صحيفة#العراق/3 مقالات عن العراق في الصحف العربية يوم الخميس

1 مزاج عالمي أم تقاسم نفوذ فاروق يوسف العرب

الأميركيون، كما الروس، يفكرون في مصالحهم. ذلك أمر طبيعي وهو لا يضر المصلحة العربية التي تقوم أصلا على التخلص بأي طريقة من عقارب إيران.

ما من شيء أسوأ من أن نجلس في انتظار تقلبات المزاج السياسي العالمي. قد يكون ذلك المزاج مجرد كذبة. عبارة مجازية اخترعها الصحافيون للتعبير عن تحول غير مفهوم من جهة دوافعه وأهدافه.

ما هو مؤكد أن جزءا من حسابات السياسيين وتقديراتهم يظل غامضا، ولا يمكن الوصول إليه عن طريق الوثائق التاريخية. غير أن ذلك لا ينفي أن هناك أجزاء كثيرة من الوعي السياسي يتم حسابها عن طريق الرياضيات.

عالم اليوم محكوم بتقنيات معقدة ليست العاطفة واحدة منها.

عمليا فإن روسيا التي أعلنت عن انتصارها في سوريا على لسان رئيسها من قاعدة تقع على الأراضي السورية، كان في إمكانها أن تعلن ذلك الانتصار من غير أن يتجشم فلاديمير بوتين عناء السفر إلى سوريا، لولا أن ذلك كان ضروريا بالنسبة للرئيس الأميركي الذي كان يرغب في إعطاء شريكه في المنطقة نوعا من الدعم المدفوع الثمن في اليمن أولا، وفي العراق ثانيا.

روسيا بعد انتصارها في سوريا لن تفكر في إفساد خطط الولايات المتحدة ضدّ إيران. من اللافت حقا أن روسيا لم تضطرّ إلى إعلان إيران شريكة لها في الانتصار على الإرهاب في سوريا.

كان الرضا الأميركي عن الأداء الروسي في سوريا مدعاة لحذف إيران من المعادلة. وهو ما سيمهد الطريق إلى مواجهة أميركية- إيرانية لن تكون روسيا معنية بشيء من تفاصيلها.

ما يقال من أن الولايات المتحدة وهبت سوريا إلى روسيا ليس صحيحا. الصحيح أن الولايات المتحدة تخلت عن دورها المشاغب في سوريا. وهو ما يمكن أن يدخل في مسألة السعي لإطفاء الحرائق في المنطقة. وهي مسألة تخص أمن واستقرار دول صديقة للولايات المتحدة وبالأخص منها دول الخليج العربي التي أبدت تفهما إيجابيا للحضور الروسي في سوريا.

من المؤكد أن الوفاق الروسي- الأميركي بكل ما ينطوي عليه من حذر يصبّ في مصلحة شعوب المنطقة، وضمنها الشعوب الإيرانية. أما الحديث عن تقاسم النفوذ بين الدولتين العظميتين فهو نوع من الانحراف بالحقيقة عن مسارها، وهو ما ينسجم مع هوى الدعاية الإيرانية.

فبعد ما تعرضت له المنطقة من انهيارات سياسية أصابت البنى التحتية فيها بدمار كلي أو جزئي، فإن دولا عديدة صارت في أمس الحاجة لمَن يقدم لها المساعدة في مواجهة المد الإيراني الذي ما كان له أن يقع ويتسع لولا وقوع تلك الدول ضحية فراغ، كان من الصعب أن يُملأ ذاتيا.

ما حدث للعراق، بعد أن وقع تحت الهيمنة الإيرانية، يقدّم دليلا واضحا على أن جريمة الاحتلال الأميركي كان من الممكن أن تكون أقل تكلفة بالنسبة للعراقيين لو أن الولايات المتحدة التزمت بالقوانين الدولية وتعاملت مع العراق باعتباره بلدا محتَلا، وحافظت عليه في انتظار أن تصعد نخب من أبنائه لتحكمه ديمقراطيا.

لقد كان العراقيون يتمنون لو أن سلطة الاحتلال اختارت من بينهم كفاءات متعاونة معها، بدلا من أن تسلم البلد كله مستباحا إلى إيران. ما من انتقام أشدّ بشاعة مما فعلته الولايات المتحدة يوم تركت البلد الذي دمرت دولته لإيران تفعل به ما تشاء.

تلك الجريمة التي يسميها البعض “خطأ” تحاول الولايات المتحدة اليوم التكفير عنها من خلال التصدّي للنفوذ الإيراني الذي صار يهدّد دولا كثيرة في المنطقة، وهو ما يضع الولايات المتحدة نفسها في موقع لا يليق بها.

من المؤكد أن المعارضين السوريين منزعجون من اعتدال المزاج الأميركي، فهم لا يفكرون إلا بما خسروه بسبب ذلك الاعتدال. غير أن الأمر ليس كذلك إذا ما تأملنا مستقبل المنطقة بتفاؤل.

الأميركيون، كما الروس، يفكرون في مصالحهم. ذلك أمر طبيعي وهو لا يضرّ المصلحة العربية التي تقوم أصلا على التخلص بأيّ طريقة من عقارب إيران.
2 الهزيمة العسكرية لداعش، هل تنهي الظاهرة؟
كمال الذيب

الايام البحرينية

الجواب المباشر البسيط الذي يقدمه السياسيون والعسكريون عن السؤال اعلاه: أن داعش انتهت عسكريًا في العراق وفي سوريا، وما بقي منها هو مجرد فلول لن تقوم لها قائمة في المستقبل المنظور. والسؤال الذي يتولد عن سابقه هو: هل ان الحاق الهزيمة بداعش وانتهاءها عسكريًا يعني انتهاءها سياسيا وفكريا مع استمرار حاضنتها الاجتماعية؟
والجواب هو بالنفي طبعا، بالنظر إلى أن ظاهرة داعش هي نتيجة لعدة عوامل اجتمعت، فأظهرتها الى الوجود بتعبيراتها العنيفة المتوحشة. وهذه العوامل ما تزال قائمة وتتعمق يوما بعد يوم، بالرغم من الهزيمة العسكرية لهذه الجماعات التي لا نعرف الى حد الآن من اين جاءت والى اين ذهبت، بل قد تكون هذه العوامل قد تفاقمت أكثر من ذي قبل على صعيد البنية العميقة الحاضنة، كنتيجة طبيعة للأوضاع وللسياسات، وأن انكفاءها العسكري هو نتيجة طبيعية للتفوق العسكري والأمني الدولي، كخيار لمواجهة هذا التطرف غير المسبوق في تعبيراته الأيديولوجية والمادية والإعلامية.
فإذا كانت المعالجة العسكرية التي شاركت فيها قوى ضارية محلية وعربية ودولية وآلاف الطائرات والصواريخ والدبابات والقنابل والجنود، قد حققت بعد أكثر من 3 سنوات (نصرًا) يحتفل به كل طرف بطريقته الخاصة: في ظل الخراب الشامل والمقيم والدراماتيكي للعراق وسوريا (حرثًا ونسلاً وبنية ومقدرات)، فإن الأسباب التي خلقت هذه الجماعة – فضلاً عن أصابع المخابرات الأجنبية وخرائطها – هو الوضع الناجم عن احتلال العراق في 2003م، وتدمير بنية الدولة واسس التعايش فيها، والسعي إلى تدمير بنية الدولة السورية ونظام التعايش الفريد فيها. وهو أيضا ناجم عن ثقافة الاجتثاث لمكونات كبيرة ورئيسية وانتهاك حقوق المواطنة، وناجم عن التدخل الخارجي المهين لشعوب المنطقة وسيادة دولها، مما قاد إلى الاحتراب الأهلي وانتشار الفساد والتوحش، هذا فضلا عن الأسباب الأخرى المرتبطة بالاستبداد وفشل نموذج التنمية.
هذه العوامل مجتمعة ما تزال قائمة، بل قد تكون تعمقت أكثر، ولذلك فإن الحسم العسكري لوحده لا نعتقد بانه سوف ينهي هذه الحالة التي تركزت في العقول والقلوب والذاكرة وفي العوامل الاجتماعية والسياسية والاقتصادية.

صحيح ان تلك الجماعات التي ترفع شعارات «الجهاد»، وإقامة حكمه، وتطبيق شرعه، وفرض الجزية، وتحجيب النساء،«قد تختفي في الشارع: ويخفت صوتها في المساجد والمدارس والجامعات، وقد تخف مظاهر استعارتها للأزياء والشعارات، ولغة الخطاب المستجلبة من الماضي، لكننا نرتكب خطأ كبيرا، إذا اعتقدنا انها سوف تختفي فعلاً وبشكل نهائي من الوجود، ومن الفضاء الاجتماعي. وذلك لأن الأرض لم تنشق فجأة عن هذا العالم القديم لتخرج منها هذه الجماعات، لكن تطورًا تاريخيًا بعينه لمجموعة من الشروط الاجتماعية والاقتصادية والسياسية هو الذي أنتج تلك الجماعات التي سريعا ما امتلكت قدرة هائلة على حشد قطاعات واسعة من الجماهير وتنظيمها داخل صفوفها، في ذات الوقت الذي ظهر فيه بوضوح عداؤها للديمقراطية، والطابع القمعي التكفيري في مشروعها السياسي الأسود، وأخيرًا الانفجار الدامي المتزايد بمعدلات هائلة للصراع المسلح بينها وبين بقاي الدولة في كل من العراق وسوريا وحتى ليبيا وغيرها.

إن التحليل التاريخي لهذه الحركة هو الطريق الصحيح والوحيد لتحديد طبيعتها، وفهم ممارستها السياسية وخطابها الإيديولوجي، فعلينا أولاً أن نميز بين الإسلام كعقيدة، والإسلام كمشروع سياسي، فالإسلام جاء ليعبر عن مصالح اجتماعية وتطور تاريخي وتعدد وانقسم تبعًا لتطور وتعدد وانقسام الجماعات البشرية التي تبنته وامنت به. ولذلك لا يمكن أن نتحدث عن مشروع سياسي إسلامي واحد، لأننا لو فعلنا ذلك، لأغفلنا المصالح الاجتماعية المتناقضة، والتي تؤدي إلى تعدد وانقسام الحركات السياسية المعبرة عن هذا المشروع.

فالعالم يشهد منذ سقوط العراق وحتى اندلاع موجهة الربيع العربي، وما تبعها من تفكك عدد من الدول العربية المهمة وانتشار الفوضى، التي أرادها الامريكان وخططوا اليها بشكل علني، انتقالاً دراماتيكيًا، من العنف المعزول إلى «التوحش المركب». فإذا كانت «القاعدة» قد ركزت جل جهدها ضد من تسميهم «الكفار»، فإن الفصيل الجديد من الإرهاب، يكفر الجميع تقريبًا ويضرب في كل اتجاه، والتحول إلى الغزوات الفعلية، وصولا إلى إعلان الدولة الإسلامية بالقوة في جزء من العراق وسوريا وليبيا، كنواة لإمارات إسلامية تجري فيها بروفات تمهيدية للخلافة الكبرى. ومع ذلك، وبالرغم من اندحار هذه الجماعات تحت وطأة الضربات العسكرية الماحقة، فإن نظاما مثل النظام الإيراني-القائم هو الآخر على أساس ديني – طائفي عنيف ومتوحش – لا يقل خطورة عن داعش، (بل لعله داعش التي نجحت)، مع انه يأخذ شكل الدولة المنظمة، بمقدرات كبيرة. وهذا لوحده يحتاج الى قراءة متأنية لظاهرة الجماعات الدينية، سواء اتخذت شكل الدولة أو شكل الجماعات الحزبية او الجماعة الإرهابية.
إن محددين رئيسيين يحكمان فهمنا لطبيعة أي حركة سياسية:
– الأول: الأساس الاجتماعي للحركة.
– الثاني: الظرف التاريخي للصراع الاجتماعي الفاعل في ظهورها.
وهذا يعني أنه لا يمكن الحديث عن حركة إسلامية واحدة على مستوى العالم. ولذلك فمن الخطأ أن ندمج، ضمن حركة سياسية واحدة، الحركات الإسلامية في فلسطين، مع الحركات الإسلامية الأخرى التي تقبض على السلطة، وتلعب دورًا مباشرًا في قمع وتصفية الأقليات القومية، مع الحركة الإسلامية السوداء في الولايات المتحدة الامريكية، والتي تخوض نضالات ضد الاضطهاد القومي العنصري. أو مع حركة الإخوان المسلمين كحركة تأتي الغالبية العظمى من كوادرها من قطاعات برجوازية صغيرة حديثة، تلعب أدوارًا داخل النظام السياسي القائم، بمساومة الدولة من جهة، وخداع الجماهير من جهة أخرى. ولذلك لا يمكن أن ندمجها في حركة سياسية واحدة مع الحركة الإسلامية الجهادية المتطرفة والمسلحة، والتي تأتي الغالبية العظمى من كوادرها من القطاعات الاجتماعية الفقيرة والمهمشة، وتطرح مشروعا سياسيا رجعيا محافظا، وقائمة على التكفير والعنف..

ومن هنا فإنه لا يمكن القضاء على هذه الجماعات او الحد من تأثيرها إلا من خلال مشروع وطني وقومي متكامل. يؤسس لدولة المواطنة المتساوية، في ظل بناء اجتماعي متوازن وعادل، يجمع عليه الناس في إطار مشروع وطني مدني ديمقراطي وثقافي ينهض على الحرية والتعدد والتنوع والتسامح. ويتجنب استخدام المقدس في البحث عن شرعيات، أو في الصراع السياسي على السلطة.

إن تحليلاً موضوعًا لهذه الظاهرة وحده قادر على رسم الطريق للخروج من هذا المأزق الذي يستمر منذ عقود عديدة وينهك الدولة العربية ويعيدها في كل مرة الى الوراء. الى درجة الصفر. وإن تجنب هذا التحليل او الاستخفاف به من شأنه او يؤدي الى ادمان حالة الفوضى وعدم اتخاذ القرارات الاستراتيجية التي تخرجنا من المأزق السياسي والحضاري.
3 «داعش» والنساء الأجنبيات
خليل علي حيدر
الايام البحرينية

الكثير من قصص «إرهابيي» داعش و«إرهابياته» في العراق وسوريا وأوروبا، قد تتحول قريبا إلى أفلام سينمائية، من قبيل قصص الجريمة والرعب والمطاردة والتلاعب بالمصير، أو خليط من كل عناصر الإثارة والصدمة، بعد أن تجاوز تنظيم هذه العصابة كل الحدود الإنسانية، وارتكب كل ألوان الجرائم في كل هذه الدول، على امتداد سنوات ظهوره..
حتى الآن.
خذ مثلا قصة «سالي جونز»، وهي البريطانية التي جندها تنظيم «داعش» من خلال الإنترنت، ولقيت مصرعها في سوريا مع ابنها البالغ من العمر 12 عاما خلال هجوم بطائرة «درون» أمريكية من دون طيار.
وقالت الصحف إن «جونز» من جنوب إنجلترا، وقد اعتنقت الإسلام، وأطلقت عليها الصحافة البريطانية لقب «الأرملة البيضاء» بعد مقتل زوجها جنيد حسين، «العقل الإلكتروني» الذي كان ينتمي للتنظيم أيضا، وذلك في هجوم بطائرة من دون طيار عام 2015.
كان «جنيد» من «برمنجهام»، المدينة البريطانية المشهورة لكثرة المسلمين فيها، وكان يعتبر أشهر «قرصان إلكتروني» لدى التنظيم.
وكانت «سالي» قد سافرت عام 2013 إلى سوريا، حيث تزوجت «جنيد حسين» الذي تعرفت عليه من خلال الإنترنت، ونشطت في مجال التجنيد على المواقع الإلكترونية، ونشرت صورة لها على وسائل التواصل وهي محجبة وتشهر سلاحا صوب الكاميرا.
نفت المخابرات الأمريكية أن تكون واثقة تماما من مقتل «سالي»، إذ أنه لا سبيل لأخذ عينة من الحمض النووي، لكنها – أي المخابرات – أبدت «ثقة» في موتها، غير أنه «سبق وأن أعلنت أجهزة» مقتل متشددين في «داعش»، ثم يتبين لاحقا أنهم على قيد الحياة».«الشرق الأوسط: 13-10-2017».وفي الأيام الأخيرة لتحرير مدينة «الموصل» في العراق، كشفت مصادر أمنية عراقية، أن عدد المسلحين المتبقين لـ «داعش» في المدينة القديمة يبلغ نحو 250، غالبيتهم من الأجانب وعوائلهم الذين ينفذون عمليات انتحارية ضد القطعات العسكرية، وانشغلت ألمانيا بخبر العثور على «خمس داعشيات» ألمانيات بين المعتقلات في المدينة العراقية الممزقة.

وفي مناطق أخرى بالقرب من نهر دجلة، وفيما كانت القوات العراقية تتقدم بحذر بسبب كثافة العبوات الناسفة التي زرعها المسلحون في آخر أزقة المدينة، وفيما كانت المروحيات العراقية تقصف بعض المواقع لتجمعات «داعش»، تحدث مسؤول في الاتحاد الوطني الكردستاني عن «استسلام عدد من زوجات مسلحي التنظيم الأجانب بعد مقتل أزواجهن، حيث سلمن أنفسهن طوعا مع أطفالهن، في حين ألقت قوات الأمن القبض على بعضهن، كما لجأت أخريات إلى تفجير أنفسهن وأطفالهن بالقوات المتقدمة».«19-07-2017».وتأمل بعض الوقت، هذه القلوب الحجرية في صدور أمهات أوروبيات «اعتنقن الإسلام»، وعشن في ظل دولته الـ«داعشية»، وعرفن حقيقة جرائمه.. ثم يفجرن أنفسهن وأطفالهن في سبيله..
وقد دنت ساعة انهياره!
أوضحت الصحيفة أن جنسيات المسلحات الأجنبيات في «داعش»، تنقسم بين أغلبية روسية وشيشانية، إلى جانب الألمانيات والكنديات والأستراليات والفرنسيات والبريطانيات والأفغانيات، وكذلك نساء أفريقيات وعربيات وبالطبع عراقيات.
ومن الأعمال التي قامت بها نساء التنظيم الإشراف على «الحسبة» أو الشرطة النسائية التي كانت تجوب الأسواق والأزقة بحثا عن النساء المخالفات لقوانين «داعش». ويقال إن من وسائل التعذيب لديهن «العضاضة»، وهي آلة حديدية شبيهة بمصائد الحيوانات، ضد النساء المعتقلات.

وقال المسؤول الكردستاني إن القوات العراقية قبضت مؤخرًا على نحو 27 امرأة أجنبية من مسلحات «داعش» نقلن جميعا إلى بغداد للتحقيق معهن، «معظمهن كن قناصات، لا سيما الروسيات منهن». كما أوقف الجنود العراقيون عشرات الـ«داعشيات» من مختلف الجنسيات مختبئات في أقبية عدد من المنازل، «بعضهن انغماسيات – يفجرن أنفسهن خلال المعارك المباشرة – وأخريات كن قناصات».وقالت المتحدثة باسم الخارجية الألمانية إن «برلين» لا تمتلك معلومات مؤكدة حول خمس ألمانيات من بين نحو عشرين «داعشية» اعتقلن في الموصل.
وحذرت السلطات الألمانية في أكتوبر الماضي، من «خطر انتشار التطرف بين القاصرين»، وبخاصة الأطفال الذين عايشوا الإرهابيين وعادوا مع أمهاتهم أو عوائلهم إلى ألمانيا متشبعين بتعاليم «داعش»، حيث أشارت تقارير إلى انضمام نحو ألف شخص من ألمانيا للتنظيم، 5% منهم من القصر.
وأبدت السلطات مخاوفها مما سينجم عن هزيمة «داعش» في سوريا والعراق، إذ من المتوقع أن «تعود الكثير من النساء مع أطفالهن».وسبق لمتحدثة باسم دائرة الهجرة واللجوء في «نورمبيرج»، أن ذكرت «أن مركز إرشاد العائلات ضد تطرف الأبناء تلقى سنة 2016 نحو ألف مكالمة من عائلات مسلمة تطلب النصح، خشية تطرف أبنائها القاصرين.
ويزيد هذا الرقم بمقدار مائة مكالمة عن العام الذي سبقه».وقد زاد إنفاق الألمان على أجهزة الأمن والاستخبارات لمواجهة التهديدات الجديدة التي تتعرض لها البلاد، وتوظيف المزيد من المتخصصين في وحدة جديدة للشرطة، تعنى بفك الاتصالات المشفرة.
كما ذكرت صحيفة ألمانية أن دائرة حماية الدستور ستتسلم قمرًا اصطناعيًا خاصا بها، وكانت الدائرة تعتمد في نشاطها على صور الأقمار الاصطناعية التي يلتقطها الجيش الألماني أو أجهزة الاستخبارات الحليفة.

وقيل إن التحقيق «سيشمل الأخبار التي تناقلتها الصحافة عن مخبر الشرطة المتخفي بين الإسلاميين الذي شجع المتطرفين على تنفيذ العمليات الإرهابية في ألمانيا»، «21-10-2017». وقد عرفت الشرطة المخبر بالاسم الحركي «مراد»، وأن له صلات قوية بالتونسي «أنيس العامري»، قائد شاحنة الدهس في السوق ببرلين خلال أعياد الميلاد، وهي عملية إرهابية أودت بحياة 12 شخصًا وجرح العشرات. وقيل إن «مراد كان يشجع المتطرفين على «تنفيذ اعتداءات في ألمانيا بدلاً من السفر للجهاد في سوريا»، وكان يعمل ضمن حلقة العراقي «أبو ولاء» المعروفة باسم «حلقة المسلمين الناطقين بالألمانية»، والتي تجرى محاكمته بتهمة العضوية في تنظيم إرهابي، وتهمة تجنيد المتطوعين للقتال إلى جانب «داعش»

وكان مراد أكثر أعضاء المجموعة تطرفا، كما شهد عليه الآخرون، وكان الوحيد الذي يحرض على تنفيذ العمليات داخل ألمانيا، حيث كان يقول لبعض المهاجرين غير القادرين على السفر «هيا، أنت بلا جواز سفر، اعمل شيئا هنا.. نفذ عميلة»! وقد اعتقلت الشرطة متهما آخر يدعى «إيفان ك»، «12 سنة»، عثروا في شقته، وهو من نفس المسجد الذي كان يزوره «العامري»، ويخطب فيه الداعية العراقي «أبو ولاء»، على مواد تصلح لصناعة قنبلة إنشطارية، إضافة إلى قوس وسهام عالية السرعة يعتقد أنه أراد استخدامها في عملية اغتيال.
وكان قد جرى اعتقاله في فبراير 2017، بعد متابعة أمنية، حيث اشترى القوس، لدى خروجه من المخزن، محملاً بعلبة مستطيلة كبيرة، وعند سؤال رجال الأمن صاحب المخزن عن الطرد، قال إنه قوس سعره 250 يورو، يطلق سهاما سرعتها 148 مترًا في الثانية! وتقولون إسلاموفوبيا!