ثلاث مقالات عن العراق بالصحف العربية يوم الاحد

ت عنوان المقالة او الافتتاحية اسم الكاتب مكان النشر
2 السعودية والعراق من القطيعة إلى الأخوة محمد هزاع المطيري

 

 القبس الكويتية
  

 

يبدو أن المملكة العربية السعودية بدأت تقود عملية تحول كبيرة في المنطقة، والشواهد على ذلك انطلقت من العراق، حيث شهدنا خلال الايام القليلة الماضية حركة زيارات غير معتادة لكبار المسؤولين العراقيين وآخرين من رجال الدين وزعماء أحزاب للمملكة، ونتجت عن هذه الزيارات تفاهمات تتعلق بالاستثمار والتبادل التجاري وتفاهمات أخرى سياسية تتعلق بزيادة عدد البعثات الدبلوماسية السعودية في العراق.. ونقول انها غير معتادة، لأن العراق بعد سقوط النظام البائد عاش فراغاً كبيراً استغلته دول جارة له لبسط نفوذها، وهنا نتحدث عن ايران التي وجدت في عراق ما بعد صدام مدخلاً وجسراً لها لتوسيع سيطرتها والوصول نحو ضفاف المتوسط، وهو ما تحقق الى حدٍ ما، خصوصاً بعد اندلاع الثورة السورية وتدخل إيران بشكل مباشر فيها، متخذةً من العراق قاعدة انطلاق لميليشياتها التي تحارب في سوريا.

نعم، إنها زيارات غير معتادة، لكنها فتحت باب الأمل لعودة العراق إلى مكانه الطبيعي العربي.

وهنا لا يمكن أن نخفي أيضاً الدور الأميركي في عهد الرئيس السابق باراك أوباما في تعزيز النفوذ الإيراني في العراق، الذي بموجبه ابتعد العراق مسافات عن دوره العربي المعهود. فالسياسة الأميركية آنذاك، وبشكل غير مباشر، ترجمتها قرارات سيئة، كان أبرزها سحب أكثر من مئة ألف جندي أميركي كانوا متواجدين في أغلب المحافظات العراقية ويحفظون الأمن فيها، وارتأت وقتها إدارة أوباما الانسحاب لتخفيف الأعباء المالية والتقليل من خطر الهجمات ضد جنودها، مما سهل لإيران أن تملأ فراغ الأميركان.

ومنذ ذلك الحين كانت القطيعة كبيرة بين السعودية من جهة والحكومات المتعاقبة في العراق من جهة أخرى، بل وظلت هذه الحالة مستمرة من دون مبادرات لإحيائها، وبالأخص في عهد رئيس الوزراء العراقي السابق نوري المالكي، الذي تولى رئاسة الحكومة لفترتين متتاليتين أدت إلى زيادة الفجوة بين البلدين رغم القطيعة.. ولكن ومع التجربة العراقية المريرة التي مر بها خلال تلك الفترة، فإننا نجد اليوم حكومة عراقية تتطلع نحو العودة إلى عهدها العربي السابق، لكن هذه المرة من بوابة الخليج، وهو ما تمت ترجمته وتوّج بالزيارة الكبيرة من قبل رئيس الوزراء حيدر العبادي إلى المملكة ولقائه بخادم الحرمين، حيث كانت الزيارة بمنزلة فاتحة خير لبناء علاقات جديدة ومتينة وستكون قاعدة لاستعادة العراق دوره في المحيط العربي.

ويبدو أن القيادة الشابة في المملكة والمتمثلة في ولي العهد قد بدأت تعمل على بناء سياسة تحوّل جديدة وبصورة مختلفة عن السابق من خلال جمع أطراف شيعية عراقية عربية كان يعتقد أن لديها ميولاً إيرانية أو أن الظروف أجبرتها على التمترس خلف النفوذ الإيراني في بلدانها، وتبين لاحقاً أن تلك الأطراف لديها من العروبة ما يكفي لأن تتخلى عن المشروع الإيراني الخطير ولديها القناعة والاستعداد للوقوف مع دولها ومحيطها العربي ضد مشروع التمدد الفارسي الذي جربت ناره الحارقة.

لذا نعتقد أن الزيارات الماراثونية العراقية للمملكة ستبشر بالخير وستحقق النتائج الإيجابية للعراق وللخليج وللدول العربية.

 

 

ت عنوان المقالة او الافتتاحية اسم الكاتب مكان النشر
3   العرب السنة بين مطرقة الأكراد وسندان الحشد الشعبي !!  أحمد بودستور   الوطن الكويتية
  

العرب السنة في العراق وسوريا عموما وخاصة في مدينة كركوك في العراق ومدينة الرقة في سوريا ينطبق عليهم المثل القائل (كمن يستجير من الرمضاء بالنار) فهناك تطهير عرقي يمارسه كل من الأكراد وكذلك الحشد الشعبي بتهجيرهم من المدن التي يسكنون بها إلى حيث الخيام في الصحاري ومواجهة المرض والجوع والبرد والهدف واضح هو تغيير التركيبة السكانية وشطب العرب السنة من المعادلة السياسية في سوريا والعراق حيث الصورة أوضح .

مدينة كركوك بعد مدينة الموصل يبدأ فيها التطهير العرقي للعرب السنة فقد قام الحشد الشعبي والمليشيات الشيعية الأخرى في ترحيل العرب السنة من الموصل بعد طرد كلاب النار داعش منها وقوات الأمن الكردية بدأت قبل أيام بترحيل العرب السنة من مدينة كركوك لإحلال أكراد مكانهم تمهيدا للاستفتاء الذي سيجري في إقليم كردستان قبل نهاية السنة ويشمل مدينة كركوك.

الجدير بالذكر أن مدينة كركوك غنية بالبترول ويوجد بها 6 حقول بترولية وهناك نزاع حولها بين كل من الحكومة المركزية في بغداد وكذلك الأكراد الذين يمارسون الحكم الذاتي في إقليم كردستان وأيضا تركيا حيث أن هناك خليط من السكان الذين يعيشون في مدينة كركوك فهناك العرب السنة وهناك الأكراد وكذلك التركمان الذين ترجع أصولهم إلى تركيا وهناك أيضا الآشوريين ولكن المستهدف هذه الأيام هم العرب السنة حيث يصر الأكراد على أن صدام هو من قام بتغيير التركيبة السكانية حيث طرد الأكراد وقام لإحلال العرب السنة مكانهم ولذلك هم يريدون الانتقام منهم ويريدون أن يرحلونهم إلى محافظة صلاح الدين أو محافظة نينوى حيث يسيطر الحشد الشعبي على كثير من المدن فهم يشعرون أنهم بين مطرقة الأكراد وسندان الحشد الشعبي .

لايخفى على أحد أن الأكراد في شمال العراق لديهم مشروع انفصالي لإعلان دولة كردستان المستقلة والانفصال عن العراق وقد اندلعت حرب طويلة بين حزب البعث العراقي ونظام المقبور صدام مع الأكراد لمنعهم من الانفصال وقد نجح في ذلك ومنحهم فقط حكما ذاتيا في إقليم كردستان وهم يريدون تحقيق الحلم متى ما سمحت الظروف السياسية والدولية .

الحشد الشعبي هو أداة بيد إيران وينفذ الأجندة والمشروع الإيراني الذي يطلق عليه الهلال الشيعي الذي يربط طهران في لبنان من خلال طريق يمر في بغداد ودمشق رغم أن الحشد الشعبي هو جزء من الجيش العراقي ويريد النظام الإيراني أن يجعله نسخة ثانية من حزب الله اللبناني في العراق ولذلك يعجز رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي عن حل الحشد الشعبي لأن إيران هي التي تحكم العراق حاليا الذي تحول إلى محافظة إيرانية.

هناك تغييرات سياسية في المنطقة من شأنها أن تحرر العراق من الاحتلال الإيراني وهي تتمثل في عودة الولايات المتحدة الأمريكية للساحة العراقية والسعي لاستعادة العراق من إيران وطردها من الساحة العراقية وأيضا هناك التقارب السعودي العراقي حيث بدأ بزيارة رئيس الوزراء العراقي للرياض وبعده وزير الداخلية العراقي وآخرهم رجل الدين مقتدى الصدر الذي طلب من ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بفتح قنصلية سعودية في النجف وهناك زيارة مرتقبة لرجل الدين عمار الحكيم للرياض مما ينذر بتوتر العلاقات الإيرانية العراقية وإضعاف الوجود الإيراني في العراق مما يدعم موقف السنة العرب ويجعلهم رقم صعب في المشهد السياسي العراقي ويمنع تقسيم العراق .

قوات الحماية الكردية في سوريا تقوم بنفس دور الأكراد في الموصل حيث يعمل الأكراد في سوريا على طرد أهالي مدينة الرقة بحجة مكافحة الإرهاب وطرد داعش وتغيير التركيبة السكانية في الرقة وتهجير العرب السنة إلى المخيمات في الصحراء لأنها أكثر المناطق السورية يحكمها النظام السوري وحزب الله والمليشيات الشيعية التي تمارس التطهير العرقي للعرب السنة .

أن هناك مسؤولية أخلاقية تتحملها الولايات المتحدة الأمريكية وكذلك الدول الإسلامية وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية واستثناء النظام الإيراني لانه له مشروع خاص ليس له علاقة بالإسلام وهو إحياء الإمبراطورية الفارسية وكما ذكرنا هناك مسؤولية أخلاقية لحماية السنة العرب في العراق وسوريا ودمجهم في العملية السياسية فهم رقم صعب في المعادلة السياسية في سوريا والعراق وأي شطب أو إقصاء لهم يجعل المنطقة فوق صفيح ساخن.

 

 

ت عنوان المقالة او الافتتاحية اسم الكاتب مكان النشر
4  الصدر والحكيم والفرصة العراقية

 

 

الياس حرفوش

 

   الحياة السعودية
   

 

من الصعب تجنب الشعور بجرعة من التفاؤل مع متابعة التصريحات الاخيرة لعدد من القيادات الشيعية في العراق التي يدعون فيها الى تغليب مصلحة بلدهم على المصالح والارتباطات الخارجية، وبالأخص تلك التي تربط قيادات عراقية بإيران.

 

مرد التفاؤل ان هذه المواقف صالحة للتوسع ولانتقال العدوى، وخصوصاً الى بلد مثل لبنان، يعاني ما يعانيه من هيمنة سلاح «حزب الله» ذي الهوية المذهبية، على القرار الامني، وبالتالي على القرار السياسي، فالمواقف البعيدة من المصلحة الطائفية هي التي يمكن أن تعيد تأسيس العراق على قواعد وطنية حقيقية، وأن تعيد تصويب البوصلة بالاتجاه الصحيح، اي باتجاه الانتماء العربي للعراق، الذي نجحت السنوات الطويلة التي أعقبت الغزو الاميركي وما تبعه من ابتعاد عربي، في ترك ساحته فارغة ليملأها النفوذ الايراني، وتعزيز المشاحنات الطائفية والمذهبية، على ما نشهد اليوم.

 

في هذا الاطار يمكن وضع حدثين مهمين هذا الاسبوع: زيارة زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر الى السعودية، واستقباله من الامير محمد بن سلمان، نائب الملك سلمان وولي عهده، وما أعقبها من تصريحات اكد فيها الزعيم الصدري ضرورة تغليب لغة الاعتدال والتخلص من الخطاب الطائفي. وجاء في البيان الذي صدر عن مكتبه بعد عودته أن البحث تناول المواضيع التي تهم امن العراق ووحدته واستقراره، والعملية السياسية وتعزيز التعاون بين البلدين، ما يشمل زيادة فرص الاستثمار السعودي في العراق والبحث في افتتاح قنصلية سعودية في النجف، الى جانب تأكيد السعودية رغبتها في تعيين سفير جديد في بغداد.

 

أما الحدث الثاني والمهم، فهو التطورات التي حدثت داخل «المجلس الإسلامي الأعلى»، والتي انتهت بانسحاب عمار الحكيم من قيادته وتأسيسه تجمعاً حزبياً جديداً أطلق عليه «تيار الحكمة الوطني»، مع كل الدلالات التي يحملها هذا الاسم من تضمينه عبارات «الحكمة» و «الوطنية». ووصف مصدر قريب من الحكيم ما اقدم عليه بأنه «لحظة عراقية»، وقال ان الحكيم يسعى منذ فترة بعيدة الى التخلص من تركة «المجلس الاسلامي الأعلى» الذي قام بقرار ايراني.

 

ومن هنا الأهمية الخاصة لقرار عمار الحكيم، فـ «المجلس الاسلامي» تم تشكيله أساساً في ايران من السيد محمد باقر الحكيم (عمّ عمار) في ثمانينات القرن الماضي، خلال الحرب العراقية– الايرانية، فيما كان معظم القيادات الشيعية العراقية ملاحقاً من جانب نظام صدام حسين، والبعثيون يؤسسون بجلافتهم الحزبية والعقائدية، الانشقاقات الوطنية لأسباب مذهبية، التي دمرت العراق كما تدمر سورية اليوم.

 

في حالتي الصدر والحكيم، لم تكن مستغربة ردة فعل ايران، التي فرضت نفسها وصية على الشيعة العرب، ومتحدثة باسمهم، وساعية الى تعزيز مخاوفهم المصطنعة من المحيط الطبيعي الذي يعيشون فيه. فمن الطبيعي ان تزعج دعوة الصدر لضمّ «الحشد الشعبي» الى الجيش العراقي القادةَ الايرانيين، وخصوصاً قائد «فيلق القدس» قاسم سليماني الذي يعتبر «الحشد» القوة الوحيدة القادرة على حماية المصالح الايرانية في العراق.

 

اما الحكيم، فقد نقل عنه عضو القيادة في «المجلس الاسلامي» باقر الزبيدي، أنه ارسل رسالة الى المرشد الايراني علي خامنئي بشأن انسحابه من المجلس، فرد عليه خامنئي: خروجك من المجلس الاعلى ليس فيه مصلحة وليس صحيحاً. وطلب الحكيم بعد ذلك لقاء مع خامنئي، لكن لم تأته موافقة.

 

وعند الحديث عن قيادتي عمار الحكيم ومقتدى الصدر، لا يصح تجاهل الدور المهم الذي يلعبه المرجع الشيعي السيد علي السيستاني، الذي أسس لاستقلالية في الموقف العراقي، والشيعي خصوصاً، حيال ايران وحيال نظام «ولاية الفقيه»، كما شكلت مرجعيته حماية لهذا الموقف يراهن عليها ويستفيد منها رئيس الحكومة حيدر العبادي.

 

لم يكن أمراً بسيطاً او عادياً ان يقف مقتدى الصدر امام التجمع الحاشد في بغداد اول من امس، ويدعو الى دمج الميليشيات في الجيش العراقي، والى «اخضاع الحشد الشعبي لسيطرة الدولة حصراً لا غير وبشروط صارمة»، فـ «الحشد الشعبي» في النهاية هو رمز نفوذ ايران وسطوتها على الجهاز الامني في العراق.

 

هل يمكن ان نحلم بيوم يقف فيه قادة «حزب الله» في بيروت ويدعون الى ضم مسلحيهم وقوتهم العسكرية الى الجيش اللبناني، اقتداء بما دعا اليه مقتدى الصدر في العراق؟