ت | عنوان المقالة او الافتتاحية | اسم الكاتب | مكان النشر |
1 | بارزاني ينفذ خطة إيفان الرابع
|
فراس الزوبعي | الوطن البحرينية |
في صباح يوم 12 ديسمبر 1564 استيقظ سكان موسكو على مشهد أدهشهم وحيرهم، مئات الزلاجات تملأ ميدان الكرملين وتنقل قيصر روسيا إيفان الرابع وأسرته وكنوزه وقوة حراسة صغيرة، إلى إحدى القرى جنوب العاصمة التي غادرها معلناً تنحيه عن العرش.
لم يتخذ هذا القرار زهداً في العرش لكن إخفاق القيصر في بعض حملاته جعله يواجه واقعاً صعباً في الداخل فالتجار والنبلاء الذين عمل على إثرائهم سيطروا على أنحاء البلاد واضطهدوا الفلاحين وأرهبوا الناس وأثاروا الفتن في الداخل وكانوا يحدون من سلطة القيصر، وقسم منهم بدأ يتآمر مع الخارج ويعمل مع أعداء روسيا، وفي هذه الظروف كان القيصر بأمس الحاجة إلى الإصلاح لكنه لا يستطيع فرضه، ومع كل هذه الأحداث وجد أنه لو ضرب في اتجاه سينكشف ضعفه بالاتجاهات الأخرى، ففكر بحل يمنحه سلطة مطلقة لم تكن لديه في السابق، ووضع خطته التي كان أولها مفاجأة سكان موسكو بالرحيل، ثم بعد وصوله إلى مكانه الجديد أرسل بيانين إلى موسكو الأول أعلن فيه أن النبلاء والتجار والكنيسة تآمروا عليه وعلى الدولة ولذلك قرر التنحي عن العرش ليعيش في عزلة، أما البيان الثاني فذكر فيه أنه يحب أهل موسكو ويثق بنياتهم الطيبة، فكان للبيانين تأثير مروع على الناس فالقيصر تخلى عنهم لمن يضطهدهم واتهموا النبلاء والتجار أنهم السبب في تنحي القيصر، وعلى الفور شكل وفد وذهبوا إلى القيصر يتوسلون إليه العودة إلى الحكم فرفض، وبعد إلحاح خيرهم بين أمرين فإما أن يعود بسلطة مطلقة أو يبحثوا لهم عن حاكم جديد، فوجدوا أنفسهم بين خيار القبول بحاكم طاغية أو الدخول في حرب أهلية فقبلوا به حاكماً بسلطة مطلقة وعاد بعد أقل من شهرين ليستعيد النظام وسط احتفالات الجماهير الذين لم يتمكنوا بعدها من التذمر.
تكاد الظروف التي يمر بها رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني الآن تتشابه إلى حد كبير مع الظروف التي عاشها إيفان الرابع، فبعد أحداث الاستفتاء ضعفت سلطته بالإضافة إلى أنها انتهت من الناحية الدستورية، وهو فعلياً يتهم جزءاً من الأكراد بالخيانة وتسليم مواقعهم في كركوك إلى الجيش العراقي الذي يعتبره عدواً له، يضاف إلى ذلك عداوة الشمال المتمثل بتركيا والشرق المتمثل بإيران فهو محاصر بأعدائه، فاتخذ خطوة التخلي عن رئاسة الإقليم كإجراء سياسي يبتعد من خلاله عن استخدام العنف وإشعال حرب أهلية، وبذلك لن يجبر أحداً على فعل شيء بل يمنح الآخرين فرصة الاختيار للقبول بتخليه عن السلطة وترك الإقليم للفوضى أو إعطائه سلطات أوسع من التي كانت لديه.
التنحي يعد إحدى الطرق التقليدية للتحكم بخيارات الآخرين، ومن الناحية العملية لن يكون هناك تخلٍّ حقيقي عن السلطة فزعامة بارزاني مستمدة من العائلة ذات الزعامة القبلية، في خطاب بارزاني الذي أعلن فيه عن عزمه التنحي عن السلطة أرسل أكثر من رسالة، فعلى المستوى الشعبي أشعر الأكراد أنه عمل وناضل من أجل استقلالهم وكان مخلصاً لهم ولولا هذا العزم لما آلت الأمور إلى ما آلت إليه، كما أعلن أنه كان جندياً في البشمركة وسيبقى ولا صديق للأكراد إلا الجبل، وفي هذا إشارة واضحة إلى عدم الاستسلام، كما أكد أن الاستفتاء لا يمكن محوه أبداً، وعلى المستوى الشعبي بدأ الأكراد يتخوفون من أن النتيجة ستكون حكمهم من قبل قاسم سليماني والحرس الثوري من ورائه، وفعلاً بعد إعلانه بدأت الاضطرابات في أربيل ودهوك التابعة له وبدأت عمليات حرق مقرات حزب الاتحاد الذي يتهمه بارزاني وفريقه بالخيانة، وفي هذه الأحداث رسالة لأمريكا التي لها خمس قواعد في كردستان كان شرط سليماني على بارزاني إغلاقها مقابل السماح له بالبقاء فيما تعرف بالمناطق المتنازع عليها، ليقول لأمريكا إنه في الجبل وعليها مواجهة إيران والاضطرابات في كردستان.
ستخرج مظاهرات تطالب بارزاني بالعدول عن قراره وقد يعود بشخصه أو قد لا يعود لكنه أو أحد من أفراد عائلته سيتصدر المشهد من جديد وستكون له سلطة مطلقة بعد هذه الأحداث. |
|||
ت | عنوان المقالة او الافتتاحية | اسم الكاتب | مكان النشر |
2 | تحرير كركوك أم تحرير العراق | حامد الكيلاني
|
العرب |
صحوة مسعود البارزاني وقطاع واسع من الشعب الكردي لنوايا المشروع الإيراني جاءت بعد اختبار 14 سنة من العلاقات وتقاسم السلطات بنظام المحاصصة سيء الصيت. لم نتوقع من رئيس إقليم كردستان مسعود البارزاني في كلمة تنحيه عن منصبه أن يقول “لم تكن لدينا نية في إعلان الاستقلال مباشرة وإن نية الإقليم كانت طيبة عند إجراء الاستفتاء”. ويؤكد في ذات الكلمة أن حكومة بغداد كان لديها برنامج جاهز لضرب كردستان، أما الاستفتاء فهو ذريعة.
ولم نتوقع تراجعه عن الذهاب بعيدا بعد الاستفتاء مطالبا بالاستقلال، لأننا كنا على ثقة أن خطوة البارزاني أو الإقليم على إجراء الاستفتاء تمت في محيط محلي ودولي رافض يدعو إلى التأجيل والتروي.
حكومة حزب الدعوة في بغداد على خلاف صريح. إيران وتركيا تبديان مواقف رافضة معلنة وتطلقان التهديدات. ومواقف الدول الأوروبية والولايات المتحدة الأميركية تقف مع تجنيد كافة الجهود لمحاربة الإرهاب. الرسائل جميعها لم تكن غامضة في تحذير رئاسة الإقليم من التوقيت الخاطئ للاستفتاء، رغم أنها تؤكد على حق الشعب الكردي في ممارسة الديمقراطية دون المس بمصالح الآخرين.
مسعود البارزاني داس على تلك الحقائق الموضوعية، حاملا راية الأكراد كقائد تاريخي من زمن الحركات الثورية الرومانسية، التي تفتح صدور الشباب المقاتلين ليتحملوا أوزار مفهوم الحرية والموت من أجل المبادئ العظيمة، وهي في مثالنا حلم الدولة الكردية.
مثل هذه الصورة لا تجانب الحقيقة، فحصاد الاستفتاء لا علاقة له بالغيب، أو عدم استشعار المخاطر، أو من باب الأخطاء الكبرى لزعماء ساقتهم الظروف منذ طفولتهم ليكونوا في موقع المسؤولين عن مصائر شعوبهم.
كان على مسعود البارزاني أن يتجرأ على الخطوة العملاقة في إعلان الاستقلال ولو ليوم واحد أو لساعات في انتظار ردود الفعل الدولية، ثم الاستجابة السريعة لمطالب المجتمع الدولي بالتراجع عن الاستقلال وحتى الاستفتاء والانصياع بالكامل للوقائع السياسية التي تجنبه انفعالات البرامج والمخططات الصريحة الموضوعة للتنفيذ على حد قوله.
وكانت غلته من حصاد إستراتيجيته الدراماتيكية ستكون أكبر بكثير من مجرد تصويت 92 بالمئة من الشعب الكردي على الانفصال أو الاستقلال عن العراق.
تكتيك سياسي ممكن مع خطاب ناضج، يستقرئ الخلل في النظام السياسي العراقي المهلهل، والمصاب بتخمة من غرور القادة، بعد توظيف الانتصارات العسكرية وما تحقق من دحر لإرهاب داعش على حساب تدمير المدن وقتل الأبرياء وتشريدهم والعبث بكرامتهم.
التراجع عن نية الاستقلال، حتى ولو بالكلمات، يفقد البارزاني قيادته التاريخية للأكراد، رغم استدراكه بالعودة إلى صفوف البيشمركة مقاتلا ومناضلا، وبما تثيره هذه العودة من تحليلات لن تتوقف عند المعاني الاعتبارية لنهاية الخدمة في رئاسة الإقليم.
تحقيق الحلم الكردي بالاستفتاء والاستقلال الذي يتبعه، وإن كان إعلاميا، إلا أن ثماره لا تقدر بثمن على مستقبل الأكراد في العراق، أو على جغرافيتهم الموحدة والمقسمة بالحدود السياسية على أربع دول. كما لو أنه جرس تنبيه متكرر، ومناسبة وطنية يعاد الاحتفال بها كل عام، للتذكير بأن الحال القائم هو إذعان للعيش بأمان تلافيا للاضطهاد وممارسات القمع المعروفة جدا في حاضر حكم العراق.
استفتاء كردستان وتداعياته يراها الكثيرون غير منطقية، بحساب الإجراءات والتحليلات، لكنها إنسانية من منظور الحاجات الأساسية لحياة الشعوب وتطلعاتها بعيدا عن سلوك الكتل الكبيرة، أو اعتبارات الأمن القومي، أو خرقا لسقف سلطتها، حتى لمجرد عدم الاستجابة لإيماءة أو إشارة، كما ورد في تحليل أو تعليق للسفير زلماي خليل زاده عندما فسر ما حدث في كركوك والمناطق الأخرى أنها نتيجة لرفض النصيحة أو الطلب الأميركي بالتأجيل لما بعد الحرب على داعش.
غياب المناورة في الخطاب الكردي على منصة السياسة الدولية والإقليمية أفقد الأكراد لحظتهم الفارقة في فضح ما يراد بالإقليم ومواطنيه بمن لجأ إليه هربا من الملاحقات الطائفية، أو نتاج ومحصلة لما بين سطور الحرب على الإرهاب وصراع النفوذ في المنطقة.
صحوة البارزاني وقطاع واسع من الشعب الكردي لنوايا المشروع الإيراني جاءت بعد اختبار 14 سنة من العلاقات وتقاسم السلطات بنظام المحاصصة سيء الصيت، ورهان داخلي على أخوة الدم مع حزب الاتحاد الوطني الكردستاني أو مع حزب التغيير أو الحزب الإسلامي، الذين انتابهم الخجل من عدم التصويت، وفي الساعات الأخيرة قرر عدد منهم الإدلاء بأصواتهم حتى لا يخسروا رصيدهم عند شعبهم، لكن الانقسام بمرجعيته التاريخية القريبة عاد ليفرض واقعا لا خيار فيه، إما بالاستسلام لإرادة السياسة الطائفية وبنادقها الميليشياوية وإما بتدمير المدن الكردية، كما هي شواهد الموصل القريبة جدا من ذاكرة وجغرافية الأكراد.
شخصيات من حزب التغيير تتعاطى مع مسعود البارزاني وقرار الاستفتاء بتعالي فكري جربناه في تاريخ العراق السياسي لجذورهم اليسارية أو الماركسية، كأنهم في حالة تربص دائم للسخرية من كل قرار أو رأي للقيادة الكردية في تقمص لدور المعارضة الشعبوية، رغم أن مرجعيتهم الثقافية كان يمثلها الراحل نوشيروان مصطفى بمؤلفاته وسلوكه المتواضع المحبب عند من عرفه من الأكراد.
الشطر التقليدي الآخر للواقع السياسي الكردي فرط بوحدة المجتمع الكردي، عندما فرط بنموذجه المتجذر في الطرق الصوفية الإسلامية، وهو جذر مشترك في تاريخ الحركة الكردية بين الحزب الديمقراطي والاتحاد الوطني، لكن الأخير وبرحيل زعيمه جلال الطالباني عن منصبه كرئيس للعراق، وثم رحيله الجسدي، فقد العنصر الأهم من صلته الشخصية بمصطفى البارزاني المتفق عليه في أبوته للأحزاب وحركات التحرر الكردية.
الهجوم على المقرات الحزبية في دهوك وزاخو، ومع أنه رد فعل غاضب لتنحي الرئيس مسعود البارزاني، الذي أعلن منذ مدة ليست بالقصيرة عن عدم ترشحه لأي انتخابات قادمة، إلا أن توصيفات الخيانة في ليلة اقتحام كركوك لن تمحى من التاريخ الحديث للشعب الكردي، وقطعت بالدليل تلك العلاقة المترنحة بين الأكراد وإيران، وتركت الباب مفتوحا باتجاه واحد مع حزب عائلة الطالباني أو مع مسلسل المندسين.
هل ستطلق حكومة العبادي قواتها، بما فيها ميليشيات الحشد، في إقليم كردستان بحجة حماية المقرات الحزبية وأمن المواطنين الأكراد.
ماذا عن بذور الفتن في حاضر السياسة العراقية من نواب وساسة وجدوا في التحولات مع الإقليم أرضا خصبة لحصاد نوعي من الصراعات قبل الانتخابات البرلمانية المقررة في 12 مايو 2018 وأخطرها التلميح لخروقات أمنية في بغداد والمحافظات.
ما لا يمكن تجاهله هو أن الإقليم استقبل مئات الآلاف من اللاجئين السوريين في معسكرات دوميز وغيرها، وسمح لعرب العراق الهاربين من الإبادات الإرهابية والطائفية بالدخول إلى مدنه. لكن ما لا يمكن تفهمه هو الانفصام في الموقف العام من استعادة وتحرير كركوك ونفط كركوك من المحتل الكردي، بينما بغداد محتلة والعراق بأسره محتل من النظام الإيراني. |
|||
ت | عنوان المقالة او الافتتاحية | اسم الكاتب | مكان النشر |
3 | لا حياة لمن ينادي.. أين أبو بكر البغدادي؟!
|
محمد أبو كريشة | الاتحاد الاماراتية |
أبو بكر البغدادي شغلنا كثيراً عندما شغل الغرب، وأهملناه عندما أهمله الغرب بعد أن أدى دوره على أكمل وجه. والإرهاب لن ينتهي أبداً، ولن يتم القضاء عليه لأن جنوده عرب وقادته في الغرب وإسرائيل وإيران وتركيا. وقطر ستبقى عميلاً مزدوجاً
لديّ دليل قاطع على أن الإعلام العربي إعلام تابع وناقل ومتبع وليس مبتدعاً ولا مبدعاً، هو إعلام الصدى وليس إعلام الصوت الأصيل. إعلام رد الفعل وليس إعلام الفعل. أو هو إعلام يستقبل ولا يرسل.. والدليل عندي هو السؤال الذي اختفى تماماً من الإعلام العربي بصحفه وقنواته التليفزيونية ومواقعه الإخبارية: أين أبو بكر البغدادي؟ أين زعيم «داعش»؟ كنا نسأل ونلح عندما كان الإعلام الغربي يسأل ويتقصى ويتوقع ويحلل ويدلل ويملأ الدنيا ضجيجاً حول البغدادي.. وعندما سكتوا سكتنا، وإن عادوا عدنا. الإعلام العربي هو إعلام «الكورس»، الذي يردد خلف المطرب الغربي. إذا أشادَ نُشيد، وإذا تساءل تساءلنا. أبو بكر البغدادي..لا حس ولا خبر، أو كما يقول المصريون «فص ملح وداب». إذا أوقد الغرب الأنوار في منطقة أو حول قضية نجري على هذه المنطقة كالفراشات ولو احترقنا. وإذا أطفأ الأنوار وفصل التيار عن منطقة أو قضية انصرفنا منها وعنها. ولو دخل الغرب جحر الضب لدخلنا خلفه.
أين أبو بكر البغدادي؟ قُتل أمير «داعش».. من قتله؟ وأين جثته؟ ما زال البغدادي على قيد الحياة. فأين مخبأه وملاذه؟ إذا كان أبو بكر البغدادي على قيد الحياة، وهو الأرجح عندي فإنه لا يمكن أن يكون في العراق أو سوريا. بل هو في دولة من خمس إيران أو تركيا أو قطر أو ليبيا أو إسرائيل. وظني الذي ليس إثماً أن البغدادي أدى دوره المحدد له استخبارياً، وآن الأوان ليحصل على مكافأته.
أدى البغدادي دوره لمصلحة إيران وقطر وتركيا وإسرائيل وإدارة باراك أوباما. ودولة مثل قطر سمح لها أوباما أو أتفق معها على لعب دور العميل المزدوج بين إدارته والجماعات الإرهابية، بينه وبين «الإخوان» و«القاعدة» و«داعش» و«النصرة». والعمالة القطرية المزدوجة كانت تقتضي بالطبع غض الطرف الأميركي الأوبامي عن دعمها للإرهاب وجماعاته مثل «الإخوان» وغيرها. وهذا الدور أو تلك العمالة المزدوجة كانت بالطبع لمصلحة إسرائيل وبالتنسيق معها. وهكذا يمكننا فهم التحالف القطري التركي «الإخواني» مع إسرائيل.. وكانت دائماً هناك مساحة لقطر كي تهاجم إسرائيل وتدينها وتمول وتدعم «حماس» الفرع «الإخواني»، الذي صنعته إسرائيل في معاملها لتضرب به منظمة التحرير الفلسطينية وحركة «فتح»، وتشق الصف الفلسطيني.
ولم يكن دعم قطر لـ«حماس» دعماً للمقاومة ضد إسرائيل، ولكنه كان دعماً لشق الصف الفلسطيني لمصلحة إسرائيل. وهكذا فعلت تركيا وإيران، والتقى الأضداد المذهبيون عند نقطة واحدة هي إسرائيل التي صارت القاسم المشترك الأعظم بين قطر وإيران وتركيا وأميركا وروسيا أيضاً.
وقد كان العداء لإسرائيل. أعني العداء القولي والهتافي هو الرماد الذي ذرته إيران وتركيا وقطر ومعهم «حماس» في عيون العرب، سواء كانوا حكومات أو شعوباً.. حتى لا يجرؤ أحد على فضح هؤلاء المتحالفين فعلياً مع إسرائيل. وحتى لا تقول شعوب القطيع العربي إن حكوماتها تهاجم أو تخاصم أو تقاطع أعداء إسرائيل. الشعوب العربية ترفض تماماً أن ترى الحقائق، وتديرها الأقوال لا الأفعال، تديرها الشعارات لا المضامين، يديرها الهتاف لا العمل، يصدقون من يهتف «الموت لأميركا»، رغم أنه يهتف بالموت لأميركا ويصنع الموت لأبناء وطنه.
كانت الحكومات العربية ترى وتعرف جرائم إيران وقطر وتركيا و«حماس» وتحالف هؤلاء مع إسرائيل أو معاً لمصلحة إسرائيل، لكنها لم تكن تجرؤ على مواجهة القطيع الشعبي بهذه الحقائق. لأن الشعوب ستتهم الحكومات فوراً بمعاداة إيران وتركيا وقطر و«حماس» لمصلحة إسرائيل. القطيع الذي يبني مواقفه على الشعارات والهتاف لا على الحقائق. وظلت الحكومات العربية تعرف ولا تستطيع المواجهة لأكثر من ربع قرن، حتى هبت رياح الخريف العربي بالتحالف بين أميركا وإسرائيل وإيران وتركيا وقطر. وليس من قبيل المصادفة أن يكون هذا الخماسي المتآمر هو بطل الخريف العربي الذي خلق واقعاً مأساوياً سنظل نعيشه طويلاً جداً، إذا عشنا.
وسار الإعلام العربي أيضاً في نفس طريق القطيع، فقد صنع هذا الإعلام من المحيط إلى الخليج «زفة عروس» لمؤامرة الخريف العربي، وكان أيضاً إعلام الصدى ورد الفعل و«الكورس»، الذي يردد وراء المطرب أو خلفه.. وأذكر أن أحدهم استشهد على عظمة ما أسميها «عورة 25 يناير في مصر بقوله: يكفي أن أوباما قال علناً: إنني أدعو الشباب الأميركي للتعلم من شباب مصر. وهكذا نحن نتسول الإشادة والمدح حتى ممن تآمر علينا وأراد بمقولته أن ينفخ في نار الخريف لتزداد اشتعالاً. والمضحك المبكي أن الذي تفاخر بكلمات أوباما إعلامي يُقال إنه كبير.
أبو بكر البغدادي شغلنا كثيراً عندما شغل الغرب وأهملناه عندما أهمله الغرب بعد أن أدى دوره على أكمل وجه. والإرهاب لن ينتهي أبداً ولن يتم القضاء عليه لأن جنوده عرب وقادته في الغرب وإسرائيل وإيران وتركيا. وقطر ستبقى عميلاً مزدوجاً بين الغرب وإيران وتركيا من جهة، والإرهاب من جهة أخرى، والمال القطري سيبقى في خدمة الإرهاب والغرب وإسرائيل وإيران وتركيا وروسيا أيضاً، وستبقى قطر الدجاجة التي تبيض ذهباً لهؤلاء جميعاً ولا مصلحة لهم في حل الأزمة القطرية، بل مصلحتهم في استمرارها لأن قطر لم تختر دورها، ولكنه اختير لها.. والهدف دائماً هو تفكيك هذا الكيان الهش المسمى العالم العربي. والهدف كله أن يبقى هذا العالم العربي مريضاً. لا يموت ولا يبرأ، ليظل في حاجة إلى العلاج الغربي التركي- الإيراني، الذي لا يأتي أبداً. وإنما هي مسكنات وأجهزة تبقي المريض على قيد الحياة… وليس من مصلحة الطبيب أن يموت المريض أو يبرأ.. لأن موته أو شفاءه يعني انقطاع المال المتدفق على الطبيب المحتال.. الغرب يصنع مشاكلنا ومآسينا. يصنع مرضنا وهو الذي نطلب منه أن يعالجه، ومرضنا أننا قوم تابعون. نبكي بأمر إيران وتركيا والغرب، ونضحك بأمر هؤلاء. وإعلامنا العربي صدى و«كورس» ومجاميع كومبارس في فيلم أبطاله الغرب وروسيا وتركيا وإسرائيل وإيران و«الإخوان»، لذلك لا حياة لمن ينادي.. أين أبو بكر البغدادي؟!
|
|||
ت | عنوان المقالة او الافتتاحية | اسم الكاتب | مكان النشر |
4 | برنار ليفي البارازاني !!
|
رشاد ابو داود
|
الدستور الاردنية |
آخر ظهور له، كان في فيديو من كردستان يوم الاستفتاء.لقبه فلاسفة فرنسيون كبار بـ»الخديعة الثقافية»، ولقبه بعض العرب بـ»عراب الثورات العربية». إنه برنار هنري ليفي الذي يثير حضوره في كل مكان يحل فيه موجة عارمة من التساؤلات. يتنقل من بلد إلى آخر دعما لما يتبناه من قضايا على حد قوله؛ قضاياه طبعاً، تخريب العالم العربي وتشويه الاسلام والانتصار للصهيونية؛ انه هرتزل الجديد.
ماذا كان يفعل ليفي في كردستان في قاعة يصوت فيها نيجيرفان البارزاني نائب رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود البارازاني وعائلته على الاستفتاء الذي جرى في 25 أيلول الماضي؟ وهل هو من ورط البارازاني بقصة الاستفتاء وصولا الى الانفصال عن العراق وبالتالي ترسيخ تقسيمه؟ وإلى أبعد من ذلك الانتقام من نبوخذ نصرالكلداني الذي أسر يهود مملكة يهوذا القديمة في بابل في العراق القديمة و قام باجلاء اليهود من فلسطين مرتين، مرة في عام597 ق.م.،والمرة الثانية في عام 586 ق.م. وقد تمت عودة اليهود إلي أرض فلسطين مرة أخرى بعد سقوط الدولة الكلدانية علي يد قورش الكبير حاكم فارس في ذلك الوقت، والذي وعد اليهود بالعودة إلي أرض فلسطين مرة أخرى.
ليفي هذا شيطان صهيوني متعدد الاذرع والارجل.فقد كشفت وثيقة صادرة عن رئاسة الجمهورية العراقية عام 2001 عن وقوفه وراء تأسيس تنظيم التوحيد والجهاد في العراق، وذكرت صحيفة الشروق الجزائرية أن الوثيقة التي حصلت على نسخة منها، مصنّفة ضمن سري وشخصي، ومؤرخة في الـ 18 من سبتمر 2001، موقّعة من قبل عبد حميد حمود السكرتير الخاص لصدام حسين، وتقول إن برنار هنري ليفي سعى لتشكيل تنظيم إرهابي مرتبط بالقاعدة باسم التوحيد والجهاد، وتفيد الوثيقة أن جهاز الأمن الرئاسي العراقي رصد تحركات ليفي، وتبيّن له أنه سعى للقاء تنسيقي مع مسعود البرزاني، من أجل تشكيل التنظيم المذكور للقيام بـ عمليات إرهابية تنسب لتنظيم القاعدة.
عاد ليفي بعد كل هذه السنين من جديد الى واجهة الأحداث العربية من خلال تأييده لـما سمي زورا الربيع العربي في تونس ومصر واليمن وليبيا وسوريا. فلاسفة فرنسيون كبار اطلقوا عليه لقب «الخديعة الثقافية»، ولقبه بعض العرب بـ»عراب الثورات العربية». يثير حضوره في كل مكان يحل فيه موجة عارمة من علامات الاستفهام، انه»أمير الفراغ» على حد تعبير أحد الفلاسفة.
ولد برنارهنري ليفي في الـ 5 من تشرين الثاني 1948 في مدينة بني صاف في شمال الجزائر ثم انتقل مع عائلته إلى فرنسا. درس الفلسفة وتخصص فيها، ذاع صيته حين كان مراسلا حربيا في بنغلاديش خلال حرب انفصالها عن باكستان عام 1971. انه عراب الانفصالات في الدول العربيه والاسلامية.في عام 2006 وقّع بيانا مع 11 مثقفا (بينهم سلمان رشدي) بعنوان: «معا لمواجهة الشمولية الجديدة»، ردا على المظاهرات الشعبية التي اجتاحت العالم الإسلامي احتجاجا على الرسوم الكاريكاتورية المسيئة إلى الرسول محمد صلى الله عليم وسلم والتي نشرتها آنذاك صحيفة دانماركية.اينما يكن امر معاد للاسلام تجد الشيطان ليفي. في شريطه السينمائي «قسَم طبرق» الذي عُرض في مهرجان كان السينمائي الفرنسي في أيار 2012، ذكر برنار ليفي أنه كان موجودا في ميدان التحرير أثناء الثورة المصرية على نظام مبارك.
في مقابلة مع يورونيوز يسأل المذيع :السيد ليفي:» انك يهودي، كيف يمكننا شرح تأثير يهوديتك في انتمائكم السياسي؟ يجيب: «في التزاماتي، هناك كل ما انا عليه، فالإنسان مكون من تأثيرات عدة. بالنسبة لي، لقد تأثرت كثيراً بالفلاسفة الكبار، الجنرال ديغول، نداء الثامن عشر من يونيو/حزيران، صورة تشرشل الذي كنت معجباً به حين كنت طفلاً، واكتشفت بعدها الفكر اليهودي، اكتشفت ايضا من بعد الكونيات اليهودية. جميعها، معاً، هي التي كونت إنسانيتي، ان اكون يهودياً وغنياً ليست هذه هي المشكلة. لنقل انني يهودي طالما اعتقد هذا اليهودي من واجبه مد يده إلى هذا الفرع الآخر لأحفاد إبراهيم وهو الشعب العربي أو الشعب المسلم، انه لشرف لي!!
لم يقل ليفي ان مبدأ صهيونيته ان اليهود «شعب الله المختار» وبقية الشعوب عبيد عندهم.ولم يقل ان هدفهم السيطرة على العالم.
ولمن يتهمنا بعقلية المؤامرة نقول:اقرأوا التاريخ جيداً لعلكم تعلمون !! |