صحيفة#العراق/الاعلام الامريكي يسلط الضوء على جرائم داعش بالموصل بعد اشهر من تحريرها

كانت تلك البناية نقطة استقبال ضحايا آلة الجزارة الوحشية لداعش خلال ما يقرب من ثلاث سنوات من الحكم في مناطق واسعة في العراق وسوريا وفي كل يوم، شهد الأطباء والموظفون في مشرحة الموصل أسوأ ما يمكن للارهابيين أن يلحقوه بالبشر، خشية أن يكونوا هم التالين في المستقبل.

لقد وجد رجال المشرحة في بعض الاحيان طرقا كبيرة وصغيرة لتحدي الارهابيين في المدينة من خلال تكريم القتلى بافضل ما يمكن ، حيث كانت حوالي 100 جثة تصل في بعض الايام الى تلك البناية ، حيث كانت تضم رفاتا لمختلف البشر منهم ارهابيي داعش المقتلون بالقصف والغارات الجوية ومنهم ضحايا للعقوبات البشعة التي كانت تقوم بها داعش تجاه السكان.

السجلات التي تحتفظ بها المشرحة كانت تحتوي على تفاصيل وحشية فقد وثقت ورقة من برنامج اكسل اكثر 1200 شخص من سكان الموصل تم اطلاق النار عليهم في الرأس وهي علامة اعدام داعش بين حزيران عام 2014 الى كانون الثاني عام 2017 وهي الفترة التي تغطي حكم عصابات داعش على المدينة تقريبا.

كانت معدل المقتولين يبلغ 11 فردا في الاسبوع كان من بينهم 16 صبيا وستة فتيات دون سن 14 عاما و 12 امرأة رجمن حتى الموت، فيما ضمت الورقة ايضا 95 شخصا تم قطع رؤوسهم و 50 رجلا توفوا نتيجة رميهم من مكان مرتفع .

بوجه عام كان ممنوعا في الفترة التي حكمت فيها داعش المدينة اعادة الجثث الى اسرها وبدلا عن ذلك تم دفنهم في مقابر جماعية فالسجلات ليست كاملة، ومن المعروف أن الآلاف قد دفنوا مباشرة في مقابر جماعية دون أن يرسلوا إلى المشرحة.

رائد جاسم كبير موظفي المشرحة في الموصل وغيره من العاملين حاولوا مساعدة الاسر لتسلم جثث قتلاها كلما استطاعوا وإبعادهم عن المقابر الجماعية فقد كان عليهم في بعض الاحيان أن يفعلوا ذلك سرا من خلال قطع الكهرباء لإيقاف الكاميرات الأمنية للمشرحة.

وروى جاسم البالغ من العمر 48 عاما كيف قام مقاتلو داعش  بذبح اثنين من الأسرى أمام موظفي المشرحة، وقطع رؤوسهم  وإطلاق النار على الآخرين، فيما عوقب جاسم نفسه بـ 30  جلدة للتدخين، وهي جريمة في ظل داعش، وتعرض للضرب المبرح بعد أن رفض إصدار شهادة وفاة لداعشي ، حيث يقول ” في الوقت الحالي لااستطيع النوم دون تناول حبة الفاليوم، لقد كنا تحت ضغط وخوف كبير حيث من الممكن ان ياتوا الينا الدواعش ويقومون بقطع رؤوسنا”.

وقال كبير مفتشي المشرحة مظهر العمري لقد كان عملنا كأطباء يفرض علينا التعامل الانساني واحترام الحياة لكن الدواعش كانوا يفعلون عكس ذلك تماما “.

واضاف كانت ” مهمتي التوقيع على سبب الوفاة بالنسبة لجثث الضحايا الوحشية” وبوصفه طبيبا في الطب الشرعي، كان عليه أيضا التحقيق في “جرائم” مثل توقيع الفحوصات الطبية عما إذا كانت النساء المتهمات بالزنا عذراوات أم لا، لقد عوقب ايضا من الدواعش بسبب تمرير المعلومات، وصرح سرا للحكومة فى بغداد عندما قتل عدد من كبار القادة في داعش نتيجة الغارات الجوية.

كنه يقول إنه لم يبكي أبدا للموتى، قائلا” في مثل تلك الظروف الوحشية لايمكنك التحدث او التصريح واذا بكيت فكنت ابكي سرا في داخلي كل يوم لكل جثة كانت توضع امامي “.