مقومات نجاح الأحزاب السياسية

 
     كثرت في السنوات الأخيرة التنظيمات والأحزاب السياسية في وطننا العربي ويمكن في العراق نموذج لكثرتها فقد تجاوزت المائتي حزب وقد يكون ذلك امر غريب عند البعض ولكني اراه طبيعي لأننا في بداية تشريع قانون الأحزاب والتنظيمات السياسية رقم 36 لسنة 2015م ومن حق أي مجموعة من الأشخاص ان يؤسوا حزباً سياسياً طالما توافرت فيهم شروط التأسيس التي اقرها قانون الأحزاب والتنظيمات السياسة وقد تستمر هذه الحالة لسنين طوال الى ان تستقر أحزاب معينة ومعدودة.  وأي عمل يحتاج الى مقومات للاستمرار والنجاح وستنجح مجموعه أحزاب بعدد أصابع اليد للأسباب ممكن ان ندون أهمها: –
1-  وجود (النظام الداخلي) المفصل والمفعل. لا ان يكون نظام شكلي فقط لأجل استكمال شروط تأسيس الأحزاب فهناك أحزاب لديها نظام داخلي لكنه مركون في الرفوف والأمين العام للحزب او رئيس الحزب هو من يأخذ كل الصلاحيات ويبقى يقود الحزب طول حياته او يورثه لمن يريد. وهذا سبب رئيس في تفكك الأحزاب وعدم قبولها من افرادها قبل الاخرين.
2-  البرنامج السياسي ومشروعهم المستقبلي. لابد لأي حزب سياسي أن يكون له مشروع متكامل مفصل يوضح فيه مبادئ الحزب وأهدافه وسبل تحقيق هذه الأهداف بحيث تكون قابله للتنفيذ وفق الدستور والقوانين النافذة حتى وان كان بعض القوانين يشوبها الخلل.
3-  تطرح مشروعها السياسي وبرنامجها الانتخابي بمؤتمر عام يشارك فيه مجموعة من النخب والأكاديميين وهذا الامر يعزز مكانة الحزب ويزيد من كفاءة البرنامج وزيادة مؤيديه.
4-  يقود الحزب سياسيين مخلصين اكفاء (استأجره ان خير من استأجرت القوي الأمين) فقادته يجب ان يكونوا ذوي علم وخبرة وأمناء ولا يمكن ان تشوبهم شائبة الفساد سواءً المالي او الإداري وهذه من مفسدات ديمومة الأحزاب السياسية واهم أسباب قلة مؤيديها.
5-  يؤمن الحزب بالممارسات الديمقراطية ((قادة ومنتسبين) في كل مؤسسات الحزب ومكاتبه وان يكون معيار تسلم أي منصب هي الكفاءة والإخلاص لا المحسوبية. وكل ذلك يدون في النظام الداخلي للحزب. وتفصل اليات الانتخاب واختيار المناصب.
6-  النزول الى الميدان والاقتراب من المواطن وكسبهم بالتواجد بين اوساطهم وعدم التعالي او الانزواء. فقرب القيادة من القاعدة الجماهيرية يعطيهم امل بأن هؤلاء يسعون لإيصال معاناتهم والاهتمام بها لحلها.
7-  يؤمن الحزب بالدستور والعملية السياسية والقوانين النافذة والتداول السلمي للسلطة والفصل بين السلطات وبدولة المواطنة.
8-  يجب على الأحزاب السياسية عدم تسييس الجيش والشرطة وجميع القوات والأجهزة الأمنية واعتبار هذه القوات هي الحارس الأمين للوطن والمواطن لا للأحزاب او قادتها.
9-  الاهتمام بالواقع لا ان يأخذهم الخيال للوصول الى اهداف الحزب وتمكينه من الوصول الى السلطة. دون ان يحقق شيء على ارض الواقع.
10-               اجتناب التهريج والكلام الممل فأن ذلك يبعد عنك حتى مناصريك.
11-               الواقعية في القدح والمدح … فالإنصاف من خصومك ومؤيديك بحيث لا يكون مبالغة في مدح أصدقاء الحزب أكثر من اللازم او قدح وذم معارضيه أكثر من المعقول فسعة الصدر مطلوبة والكلام بحدود مطلوب.
12-               يجب ان تكون لدية خطة انتخابية واسعة وبضمنها تفصيل دقيق لاختيار المرشحين واعدادهم الاعداد التام فهم واجهة الحزب بعد الفوز وهم من يسلط الضوء عليهم وعلى انجازاتهم وكفاءتهم في أداء المهام التي وكلت لهم وايدهم جمهور الناخبين للحزب. فأن لم يحسن الاختيار سيؤدي الى تقليل المناصرين وعزوف الناخبين لتأييدهم في الدورة الانتخابية القادمة.
13-               ليعلم قادة الحزب انه لا يمكن  ان يحكم لوحده دون التارز والائتلاف مع أحزاب أخرى وهذا يحتاج حكمة بالغة في التعامل بين أعضاء الحزب ومؤيديه من جهة وبين قادة الحزب والأحزاب الأخرى من جهة ثانية وكذلك كيفية وصول رسالة مطمئنة للمواطن او الناخب المؤيد. وهذا يحتاج حنكة سياسية من القادة لإقناع المؤيدين لهم والمؤتلفين معهم.
14-               ان يكون الحزب وعاءً سياسياً يحتاجه المواطن للدفاع عن حقوقه وان يكون صوت الناخب في البرلمان او المجالس المحلية. او في الحكومات المحلية او الوطنية.
15-               ان يكون جميع قادته من ذوي الخبرة والكفاءة وتربطهم بالناخب علاقات قبل الانتخابات وبعدها وان لا يعطوا وعود غير قابلة للتنفيذ وهذا مما يضعف مؤيدو الحزب ويقلص ناخبيه في الدورات القادمة.
16-               دقة الإدارة والتنظيم داخل مؤسسات الحزب تعطي شعور بأن هؤلاء قادرون على إدارة حكومية محلية او وطنية اما ان كان هناك خلل في الإدارة وسوء في التنظيم فقد يصبح منفر حتى من مناصري الحزب وقد ينتهي في الاخر حتى وان كان اخلاص في النوايا.
17-               ان يكون قراراتهم وبالأخص المصيرية بالمشورة لا ان يستأثر الأمين العام او مجموعة مقربة منه قرارات الحزب فالمشورة تشعر الجميع بأنهم سواسية وبأن اراءهم محترمة وقد يكون تنصل كثير من المرشحين بعد فوزهم بسبب تسلط قادة الأحزاب او عدم وجود مشورة بينهم.
18-               دراسة حالة فشل الأحزاب واعداد ورقة بذلك وعقد اجتماع موسع لتدارك الأخطاء وإيجاد الحلول الناجعة وعدم تكرار الخلل.
19-               الاهتمام الواسع بشريحة الشباب والشابات فهم اعلى نسبة بين الناخبين وأقلهم تمثيلا في المجالس المحلية او البرلمانية والسعي لتقليل سن الترشيح الى 20 سنة بدل من 30 سنة في معظم البلدان العربية.
 
 
                                                             سعد الراوي