ت | عنوان المقالة او الافتتاحية | اسم الكاتب | مكان النشر |
1 | مستقبل أكراد العراق.. الواقع والمأمول
|
أحمد المرشد
|
الايام البحرينية |
لطالما اعتبرت الدولة الكردية المستقلة هدفا لمعظم الأكراد المنتشرين في 4 بلدان، وهي تركيا وإيران والعراق وسوريا، ما يجعلها أكبر قومية دون دولة في العالم، إلا أن مستقبل أكراد العراق في ضوء الاستفتاء الجديد في 25 سبتمبر القادم، يكتب فصلا جديدا في مستقبل الشرق الأوسط. فهناك نحو 5 ملايين كردي عراقي يعيشون حاليا في منطقة الحكم الذاتي الكردية شمالي العراق، التي تتألف من 4 محافظات، هي: دهوك وأربيل والسليمانية وحلبجة. ويرافق حلم إقامة «كردستان مستقلة» هدف آخر يتمثل في الحصول على الأراضي المتنازع عليها الممتدة من مدينة سنجار في غرب الموصل، وصعودا نحو مدينة خانقين على الحدود الإيرانية، بالإضافة إلى محافظة كركوك الجنوبية الغنية بالنفط. إلا أن مساعي إقامة دولة كردية تواجهها العديد من العقبات، التي ينبغي تجاوزها على غرار تهديدها المباشر للاستقرار في منطقة الشرق الأوسط الذي لا يزال هشا. فرغم التوقعات شبه المؤكدة أن عملية الاستفتاء محسومة مسبقا، وذلك بحسب تطلعات حلم الشارع الكردي، التي تأتي بعاطفية أكثر للاستقلال، باعتبار أنهم (الأكراد) يناضلون لهذا الهدف منذ أمد بعيد، إلا أن مستقبل الإقليم يعد غامضا في ضوء التقلبات السياسية والاقتصادية التي تعصف بالمنطقة. وحال نجاح الاستفتاء، نجد أن الدولة الكردية المستقلة في العراق لن تكون مطلة على البحر، ولذلك ستعتمد على تركيا أو إيران نظرا لانفصالها عن العراق، في الوقت الذي يعتبر فيه الكثيرون أن سوريا بلد مقسّم بالفعل. فمن غير المرجح أن تدعم إيران خطط رئيس الإقليم، مسعود برزاني، لإعلان دولة كردية متاخمة لحدود مقاطعة كردستان التابعة لها (المعروفة باسم كردستان الشرقية). وتبدي الولايات المتحدة ترددها إزاء الاستفتاء، كما تأتي هذه الجهود في فترة زمنية أقل ما يقال عنها أنها سيئة، في ظل حرب مفتوحة في العراق وسوريا ضد تنظيم داعش، وتقلبات سياسية تشهدها المنطقة تحركها أصابع إيرانية تغذي الطائفية وتدعم الإرهاب. إلا أنه من المحتمل أن يعترف الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، بالاستقلال الكردي في العراق، كون الصد السني الكردي للهيمنة الشيعية في العراق قد يخدم مصالح حكومته. وبالإضافة إلى ذلك، يمكن لعداء مسعود برزاني تجاه حزب العمال الكردستاني، خصم تركيا الكردي في تركيا وسوريا، أن يشكل عنصرا آخرا لضمان قبول تركيا بمسألة إقامة دولة كردية مستقلة، برغم إعلان عدد من المسؤولين الأتراك رفضهم للاستفتاء. أما الاتحاد الأوروبي فتحفظ على إجراء الاستفتاء في إقليم كردستان، واعتبر أن مصلحة الشعب العراقي تقتضي بقاء العراق موحدا. إلا أن خبراء يرون أن الإقليم يواجه آفاقا قاتمة نتيجة الانتكاسات الاقتصادية والأمنية التي يتعرض إليها، إذ لا يزال تنظيم داعش يهدد المنطقة الكردية، بالإضافة إلى تقلبات أسعار النفط، الذي يعد المورد الرئيس لميزانية الإقليم في ظل توتر العلاقات مع حكومة بغداد، ما أدى إلى تفاقم الأزمة المالية، التي ألقت بظلالها على المؤسسات في أربيل.
وفي ظل ذلك، حاول الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبوالغيط، خلال زيارته الأخيرة إلى أربيل، إقناع رئيس إقليم كردستان، مسعود برزاني، تأجيل الاستفتاء لفترة وإجراء مفاوضات بين أربيل وبغداد برعاية من المجتمع الدولي، إلا أن برزاني رفض ذلك. فمساعي الأمين العام للجامعة العربية تأتي في إطار وحدة الأرض العربية، في ظل مآسي وتقلبات سياسية تشهدها منطقة الشرق الأوسط مرورا بالأزمة السورية والحرب على داعش، إضافة إلى زعزعة إيران لاستقرار المنطقة. ويرى مراقبون أن إمكانيات ومقومات الدولة ليست متكاملة لإعلان دولة الكرد المستقلة، فالخلافات لا تزال جوهرية بين الفصائل الكردية، بدليل إصابة البرلمان الكردي بالشلل، كذلك تردي الوضع الاقتصادي، الذي يعتمد على مساعدات الحكومة المركزية، وعدم صرف رواتب الموظفين منذ فترة طويلة. وأضافوا أن هدف الأحزاب الحاكمة في إقليم كردستان العراق من طرح الاستفتاء هو امتصاص غضب الشارع المحلي وطمأنته بأنه لا يزال يناضل من أجله ومن أجل الحصول على استقلاله، وأن ما يجري من ضغوط على المواطن، هو نتيجة للمطالبة باستقلاله، وهو بذلك ينأى، بنفسه على الأقل، عن أسباب التدهور الاقتصادي في الإقليم ومشاكله الأخرى ليحمل الحكومة المركزية في بغداد أسبابها، ومن ثم فهذه الأحزاب تحاول تقوية مواقعها وتثبت أقدامها وتزيد من تعلق الشارع بها، الذي سوف يعدها الاكفأ في قيادة الأكراد لتحقيق أحلامهم.
تصعيد يلوح في الأفق وعلى الرغم من توحد الجيش العراقي وقوات البشمركة الكردية في مواجهة الخطر المشترك المتمثل في تنظيم داعش، إلا أنه مع اقتراب زوال هذا العدو، برزت الأجندات المتناقضة لكليهما، خاصة مع لجوء أربيل إلى فتح ملف الانفصال بقوة. وتأتي جهود برزاني الهادفة إلى الانفصال عن بغداد، ضمن محاولات تشتيت الانتباه عن القضايا الداخلية في الوقت الحالي، التي تأتي على رأسها أزمة رئاسة الإقليم، وذلك بالسعي إلى تشتيت جهود معارضيه الرافضين لبقائه في منصبه، من خلال دفع قضية الانفصال إلى الصدارة كونها قضية قومية داخلية. ومن الواضح أن المواجهة الحالية بين بغداد وأربيل حول قضية الانفصال وحّدت الحزبين الرئيسين في الإقليم، وهما الحزب الديمقراطي وحزب الاتحاد الوطني، برئاسة جلال طالباني، وهو ما يصب في صالح رئيس الإقليم، مسعود برزاني، المنتهية ولايته منذ أغسطس 2015. ورغم اجتماع القوى الكردية باختلاف أطيافها على حتمية الانفصال عن بغداد، فإن بعض تلك القوى، وفي مقدمتها حركة التغيير، ترى ضرورة إيجاد أرضية وظروف مناسبة قبل الاستفتاء على الانفصال، وفي مقدمة ذلك حل أزمة الفراغ المؤسسي الحالي في الإقليم. وبشكل عام، يمكن القول إن العلاقة بين بغداد وأربيل ستكون أكثر حدة في مرحلة ما بعد داعش، في ضوء إصرار برزاني على المضي قدما نحو إنجاح الانفصال عن الحكومة المركزية، وذلك استنادا إلى الأوراق التي يملكها. ومن المتوقع في هذا الإطار أن يتزايد مسعى إقليم كردستان إلى الضغط بقوة بورقة الانفصال خلال الفترة المقبلة للحصول على أعلى مكاسب ممكنة تتناسب مع حجم الإنجاز الذي حققته قوات البشمركة في الحرب ضد داعش، والسعي إلى وضع الحكومة المركزية في موقف رد الفعل، بما يعظم من حجم المكاسب التي سيأخذها الإقليم من بغداد بعد الجلوس على مائدة التفاوض. وحال استقلال الإقليم، ستنعش خطوة أكراد العراق نظراءهم في إيران، إذ من المتوقع تكثيف الحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني (الذي يرتبط بعلاقات واسعة مع باقي الأحزاب الكردية الإيرانية المسلحة مثل حزب بيجاك) من عمله المسلح ضد النظام الإيراني انطلاقًا من مقره بجبال قنديل الواقعة على الحدود الإيرانية العراقية. ومن المتوقع كذلك أن يسعى أكراد سوريا إلى استغلال هذه التطورات للدفع نحو إقامة نظام فيدرالي في المناطق الخاضعة لسيطرتهم بشمال البلاد (مناطق روج آفا بالكردية)، والتمهيد لفرض ذلك أمر واقع على باقي الأطراف المنخرطة حاليا في الصراع السوري، سواء كانت محلية أو دولية، وطرح أنفسهم طرفا أساسيا في أي معادلة سورية قادمة. وستعطي التحركات الانفصالية لأكراد العراق دفعة ليس لأكراد المنطقة وحدهم، ولكن لطوائف أخرى في منطقة الشرق الأوسط، لمناقشة التوجه الانفصالي نفسه، ومحاولة تسويقه إقليميا ودوليا. وفي هذا الصدد من المتوقع تكثيف بعض القوى السنية العراقية من تحركاتها الممهدة للانفصال عن الدولة العراقية، والبناء على الاجتماعات الدورية المكثفة التي تقوم بها قوى سنية خارج العراق لبحث هذا الشأن. وفي ظل ما سبق، سيضيف الاستفتاء بشأن قيام دولة كردية مستقلة، الذي سيؤدي في نهاية المطاف إلى الانفصال عن العراق بحكم الواقع، إن لم يكن بحكم القانون، عنصرا متقلبًا جديدًا إلى الساحة السياسية في الشرق الأوسط. |
|||
ت | عنوان المقالة او الافتتاحية | اسم الكاتب | مكان النشر |
2 | الاستفتاء على انتهاء صلاحية احتلال العراق
|
حامد الكيلاني
|
العرب |
العراق في مفترق طرق، وشعبه رغم الويلات التي أصابته في صميم تكوينه إلا أنه يرفض الاستسلام لواقع التقسيم على أمل أن يتعافى من نكبة تسليمه إلى إيران.
محاذير ما بعد دحر تنظيم داعش لم تنتظر حتى تحرير الأراضي المتبقية في العراق، واقتصرت على مرحلة تدمير الموصل وتحويلها إلى ركام مازالت فرق الإنقاذ بإمكاناتها البدائية مستمرة في عملها لانتشال جثث المدنيين التي بلغت إلى حد الآن أكثر من 2000 ضحية منذ تاريخ انتهاء العمليات العسكرية.
بعد صفقة داعش مع الحرس الثوري الإيراني في لبنان حصل رد الفعل الواسع في الأوساط العراقية الشعبية بارتفاع الأصوات التي كانت تُستخدم للتجييش المذهبي ومجيرة لمفردات التوجه العقائدي مع ولاية الفقيه في قم وطهران. لكنها هذه المرة عبرت عن وطنيتها وانتمائها بأصوات ترفض استغفال العراقيين حيث انكشفت خفايا التدليس والتبعية المطلقة للمشروع الإيراني في العراق والمنطقة.
تجمعات كسرت حاجز الخوف خاصة من الشباب الذين فضحوا دور الأحزاب ودعاة الطائفية وجاهروا بارتباط حزب الدعوة الحاكم بإيران وتنفيذه لأسوأ مخططات تفتيت المجتمع العراقي، وبعض هؤلاء سخروا من رفع صور الخميني وخامنئي في مدن العراق ووصفوه بالإهانة الشخصية لكرامتهم.
في ظرفنا الراهن فإن أرقام القتلى من المدنيين وأسلوب التدمير الشامل يدلان على أن معظم صنوف الأسلحة لم تكن مقيدة ومنها المدفعية والطيران الحربي، بما يحيلنا إلى إعادة النظر في مهزلة احتلال الموصل وهروب الفرق العسكرية المدربة والمجهزة بتقنيات الجيوش الحديثة.
في التحليل العسكري لا مجال للتذرع بهزيمة أو تخاذل في ظروف اختلت فيها موازين القوى أو قطعت فيها الإمدادات لطول فترة المعركة أو إلى غير ذلك من مبررات محتملة في سياقات التقاليد العسكرية للحروب.
التحليل الوحيد هو الانسحاب وترك المعسكرات بما فيها. أي إن الأوامر من مقرات قيادة العمليات صدرت بعدم المواجهة، وبالتالي من المستحيل أن يكون الانسحاب إلا بأوامر سياسية؛ إذ لا يتخلى القائد العسكري داخل مقره المحصن ببساطة عن أداء أهم واجباته في اتخاذ القرار المناسب وتمريره إلى القطعات وكل ذلك لا يستغرق سوى دقائق.
هروب القادة والمقاتلين إلى كردستان بالحالة المزرية المشبوهة وتسليم مدينة الموصل يعيداننا إلى الأهداف التي تقف وراء نتائج الاحتلال، وأيضا تدمير الموصل للقضـاء على تنظيم داعـش، وهي أهـداف على اختلافها إلا أن جميع الأطراف في العملية السياسية تستغلها حسب مصالحها.
الاستفتاء على انفصال إقليم كردستان العراق ثمنه من وجهة نظر القيادة الكردية مدفوع بتضحيات أكثر من 11 ألف قتيل من قوات البيشمركة والتي فرضت السيطرة على المناطق التي حررتها من داعش في سهل نينوى.
التعجيل في الاستفتاء فرصة تاريخية ولن يفرط فيها رئيس الإقليم مسعود البارزاني رغم كل الوساطات الإقليمية والدولية والمنظمات الفاعلة، ورغم لهجة التهديدات من شخصيات كانت كردستان تمثل لها قبل احتلال العراق ملاذاً آخر يتقاسم مع إيران التربص لتوفير القناعات الدولية لاحتلال العراق.
معركة تلعفر فيها من التفاصيل ما يضع معركة الموصل على طاولة التشريح لأسباب احتلال الموصل وإذلال الجيش النظامي بهزيمته أمام هجوم تنظيم داعش بإمكاناته في يونيو 2014 وأساليبه المعروفة.
أسرار تلعفر العسكرية ستؤرخ للتهاون ليس في عدم مواجهة داعش أثناء احتلال الموصل، بل في عدم تجميع القطعات وشن هجوم مقابل سريع ومباغت خلال أيام في وضع كان فيه التنظيم مشتتا ويعاني من عدم الثبات والاستقرار.
في معركة تلعفر غابت شراسة التنظيم التي روج لها الإعلام في الموصل، وتبين أن مقاتليه يفضلون الأسر مع تخليهم عن استخدام المدنيين كدروع بشرية. تبعتها صفقة داعش في جرود عرسال اللبنانية لتجرد لنا التنظيم من الصدمة والترويع.
هل الاستفتاء على انفصال إقليم كردستان خطوة استباقية لنتائج الانتخابات العراقية القادمة وتوقعات استغلال مرحلة ما بعد تدمير الموصل، وهي مدعمة كذلك بالتضحيات التي ينتفع منها ائتلاف دولة القانون وزعيم حزب الدعوة الحاكم نوري المالكي الذي يرسخ الدور السياسي لميليشيات الحشد الشعبي.
نوري المالكي بصريح العبارة يقود المشروع الإيراني في العراق بما يقترب من المناصفة مع قاسم سليماني وحاشية عقائدية مرتبطة تماماً بالمرشد خامنئي. المالكي طلب مؤخراً من حيدر العبادي رئيس الوزراء الحالي الدخول في الانتخابات المقبلة بقائمة واحدة.
تطويق الاستفتاء بالتصريحات والرفض والتهديد المعلن من ميليشيات الحشد الشعبي، مع التشنجات والقرارات التي لن تزيد الأحزاب والفصائل الكردية إلا تقارباً فيما بينها رغم الخلافات بين الحزبين الرئيسيين، ومفارقة داعميهم سواء إيران أو تركيا مع علمنا أنهما رافضتان للاستفتاء إلا أنهما لاعبان أساسيان في كفة التوازنات الجيوسياسية على اعتبار الحدود لكل من أربيل والسليمانية مع كلا الدولتين يضاف إليها تاريخ العلاقة وتأثيرها على الاستفتاء أو تأجيله.
توازنات الدولة العظمى، الولايات المتحدة، لا يمكن إنكارها، وروسيا كذلك فهي تتحكم في الملف السوري ومستقبله. أميركا متواجدة في كردستان العراق. تركيا لن تقف مكتوفة الأيدي تجاه واقع المتغيرات في كركوك.
إيران على ثقة من أن إرادة العراق السياسية محتجزة لمشروعها، وعلى هذا الأساس تتصرف مع إقليم كردستان كإرادة لدولة مجاورة لها خصوصيتها مع قضية الأكراد زائداً دور الأدوات الإيرانية في العراق من أحزاب وكتل برلمانية وحرس ثوري بأزياء الحشد الشعبي، أي إنها مستعدة لخوض الحرب بدماء عراقية طبعاً ومن كل الأطراف.
مبررات الاستفتاء فيها العديد من التناقضات لكنها لا تنتقص من حق الأكراد في تقرير المصير كباقي شعوب العالم. التجربة السياسية في العراق وعلى مدى 14 سنة مؤكد لا يمكن البناء عليها. تبديد في الثروات وخروقات في الدستور وحقوق الإنسـان والتغيير الديموغرافي المـذهبي جليٌ في العراق. وكلها تجارب أدت إلى احتضان كردستان لنسبة نزوح تتجاوز طاقتها، في وقت رفضت فيه السلطة الحاكمة في بغداد استضافة سكان المدن المنكوبة ولم تفتح أبوابها لهم وجسر بزيبز شاهد على المأساة.
العراق في مفترق طرق، وشعبه رغم الويلات التي أصابته في صميم تكوينه إلا أنه يرفض الاستسلام لواقع التقسيم على أمل أن يتعافى من نكبة تسليمه إلى إيران.
نعتقد أن الاستفتاء في وجه آخر هو صدمة تقترب من صدمة الاحتلال لكن في اتجاه تعافي العراق ويقظته وعودة ذاكرته، وذلك لا علاقة له بالسياسيين بل له علاقة بالشعب العراقي عرباً وأكرادا وتركماناً وأيزيديين، وأديانا ومذاهب وطوائف.
الاستفتاء نداء لثورة شعبية يتضامن فيها العراقيون لمحاسبة 14 سنة من هدر الدم والكرامة والسيادة وتعميم الفوارق بين أبناء الوطن الواحد. هل كان في العراق من يكره أخاه المواطن لقوميته أو دينه أو عرقه أو مذهبه؟ التعايش سمة أهل العراق ولنا في كل أسرة مثل.
المدن المدمرة، وأهلنا في الخيام، ومجزرة سبايكر، واختطاف الآلاف، والفساد المالي والسـرقات، والعصابات والميليشيات، وصفقة داعش، وصور خامنئي والخميني في شوارع العراق، والفقر، والأزمات المتتالية، والتحريض على العنـف، والمقـاتلون خارج الحدود، وملايين اللاجئين في دول العالم، وكركوك نارنا الأزلية، تلك النار التي كانت لسنين طوال عنواناً لرسائل الحب.
الاستفتاء على انفصال إقليم كردستان عن العراق هو هزة ضمير لكتابة تاريخ انتهاء صلاحية العملاء والخونة وتجار الدم والفتن والحروب ومشروع إيران. |
|||
ت | عنوان المقالة او الافتتاحية | اسم الكاتب | مكان النشر |
3 | أكراد العراق.. عقبات أمام استفتاء الانفصال
|
إيلي ليك
|
واشنطن بوست |
إنها قصة مجموعة عرقية تسعى لتقرير مصيرها في منطقة الشرق الأوسط. وسبق لقادتها أن أعلنوا رفضهم واستنكارهم لكل الممارسات الإرهابية، وتحارب ميليشياتهم الآن إلى جانب جنود وضباط الولايات المتحدة. وعندما لم تتورع الدول المجاورة لهم عن بناء ترساناتها من أسلحة الدمار الشامل، كانوا منشغلين ببناء برلمانهم وجامعاتهم وتطوير البنى التحتية الضرورية لقيام دولتهم المستقلة. وكانوا ينشدون الاستقلال ويتطلعون إليه عبر الطرق المشروعة التي يضمنها لهم دستور البلد الذي يعيشون فيه.
أنا بالطبع أتحدث عن أكراد العراق. وهم الذين سيصوتون يوم 25 سبتمبر على استفتاء لإعلان دولتهم المستقلة. ويمكن للمرء أن يتصور بأن الولايات المتحدة سوف تنظر إلى الأكراد باعتبارهم القوم الأكثر جدارة بأن تكون لهم دولتهم المستقلة في منطقة لا يتم فيها تحقيق تقرير المصير السياسي للشعوب إلا عن طريق العنف. إلا أن إدارة ترامب عملت بدأب على ثني حكومة كردستان العراق عن فكرة منح شعبها فرصة التصويت على حقه في الاستقلال.
ويتعلق الموقف الأميركي الرافض لإجراء الاستفتاء على حق تقرير المصير بشكل أساسي بعامل التوقيت وفقاً لما يقوله مسؤولون أميركيون وأكراد. وذلك لأن التصويت على الانفصال عن العراق يمكن أن يضعف موقف رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي في وقت أثبت فيه أنه كان سياسياً مفيداً في الحفاظ على تماسك العراق وهو الذي قاد الحرب ضد “داعش”.
وهناك ما هو أكثر من هذا وذاك. لأن من شأن الاستفتاء الكردي أن يُقحم العراق في دوامة من الخلافات حول الحقوق السيادية على العديد من الأراضي والمناطق مثل جبل سنجار ومدينة كركوك الغنية بالنفط والتي يفترض فيها أن تختار بين البقاء جزءاً من العراق أو أن تصبح جزءاً من الدولة الكردية المستقلة. ولا شك أن الطلب من المواطنين التصويت على الاستقلال في مناطق تشهد خلافاً حول الأحقية في السيادة عليها يمكن أن يمثل وصفة جاهزة وناضجة لإثارة المشاكل والمتاعب وفقاً لما يراه دبلوماسيون أميركيون. وهم الذين طالبوا الأكراد بإعادة النظر في قرارهم المتعجل بإجراء الاستفتاء.
وقال لي المحلل السياسي الخبير مايكل روبين أن الاستفتاء الكردي “سيتم إجراؤه بناء على دوافع خاطئة”. وأضاف إلى ذلك قوله بأن القرار الذي تم اتخاذه بإجراء الاستفتاء في مناطق متنازع عليها مثل كركوك وغيرها “سوف يؤجج الصراع في المنطقة”، وسوف يشهد إقليم كردستان حرباً مفاجئة تنشب على حدوده.
وبالرغم من الإعلان عن كل هذه المحاذير والاعتراضات إلا أن ذلك لم يثنِ الأكراد عن قرارهم بإجراء الاستفتاء في موعد حددوه بأنفسهم. ويُذكر في هذا الصدد أن الدستور العراقي وعد بإجراء مثل هذا الاستفتاء إلا أن القادة الأكراد هم الذين فضلوا تأجيله لبضع سنوات.
وقال لي عزيز أحمد مستشار مسرور برزاني الذي يشغل بدوره منصب المستشار الأمني في حكومة إقليم كردستان العراق بأن كبار الوفود الكردية التي سافرت إلى واشنطن وبغداد طلبت من الولايات المتحدة بعض الضمانات مقابل إظهار بعض المرونة في المواقف. وأضاف: “قلنا لهم بأنه لو كانت لديهم اعتراضات على التوقيت، فليقدموا لنا ضمانة رسمية بأن يتم الاستفتاء في الموعد الذي يرونه مناسباً. ولكنه لم يفعلوا ذلك”.
وبدلاً من أن يتعامل الرئيس دونالد ترامب مع هذه القضية باعتبارها مشكلة تبحث عن حل، فلقد وجد في الاستفتاء الكردي فرصة. وهو يرى أننا هنا بصدد أقلية عرقية فعلت كل ما طلبناه منها للتمهيد لإقامة دولتها. ويمكنك أن تقارن ها الموقف بموقف الفلسطينيين الذين أهدروا مليارات الدولارات من المساعدات وسنوات طوال من اهتمام المجتمع الدولي ولكنهم ما زالوا يفتقرون للمؤسسات السياسية الكفؤة كالتي نجدها في أربيل عاصمة إقليم كردستان العراق.
وقال لي وزير الخارجية السابق لكل من العراق وإقليم كردستان العراق هوشيار زيباري: “نحن نسمع ما يتردد كل يوم من تصريحات حول حل الدولتين وحق تقرير المصير للفلسطينيين. وفي الوقت ذاته، نسمع المسؤولين الذين يقولون لنا بأنه ليس في استطاعتنا إجراء استفتاء حول رغبة الأكراد في أن يكون لهم وطنهم المستقل. إنها بحق ازدواجية في المعايير”.
ولا شك بأن هناك فوارق مهمة بين الحالتين الفلسطينية والكردية فيما يتعلق بمطلب الحصول على الاستقلال. وذلك لأن الأكراد ليسوا عرباً، ولم يحصلوا على أي دعم قوي من الدول العربية في المنطقة كالذي حظي به الفلسطينيون. |
|||
ت | عنوان المقالة او الافتتاحية | اسم الكاتب | مكان النشر |
4 | استفتاء كردستان بداية تقسيم العراق وباقي البلدان !! | أحمد بودستور
|
الوطن الكويتية |
هناك مثل إفريقي يقول (إذا لم يسمع الأصم صوت الرعد فإنه سيرى حبات المطر) والعالم سوف يرى قريبا ولادة دولة كردية وهو حلم قديم على وشك أن يتحقق في يوم 25/9 وهو تاريخ الاستفتاء على استقلال كردستان العراق الذي هو بداية تنفيذ سايكس بيكو الجزء الثاني. البرلمان العراقي عقد جلسة يوم الثلاثاء الماضي وأعلن رفضه للاستفتاء داعيا رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي إلى التحرك لمنع الاستفتاء بالطرق الممكنة وهو الذي صرح في مؤتمر صحفي في مدينة الناصرية مؤخرا أنه لن يسمح بتقسيم العراق في إشارة إلى استفتاء كردستان العراق وحذر من اندلاع حرب أهلية في حال إعلان كردستان الانفصال عن العراق وهو لاشك قرار خطير سوف تكون له تداعيات مدمرة. هناك دول إقليمية ترفض رفضا قاطعا استفتاء كردستان العراق لأنه لا يهدد وحدة العراق فقط ولكنه يهدد أيضا وحدة الدول التي توجد بها أقليات كردية وهي سوريا وإيران وتركيا وقد كان هناك تحذير شديد اللهجة من تركيا أن الجيش التركي سوف يستخدم القوة إذا دعت الحاجة لذلك في حال إصرار القيادة الكردية على إجراء الاستفتاء في موعده مما ينذر بنشوب حرب جديدة في المنطقة يكون طرفها حلف تركي إيراني من جهة وقوات البيشمركة الكردية مدعومة من دول تشجع على تقسيم الدول العربية وفي مقدمتها الكيان الصهيوني من جهة أخرى ولايخفى على أحد العلاقة المميزة بين كردستان من جهة وإسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية من جهة أخرى . إن موقف الولايات المتحدة الأمريكية من استفتاء كردستان ليس الرفض وإنما التأجيل إلى أن يتم القضاء على تنظيم كلاب النار داعش وهي فترة قد لا تطول أو تزيد عن سنة واحدة لأن داعش يلفظ أنفاسه الأخيرة وعلى وشك الانهيار . الجدير بالذكر أن المفكر اليهودي الانجليزي برنارد لويس قدم وثيقة حول تقسيم العالم العربي الكونغرس الأمريكي في سنة 1982 وقد تمت مناقشتها والموافقة عليها وبدأ تنفيذها بتقسيم السودان إلى دولتين وقد كان الهدف من ثورات الربيع العربي الذي أطاح بعدة أنظمة عربية هو تنفيذ وثيقة برنارد لويس التي تم التسويق لها بمسمى الشرق الأوسط الكبير والفوضى الخلاقة حيث تصدر المشهد السياسي التنظيم الدولي للإخوان المسلمين كبديل للأنظمة العربية ولو نجح حكم الإخوان في مصر لكان اليوم هناك واقع آخر ولكن ثورة 30 يونيو 2013 للشعب المصري أطاحت بحكم الإخوان ولاشك أن استفتاء كردستان العراق هو إحياء لمخطط تقسيم العالم العربي الذي جرى تعديله ليكون الأكراد هم رأس الحربة في المؤامرة. وليس التنظيم الدولي للإخوان المسلمين الذي تعرض لضربة موجعة ولكنه مازال مدعوما من دول مثل تركيا وقطر. إن العالم العربي يمر في حالة من العجز والضعف والتشرذم وصلت إلى دول الخليج التي كانت تمثل نموذجا ناجحا للتعاون بين الدول العربية بسبب الأزمة الخليجية التي تكاد تعصف بمجلس التعاون الخليجي والأرضية والظروف مهيئة للتقسيم في كل من العراق وسوريا ولو لم تحدث معجزة لمنع تنفيذ وثيقة اليهودي برنارد لويس والذي لازال على قيد الحياة سوف يكون القادم أسوأ بكثير وسوف تعم الفوضى والحروب الطائفية التي يقوم بتنفيذها النظام الإيراني بالتنسيق مع الكيان الصهيوني برعاية أمريكية وروسية فهل يصحو العرب من سباتهم قبل أن يقع الفأس بالرأس وبعدها لا ينفع الندم والتاريخ لا يرحم الضعفاء . |
|||
ت | عنوان المقالة او الافتتاحية | اسم الكاتب | مكان النشر |
5 |
داعش ” سيثأر
|
زهير ماجد
|
الوطن العمانية |
لن يكون مفاجئا الجنون المتوقع لتصرفات ” داعش ” في جميع انحاء العالم باستثناء اميركا طبعا .. التنظيم الذي خسر وجوده المادي في المنطقة التي زرع فيها، لن يتهاون في شن حرب على مدن وعواصم .. هو الثأر الذي لايملك التنظيم غيره، ومن مهماته في هذا الصدد، تطيير رسائل الى الجميع انه مازال على قيد الحياة، وان ماجرى له من خسارة في سورية والعراق ولبنان يمكن تعويضه بعمليات ذات طابع ينم عن حضور يائس. عملية ذي قار في العراق بداية المسلسل الذي قد لايتوقف .. تنظيم بهذا الحجم الكبير لايمكن له ان يحاصر او يختنق، سرعان مايفتش عن وسائل تهوية ومنافذ يتحرك منها، وقد بات معلوما الدلع الذي لحقه من اماكن كثيرة أرادت له أن يربح الأرض العربية واستعدت أن يكون بديلا عن أنظمتها. ومثل ” داعش ” التنظيمات الأخرى وفي طليعتها هيئة تحرير الشام، التي بات وضعها ميؤوسا هو الآخر، اثر تفكيكها بانفصال جبهات متعددة عنها فعادت الى ماكانت عليه من ” جبهة النصرة ” .. فماذا يفعل زعيمها الجولاني وقيادته، خصوصا وان المعلومات تفيد ان تركيا تبيع وتشتري في ادلب، وان الاتجاه السائد ان لاتحصل معارك في المدينة بل تتم تسوية سياسية يتم بموجبها تسليم المدينة الى الدولة السورية. فهل ندخل واقعا جديدا في سورية والعراق، وتبدأ رحلة الالف ميل نحو تسوية شاملة كاملة، ليقال لاحقا ان اللعبة انتهت وان سورية انتصرت كما قال السفير الأميركي السابق في سورية روبرت فورد. وأن الدراسات تجري حول البحث في أوضاع المسلحين الذين من المفترض أن يعودوا إلى بلادهم، وأن يستسلم السوريون لدولتهم مثل من سبق منهم، وذلك الاتجاه لابد ان تقوم به تركيا كونها الراعي لهم خلال كل الأزمة التي عاشتها سورية. بعد سقوط دير الزور بدأ ” داعش ” يعيش التوهان بحثا عن ملاذات آمنة، ربما تمكن الاميركي من ايجادها، اذا كان المطلوب كسر هذا التنظيم ، فهنالك خطة للاحتفاظ بمقاتليه ورعايتهم من اجل مستقبل آخر لهم. العيون على أدلب كونها مركز تجمع كبير لآلاف المسلحين من كل الأجناس والتنظيمات التي استقبلت قبل مدة مطربة سورية قامت بتقديم حفلات غنائية لهم من اجل الترفيه عنهم، تماما كما استقبلوا خلال السنوات الماضية فتيات عربيات تحت مفهوم ” جهاد النكاح”. تهتز الارض تحت ارجل المسلحين الارهابيين او ممن تبقى منهم في سورية والعراق .. وبعد خسائرهم الفادحة، لابد من التنبه الى ماقد يقومون به من عمليات انتحارية يائسة في العديد من الاماكن العالمية والعربية. المطلوب وعي هذه المرحلة، بما هي عليه من يأس التنظيم وادراكه ان خير وسيلة لايصال رسائل الى العالم بانه بخير سوى القيام بعمليات معنونة. ننطلق في ذلك من قراءتنا المنطقية لطبيعة هذا التنظيم بالذات وغيره من التنظيمات المفلسة ايضا. الارهاب لايقتنع بانه الى نهاية طالما ان ذراعه طويلة ويمكنها ان تصل إلى أي مكان تخطط لاقتحامه .. ولسوف لن تكون اوروبا بالذات بمنأى عن عمليات شبيهة بما جرى في السابق، ان دهسا، او تفجيرا، او طعنا بالسكاكين، او بالرصاص وغيره مما قد يتفتق عنه العقل الارهابي الداعشي.
|
|||
ت | عنوان المقالة او الافتتاحية | اسم الكاتب | مكان النشر |
6 | كيف سيردّ الأكراد على رفض بغداد الإستفتاء على إستقلالهم؟
|
كريم حسامي | الجمهورية اللبنانية |
«واشنطن مصممة على قيام دولة كردية تضم جميع أكراد المنطقة» انطلقت عمليةٌ عسكرية لطرد تنظيم «داعش» من آخر معاقله في العراق، حيث لن يكون له وجودٌ في البلاد سوى من خلال خلايا متفرّقة، توازياً مع بدء العدّ العكسي للاستفتاء على استقلال كردستان المقرَّر إجراؤه في 25 أيلول الجاري والذي أدّى وسيؤدّي إلى موجةِ غضبٍ عارمة في كل الدول المحيطة الرافضة له، باستثناء إسرائيل. وفي السياق، أكّد الأستاذ المحاضر في العلاقات الدولية الدكتور وليد الأيوبي لـ«الجمهورية» أنّ «كل عملية تغيير في المبدأ تحمل معها ارتباكاً، فكيف إذا كان التغييرُ يتعلّق بمصير شعب وأمّة ودولة إلخ.»، مضيفاً أنّ «هذا الاستفتاءَ ليس نزهةً بل هو محطة مهمة جداً في مصير الشعب الكردي في العراق، ولذلك هناك إرتباكٌ وقوى سياسية تخشى من النتائج وأخرى مصمِّمة على الانخراط في هذه التجربة».
وتابع أنّ «المواقف تتمحور حول هاتين الفكرتين، لكنّ هناك موقفاً ثالثاً يطلب التأنّي والتروّي»، وأشار الأيوبي إلى أنّ «القوى السياسية المتردّدة تُبرّر موقفَها بمعارضة القوى الإقليمية لاستقلال كردستان، فمن جهة تخشى تركيا أن تنتقل عدوى الاستقلال (الحالة السياسية الجديدة) إلى كردستان تركيا، ما يُهدّد مصيرَ الجمهورية التركية من أساسها، وهذا ما يُفسّر مصير الموقف التركي الرافض للاستفتاء».
لافتاً إلى أنّ «الأكراد في تركيا يُشكّلون نحو 20 في المئة من عدد السُكّان وموجودون على رقعة جغرافية حسّاسة جداً جيو – سياسياً ومن ناحية الموارد الطبيعية إلخ»، مشدّداً على أنّ «الشيء نفسَه من جهة ثانية ينسحب على الحالة الإيرانية على الضفة الأخرى من حدود كردستان، وإيران أيضاً تخشى على نفسها من أن تتطوّر هذه التجربة فينجذب اليها أكرادُ إيران، ما يُهدّد الدولة الإيرانية بالتفكك».
أمّا الخوف الآخر، فهو من سلطات بغداد التي ترفض هذه التجربة، ورفض البرلمان العراقي للاستفتاء دليلٌ على ذلك، لأنّ هذه التجربة ستحرم هذه السلطات من كتلة سُكّانية ديموغرافية مهمة وواسعة جداً في المعادلة السياسية والاقتصادية والمالية، وفق ما أفاد الأيوبي.
وأوضح أنّ «الاستقلال سيحرم السلطات العراقية من الموارد الطبيعية، ولا سيما عندما ندرك أنّ هناك خلافاتٍ حول كركوك بين بغداد وأربيل وبين أنقرة أيضاً التي يُقال إنّ لها مزاعم جغرافية في المحافظة».
واعتبر أنّ «النظام السوري متردّدٌ علماً أنّ أكرادَ سوريا هم ضدّ الانفصال الكامل عن سوريا ويفضّلون الفدرالية التي تُوفّر لهم كينونةً وحيثيةً مستقلّة في النظام السياسي المقبل».
موافقةُ إسرائيل
وفي السياق، لفت الأستاذ المحاضر في العلاقات الدولية إلى أنّ «ما يستوقفنا هو معارضة كل الدول ما عدا إسرائيل على الاستفتاء، ووراءها الولايات المتحدة لأنّ الغرب مواقفه متباينةٌ في هذا الخصوص (فرنسا عارضت)»، مضيفاً أنّ «واشنطن تدعم الأكراد الذين هم حصان أميركي يلقى كل الدعم، وتأجيل الاستفتاء (مثلما تمّ طرحُه من أميركا والأمم المتحدة وبريطانيا) لا يعني تأجيل الفكرة، بل تأجيل الآلية التي يتم العملُ بموجبها عندما يريدون، غير أنّ هذا سيحصل والأميركيون مصمّمون على الذهاب إلى الآخر في الوقت المناسب».
وقال إنّ «الأميركيين يخشون كل الدول المجاورة، من الأتراك الذين لهم طموحات في المنطقة وهم جزءٌ من امبراطورية كبيرة مثلهم مثل الإيرانيين، ويعرفون أنّ العرب لا يمكن تطويعهم بسهولة». وأضاف أنّ «واشنطن ليس لديها سوى الحصان الكردي للاعتماد عليه وقد يكون مخلصاً لهم إذا تكوّنت دولتهم، ويصبح لها على ضفاف الفرات حليفٌ آخر غير إسرائيل»، مكرّراً أنّ «واشنطن مصمِّمة على قيام دولة كردية تضمّ جميع أكراد المنطقة على المستوى الاستراتيجي بعيد المدى».
وأكّد أنّها «تعتمد سياسة الخطوة خطوة، حيث تبدأ في العراق وتنتقل إلى دول أخرى لاحقاً لإنشاء الدولة الكردية المنتظرة»، موضحاً أنّ «أميركا تُمسك العصا من النصف لمجاراة بعض الدول، ولأنّها لا يمكنها خسارة أنقرة التي هي حليف مهم في المنطقة».
إلى ذلك، لفت إلى أنّ «ما يحصل ليس مناورةً عسكرية أو اختلافاً في وجهات النظر، بل إنه نزاعٌ وجودي حيث تستعمل جميع الأطراف كل الأدوات السياسية والديبلوماسية والعسكرية للحفاظ على وجودها»، مشيراً من جهة أخرى إلى أنّ «أيَّ تدخّل عسكري من أيّ جهة سيقلب كل المعادلات، حيث ستتمّ مثلاً إقالة حكومات وتنصيب أخرى حليفة وترفض الاستفتاء».
|