ت | عنوان المقالة او الافتتاحية | اسم الكاتب | مكان النشر |
1 | رفض التعايش في المهجر قد يؤدي إلى الإرهاب
|
أسعد البصري | العرب |
التفكير بالجنة هو رغبة في العودة إلى الوطن. رغبة في العودة إلى الشباب. وهذا ما يجعل من هذه الفكرة في المهجر ذات جاذبية كبيرة وقد تؤدي إلى انتشار عقيدة الموت والإرهاب.
قضيت جزءا من طفولتي بالمدينة ولاحظت أن الدين ليس له حضور كبير في طفولة أبناء المدينة. وحين انتقلنا إلى القرية كان الله يملأ المكان، فالعالم بطيء وترى المد يصعد كل يوم، والجزر يكتسح الشواطئ حيث علاقة الإنسان مباشرة مع الطبيعة.
المطر والرياح وصوت العصافير وعند الجميع وقت كاف لأن يرفعوا رؤوسهم للنجوم فلا توجد مصابيح إنارة مثل المدينة والسماء متلألئة. كأن هناك حريقا في السماء لا ينطفئ إلا بالغيوم. وكنا نسأل كثيرا عن المطر والنجوم والسماء وطبعا تكون الإجابة هي “الله” فهو الجواب عن كل سؤال. بينما في المدينة لا توجد هكذا أسئلة فالحركة مستمرة وهناك دائما ما تفعله ويشغلك عن العالم الكبير.
إن الدين يحدث بسبب الحب فالإنسان يحب الإنسان، ولتقريب المسافة بين البشر تكون هناك شراكة من هذا النوع حيث يعطي الإنسان لحياته ولأفعاله وآلامه أهمية خاصة. فالأرض مركز العالم، وفي القرية ينهض الإيمان مع الأخلاق. فلا توجد مسافة بين الدين والأخلاق.
الفكر العلماني ظهر مع الثورة الصناعية أي أنه جزء من المدينة حين يحل القانون مكان الأخلاق، وأعتقد أن العلمانية هي انفصال الإنسان عن الإنسان. في الطائرة تحدثت مع محام أميركي وذكرت له بأنني لم أتقبل الحياة الغربية لهذا السبب فنحن لا نفهم المسافة بين القانون والأخلاق. إن الحياة المدنية تعني الالتزام بالقانون أما الأخلاق فقضية ثقافية وشخصية. إصرار الذاكرة لسلفودور دالي
تبدأ العلمانية الحقيقية حين تقبل بكونك وحيدا. تفقد مهارة العيش مع الناس ومعها ذلك الشعور بأن ربّا يراقبك من خلال السحاب ويحصي أعمالك وكلماتك. إنها في الحقيقة تعني القبول بالاكتئاب، وهذا سبب حديث الحكومات العربية عن الترفيه والسعادة العلمانية. إنهم لا يقصدون بأن الشعب تعيس بل إن الدين يوفر نوعا من السعادة التي تحتاج إلى بديل بسبب رغبة الدولة بالتحول الصناعي الحديث.
يأتي المهاجر العراقي إلى كندا وغرائزه مستيقظة ووجهه مليء بالحياة والطموح. الناس هنا يعرفونه من ملامحه والفتيات يخرجن معه ويقعن في غرامه. هو لا يفهم السبب وقد يظن بأن عنده مواهب خاصة.
لا يفهم بأنه قادم من عالم بدائي ليس فيه تعب العصر الحديث، ومُشبَع بالعائلة والنَّاس. لم يشرب الكآبة والضغوط الحديثة بعد. ولكن مع الزمن تموت غرائزه ويفقد تلك القدرة على المغامرة وربّما يشعر بخطورة الاقتراب من البشر بسبب التعقيد القانوني.
ينكمش ويصبح وجهه ضائعا ليكبر عقله ويفهم بأنه وحيد وأن العالم الحديث مسؤولية. فهو لم يعد ذلك القادم من الكبت العاطفي إلى الحرية الجنسية والثقافية. سيكتشف حدود رغباته وكلماته بنفسه ويسقط من شجرة العالم القديم كما تسقط ورقة صفراء في الخريف.
إنّ مركزية العالم القديم حيث الدين والعائلة والنَّاس تمنحك السعادة والشعور الوهمي بأنك تسيطر على حياتك، بينما العالم الغربي يقنعك بأنك لا تملك أيّ سيطرة على حياتك، ولا أهمية لحريّتك وغرائزك ومَحْياك ومماتك. هناك مَن يتفهم ويقبل بمصير الإنسان، وهناك مَن يقف ليصلّي وقد تحدث مشكلة لعقله. هكذا يظهر التطرّف عادة كمقاومة للتاريخ البشري بسبب الفجوة الحضارية.
لماذا برأيك أمم متحضرة عظيمة مثل الشعب الإيراني أو الشعب التركي تتردّد بدخول العالم الحديث وتنتخب حكومات إسلامية؟ هذه الشعوب تقاوم القبول بالتغيير.
كيف يمكن لشعب التضحية بالشاه والقبول بالخميني؟ كيف يرفض شعب الإخلاص لأتاتورك العلماني والانقلاب إلى أردوغان الإسلامي؟ ما هو السبب؟
السبب برأيي هناك “سعادة بالهوية”، الشعوب تريد الاحتفاظ بطريقتها في العيش وهذا غير ممكن. أوروبا مثلا قامت بتضحيات كبيرة في سبيل دخول العالم الحديث. إن الكآبة العظمى تتحقق حين تقبل بالعقل وتضحي بالعاطفة. هذا ما فعلته أوروبا مثلا.
صديقتي الإيرانية كانت تعمل بالآلاف من الدولارات شهريا، مع هذا تركت كندا وذهبت للعيش في طهران منذ عشر سنوات. تعمل الآن في وظيفة بسيطة ربما تكسب 500 دولار شهريا. وعندما سألتها لماذا؟ قالت ليس مهما كم أكسب بل المهم كيف أعيش؟ فالإنسان مثل المجتمع تماما معرّض لاتخاذ قرارات متعلقة بهويته وأسلوب عيشه.
الشعوب تريد الاحتفاظ بطريقتها في العيش وهذا غير ممكن. أوروبا مثلا قامت بتضحيات في سبيل دخول العالم الحديث. إن الكآبة العظمى تتحقق حين تقبل بالعقل وتضحي بالعاطفة
كنت دائما أتساءل في منطقة العشار، مركز مدينة البصرة، حين أنظر إلى لافتات لأطباء متخصصين حاصلين على الدكتوراه والماجستير من لندن لماذا لم يبقوا هناك؟لماذا يعودون للعيش في العالم الثالث؟ لماذا يفتح عيادة في سوق شعبي صاخب؟ يقبض بالدينار العراقي بينما لو بقي بلندن لكانت أجور عملية واحدة تعادل عمل عام كامل بالبصرة.
متخصص من كامبردج وطبيب ولا يعرف أهمية تعليم أطفاله بلندن؟ هل هو غبي ليعود إلى بلاد يحكمها دكتاتور؟ كلمة واحدة منه بالخطأ قد تقوده إلى حبل المشنقة. ومع هذا يعودون إلى العراق فما الذي يعيدهم؟ إنها الرغبة في الاحتفاظ بالهوية.
نحن الذين اخترنا الهجرة علينا القبول بهذا العالم الجديد بشجاعة لأن مقاومة التحول الثقافي المصاحب لهذه الهجرة يعني العودة المتطرفة إلى الدين وانتشار الإرهاب. إذا لم يكن في الجيل الأول ففي الجيل الثاني.
الزمن لن يعود بحبيبتك الصغيرة لتعاملها بالطريقة التي كنت تتمنى. ولن يعود بابنتك الكبيرة لتحملها على كتفيك وتقفز بها العالم. لا شيء يعود وعلى الإنسان أن يقبل بقدره. كل شيء سيكون على ما يرام وعلى الإنسان أن يستقبل الحياة على حقيقتها وبصدر عار.
إن التفكير بالجنة هو رغبة في العودة إلى الوطن. رغبة في العودة إلى الشباب. وهذا ما يجعل من هذه الفكرة في المهجر ذات جاذبية كبيرة وقد تؤدي إلى انتشار عقيدة الموت والإرهاب. |
|||
ت | عنوان المقالة او الافتتاحية | اسم الكاتب | مكان النشر |
2 | إقليم كردستان والمصالح النفطية
|
جلال سلمي
|
الحياة السعودية |
يعيش إقليم كردستان حالة عدم استقرار هيكلي بنيوي نظراً لحالة الانقسام الشديدة التي تُهيمن على وضعه الداخلي المنقسم بين السليمانية المحالفة لإيران بزعامة الاتحاد الوطني الكردستاني، وأربيل التي خسرت جزءاً كبيراً من تحالفها مع تركيا التي فقدت ثقتها به، نتيجة إصرارها على الاستفتاء من دون أن تأخذ بالاعتبار طلب أنقرة بعدم إجرائه، لأنه قد يرفع مستوى مطالب حزب العمال الكردستاني المعادي لها، أو مواطنيها الأكراد القومية. ولا شك في أن خسارة الإقليم تركيا التي تمثل المنفذ البري – البحري الوحيد لنفطه نحو العالم، دفعت دول الشركات النفطية للإبقاء على دعم بغداد ضد الإقليم.
وتقوم الهيكلة البنيوية في إقليم كردستان على حكم عائلتين متناحرتين، طالباني وبارزاني، أظهرت تصريحاتهما أنهما قد تتجهان إلى حرب أهلية كتلك التي شهدها الإقليم بين 1994 و1998، والتي بلا أدنى شك أثارت مخاوف الشركات النفطية، وبالتالي حكوماتها، من حالة عدم الاستقرار التي قد يمر بها الإقليم، بما يُفسد عليها استثماراتها في شكل آمن في كركوك وفي غيرها من المناطق.
أيضاً، قد يمثل تخوف هذه الشركات من توسيع روسيا، على رغم مهاجمتها قرار الاستفتاء، استثماراتها في حقول الإقليم النفطية، بما يتضمن قلب الموازين لمصلحتها، وعدم قدرة الشركات الغربية على منافستها، عاملاً آخر في إبقائها على تنسيقها مع بغداد. لقد وقعت روسيا، في شباط (فبراير) ثم في حزيران (يونيو) من العام الحالي، عبر شركتها النفطية روسنفت، اتفاقية لتقاسم إنتاج 5 مناطق نفطية في الإقليم، باستثمارات بلغت 400 مليون دولار، وأعلنت بدء التفاوض مع حكومة الإقليم لتمويل مشروع خط أنابيب غاز. ولروسيا سيطرة سياسية ملموسة على سورية، ما يجعلها قادرة على استبدال المنفذ التركي بالمنفذ السوري. وربما ظهر تخوف هذه الشركات الى السطح في ظل اضطرار شركة إكسون موبيل للانسحاب من ثلاث رقع نفطية استكشافية (بيتواته وعربت وقرة هنجير) في الإقليم نهاية كانون الأول (ديسمبر) 2016، نتيجة انخفاض الإنتاج في هذه الرقع، وهو الأمر الذي قيّمته حكومة الإقليم آنذاك على أنه عدم التزام من الشركة، وصرحت بأنها ستتعاقد مع شركات بديلة، بدا أن شركة روسنفت الروسية واحدة منها.
وربما كان هناك عامل يتجسد في رغبة تركيا في عدم وصول كردستان العراق إلى مصاف دول الـ «أوبك» من خلال تصديرها نفط كركوك، والذي كان من المتوقع أن يصل، مع نفط أربيل، إلى 600 ألف برميل يومياً، بما يتفوق على نيجيريا، ويصل إلى مستوى قطر. وأيضاً هناك اتفاق أنقرة مع بغداد على استمرار تصدير نفط كركوك عبرها، ولكن من خلال خط كركوك – جيهان القديم، وليس خط كركوك – أربيل – جيهان الذي تم الاتفاق عليه بينها وبين قيادة الإقليم، وهو ما يشكل سبباً آخر لموافقتها على استعادة بغداد كركوك دونما اعتراض منها، هي التي كانت الحليف الأول لبارزاني. وإلى جانب هذه الصفقة الاقتصادية التي صيغت في شكل أساسي بين تركيا وإيران، فإن أوساط المعارضة السورية، لا سيما المجلس المدني للرقة، تدعي أن الصفقة الاقتصادية صاحبتها صفقة سياسية هي صيغة كركوك مقابل الرقة، وهذا ما دفع تركيا لاتخاذ موقف صارم ربما دفع الشركات النفطية لتفضيل الاستمرار في التعاون مع بغداد.
في المحصلة، يدعي بعض المحللين السياسيين أن الأهمية الجيواستراتيجية للنفط والطاقة قد انتهت، وأن ما يؤثر اليوم في سياسات الدول هو المصلحة القومية القائمة على الاتجاهات الأمنية في شكلٍ عام. كيف ذلك؟ وقاعدة إدارة الدول المركزية للدول الطرفية أو الهامشية الحديثة تقوم على مرتكزات عدة أهمها الصناعات العسكرية، والمواد الخام، وبالأخص احتكار عمليات تشغيل النفط وتوريدات القمح، والشرعية الدولية، والقوة الناعمة، والبيروقراطية الكومبرادورية (السمسارة) الفاعلة داخل كيان الدولة، فكيف للدول المركزية أن تمهد الطريق للإقليم بتأسيس دولة نفطية قوية تتجه، على صعيد استراتيجي، ربما، نحو فتح منافذ عدة تكفل له الاستقلال في القرار السياسي؟ وكيف للدول المركزية أن تقبل باستقلال كردستان، فيما البيروقراطية الكومبرادورية ليست مؤهلة بعد لأن تكون بيدها في شكل كامل؟ فجزء من هذه البيروقراطية يدين لتركيا والآخر يدين لإيران بحكم الجغرافيا، ولا إمكان للغرب في كسب ولائها الكامل إلا من خلال توفير منفذ حدودي مستقل لها هو غير جاهز في الفترة الحالية.
|
|||
ت | عنوان المقالة او الافتتاحية | اسم الكاتب | مكان النشر |
3 | بعد نهاية داعش العراق.. ما هو مشروع أمريكا الجديد في العراق!؟
|
هشام الهبيشان
|
راي اليوم بريطانيا |
تزامناً مع قرب انقشاع غبار معركة الأمريكان وحلفائهم من العراقيين ضد ” الكائن الهلامي ” تظيم داعش الإرهابي، والتي أنتجت بشكل واضح دمار هائل في العديد من المدن العراقية ، وذلك يظهر واضحاً من خلال حجم الدمار الهائل بالنبية التحتية بعموم مناطق محافظة الانبار ويظهر بشكل اوضح بـ الموصل وبمناطق اخرى ،والواضح اكثر ان هذا التدمير الهائل ، يعكس بشكل او باخر ان العمليات العسكرية وخصوصاً الجوية والتي كان يقودها بشكل رئيسي الأمريكي تحت غطاء التحالف الدولي ،كانت تستهدف احداث هذا الدمار الهائل “فأحدى نتائج التدمير الكلي لبعض مناطق محافظة الانبار أمريكياً وأولها… هي صفقات إعادة الاعمار لسبع شركات امريكية والتي سنسمع عنها قريباً بمبالع ستتجاوز الـ 22 مليار دولار … ما عدا الصفقات التي ستتحصل عليها الشركات الفرنسية والبريطانية والتركية الاخرى … ولا تسألوني كيف سيدفع العراق المديون اليوم بـ 120 مليار دولار … فـ نفط وغاز الانبار كله تحت سيطرة الأمريكي لا وبل الانبار بمجموعها يسعى الأمريكي اليوم لوضعها تحت سيطرته . والنتيجة الثانية التي سيتحصل عليها الأمريكي من خلال شركات إعادة الاعمار الأمريكية في العراق والتي ستعيد إعمار الانبار والموصل وغيرها ؟؟،ان من سيحمي هذه الشركات هو الأمريكي عبر قواته في العراق والتي سيأتي المزيد منها مع وعبر هذه الشركات ،وبهذا سيكون هناك مسوغ شرعي للابقاء على القواعد العسكرية والاحتلال الامريكي للعراق ، لاطول وقت ممكن ، وللتأكدوا اكثر انصحكم بمتابعة ما يجري بقاعدة الاسد والحبانية ومشروع انشاء قواعد”القائم 1″ و”القائم “2” غرب الانبار وبـ “القيارة 1″ والقيارة 2″“جنوب الموصل “وتوسيع “القواعد” العسكرية الأمريكية فيها “،”والنتيجة الابرز التي تحصل عليها الأمريكي .. في معركة تدمير بعض مناطق الانبار و الموصل هي نجاح مخطط الفكفكة الجغرافية والديمغرافية لجغرافيا وسكان المدينة المشردين “فالأمريكي له ثآر قديم جديد مع سكان بعض مدن شمال وغرب العراق وبعض جنوبها “، وبهذا سينجح الأمريكي عبر إعادة التركيب الجغرافي والديمغرافي للمدينة عبر مشروع إعادة الاعمار وغيره بتحقيق مجموعة مصالح أمريكية مستقبلية في العراق. اليوم،وتزامناً مع كل هذه التطورات ، لن نعود لفتح ملفات الماضي ولن نتحدث عن نشأة وتمدد داعش “العراق” ، ولن نتحدث عن العملية التي تمت بدون سابق انذار، وبعملية خاطفة في نهاية النصف الأول من عام 2013 ،عبر عملية هجوم متزامن من مسلحين مجهولين لتهريب مئات او الاف السجناء في العراق من سجون أبو غريب غربي بغداد وسجن التاجي في شمالي بغداد “وهؤلاء السجناء للمصادفة تعرضوا لظروف اعتقال قاسية جداًمن الأمريكان ” وخرجوا بعقلية انتقامية اجرامية ” وبعد هروب هؤلاء المساجين ببضعة شهور نسمع عن سيطرة ” كائن هلامي ” اسمته ” امريكا بداعش على مساحة تقدر بنصف العراق بـ 72 ساعة “… وينهار الجيش العراقي بغرب وشمال العراق ويترك مخازن اسلحته كما هي ، ومئات المسلحين فقط يحتلون كل هذه المساحات ،ثم بقدرة قادر يتحول هؤلاء المئات لانشاء دولة خاصة بهم في العراق ؟؟!!! “صدفة بالتأكيد هي صدفة … ولا علاقة للأمريكي وأدواته بالداخل العراقي بها “.
وبالعودة إلى الشق الرئيسي ومحور حديثنا هنا ، والخاص بموضوع المشروع الأمريكي الخاص بإعادة اعمار الموصل بعد تدميرها ،فمن المتوقع أن يعلن قريباً حسبما تسرب وسائل الإعلام مشروع حول العراق: أبرز عنواينه ( النفط مقابل الاعمار) ومن خلال المشروع ستحصل الولايات المتحدة الامريكية على نفط العراق بطريقة شرعية، وهذا مما سيساهم بعمل الشركات الامريكية في العراق ،حيث تتضمن الفقرات، ان يتم أعمار وبناء العراق وبالاخص المناطق التي تم طرد “داعش” منها مقابل ان يكون (النفط مقابل الاعمار)،وبأسعار يتم الاتفاق عليها بين الحكومتيين العراقية والامريكية ، وعلى اثر الاتفاق تعقد اتفاقية بين البلدين. كما سينص المشروع على تدخل الشركات الامريكية وبقوة في العراق ، للبدء بعملية الاعمار وان تقوم بتوزيع اعمال صغيرة ومتوسطة على شركات عربية وعراقية ، بالاضافة الى ان المشروع يسمح للدول التي شاركت بالحرب ضد تنظيم “داعش” بالاستفادة من عملية الاعمار من خلال منحها مشاريع كبيرة تحددها اتفاقية بين الولايات المتحدة الامريكية وتلك الدول، وان يكون العراق شريك فيها .
ويضمن المشروع حقوق الشركات الامريكية من خلال تحويل اموال النفط الى ارصدتها،وان تستفيد الحكومة الامريكية من هذه الاموال ايضا ، وفق الالية التي يتم الاتفاق عليها ، فضلا عن تشغيل الالاف من الامريكيين من خبراء ومدراء ومهندسين واختصاصات اخرى في تلك المشاريع ، وتم تحديد نسبتهم بـ (20%) بكل مشروع . ومن أهم الفقرات التي نص عليها المشروع والتي من الممكن ان تساهم بتعزيز موازنة الجيش الامريكي ، ان تقوم القوات المتواجدة على الاراضي العراقية بعد تفعيل اتفاقية الاطر الاستراتيجية بين بغداد وواشنطن التي وقعت عام 2011 ، او من ضمن الاتفاقية الجديدة، بحماية المشاريع الكبيرة، دون التدخل بعمل الشركات، ويسمح لشركات الاعمار التعاقد مع شركات امنية لحمايتها ،وان تكون تلك الشركات امريكية حصرا، وسيمنح المشروع الاولوية باعادة الاعمار الى المناطق التي تم تطهيرها من قبضة “داعش” بالاضافة الى المناطق الصحراوية “الانبار “لاستغلالها بالشكل الصحيح “نفطياً”، والتركيز في عملية الاعمار على قطاعات الاسكان والمستشفيات وقطاع الفندقة .
ختاماً ،يقدر المشروع ان العراق يحتاج الى أكثر من (400) مليار دولار ليعود كما كان، سيما وان العراق يمتلك الاموال الكافية والموارد ، والنفط لمساعدته لتأمين كلفة أعادة الاعمار،وينص المشروع على ان ادارة ترامب ستتعامل مع الجماعات الخارجة عن القانون ،وفق مبدأ ان كل ان من يحمل السلاح هو “ارهاب” ولابد من القضاء عليه ” فلا تستغربوا أن رأيتم قريباً عمليات عسكرية مشتركة بين حكومة العبادي والأمريكان ضد ما يسمى بالحشد الشعبي العراقي أو بعض القوى التي تشكله ” ، مع العلم ان هذا المشروع وعملية إعادة الإعمار تستبطن بالنسبة للقوى الغربية جميع ما تحمله من خلفيات ذات صلة بالنفط والثروات الموجودة في المدن المستهدفة بإعادة البناء، علاوة على ما تشكله من مجال للحصول على أسواق جديدة تحرك الاقتصاد الراكد في أمريكا والغرب عموماً . |
|||
ت | عنوان المقالة او الافتتاحية | اسم الكاتب | مكان النشر |
4 | الهلال الشيعي حقائق وتداعيات
|
اللواء الركن محمود ذوقان المطر
|
الراي الاردنية |
• لقد حذرت القيادة السياسية الأردنية بحكمتها وبصيرتها المعهودة دائما» منذ عام 2004 من خطورة تبلور ما يسمى بالهلال الشيعي الممتد من بحر قزوين شرقا « وحتى الشواطئ الشرقية للبحر المتوسط غربا», حيث لم يرد في خلد جمهور الناس في أرجاء الوطن العربي أن الظروف السياسية والإستراتيجية ستّحول هذا المصطلح السياسي إلى واقع حقيقي ملموس على الارض, فمنذ احتلال العراق للكويت عام 1990 وتداعياته المقيتة بدأت التغييرات السياسية والجيوبوليتكية تتغير في إقليم الشرق الأوسط, ثم جاءت بعدها أحداث الحادي عشر من سبتمبر لتقلب موازين القوى الدولية لصالح النفوذ الايراني, حيث تخلصت تماما» من ألد خصمين تقليديين المتمثل في إنهاء حكم حركة طالبان في افغانستان وتدمير وسحق نظام البعث الذي كان يقود جمهورية العراق, وأخيرا» وبعد تطور أحداث الربيع العربي إلى حروب أهلية وطائفية طاحنة في سوريا والعراق واليمن وبالتوازي مع ظهور عصابات التطرف والإرهاب وإجماع الموقف الدولي على محاربتها والقضاء عليها، تبلور موقف إستراتيجي جديد له معطيات ونتائج خطيرة أهمها انها وسعت من دائرة النفوذ والسيطرة الإيرانية والقوى المتحالفة معها على دول الهلال العربية, وعليه فإن البيئة الدولية والإقليمية وما حدث فيها منذ عام 1990 قد خدمت أهداف وطموحات إيران الإستراتيجية التوسعية وقدمت لهّم إنتصارات متعددة وعلى طبق من ذهب دون بذل خسائر بشرية ومادية مقارنة مع حربها الطويلة مع نظام صدام حسين في عقد الثمانينات.
• وهنا لا بد لنا وبعيدا» عن النظرة الطائفية أن نطّلع على حقائق مهمه يمكن من خلالها التعرف على طريقة التفكير الإيراني الموصوفة بالدهاء ومحاولاته المستميتة للسيطرة على دول الهلال العربية ( العراق, سوريا, لبنان ) وحتى يمكننا الولوج في النهاية إلى عمق مطامع إيران التوسعية وغاياتها من هذه التدخلات غير المسبوقة بدول المنطقة, وحتى نصل إلى تقييم متدرج ومفيد فلا بد لنا أن نجيب على ثلاثة اسئلة كبيرة مهمة, أولها: ما هي المزايا الإستراتيجية الجغرافية للهلال الشيعي الموعود والتي من الممكن أن تستغلها ايران لتؤسس حلم الأمبرطورية الشيعية المنتظر؟ , وثانيها: كيف تم إدارة معركة الإرهاب والتطرف خلال الثلاث سنوات الماضية والتي أدت إلى مزيد من السيطرة والهيمنة الإيرانية على دول الهلال المفترض؟, وثالثهما: ما النتائج الإستراتيجية المتوقعة إذا تمكنت إيران والقوى المتحالفة معها من إكمال السيطرة والهيمنة على كامل جغرافية الهلال الشيعي المفترض؟.
• وحتى لا نطيل على القارئ الكريم في إجابتنا على السؤال الاول حول المزايا الإستراتيجية فاننا لن ندخل في عالم الأرقام حول إثبات هذه الحقائق لان المقال لا يتسع لها وهي بنفس الوقت مزايا يعرفها الكثير من جمهور القراء والمثقفين في أرجاء الوطن العربي الكبير, وعودة على صلب الموضوع فأن الميزة الإستراتيجية الأولى لجغرافية الهلال هي في وفرة الطاقة, ويكفي هنا أن نعرف بأنّ العراق يعد من دول الصف الأول في انتاج النفط ويملك أكبر احتياطي نفطي في العالم بعد السعودية، وحتى إيران نفسها تصدر كميات كبيرة من النفط وتحتل المركز الرابع عالميا» في احتياطي النفط, ناهيك عن سوريا حيت تنتج كميات كافية للاستهلاك الداخلي ولم تكن تستورد من الخارج, وهناك ايضا» إنتاج جيد من الغاز والمصادر المعدنية الأخرى غير الكميات المتوقع اكتشافها خاصة في شرق المتوسط, وبالنتيجة فإنّ هذا الهلال يعد من أغنى المناطق الجغرافية عالميا» في الطاقة, أما الميزة الثانية فتكمن في وفرة المياة فجميع دول الهلال تتوفر فيها كميات كافية من مصادر المياة وتعد من أغنى دول الإقليم مقارنة بالأردن ودول الخليج العربي, ولديها الإمكانيات الكبيرة في إستخدامها لخدمة الصناعات الثقيلة سواء كانت عسكرية أو مدنية وحتى في انتاج الطاقة النووية المستهلك الأكبر للمياة, اما الميزة الاستراتيجية الثالثة فتكمن في إتساع وخصوبة المساحات الجغرافية الصالحة للانتاج الزراعي والحيواني وإلى ما يزيد عن الاكتفاء الذاتي وبكميات لا تقل أهمية عن موارد الطاقة خاصة مع توفر مصادر مائية كافية تسهم في رفع سقوف الانتاج, أما الميزة الإستراتيجية الرابعة فهي توفر قدرا «جيدا» من التكنولوجيا الصناعية خاصة في دولة المركز ( إيران ) تستطيع تطويرها وبصورة متسارعة بسبب وجود الموارد المالية الضخمة المتوفرة في دول الهلال وقدرتها العالية على توطين التكنولوجيا وشرائها من مصادر مختلفة, والاهم هنا ومن خلال الإطلاع المختصر على هذه المزايا الإستراتيجية المهمه والتي تعرف إيران أهميتها أنها مزايا يمكن لإيران إستغلالها للإرتقاء والوصول سريعا» الى مصاف الدول العظمى أو على الأقل تكون القوة الكاسحة ومركز الثقل الإستراتيجي في إقليم الشرق الأوسط, خاصة» إذا تمكنت من الحصول على الخيار النووي والتي لا تزال تعمل جاهدة» للحصول عليه وعلى الرغم من التوصل للإتفاق النووي الأخير والذي يعتقد الكثير من الخبراء والباحثين أنه لن يوقف إيران من السعي لإمتلاك هذه القدرة كونه يرتبط ارتباطا «وثيقا» مع تكنولوجية التصنيع العسكري والذي لا يزال جانبا «غامضا» وغير خاضع للمراقبة والتفتيش الدولي مثلما كان في العراق, يجب علينا أن نعي وندرك أنّ الطموح الايراني يمكن له أن يتحقق اذا ما أستطاعت إستكمال هيمنتها على دول الهلال المفترض وأصبح لها اليد الطولى عليه, يساعدها في ذلك القوي والتيارات الموجودة في هذه الدول والتي تدين بالولاء والطاعة للولي الفقيه من ناحية أو لرد الجميل لها لوقفتها معهم خلال السنوات الماضية من ناحية اخرى.
• أما فيما يتعلق في إدارة معركة الإرهاب والتطرف والتي نحاول فيها الإجابة على السؤال الثاني فإن النتائج منها كانت كارثية وتعدت ما خلفته أحداث الحادي عشر من سبتمبر لصالح النفوذ الإيراني, فبالرغم من أهمية القضاء على عصابات التطرف والإرهاب وتجنيب الأمة مخاطر الدخول في حقبة ظلامية إلا ان كل عمليات التحالف سواء كانت في العراق أو سوريا قد أدت دورها في خدمة المشروع الإيراني والقوى المتحالفة معها, مع إدراكنا الكامل أنه لولا طيران دول التحالف وخبراتها القتالية لما استطاعت المليشيات الإيرانية ولا حتى الجيش العراقي او السوري استعادة مدينة واحدة من قوى الإرهاب والتطرف, وهنا نعتقد بأن التحالف أصطف خلف لافتة مكافحة الإرهاب والتطرف دون النظر للبدائل المستقبلية بعد تلاشي غبار المعركة, فمثلا لماذا لم تترك المليشيات والقوى المتحالفة مع النظام الايراني تواجه مصيرها مع الإرهابيين حتى تصل لدرجة التوسل والركوع بطلب النجدة والدعم من دول التحالف, وعندها يمكن التوقيع على اتفاقيات أمنية ملزمة تمنع هذه القوى من فرض السيطرة والنفوذ لصالح الدولة الإيرانية, وايضا» هل كان العالم عاجزا عن توحيد العديد من الفصائل المعتدلة إسلامية وغير إسلامية على الارض السورية ودعمها بغية تحقيق أدنى معدلات التوازن بالموقف الاستراتيجي مع قوات النظام خدمة لتحقيق السلام في سوريا المبني على توازن الردع ولمنع إيران من التفرد في النفوذ على الأرض السورية, الكثير منا يعتقد أن إدارة معركة الإرهاب والتطرف شابها الكثير من الأخطاء الإستراتيجية وعدم استشراف المستقبل, وأنه من المؤسف حقا» أن الأمور لا تزال تسير بنفس الوتيرة رغم إنهيار قوى التطرف والإرهاب وأصبحت قوى هامشية ليس لها موازين إستراتيجية على الأرض, وحتى نتفهم هذا الأمر الخطير جيدا» فإنه من الواجب علينا أن نفهم التصريحات الإيرانية الأخيرة حول أن الجيش السوري والمليشيات التابعة له ستقوم بإقتحام الرقة رغم أن معظم اجزاء هذه المحافظة تحت سيطرة مليشيات كردية غير محسوبة على قوى التطرف والإرهاب, إن الامر ليس المقصود به قوى التطرف والإرهاب وأنما هي رغبة في الهيمنة والسيطرة فمعركة البوكمال والرقه يقصد بها من المنظور الإيراني وجود اتصال بري حدودي مع العراق لفتح المجال وحرية الحركة لها عبر العراق إلى سوريا ثم لبنان خدمة لطموحاتها التوسعية في المستقبل.
• إن النتائج الإسترتيجية المستخلصة من الموقف الراهن والمتعلقة بإجابتنا على السؤال الإخير لها علاقة مباشرة مع تطور الأحداث بخاصة في سوريا والعراق ويبدو لنا أن ملامح النتيجة الإستراتيجية الأولى والمتعلقة باستكمال السيطرة والهيمنة على دول الهلال الشيعي أصبحت قاب قوسين أو أدنى والأمر فقط يتعلق بعامل الوقت حيث يتم قضم المساحات والأراضي من قبل القوى المتحالفة مع إيران خاصة» مع إنهيار القوة العسكرية للأكراد في شمالي العراق والذي تبين أنها كانت عبارة عن نمر من ورق تطايرت أشلاؤه مع هبوب أول العاصفة, ولا ريب هنا ان عمليات استكمال السيطرة ستستمر إلا إذا أصطدمت المنطقة بحروب جديدة توقف هذا التقدم وتغير واقع الحال, وهذا الأمر ليس مستبعدا» ومؤشراته بدت تلوح في الأفق, اما النتيجة الاستراتيجية الثانية فلها علاقة بمدى الامال والطموحات العربية للتعامل السياسي والاقتصادي والاجتماعي مع دول الهلال العربية والذي أعتقد جازما» أنه لن يكون تعاملا إيجابيا مبنياً على رغبات الطرفين بل سيكون محكوما» برغبات الدولة الايرانية وحسب ما تقتضيه أجندتها الراغبة في تنفيذها بخاصة الموضوع الطائفي والذي يشكل حجر الأساس في تعاملها مع العالم العربي لنشر أفكار ومبادئ المذهب الشيعي, أما النتيجة الاستراتيجية الرابعة فتتعلق باحتمالية نقل ثقل المعركة إلى اليمن وعلى إعتبار أن معركة العراق وسوريا قد شارفت على الإنتهاء, وهذا معناه خلق تهديد استراتيجي كبير لمركز الثقل الاستراتيجي السياسي والإقتصادي والديني العربي المتمثل بالمملكة العربية السعودية وقد يغدون قادرين على حسم معركة اليمن لصالحهم من خلال توحيد الجهود وعمليات التزويد بالأسلحة وبتوجيهات ايرانية, وبالنتيجة سيتورط العالم العربي بالتعامل مع البدر الشيعي بعد أن كان هلالا, اما النتيجة الاخيرة والحاسمة فلها علاقة بالوضع الراهن الذي توصلت اليه ايران والذي لن يقف عند حدود الهلال الشيعي المفترض بل سيزداد عبثها وتدخلها بالدول العربية المجاورة بخاصة دول الخليج العربي بسبب المكون الشيعي فيها والذي يدين بالولاء والطاعة للولي الفقيه, وهذا الأمر ليس بحاجة الى إثبات لأن له شواهد وسوابق كثيرة عانت منها العديد من الدول العربية, ولكن التطور الأهم هنا أنه مع الزيادة في توفر الموارد المالية وغير المالية التي توصلت اليها إيران حتى الوقت الراهن سيدفعها إلى التخريب وإرسال الأسلحة وشراء الذمم من خلال الخلايا النائمة المنتشرة في كافة الدول العربية وسيكون التهديد مختلفا» هذه المرة وسيصل الى درجة ان يكون وجوديا» للعديد من الدول.
• وفي الختام نقول إن طرحنا لهذا الموضوع ليس لأجل الخلاف العقدي مع إخواننا الشيعة ولا تحيزا» لعرق دون آخر بل لادراكنا الكامل بان الدولة الايرانية تخفي مشروعا«توسعياً» عنصريا» للسيطرة واقصاء الآخر وانطلاقا من قوميتها الفارسية وهي تستخدم أفكار ومبادئ المذهب الشيعي كحجة وذريعة للوصول للغايات والطموحات المنشودة, وأكبر دليل على ذلك عدم إكتراثها وإهتمامها لمقتل عشرات الالوف من ابناء المذهب الشيعي في سوريا والعراق واليمن وتستخدمهم كوقود نار في معاركها المختلفة, ووصل الامر بها إلى جلب فقراء الشيعة من مختلف أرجاء الارض بخاصة من افغانستان والباكستان مقابل المال ليقاتلوا في سوريا والعراق واليمن دون الإكثراث لنهايتهم ومصيرهم المحسوب, لقد تطور الأمر وأصبح مرعبا مأساوياً», ويجب علينا أن لا نبني الطموحات والامال كشعوب وحكومات على وعود الاستقرار ونهاية حروب الإرهاب, فمن مأمنة يؤتى الحذر ويجب علينا دائما» أن يكون لدينا خيارات سياسية وإستراتيجية متعددة نستخدمها في الزمان والمكان المطلوبين للحفاظ على أوطاننا خاصة في الاردن الدولة التي تقع على شفا جرف هارٍ من لهيب النار, حمى الله الاردن وأهله بلد الصابرين القابضين على الجمر وندعو الله العلي العظيم أن يحفظ قيادته وتبقى راياته الهاشمية فوق القمم.
|