها ستُقدّم لوحدها مليار دولار قروضاً، وستقوم باستثمار مليار دولار أُخرى، وذلك للمُساهمة في إعادة البلد الجار، وهو البلد الذي عانى الأمرين خلال ثلاث سنوات في حربه ضد “الدولة الإسلاميّة”.
الكويت لم تستضف المُؤتمر فحسب، بل بذلت مجهوداً لإنجاحه على أراضيها، وسعت لحُضور أكثر من سبعين دولة، و1350 شركة، حتى أن الجمعيات الأهليّة الكويتيّة تبرّعت بأكثر من 100 مليون دولار وذلك ضمن المنح المُقدّمة لإعادة إعمار العراق.
الكويت، وبغض النظر عن بعض الأصوات، التي شكّكت بحقيقة نواياها لإعادة إعمار العراق “المُحتل” كما يصفه البعض، يكفيها أنها استضافت المُؤتمر، وهي في كل الأحوال تستطيع عدم استضافة المُؤتمر على أراضيها، وهذه رسالة واضِحة من قيادته على إيمانه العَميق، بوجوب عَودَة العِراق “العظيم” إلى سابِق عَهْدِه، قويّاً ومُتماسِكاً، وحِرْصها التَّام على مُساعدته وعَودَة أهله المُهجّرين والنازحين إلى مُدنهم، ومنازلهم.
هُناك أصوات “نشاز” تعالت قائلة في معرض تعليقها على استضافة الكويت مُؤتمر إعادة العراق، أنها ترى في ذلك المُؤتمر، وكأنه في إطار “العلاقة العاطفيّة” التي تَجمع الكويت بإيران، خاصّةً أن الكويت خرجت عن السرب الخليجي في مُقاطعة قطر بالحِياد، ولم تكن عُدوانيّةً في تصريحاتها ضد الجمهورية الإسلاميّة، وعليه جاء هذا المُؤتمر الإعماري، إرضاءً للحاكم الفِعلي للعراق، وهي إيران، التي ساهمت وبشكلٍ كبير في مُحاربة والقضاء على تنظيم الدولة.
لا نعتقد أن الحكمة التي تُدار بها الكويت، ستأخد البِلاد إلى مُنعطف خطير، كما يحصل في دولة خليجيّة شقيقة “للديرة”، والحرص على العراق كوطن للعراقيين، مُستقر وآمن، فيه خدمة للمصالح الكويتيّة، قبل أن تكون كُرمى عُيون العراق، أو كما يُقال من يحكمه إيران، والمُساهمة في نهضة العرب وبلادهم، هو علامة فارقة، ومن الجيّد أن تعرف كل دولة حجمها، ولا تُغامر بعنتريات، هي في غنىً عنها، وحديثنا هُنا عن دول بعينها، وما الضير لو كانت العلاقات الكويتيّة- الإيرانيّة في أوجها، بالنهاية دول إسلاميّة، ولا تدخل علاقاتها في خانة التحريم والتطبيع!
لا نود خِتاماً، أن نخوض في جدل دخول الجيش العراقي إلى الكويت، وأسبابه في حينها، وأحقيّة الرئيس الراحل صدام حسين بهذا “الغزو” لأسباب تاريخيّة واقتصاديّة، قد نخوض فيها في مقال تفصيلي بأحد الأيّام، لكن وبما أن قيادة الكويت “الحكيمة” ارتأت” مُساعدة العراق “الشقيق” بإعماره انطلاقاً من أراضيها، كان حَريّاً ببعض المسؤولين والنواب فيها، طي صفحة “الغزو”، والتعامل مع العراق بحُكومته الحاليّة، فالجارة الغازية، رحل “غازيها” وسقط نِظامُه، وحين أساعد جاري، لا أحمّله جميلاً، ونُقطة أوّل السطر.
2 الكويت.. كرمٌ وإكرام فاطمة عبدالله خليل الوطن البحرينية
في غضون 12 ساعة من كتابتي أن قررت أن أسميها «سمو الكويت»، وقبل أن تأخذ كلماتي طريقها للنشر يوم الأربعاء، كشف لي أهل الكويت كم أنهم يستحقون هذا اللقب وخيراً منه، شاهدت ذلك بالتزامن المربك بين حضوري للكويت تلبية لدعوة الديوان الأميري لحضور مؤتمر الكويت الدولي لإعادة إعمار العراق، وبين إبلاغي بخبر وفاة جدي، رحمه الله، الذي ودعته في المستشفى على فراش المرض قبيل سفري. الأمر الذي اضطرني للمضي قدماً في مشاركتي بالمؤتمر والتفاعل معه رغم صعوبة الظرف وحرج الموقف، وما إن وصل الخبر المؤسف إلى أحبتي وصحبتي بالكويت فضلاً عن الإدارة المنظمة للمؤتمر، أذهلتني فزعتهم، تلك الفزعة التي تركت في نفسي وقعاً لا يمكنني نسيانه ما حييت، ما يجعلني مدينة للكويت مرتين، مرة لأسباب خاصة جداً وفضل جاءتني به الكويت، ومرة لتلك العناية الغامرة التي طوقني بها الكويتيون حتى أخرجوني من كل التعابير المجازية إلى القول بأني كنت فعلياً بين أهلي و»ناسي».
حوالي أربعة أيام بجدول عمل مزدحم وفعاليات تكاد تصل الليل بالنهار تنوعت بين جلسات رسمية وفعاليات مصاحبة للوفود الخارجية، غمرتنا فيها الكويت بكرم، وزادتني فيها بمواكبة ظرفي إكراماً. كُرست فيها الطاقات الوطنية الكويتية على نحو مشرف ومهيب، ومن طيب أهلها والسمو الفعلي لقادتها، عرفت كيف أن الكويت قد استحقت أن تكون محفوظة من الله، وبسخائها الوفير الذي عمّ العالم ولم يستثنِ العراق رغم حساسية الموقف وصعوبة ذلك على النفس البشرية، بل لعله لا نبالغ بالقول إن الكويت قد اقتطعت من كتفها لتطعم من حولها في العالم وتسندهم في أزماتهم ومعضلاتهم، ما يجعل كل مأزوم في مأمن وسعة في الكويت، كما اختبرت ذلك شخصياً في ظرفي الاستثنائي هذه المرة.
لا أسوق لكل ما ذهبت إليه مدحاً في الكويت، ولا في المشاركة بمؤتمرٍ يعد الأول من نوعه لي في هذا البلد الحبيب، فلعل المتابع الفطن لي قد توصل إلى أن مشاركاتي قد تتجاوز 16 مؤتمراً سنوياً على المستويين الإقليمي والدولي فضلاً عن المحلي، فلا حاجة لي بـ»دهن سير» أحدهم أو التملق لآخر، ولكنها كلمة حق، كان حق علي قولها، وقد استحقتها الكويت متفردة بفضل أدين لها به، رغم ما كنت أحظى به من كرم الدعوات في كثير من البلدان الأخرى التي أكن لها كل المحبة، وخصوصاً دول الخليج العربي التي لا تشكل انتمائي وحسب، وإنما كرست من أجلها حياتي المهنية لتغدو جميعها «مني وفيني».
3 مؤتمر إعمار العراق ونتائجه
علي يوسف المتروك الراي الكويتية
تتناقل وسائل الإعلام أثناء انعقاد المؤتمر شتائم وتصريحات غير مسؤولة تفوهت بها نائبة عراقية لا يحضرني اسمها، ومثل هذه الأصوات النشاز لا ترسم سياسة الدول ولا تحدد معالمها أو ترسم اتجاهاتها .
مؤتمر إعمار العراق بعد أن انتهت أعماله بنجاح نقلة نوعية فائقة الأهمية للتطلع للمستقبل نحو علاقات أخوية ومتينة بين العراق والكويت تقوم على أسس ثابتة من التفاهم والتنسيق، وتدخل ضمن مسار الخطوط الرئيسية التي سارت عليها القيادة الكويتية العليا نحو دول الجوار .
بعد النتائج الباهرة التي أسفر عنها مؤتمر إعمار العراق سوف تتهيأ الكويت لتكون مقراً وممراً للشركات الكبرى التي تقوم بالإعمار خصوصاً إعمار الجنوب، وهذا من شأنه إنعاش اقتصاد الكويت وخلق فرص للشركات الكويتية للمشاركة والحصول على جزء منها، ناهيك عما سيعود على العراق وأهله من تحسين ظروف المعيشة والتخفيف من المعاناة التي واجهوها خلال العهد الصدامي المتلاشي الذي أحرق الأخضر واليابس وبدد طاقات العراق في حروب بعثية لا طائل من ورائها .
هذه المنطقة تزخر بالخيرات فمتى يُطلق العنان للكويتيين لتسلم البصرة والجنوب إعماراً واستثماراً، ليرى العراقيون بأم أعينهم أن لدى الكويت طاقات كامنة وغير محدودة تنتظر الفرصة للانطلاق؟
… ومن يدري فربما ساعة الصفر قد أزفت، وما ذلك على الله بعزيز.
ت عنوان المقالة او الافتتاحية اسم الكاتب مكان النشر
4 أيادي صباح الخير مكرر مناور بيان الراجحي جريدة الجريدة الكويتية
دائماً هو هكذا يلهم الكويت وأهلها، ويقود الخليج، ويبقى حكيم العرب في مختلف المواقف، فحينما تيأس أيادينا من القدرة على تضميد الجراح نراه جراحاً ماهراً قادراً على إنجاز الصعب وتحقيق المستحيلات، فمن كان يفكر في هذا التوقيت في أن تمتد الأيدي للعراق العريق الجريح، لتعيده إلى مجده الأبدي؟ ومن كان يأمل أكثر من ذلك في إعمار أرض الفكر والثقافة وحضارات السنوات العظام في تاريخ الأمة الإسلامية؟
يا سيدي صباح دائماً منك نتعلم، ودائماً أنت المثل والقدوة والربان الذي يبحر بالحكمة والعطاء ليقود سفينة السلام في ظلمات الحرب وعواصف الفتن، ورياح المحن، يا سيدي دائماً ما تغير الدفة وتقلب الموازين وتأتي بالجديد في عالم ملّ التكرار ويتوق للقادة العظماء الكبار أمثالكم يا سمو الأمير، فجزاكم الله خيراً على ما قدمتموه وأنجزتموه للشعب الكويتي العظيم، وجزاكم الله خيراً على دوركم العظيم في مساندة الشعب العراقي العظيم الذي كان وسيظل دائماً شعباً شقيقاً يحبنا ونحبه؛ رغم سحابات التضليل والظلمة التي مرت بيننا، ولم يكن لنا فيها سبيل.
أما عن بعض من يشتري المكانة ويرفض الدور الكويتي في إعادة إعمار العراق، أملا في حصد بعض الأصوات في البرلمان العراقي، ومتاجرةً بعقول السذج، وإحياءً للنعرات الكاذبة، فهؤلاء قد خسر بيعهم، وبارت بضاعتهم، ولن يذكرهم التاريخ، لأنهم يعيشون على الخلافات، ويحيون على النعرات الكاذبة، التي ما تلبث أن تعلو ثم تخبو من جديد، وتخبو معهم شخصياتهم وأفكارهم الهدامة إلى غير رجعة، وليعلموا أن ما بين الكويت والعراق أخوّة وأصل ودم، ليس لها من زوال بمشيئة الله تعالى، فيا أيتها النائبة الخائبة، عودي من حيث أتيتِ، فكلامك عليل وحجمك ضئيل، ونيابتك نيابة العار والتهليل.
ملاحظتي الوحيدة أسوقها إلى إخواني في الجمعيات الخيرية “الكويتية” التي شاركت في المؤتمر، وأرجو أن تُفتح أعينهم إلى أهمية كفالة كل من يحتاج إلى العون والمساعدة على أرض الكويت، فهكذا فعل عمر بن عبدالعزيز، بدأ بالمحتاجين والمساكين الذين حوله، وبعدما انتهى سدد الدين عن المدينين، وبعدما انتهى زوّج غير القادرين من الشباب، حتى وصل إلى نشر البذور في الأرض وإطعام الطير في السماء، فهل أطعمتم كل المحتاجين والفقراء على أرض الكويت؛ أم أن هناك العديد من الأسر من إخواننا “البدون” وغيرهم من الذين لا يجدون ما يكفيهم ولا يسألون الناس إلحافاً، فهل زوّجتم الشباب غير القادرين، أم هناك فئات في مجتمعنا تحتاج إلى الدعم والمعونة، ولم تجد من يمد لها يد الخير، لأن أيادي الخير أحياناً ملونة وتتبع الهوى لمن هم على شاكلتها، وتضيع أجرها لأنها تعطي فقط من هم على طريقها، ومن يتبعون هواها، فاتقوا الله في زكاتنا، واتقوا الله في أموالنا، واتقوا الله في عملكم الجليل الذي قد يضيع نتيجة تحيزكم وانحيازكم ونسيانكم مهمتكم الأساسية في إغاثة الفقراء والمحتاجين على أرض الكويت، وما فعلتموه قد تخطى دوركم وأخرجكم عن هدفكم، وأعتقد أن الرسالة واضحة، والتلميح أجدى وأنفع من التصريح، وإلا فالقادم فيه من الوضوح ما قد يؤذيكم ويقض مضاجعكم. انتهت الرسالة.
.
5 مؤتمر إعادة الإعمار من منظور إنساني فيصل الشريفي جريدة الجريدة الكويتية
قال تعالى “وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ”.
التجارب المريرة التي تمر بها شعوب العالم ومنها الغزو العراقي لدولة الكويت لن يستطيع تجاوزها إلا الشعوب الحية والقادة الحكماء والشعب الكويتي، وبالرغم من المآسي التي عاشها بسبب الغزو العراقي لتراب وطنه فإنه يعرف المتسبب ويعرف من اعتدى عليه، شتان ما بين من يريد بالكويت الاستفادة من دروس الماضي وبين من يريد أن يبقيها رهينة له، لذلك احتضانها لمؤتمر إعادة إعمار العراق لم يأت من باب ضعف، فالكويت بفضل الله وتكاتف أبنائها وبمساعدة شرفاء العالم استطاعت تحرير كل شبر من أراضيها في مشهد سيظل التاريخ يذكره طويلاً.
القيادة الحكيمة لسمو الأمير الشيخ صباح الأحمد الصباح قائد الإنسانية استطاعت وضع منظور آخر للعلاقات الدولية؛ بإضافته مفاهيم أخرى للسلام وحسن الجوار المبني على أسس الاحترام المتبادل بين الدول، وفي مواساة الشعوب المنكوبة التي طالتها ومزقتها يد الإرهاب.
لقد استطاع سمو الأمير، حفظه الله ورعاه، رسم مشهد آخر لدور الكويت الحيوي والريادي في المنطقة، وها هو بفضل رؤيته الحكيمة يضع أولى اللبنات نحو تحويل الكويت إلى مركز مالي واقتصادي؛ من خلال إنشاء ميناء مبارك وتوسعات مطار الكويت وجسر جابر ومشروع تطوير الجزر والمناطق الحرة، والتي ستعود فوائدها على الكويت ودول المنطقة.
الأصوات الرافضة لإقامة المؤتمر التي تطلع من هنا وهناك لا ترى أبعد من أنفها، فهذا المؤتمر يجب النظر إليه من منظور اقتصادي إنساني لدولة جارة عانت الكثير من قائد دكتاتوري أدخلها في أتون حروب وصراعات داخلية وخارجية كان شعبه أحد ضحاياها، وحتى بعد هلاكه لم يسلم العراق من شره، حيث تحول إلى ساحة حرب ودمار كان المشهد فيها دما وقتلا على الهوية، ولولا صمود شعبه لكان الوضع في العراق والمنطقة أشبه بالجحيم.
لقد خرج الشعب العراقي منتصراً على كل التنظيمات الإرهابية، وهو يحتاج إلى إعادة البناء، والكويت تقدمت بهذه المبادرة الإنسانية للمساهمة في رسم خريطة جديدة لاستقرار العراق، وما مؤتمر إعادة إعمار العراق إلا وسيلة لتمكين العراق من تفعيل خريطة البناء، وطريق لرفع معاناة شعبه، وما يترتب عليها من عودة المهجرين.
الكويت أرض السلام حملت على عاتقها مسؤولية إنسانية إسلامية عروبية في استضافتها سلسلة من المؤتمرات العالمية لدول عانت ويلات الحرب والفقر، مما جعلها محل تقدير قادة وشعوب العالم؛ لتضيف مفردات جديدة لحسن الجوار المبني على التسامح والسلام، عملاً بقول نبينا عليه وعلى آله وصحبه أفضل الصلاة والسلام “أولا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السلام بينكم”.
وجود هذا العدد من الدول والمستثمرين المشاركين في المؤتمر هو مؤشر نجاح واحترام وتقدير العالم لدولة الكويت، لكن يظل السؤال الأهم: هو قدرة العراقيين على استثمار ثرواتهم واستغلالها وتوجيهها التوجيه الصحيح نحو تطلعات ترضي شعبه؟
ودمتم سالمين.
6 مؤتمر الكويت للعراق… أين إيران؟
مشاري الذايدي
الشرق الاوسط السعودية
مؤتمر الكويت الأخير لدعم العراق في إعادة ما دمرته الحروب، ليست حرباً واحدة، نجح في توفير 30 مليار دولار على شكل قروض وهبات ومساعدات واستثمارات، وغيرها من صور الدعم.
الحاضر الأبرز في هذا الدعم والإسناد كان العرب، الكويت والسعودية والإمارات وحتى قطر، مع دول غربية وشرقية ومنظمات دولية.
الغائب الأوضح عن هذا الاحتشاد من أجل العراق، كان الجمهورية الإيرانية، رغم حضور ممثلها المبتسم وزير الخارجية الدكتور جواد ظريف، لم يعلن عن أي فلس قدمته إيران في مؤتمر الكويت للعراق.
اكتفى وزير الخارجية الإيراني، في كلمته التي ألقاها، بأن بلاده «أدت واجباتها تجاه العراق خلال السنوات الماضية». ولم يكن حاضراً بشخصه في الصورة الجماعية التي التقطت لرؤساء الوفود المشاركة.
على هامش المؤتمر الكويتي التقى الوزير الإيراني ظريف مع رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي. وحسب البيان الذي أصدره المكتب الإعلامي للعبادي، أبدى ظريف «دعم بلاده الكامل للعراق في مجال الإعمار بعد الانتصار الذي تحقق على عصابات (داعش) الإرهابية وتوحيد البلد»، مبيناً أن «لدى الشركات الإيرانية رغبة كبيرة للعمل في العراق».
يعني بلغة أكثر مباشرة، إيران تريد الحصول على حصة من الأموال المخصصة لأعمال المقاولات والإنشاءات، وهي بالمليارات في العراق، لصالح شركاتها، وفي المقابل هي لم تقدم أي دعم مالي للعراق في مؤتمر الكويت!
صورة كافية ومشهد بليغ يعبر عن كيفية النظرة الإيرانية، بنسختها الخمينية، للجار العراق، خصوصاً تحت حكم القوى ذات المرجعيات الحزبية من ألوان الإسلام الشيعي السياسي.
بينما بادرت الدول والمنظمات الأخرى، وفي مقدمتها الطرف العربي، الخليجي، للمساهمة الفعالة في إعانة العراق على النهوض من كبوته ونفض غبار ودمار الحروب، والعودة مجدداً للاستقرار والسلم والازدهار.
طبعاً – وهذا تنبيه ضروري – من المؤكد أن في العراق ثمة فرص «استثمارية» حقيقية، وهذا حاضر في شطر كبير من الأموال التي خصصت في مؤتمر الكويت، هذا لا ريب فيه، لكن أيضاً هناك رغبة سياسية عميقة في تثبيت الاستقرار وتطويره بالعراق، وتخصيص أموال من أجل ذلك، ولا تناقض بين الرغبة في السلم والميل للاستثمار، كلاهما يؤدي إلى بعض.
إيران لديها مشكلة في الاقتصاد، وهي من أسباب الاحتجاجات الشعبية الأخيرة، وفي الشهر الماضي أعلن الرئيس الإيراني حسن روحاني أن الحكومة لا تسيطر إلا على ما يقارب ثلث الميزانية فقط. الباقي لجهات مثل الحرس الثوري، وبغمرة الاحتجاجات الإيرانية الحالية رفع المتظاهرون هتافاً لرأس النظام الخميني: «اترك سوريا وعالج مشاكلنا».
ربما يعطي مثال الكويت فكرة واضحة، عن تباين الأهداف بين جيران العراق… تجاه العراق.
7 العراق جزيرة كاريبية..! مطلق العنزي
اليوم السعودية
يقال «الكلام ليس عليه حساب»، وغير مكلف مالياً، لهذا نجد المهايطين يتصدرون المجالس والمنصات الاجتماعية والقنوات الفضائية. بل إن الهياط ليس فقط عادة فردية سيئة، إنما تلبست حكومات ومسؤولين رسميين يترعون بضجيج اللغو في ميكروفونات الفضائيات ويتغنون بشعارات ضخمة، تسخن مشاعر المريدين الحزبيين وتغلق عقولهم. ويدلي المهايطون، في المنتديات العامة، أيضاً بمُثل لا يؤمنون بها.
واشتهر الايديولوجيون والحزبيون، خاصة في منطقتنا العربية والإسلامية، أنهم مهايطون وصخابون جداً، لأن الكلام مجاني.
وينكشف المهايطون حينما تحين ساعة الأفعال، لأن الأفعال لها ثمن وأداء على الطبيعة، وليس ضجيجاً في صدى الميكروفونات.
نظام ملالي إيران تعرى في مؤتمر الكويت لإعمار العراق، إذ أحجم عن المساهمة بأية مساعدة، فيما الدول الخليجية تصدرت قائمة المتبرعين. بينما يفترض أن تتبرع إيران بثلاثة أرباع كلفة التعمير في العراق لأن إيران هي التي نهبت الاقتصاد العراقي على مدى 14 عاماً، وكان رجلها نوري المالكي يخص الشركات الإيرانية بالعقود، وبأثمان مضاعفة، وسمح لبضائع إيرانية رديئة بالترويج في العراق على نطاق واسع، بل قيل إن العراق أغرق بالمخدرات التي تصدرها الكارتلات الإيرانية، لأن المالكي كان خادماً لنظام الملالي ويقدم ولاءً مجانياً، ثم إن إيران هي التي تسببت في كل هذا الخراب في العراق. فهي زرعت المتفجرات الطائفية، وصناعة الميليشيات، ومنعت الاستقرار في العراق، ومنعت المصالحة الوطنية، لأنها تود أن تستمر موجودة في العراق، إذ حيثما تكون إيران يكون الخراب حاضراً، في العراق وسوريا واليمن ولبنان، وحاولت زرع متفجراتها في المملكة والبحرين ونيجيريا والجزائر. بل تبرع خادم إيران نوري المالكي، في تأسيس «داعش» ومدها بالأسلحة وتواطأ معها وهيأ لها احتلال الموصل باصدار أوامر للجيش العراقي بالانسحاب وترك الاسلحة الحديثة الفتاكة لداعش. والمرشد الخامنئي هو الذي منع العراقيين من مساءلة المالكي حول تواطئه مع داعش. والمالكي لا يستطيع اتخاذ قرار إستراتيجي إلا بأوامر الخامنئي.
نظام الملالي كان يطرح نفسه مدافعاً عن العراق، لكن حينما احتاج العراقيون المساعدة، في مؤتمر التعمير لم يجدوا صديقاً، إذ تعامل الملالي مع العراقيين وكأن العراق جزيرة في الكاريبي. بل لو أن كوبا الكاريبية طلبت مساعدة تعمير لهرع الملالي لمدها بالمساعدات، لكنهم بخلوا على العراق. وهذا يعني أن كل شعاراتهم زائفة وللاستهلاك ولتضليل البسطاء والسذج، وهم فقط يستخدمون العراق جغرافيا مركزاً للتوظيف الأيديولوجي، ولا يهمهم أن تعمر المدن العراقية أو تتدمر. بل إن ميلشياتهم تستعمر جنوب العراق وتعيث فساداً في الوسط وفي الشمال وتمنع العراق من أن يتعافى من مرض الطائفية والاستقطاب والحرب الأهلية.
ويبدو إيران لا ترى عليها واجب المساعدة في تعمير العراق أو سوريا أو اليمن، وأن واجبها فقط إرسال المليشيات لإثارة الحروب ونشر الفتن والفرقة. ثم إذا استقر العراق وأسس حكومة قوية ذلك سيكون ضد مصالح إيران. فبضاعة الميلشيات سوف تكسد، ولا تستطيع تأسيس منابر دعائية لنظام الملالي تحرض على عداء العرب والدول العربية.
وتر
يا وطن الرافدين والماء والشمس وخمائل الرمش..
كيف هو طعم تاريخ الدم والمآتم.. والمزادات..
والمواويل الحزينة..
إذ تغرس الحراب في مهجة وطن الماء..
وإذ تهجر الأقمار سماواتها..
يصبح الموت بضاعة يومية في وطن يتعذب..
8 الدستور العراقي المختلف عليه؟
احمد صبري
الوطن العمانية
يسود الاعتقاد أن من صاغ وكتب الدستور وضع فيه مواد مفخخة لا يمكن تعديلها في ظل الظروف والأزمات السياسية الحالية التي يعيشها العراق؛ لأنه مصاغ بطريقة تمنع التلاعب أو التعديل بأي فقرة أو مادة، الأمر الذي أصبحت فيه اللجنة من الماضي.
مثل بقية القوانين المهمة التي يجري ترحيلها من برلمان إلى آخر أدت 68 مادة خلافية في الدستور العراقي إلى ترحيلها إلى البرلمان المقبل الذي سيعقب الانتخابات المقبلة منتصف أيارـ مايو القادم، والخلافات الحادة بين القوى البرلمانية أفشلت كل مساعي وجهود إجراء تعديلات دستورية على المواد الخلافية خلال الدورة البرلمانية الحالية إلى حد تعطيل لجنة مراجعة الدستور.
وتدور هذه الخلافات على صلاحيات رئيس مجلس الوزراء التي توصف بأنها مطلقة مقارنة بصلاحيات رئيسي الجمهورية والبرلمان، فضلا عن تلك المتعلقة بالنفط والغاز، وتقاسم الموارد المالية، وقضية الجنسية والأحوال الشخصية، فضلا عن قانون الأحزاب والمناطق المتنازع عليها.
وأرجأ بحث هذه النقاط والمواد إلى الدورة البرلمانية المقبلة من أجل منح القوى السياسية والمكونات فرصة أخرى لضمان حسم هذه النقاط وتمريرها بالتوافق السياسي.
ويسود الاعتقاد أن أسباب تلكؤ لجنة مراجعة الدستور تعود إلى الفساد السياسي والمحاصصة الطائفية والسياسية اللذين عطلا عمل هذه اللجنة التي كان من المفترض أن تقدم التعديلات خلال ثلاثة أشهر خلال عام 2006، إلا أنها أخفقت في إنجاز مهمتها بسبب تمسك كل طرف بموقفه من المواد المختلف عليها.
وتحتاج النقاط المعدلة في الدستور إلى استفتاء من قبل عموم الشعب، وبحسب الدستور فإن من حق ثلاث محافظات نقض أي مادة دستورية، الأمر الذي قد يعطل أي استفتاء بخصوص تعديل الدستور.
وتقف المادة 140 الخاصة بكركوك والمناطق المتنازع عليها حائلا دون التوافق على توصيف الحالة لتمريرها في أي استفتاء محتمل، فضلا عن تقاسم الموارد المالية، وتقاسم السلطة، وقانون المحافظات.
وأقر الدستور العراقي المختلف عليه عام 2005، في ظل ظروف سياسية صعبة ومرتبكة ووسط مقاطعة شعبية، لا سيما من المكون السني، إلا أنه مرر وسط شكوك بتزوير نتائج الاستفتاء.
وكان مجلس النواب في دورته الأولى عام 2005 قرر تشكيل لجنة لتعديل الدستور ضمت عضوية 29 نائبا يمثلون جميع المكونات، إلا أنها لم تنجز مهمها بسبب الخلافات بين المكونات العراقية.
وما يعقد مهمة اللجان المشكلة لتعديل الدستور أنها تضم أعضاء ليس لهم خبرة واختصاص بتعديل وصياغة المواد الدستورية، لا سيما في المجال القانوني والدستوري، وهو ما يعقّد التوصل إلى توافقات بشأن النتائج النهائية.
ويسود الاعتقاد أن من صاغ وكتب الدستور وضع فيه مواد مفخخة لا يمكن تعديلها في ظل الظروف والأزمات السياسية الحالية التي يعيشها العراق؛ لأنه مصاغ بطريقة تمنع التلاعب أو التعديل بأي فقرة أو مادة، الأمر الذي أصبحت فيه اللجنة من الماضي.
وإزاء معضلة تعديل الدستور فإن مواقف المكونات الأساسية تظهر رفض الأكراد إجراء أية تعديلات على المادتین (140 و115) فیما تتمسك الكتل الشیعیة بالصلاحیات الممنوحة لرئیس الوزراء، وتعارض توسیع صلاحیات رئیس الجمهورية ما يقتضي توزيعها بين الرئاسات الثلاث بشكل عادل من أجل الحد من الهيمنة على القرار العراقي الاتحادي، فيما يرى المكون السني أن الدستور كتب على عجل وفق اختلال التوازن بين المكونات العراقية بعد احتلال العراق، الأمر الذي يتطلب تعديله للحد من هيمنة طرف محدد بالقرار السياسي وتحديد مستقبل العراق من خلال تهميش الآخرين.
9 إعمار الكويت أولا
سعود عبد العزيز العطار
صحيفة السياسة الكويتية
هكذا كانت ومازالت الكويت تهب دائما وتمد يد العون والمساعدة وتقديم الدعم والمبادرات الإنسانية في إغاثة المنكوبين وإعانة المحتاجين لكل شعوب العالم في مختلف الأوجه والأصعدة الأقتصادية والسياسية والإجتماعية والمعنوية للقاصي قبل الداني وأخرها مؤتمر الكويت لإعادة إعمار العراق ومادمرته الحرب ضد تنظيم داعش بهدف تأهيل البنى التحتية وإعادة الإستقرار والتنمية ونحن بلا شك نفخر ونعتز بذلك رغم وجود مسلسل الفساد المستشري في العراق وفشل البرلمان العراقي بتحديد موعد الإنتخابات والصراعات الداخلية بين الكتل والأحزاب.
لكن بالتأكيد ما يسعدنا أكثر أن يكون «دهنا في مكبتنا» بأن ندعو بمثل هذا المؤتمر والتجمع لكل رجال الأعمال والمؤسسات الحكومية والأهلية والجمعيات الخيرية ونلتفت للكويت وللمواطن الكويتي وهما الأجدر والأحق لكي نرى خيراتنا بتلك الإنجازات والطموحات والآمال والتمنيات والآحلام أن تتحقق على أرض الواقع والتي طال إنتظارها للأسف الشديد كثيرا لدرجة قد تناسيناها لنراها ونسمع بها فقط تتحقق من حولنا ونحن عاجزون تماما عن الحركة لا حول لنا ولاقوة.
فإعمار الكويت يجب أن يكون له الأولوية والأسبقية قبل كل شيء لنعيدها منارة إلى سابق عهدها كما كانت لؤلؤة الخليج فكلنا يتطلع كما يطلق عليها «كويت جديدة 2035» والتي ستقوم على ركائز كما جاءت بتلك الخطة المستقبلية مثل: إدارة حكومية فاعلة، إقتصاد مستدام، بنية تحتية متطورة، بنية معيشية مستدامة، رعاية صحية عالية الجودة وبالمقابل تقديم الخدمات كالدفع والسداد والتراسل الإلكتروني للمواعيد والإستعلام وتقديم الطلبات وإصدار التراخيص وتطبيقات التعليم الإلكتروني وغيرها بما يخدم الوطن والمواطن.
آخر كلام:
تزامنا مع مؤتمر الكويت الدولي لإعادة إعمار العراق طالعتنا بعض أصوات النشاز كالعادة من بعض البرلمانيين والإعلاميين التي تشكك وتتهم الكويت ومواقفها متناسين هذه المفارقة قبل أعوام العراق غزا الكويت دولة ذات سيادة وإحتلها وشرد أهلها وأراد مسحها من على الخريطة والوجود وها هي الكويت اليوم تحشد وتجمع العالم لإعادة إعمار العراق وذلك بهدف نهاية حقبة وطي صفحة الخلافات مابين البلدين والشعبين الشقيقين.
والله خير الحافظين