“أسطورة وحدة الأكراد: كركوك وسنجار- نقاط الانقسام المحلي” تحت هذا العنوان كتب المؤرخ والصحفي الروسي أنطون إيفستراتوف في “أوراسيا ديلي” مفندا أسباب ضعف المشروع الكردي.
وجاء في المقال، المنشور في العدد الصادر أمس الاثنين، أن “الاستفتاء الذي أجري مؤخرا حول استقلال كردستان العراق، وتكثيف نضال الأكراد في تركيا وسوريا، بعد سنوات من الصمت، قام بإعادة إحياء طرح مسألة “دولة كردية واحدة” في الإعلام العالمي…والحقيقة هي أن الدولة الكردية تاريخيا لم تكن موجودة”.
وأضاف إيفستراتوف: ” النزعة القومية الكردية، تشكلت، على هذا النحو، تنظيميا فقط في النصف الثاني من القرن التاسع عشر، عندما ظهر في بيئة ثقافية كردية صغيرة من الإمبراطورية العثمانية “حزب الاتحاد والتقدم”.
“وكمثال على دولة الأكراد الأتراك، يمكن الحديث عن جمهورية أرارات الكردية (تقع في شرق تركيا الحديثة على أراضي مقاطعة أغرا الحالية). ومع ذلك، فإنها، أولا، استمرت فقط حوالي 3 سنوات (1927-1930)، وثانيا، لا يمكن أن تمثل “الشعب الكردي” بأكمله، لأنها لم تشمل حتى أكبر الأراضي التي يقطنها الأكراد الأتراك “.
وتابع إيفستراتوف:” والأكراد الإيرانيون، لم يكن لديهم أي فكرة عن “وحدة الشعب الكردي”. وهم يختلفون عن الأكراد الأتراك لغويا (يتكلمون السوراني وليس الكورمانجي)، والحزب الديمقراطي الكردستاني ظهر هناك فقط في العام 1945، مدعوما من المخابرات السوفييتية التي كانت تسعى إلى إنشاء جمهورية سوفيتية جديدة مع احتمال انضمامها إلى الاتحاد السوفييتي”.
وهكذا- يكمل إيفستراتوف قراءته للوضع الكردي- فيقول:” إذا عدنا إلى الاستفتاء العراقي الكردستاني، الذي جرى بمبادرة من الحزب الحاكم في منطقة الحكم الذاتي، فهناك صراع بين حزب مسعود بارزاني الديمقراطي الكردستاني وحزب العمال الكردستاني التركي (PKK)، وهناك حكومة روج آفا السورية (كردستان سوريا) والأحزاب الإيرانية الكردية، وبالتالي فهو (الحزب الحاكم) ليس بأي حال من الأحوال القوة السياسية الوحيدة في كردستان العراق نفسها. أضف إلى ذلك، فإن هناك قوى يسارية، مثل الاتحاد الوطني الكردستاني (مقره في السليمانية) وحزب “غوران” ( “الحركة من أجل التغيير”)، والذي لديه ثاني أكبر كتلة في البرلمان الكردي”.
وعلى الصعيد العسكري، يقول كاتب المقال: “من الجدير بالذكر بوجه عام أن جميع الإخفاقات العسكرية والسياسية للأكراد في العراق لا ترتبط بأي حال من الأحوال بالقدرة القتالية للبيشمركة أو القوات المسلحة العراقية. فـ”كردستان”، ببساطة غير قادر على فعل أي شيء كاف لحماية سلامته الإقليمية داخل حدود الاستفتاء الذي عقد. وقد أظهرت لنا كركوك وسنجار أمثلة على انقسام حتى “كردستان العراق” على عدة خطوط في آن- عرقية وسياسية، الانقسام الذي لم يكن ممكنا إلا أن يؤثر في الوضع العسكري”.