4 مقالات عن العراق في الصحف العربية يوم الثلاثاء

ت عنوان المقالة او الافتتاحية اسم الكاتب مكان النشر
1 حزب الدعوة العراقي.. النسخة الشيعية لجماعة الإخوان المسلمين (5 ـ 13) محمد المرباطي

 

الايام البحرينية
 

 

البناء التنظيمي لحزب الدعوة:

 

 *- مؤتمر الدعوة الإقليمي: أعلى هيئة حزبية في الدعوة على مستوى الإقليم، ويمثل احد وسائل الاتصال الأفقي في الدعوة، ومن واجباتها: انتخاب قيادة الإقليم باستثناء المرشد، حيث يتم تعينه من القيادة العامة، وتقييم مسيرة حزب الدعوة في الإقليم، ورسم السياسة العامة لعمل الدعوة في الإقليم.

 

 *- القيادة العامة: حلقة تنظيمية تشرف على عمل الدعوة بصورة عامة، ومسؤولة أمام المؤتمر العام لحزب الدعوة، ويحق لها أن تسمي أي داعية مجتهد للانضمام إليها، مؤلفة من 7 أعضاء، وتم رفع العدد الى 11 عضوًا.

 

 *- المؤتمر العام لحزب الدعوة: انتخاب هيئة حزبية مركزية عليا في الدعوة، ومن صلاحياتها ما يلي:

 

 * – انتخاب القيادة العامة وعضوين للاحتياط، ورسم السياسية العامة لعمل الدعوة، تقييم مسيرة الدعوة للدورة السابقة، اختيار ثلاثة من أعضاء الهيئة العامة للانضباط والتقييم الحزبي، وهي من أهم اللجان ألأفقية فهي بمثابة الهيئة العامة للانضباط والتقييم الحزبي:

 

 *- اللجنة الفكرية: ترتبط بالقيادة العامة، ومسؤولة عن البرامج الفكرية.

 

 *- المكتب السياسي: عبارة عن هيئة ترتبط بالقيادة العامة، ومسؤولة عن البرامج الثقافية والسياسية والمساهمة في رسم وتحديد المواقف السياسية للدعوة والشؤون الإعلامية والعلاقات العامة.

 

 *- اللجنة التنظيمية: مسؤولة عن مسيرة الدعوة التنظيمية وأساليب العمل الحزبي.

 

*- اللجنة المالية: مسؤولة عن جميع الموارد المالية لحزب الدعوة.

 

 إن مؤسسي حزب الدعوة يسعون إلى تحقيق العالمية على غرار فكرة جماعة الإخوان المسلمين، وتأسيس الخلافة الإسلامية، وفق المذهب الشيعي، ويسعون لتغيير جذري في الواقع الشيعي العراقي والإقليمي والعالمي.

 

 إن حزب الدعوة حزب ديني شيعي، قائم على مذهب الإمام جعفر الصادق، ولكنه تمكن من استقطاب شخصيات سنية في سبعينات القرن الماضي، وتمكن من استقطاب عدد من الرموز الشيعية في البلدان العربية والإسلامية كأعضاء في حزب الدعوة.

 

حزب الدعوة والمفهوم الشيعي للسلطة:

 

 رفضت المراجع الدينية الشيعية لحزب الدعوة استلام السلطة، وأكدوا على ترسيخ الإسلام كدين، وقد أحذوا برأي الأئمة حتى الإمام زين العابدين وصولاً إلى الإمام الرضا ببناء الأمة الواعية والفرقة الناجية، ومن الإمام الرضا إلى المهدي المنتظر في إقامة الدولة، وهذا يؤكد ان موضوع الدولة شأن الإمام المهدي، وتشير بعض مراجع حزب الدعوة حول الإشكالات على هذا التقسيم منها: أن الأئمة لو عملوا لتسلم السلطة لتسلموها، فالذين هم أقل منهم وصلوا إلى السلطة بمدة قليلة، والأمة أعرف بطرق الوصول إلى السلطة من الأمويين والعباسيين وغيرهم، وكان معهم قوة منطق القرآن والنبوة، ومجد انتسابهم إلى رسول الله، فهل يعقل أنهم عملوا لتسلم السلطة أكثر من قرنين فلم يستطيعوا لو كانوا يريدون السلطة فلماذا رفضوا استلامها عندما عرضت علىهم، فقد عرض المختار وإبراهيم بن الأشتر على الإمام زين العابدين أن يتسلم دولتهما التي كانت تضم العراق وإيران وغيرهما، لأنها قامت على أخذ الثأر للإمام الحسين والد الإمام زين العابدين ولكنه رفض ذلك، وعرض أبو مسلم الخراساني وأبو سلمة الخلال (حفص بن سليمان الهمداني)، قائدًا الثورة الإيرانية على الإمام الصادق أن يأخذا له البيعة، فلم يقبل ورفض رفضاً حاسماً، هذه المواقف تدل على أن مشروعهم كان عدم تسلم السلطة بعد أمير المؤمنين والإمام الحسن، وعدم الثورة بعد الحسين، حتى ظهور المهدي، كما لم يجيزوا العمل باسمهم لتسلم السلطة، لإبعاد المسؤولية عنهم.

ت عنوان المقالة او الافتتاحية اسم الكاتب مكان النشر
2 المنتصرون على أربيل

 

 

محمد برهومة

 الحياة السعودية
   

حشدُ الصفوف في العراق على أسسٍ طائفية أو على أساس انتصار الشوفينيات الكبرى على الشوفينيات الصغرى يُعقّد الأزمة الوطنية العراقية أكثر مما يحلها. ظلَّ هذا حال العراق زمن صدام حسين، وكان المأمول بأن يتغيّر الوضع بعد 2003، إلى أن وصلنا إلى عراق ما بعد استفتاء مسعود بارزاني، لنكتشف أننا لم نتعافَ من أزماتنا الكبرى: أزمة الهوية، وأزمة تأسيس الدولة- الأمة، وأزمة النموذج في محاولة بناء القوة بمفهومها الشمولي.

 

واللافت أن عراق ما بعد صدّام لم يُقدّم دليلاً واحداً على أنّ زوال السلطة المستبدة الغاشمة في مجتمعاتنا كافٍ وحده لانتقال هذه المجتمعات من الاعتلال إلى الصحة. وحين لم نمتلك، أو نسعى إلى تأسيس، النموذج البديل عن حكم الفرد والديكتاتورية، وجدنا أن إيران، التي تغلغلت في عراق ما بعد صدام، زادت من ترسيخ تلك الأزمات وتعميقها، هي التي لم تتعافَ من أزمات الهوية والنموذج وبناء القوة… وفاقد الشيء لا يعطيه.

 

وإذا كان صحيحاً أن شرائح واسعة من الشعب العراقي باتت اليوم أكثر مقبولية ورغبة في تمكين الحضور الأميركي في العراق، احتجاجاً على هيمنة إيران وتدخلها في مفاصل القرار في بلاد الرافدين، فإن موقف واشنطن من استفتاء كردستان قدّم لحيدر العبادي ورقة رابحة لإدارة توازن «وطني» بين طهران وواشنطن، وبين بغداد وأربيل، وبين العرب والأكراد، غير أن حسابات العبادي الانتخابية جعلته يرى في خطوة بارزاني وفي الموقف الأميركي منها فرصةً لإضعاف أوراق منافسه على رئاسة الوزراء نوري المالكي، وفي مقدمها ورقة الحشد الشعبي والدعم الإيراني ورفض انفصال الأكراد.

 

اليوم يتكأ العبادي في مستقبله السياسي والانتخابي على هزيمته «داعش» وإفشاله استفتاء كردستان، ولكن السؤال هنا: هل وطّد ذلك التكامل الوطني في العراق؟ هل سحب السنة من دائرة التهميش والإقصاء إلى دائرة المشاركة الوطنية المتساوية إلى جانب الشيعة والأكراد في بناء «عقد اجتماعي جديد»؟ هل جعل صفة «عراقي» تتقدم على صفة الكردي والشيعي والسني والتركماني…؟

 

«المنتصرون على أربيل»، كما المنتصرون على صدام حسين، غير معنيين بأي مقاربة عاقلة لتسوية الأزمات الثلاث السابقة الذكر في بداية المقال، أو معالجتها وتفكيكها في إطار مشروع سياسي جامع. سلوكهم السياسي ومصالحهم قائمان على استدامتها وتجذيرها. لقد كان للولايات المتحدة بعد غزو العراق أخطاؤها الكبيرة بالتأكيد، لكنّ هذا لا يشرح الحكاية كلها، ثمة علل محلية عميقة وبنيوية سابقة على التدخل الأميركي، والإيراني، ولم تتمكن القوى المحلية من تجاوزها حتى الآن، وفي صلبها حل أزمة الهوية ببناء دولة المواطنة المتساوية. في هذه الساحات تكمن الانتصارات الحقيقية.

 

لقد كان من الانتقادات التي وجهها نيجرفان بارزاني للعبادي قوله إنه ينبغي ألا يتعاطى مع إقليم كردستان بوصفه من «حزب الدعوة»، بل بوصفه رئيس الحكومة الاتحادية في العراق. مثل هذا الانتقاد قد يوجهه سنة في العراق إلى العبادي، الذي لا يحظى أيضاً بإجماع أو توافق كبير في المجتمع الشيعي العراقي. لعل هذا الأمر معوق أساسي في التأسيس لوطنية عراقية يبدو العبادي اليوم من أكثر السياسيين المحتملين لقيادتها. وشبيه بقول نيجرفان ما أبداه أسامة النجيفي أخيراً من رغبة في «شراكة أكثر عمقاً وأن يكون للسيد العبادي حزبه المستقل ولا يبقى في نطاق حزب الدعوة، لأن عليه الالتزام بقرارت الحزب».

 

 

ت عنوان المقالة او الافتتاحية اسم الكاتب مكان النشر
3   الصراحة والسخرية الحزينة  وليد الزبيدي

 

  الوطن العمانية
  

عندما تمزج شخصية عراقية واعية ومثقفة بين ثلاثي ـ الصراحة والسخرية والحزن ـ فإن حضوره يكون استثنائيا في الأوساط الثقافية بصورة خاصة وعموم الجمهور بصورة عامة، ورغم أن الغالبية من الجيلين الأخيرين من الأدباء والمثقفين العراقيين لم يلتقوا الشخصية العراقية الأشهر التي تمكنت من المزج بين هذا الثلاثي العراقي، إلا أن الكثيرين سمعوا بـ(أبو كاطع)، ومن لم يسمع به فلا بد أنه قرأ رواياته أو بعضها، وسمع من الجيل الذي سبقه عن البرنامج الذي اختار له صاحبه عنوان ـ بصراحة ـ، أنه الكاتب والروائي والصحفي العراقي شمران الياسري وشهرته أبو كاطع.

تجد الكثير من التفاصيل والأحداث والرؤى والأفكار لشخصيات سياسية منها وثقافية وعسكرية ولمفكرين أيضا في وثائقيات، يتم إنتاجها خصيصا للتعريف بتلك الشخصيات، أو لتسليط الضوء على قضية معينة تبناها هؤلاء، يضاف إلى ذلك كتب السير والدراسات التي تبحث في أعمال ومنجز وحياة هؤلاء، وعند قراءة كتاب الدكتور عبدالحسين شعبان عن الراحل أبو كاطع الذي صدر بعنوان ـ أبو كاطع على ضفاف السخرية الحزينة ـ فإنك تبحر بعيدا وتتوغل في جوانب كثيرة من حياته ومنجزه، وقد تشعّب المؤلف دون أن يتشتت، وتعمق دون أن يفقد بريق المعلومة وحلاوة الجملة، إذ تتلمس حجم الحب والإعجاب بهذه الشخصية الفريدة، وبقدر ما يريد الدكتور شعبان توثيق سيرته والتعريف بمنجزه، فإنه يدرك أن جيلا أو أكثر من المثقفين العراقيين وعموم الناس لم يسمع به، وفي حال تردد اسمه فقد يكون بدون تفاصيل، ولم يطلع هؤلاء على أعماله التي توزعت بين الصحافة والكتابة في الميدان الثقافي وبأسلوب ساخر ناقد حاد، كما أن القليل من القراء وصلتهم رباعيته الروائية التي صدرت بعناوين ـ الزناد، بلابوش دنيا، غنم الشيوخ، وفلوس حميّد ـ وكان ذلك في العام 1973، ويلتقط الدكتور شعبان في هذه الجزئية الهامة، أن هذا العمل الروائي قدّم محطة روائية لا على مستوى الرواية العراقية فحسب، بل في تقديم روائي ريفي يستطيع أن يؤثر في المدينة ومثقفيها، وليس كما كان العكس جاريا، إذ لم يقتصر خطاب الروائي على الفلاحين وأبناء الرف البسطاء الذين يعيشون حياة سهلة وسلسة في الكثير من الأحيان، خاصة أن الرواية تتحدث في حقبة لم تصل المدنية ووسائلها الحديثة إلى القرى والأرياف في العراق وفي غالب دول المنطقة، وكانت أجواء الأعمال الروائية والقصص القصيرة تأخذ من عوالم المدينة الشائكة محورا مركزيا، وتنطلق في بعض الشخوص لتلامس حياة الريف التي تتشابه في جميع المناطق، ويعتقد الكثير من الروائيين أن لا بحر في هذه حياة الريف البسيطة لذا فلا حاجة للغوص، وهذا ما اختلف فيه أبو كاطع عن الآخرين في أعماله الروائية.

عاش الياسري أواخر حياته في المنفى ولم يفارقه حزن الرافدين وسخريته، وبقي يطوف على الضفاف، ولأنه بدأ مبدعا، فما زال يعيش بين الأجيال المختلفة من العراقيين.