ت | عنوان المقالة او الافتتاحية | اسم الكاتب | مكان النشر |
1 | ثلاث ثورات معرفية
|
وليد الزبيدي
|
الوطن العمانية |
اثار انتباهي مصطلح التاريخ المفرط من قبل الباحث والمؤلف لوتشيانو فلوريدي أستاذ فلسفة وأخلاقيات المعلومات في جامعة أكسفورد بالمملكة المتحدة في كتابه الصادر بعنوان (الثورة الرابعة كيف يعيد الغلاف المعلوماتي تشكيل الواقع الإنساني)، يبحر ويبحث المؤلف في قضايا حيوية وفي غاية الاهمية، لكن ولأنني لم اطلع سابقا على هذا المصطلح (التاريخ المفرط) فقد حاولت الحصول على نصوص ودراسات مشابهة وبذات التسمية لكنني لم افلح في مسعاي. استنادا إلى البحث الذي تضمنه الكتاب الصادر ضمن سلسلة عالم المعرفة الكويتية وترجمه لؤي عبد الحميد السيد، يبدأ تاريخ المعرفة في الألف الثالث قبل الميلاد في بلاد الرافدين وتحديدا في العهد السومري حيث اخترع أبناء الرافدين الكتابة، ما فتح الأبواب الاولى في عالم المعرفة، وبذلك تكون مدينة أور العراقية تعيش عالم التاريخ لكنها لم تدخل التاريخ المفرط، وبهذا نبدأ نميز بين المصطلحين وماذا نقصد بكل واحد منهما. المجتمعات التي ما زالت تعيش في التاريخ تختلف في جوانب حيوية وجوهرية عن تلك التي يمكن وصفها بأنها تعيش في التاريخ المفرط، والغريب في هذا التقسيم أنها تتوزع على مناطق ودول في زمن واحد، وفي عصر تصل فيه الاختراعات والاكتشافات والادوات المستخدمة في ذلك إلى مختلف اصقاع العالم بسرعة البرق، مثلا، الإنترنت يغطي المساحة الأكبر من المعمورة، وسرعة النقل والشحن اصبحت تتوزع بين النقل الجوي والبري والبحري، والترويج لكل ما هو جديد في الصناعات يستهدف الفئات المعنية بذلك المنتج بدقة وسرعة لا مثيل لها في العقود والقرون المنصرمة. عندما بدأ عصر الحياة في التاريخ – كما يصفه فلوريدي- لم يشمل ذلك جميع انحاء المعمورة، واحتاج نشر الكتابة من بلاد النهرين- العراق- إلى بقية ارجاء المعمورة مئات السنين، ويرتبط ذلك بدون شك بعدم وجود آليات النشر والتوزيع كما هو في الوقت الحالي، وعندما حدثت الثورة المعرفية الثانية أي اختراع الطباعة من قبل الألماني يوهان غوتنبيرغ في القرن الخامس عشر، فإن البشرية ما زالت بعيدة عن الطفرة التي تصل بها إلى شاطئ النشر السريع، ولكن انطلاق الثورة الصناعية بعد تلك الفترة بعدة قرون، ساعد على الإسراع في نشر آلة الطباعة ووصولها إلى مناطق معينة في دول العالم ولم تصل إلى جميع دول العالم في تلك الفترة، كما أن ثورة التقنيات الحديثة وتسارع تطورها ساهم في إحداث نقلات نوعية هائلة في عالم الطباعة، الذي بدأ بطرق بدائية لكنها كانت عظيمة في تأسيسها لثورة معرفية أفضت إلى حقبة التنوير والصناعة على أوسع نطاق في العقود والقرون اللاحقة. وفي ظل القصف والقتل والدمار الذي عاشت أوروبا والكثير من دول العالم وقائعه اخترع البريطاني (الآن تويرنج) ما يطلق عليه حاليا بالثورة الثالثة، عندما عمل مع فريق من العلماء لحل شيفرة ألمانيا خلال الحرب العالمية الثانية، وبذلك وضع أسس الحاسوب وكان ذلك خلال السنتين الاخريتين من الحرب. لكن التطورات في هذه الثورة اخذت بالاتساع على أوسع نطاق.
|
|||
ت | عنوان المقالة او الافتتاحية | اسم الكاتب | مكان النشر |
2 | سينايو الحل: نهب العراق وتقسيم سوريا
|
د. فهد الفانك
|
الراي الاردنية |
يبدو أن المستقبل الذي ينتظر سوريا سوف يختلف عن مستقبل العراق. هذا ما يقوله ديفيد بترايوس الذي كان قائداً للقوات الأميركية في كل من العراق وأفغانستان، ومديراً لوكالة المخابرات الأميركية في أواخر عهد الرئيس السابق أوباما. يقول بترايوس أن قرب انتهاء الحرب ضد داعش وهزيمتها لا يعني ان الأمر انتهى، ففي هذا المجال تكمن الأهمية في المعركة بعد المعركة أو الحرب الباردة بعد الحرب الساخنة. في العراق تدور الحرب حول السلطة والموارد الاقتصادية، ويتوقف كل شيء على ما إذا استطاع رئيس الوزراء حيدر العبادي أن يجتذب ويضم الطائفة السنية التي أساء إليها رئيس الوزراء العراقي السابق وتركها تشعر بالعزلة والتمييز ضدها. العراق يستقر إذا أمكن إعادة السنة إلى نسيج المجتمع. بترايوس ينظر إلى مستقبل سوريا بمنظار مختلف تماماً، فسيكون هناك كبداية محاولة تخفيف التوتر وتثبيت الهدنة الحالية عند خطوط وقف إطلاق النار والسماح بوصول المساعدات الإنسانية إلى الجهات المحتاجة، وتأسيس قوات أمن محلية لتحكم محلياً، وبعد ذلك هناك حاجة لمرور الوقت للنظر في مستقبل سوريا ككل أو ربما سوريا المكونة من عدة وحدات مستقلة. بترايوس ناشط سياسي ومفكر استراتيجي موجود اليوم في القطاع الخاص، وتفكيره الاستراتيجي مصدر من مصادر الحكم في أميركا، وبخاصة في مجال الشرق الاوسط الذي تتوفر فيه خبرة عملية عميقة. باختصار فإن هناك تصوراً أميركياً لمستقبل سوريا يختلف تمامأً عن مستقبل العراق، وأن الاتجاه نحو تقسيم سوريا إلى عدة أقاليم مستقلة، وربما كانت مناطق خفض التصعيد الراهنة التي اقترحها الروس هي البداية العملية للتقسيم (التقاسم) المتفق عليه. في هذه النقطة بالذات يبدو أن هناك قدراً من الانسجام بين السياسة الروسية والأميركية. في التعامل مع إيران وتركيا كجوار أقوياء، قادرين على خلق المتاعب، ويجب إشراكهم في البحث اتقاء لقيامهم بأدوار تخريبية. ما يراه العالم في العراق هو الموارد الاقتصادية أي البترول والسلام الاجتماعي بين الطوائف لتمكين العراق من التصدي للنفوذ الإيراني. وما يراه العالم في سوريا هو الوضع السياسي الذي يسمح بتقسيم سوريا إلى دويلات، وإحياء تجربة سايكس بيكو في التقسيم الذي يكتسب الثبات بمرور الوقت، مما يفسر سكوت إسرائيل والتظاهر بأن الأمر لا يعنيها. باختصار: انهبوا العراق وقسموا سوريا! |