1 |
احتفالا بسقوط الموصل: لبنان ينكّل باللاجئين السوريين!
|
افتتاحية
|
القدس العربي |
دعا السيد حسن نصر الله، أمين عام «حزب الله»، في خطابه الأخير إلى استقدام عشرات الآلاف من المجاهدين إلى لبنان من أنحاء العالم العربي والإسلامي «من العراق ومن اليمن ومن كل مكان آخر ومن إيران وأفغانستان ومن باكستان»، وتابعه نائب للحزب في البرلمان، نواف الموسوي، بدعوة الحرس الثوري الإيراني و«الحشد الشعبي» العراقي و«القوى السورية الشعبية وكل مناضل عربي وقف إلى جانب القيادة السورية» للقتال معاً في لبنان صفاً واحداً. أحد الردود المفاجئة على الخطاب المذكور كانت عنواناً رئيسياً في جريدة لبنانية مرموقة بعنوان: «اللبنانيون يتناقصون… والسوريون يتزايدون»، وهو ردّ يستهدف عمليّاً اللاجئين السوريين في لبنان ويندد بزيادة عدد مواليدهم وفتوّتهم فيما يتجاهل تماماً كل المدعوّين الآخرين للقتال «صفّا واحدا» في لبنان. ما تقوله تصريحات مسؤولي «حزب الله» هو أن سقوط تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق وسوريا» قد فتح الطريق عمليّاً لصعود «الحشد الشعبي في العراق وسوريا… ولبنان»، أو بمعنى آخر، انفتاح الطريق البرّي من طهران مروراً بدمشق ووصولاً إلى بيروت. التصريحات الأخيرة يمكن فهمها بحرفيّتها، بما هي دعوة للإجهاز على ما تبقى من السيادة المهتوكة للدولة اللبنانية، أو باعتبارها جزءاً من توازن الرعب والتهديد بين تل أبيب، التي قالت إن حرباً جديدة ضد لبنان ستكون أكبر بكثير مما سبقها، و«حزب الله»، الذي يقول إن الحرب معه لن تكون مع بيروت فحسب بل مع كل الميليشيات الشيعية من لبنان حتى أفغانستان؛ أو، باختصار، إعلان من إيران أنها أقوى من المخططات الأمريكية ـ العربية لتحجيم نفوذها المتصاعد في المنطقة العربية بعد الخلاص من العدو المشترك للجميع: تنظيم «الدولة الإسلامية». لكن تفاصيل صغيرة في هذه اللوحة الكبرى المعقدة تفضح البراغماتية الوحشية للمعارك الجارية على أرض العرب والتي تستخدم الرايات المقدّسة لآل الرسول وأسماء الله ودعوات تحرير فلسطين و«المقاومة»، من جهة إيران وميليشياتها وقوّات بشار الأسد والحوثيين وعلي صالح، أو التصدّي للسلاح النووي الإيراني ونفوذ قم والميليشيات الطائفيّة الشيعية وللتكفيريين والإرهابيين، حسب سرديّات بعض خصومهم الألدّاء. من تفاصيل هذه البراغماتية الوحشية والعنصرية المعمّمة واحتقار البشر، بما هم بشر، ما يحصل للمهجرين والنازحين وسكان المخيمات وأهالي المناطق المحاصرة والمجوّعة والمقصوفة بكافة أشكال الطيران من سوريين وعراقيين، كما يحصل لفقراء اليمن الذين يعانون من وطأة الكوليرا والفقر والقصف والحصار. فـ«حزب الله» الذي اعترف أمينه العامّ مؤخراً بأن ثورات الربيع العربي كانت حقيقية وليست «مؤامرة إسرائيلية» (كما كان يردد على مدى سنوات)، لا ينفكّ يرعى ويبجّل ويبرّر عمليات التنكيل البشعة التي يقوم بها الجيش اللبناني ضد مخيّمات اللاجئين السوريين وقد اعتبر أن جولتها القمعية الأخيرة هي لحماية أمن الحدود اللبنانية. وجحافل المقاومين الذين يدعوهم لمشاركته شرف قتال العدو الإسرائيلي في لبنان هم أنفسهم الذين اشتهر بعضهم بشيّ البشر وتقطيعهم والتمثيل بجثثهم واعتقال وتعذيب وقتل الآلاف من شباب الأنبار والموصل. وعلى المقلب الآخر صار معروفاً وذائعاً خبر السجون الرهيبة التي تشرف عليها الإمارات في اليمن وهناك روايات تقشعر لها الأبدان عن الممارسات التي تجري فيها. في هذه الأحداث كلّها تكتشف جامعاً واحداً يجمع المنفّذين ويجعل «نضالهم» كلهم، رغم اختلاف الشعارات، يصبّ في الأهداف نفسها: تأبيد الاستبداد والطغيان ومنع التغيير المدني والديمقراطي وتصعيد الغرائز الوحشية والطائفية. |
|||
2 | حتى لا يعود “داعش” من جديد
|
محمد عبد الصادق
|
الوطن العمانية |
” هناك أدلة قاطعة على تورط دول وأجهزة مخابرات في صنع هذه المنظمات والعصابات الإرهابية والتي لولا تمويلها ورعايتها لما استطاعت هذه التنظيمات الصمود والتحدي للدول والحكومات كل هذه السنين ولما استطاعت تجنيد المقاتلين من كل بلاد العالم وتوفير تذاكر الطيران من استراليا وروسيا والشيشان والبلاد العربية للوصول لساحات القتال في الموصل والرقة وسيناء وليبيا واليمن ” ــــــــــــــــ تتواتر الأنباء السارة عن قرب سقوط تنظيم “داعش” , بعدما أوشك الجيش العراقي على استعادة كامل الموصل آخر معاقل التنظيم المتطرف في العراق , وإحكام الحصار على التنظيم من جميع الجهات في الرقة التي اتخذها التنظيم عاصمة له, ولكن السؤال المهم هل يعود الاستقرار لربوع العراق وسوريا بعد سقوط “داعش” ؟! , وهل ينتهي التطرف والإرهاب وينسل من خاصرة العرب والمسلمين بسقوط هذا التنظيم المتطرف , للإجابة عن هذه الأسئلة لابد من معرفة حقيقة هذا التنظيم ومكوناته وكيف نشأ ومن يقف وراءه ومن أين جاءه التمويل؟! للأسف حتى الآن لم نسمع معلومات موثوقة عن عدد وعتاد وجنسيات هذا التنظيم , وهل النسبة الأكبر من أعضائه من أهل البلد الذين انضموا للجماعات المتطرفة تحت وطأة الظروف الصعبة التي مر بها العراق وسوريا, أم أجانب وعرب تم جلبهم من أوروبا وبقية الدول العربية والإسلامية بدعوى إقامة الخلافة الإسلامية, وإذا كانوا أجانب كيف دخلوا الأراضي العراقية والسورية وكم نسبتهم وما مصيرهم بعد انتزاع الموصل وفي الطريق معاقل التنظيم في سوريا, فرغم مرور شهور طويلة على معركة الموصل واقتراب الجيش العراقي من تطهير الموصل من التنظيم , لم يعرض الجيش العراقي أسيرا من داعش محليا أو أجنبيا , كل ما سمعناه هو تناقص عدد المقاتلين الداعشيين لبضع مئات, ثم عشرات, ولم نعرف أين ذهب بقية التنظيم وهم كانوا بالآلاف, هل قتلوا جميعا, هل هربوا إلى الرقة أم عادوا من حيث أتوا, أم ذابوا وسط النازحين على اعتبار أنهم من أهل البلد, في الوقت الذي نسمع عن استعدادات أوروبية لعودة المقاتلين من سوريا والعراق, وكأن الدخول والخروج من ساحات المعارك في سوريا والعراق كانت نزهة أو مغامرة مثيرة خاضها الدواعش وعادوا لبلادهم بعد انتهاء الرحلة. منذ الظهور الأول لداعش كان معروفا ومتوقعا أن هذا التنظيم مجرد فقاعة طفيلية عابرة لن تعمر طويلا وأن ما يدعو له ضد ثوابت التاريخ وحقائق الجغرافيا، وكان حتما سيختفي عاجلا أم آجلا، برغم كل تجبره و طغيانه وتوحشه وهمجيته. والآن وقد حان وقت رحيله , بعد أن اقتضت مصالح صانعيه ورعاته أن يذهب وهو منهزم عسكريا بعد مقتل زعمائه ومقاتليه حرقا بدانات المدافع وصواريخ الطائرات, وتحرير المدن والقرى العراقيةُ والسورية التي استولى عليها التنظيم وضمها إلى “دولة خلافته” المزعومة بعد تدخل جيوش نصف الكرة الأرضية بصواريخها ومدافعها وطائراتها وبوارجها الحربية وأقمارها الصناعية والآلاف من طائراتها المسيرة دون طيار. المفارقة أن كثيرا من المهللين الآن لهزيمة الإرهاب وداعش في العراق وسوريا, هم الذين كانوا سببا في ظهور هذا التنظيم بتصرفاتهم وسياساتهم, فداعش لم يكن ليظهر إلى الوجود لولا سقوط الدولة العراقية في 2003م , ومن ثم وضعها تحت الوصاية الأجنبية, ولولا هيمنة القوى السياسية التي عادت إلى العراق على متن دبابات الاحتلال على مقدرات البلاد والتفرقة بين أبناء العراق على أساس طائفي ومذهبي ومناطقي, وأبرز مثال على ذلك الطريقة الغاشمة التي فُضت بها خيم الاعتصام في الفلوجة والرمادي , والتي أتاحت الفرصة للمتاجرين بمظلومية الطائفة السنية للدعوة لمقاومة الحكومة الظالمة والاحتلال الأجنبي الغاشم والذين استغلوا أموال الداعمين والممولين التي تدفقت لنصرة سنة العراق, والذين وجدوا في ثوار العشائر والبعثيين وبقايا الجيش العراقي الذي تم تسريحه وقتئذ , مشاريع داعشية تكاثرت في كنف خيم الاعتصام وتكون منها جيش الإسلام العائد لتخليص بغداد وتحريرها من الحكم الطائفي والاحتلال الأجنبي. لو كانت الدول التي تدعي الآن محاربة الإرهاب و”تطبل” الآن لهزيمة داعش في سوريا والعراق ـ معارضة للتنظيمات الإرهابية المتطرفة لما “صهينت” على سياسة التهميش والظلم والقتل والتنكيل التي انتهجتها الحكومة العراقية في ذلك الوقت ضد أبناء المحافظات السنيّة العراقية، ولما تيسّر مرور المال ومن يسمون (المجاهدين) والسلاح إلى التنظيمات المسلحة ، سواء كانت سنية أو شيعية، أو أي طائفة أو ملة أباحت الذبح والحرق وتقطيع الأيدي والأرجل من خلاف، باسم الدين ومن أجل نصرة الإسلام، وعودة الخلافة من جديد، ولما كانت التنظيمات الإرهابية تمددت في البلاد العربية بنفس الحجج والأوهام ولما كانت حواضر العراق وسوريا شهدت هذا الخراب. هناك أدلة قاطعة على تورط دول وأجهزة مخابرات في صنع هذه المنظمات والعصابات الإرهابية والتي لولا تمويلها ورعايتها لما استطاعت هذه التنظيمات الصمود والتحدي للدول والحكومات كل هذه السنين ولما استطاعت تجنيد المقاتلين من كل بلاد العالم وتوفير تذاكر الطيران من استراليا وروسيا والشيشان والبلاد العربية للوصول لساحات القتال في الموصل والرقة وسيناء وليبيا واليمن , ولما تزودت هذه الجماعات بأحدث الأسلحة والمعدات الحربية التي مكنتها من إسقاط الطائرات وإصابة السفن والبوارج في عرض البحر وما تحركت هذه العصابات مستخدمة أحدث المركبات ” صنع العام”, ولما استطاعت عن طريق الأموال الوفيرة توفير حواضن اجتماعية داخل المدن التي وصلوا إليها وفرت لهم الحماية وسهلت لهم الانتقال وجمع المعلومات في مواجهة قوات الشرطة والجيوش النظامية كل هذه السنين. مطلوب استنفار عربي وإسلامي ودولي لمواجهة مرحلة مابعد “داعش” لابد من تتبع خط سير الفارين من ساحات القتال ومعرفة مصيرهم , مطلوب إيجاد قانون للعدالة الناجزة وآلية لنشر التسامح والسلام المجتمعي في المدن المحررة من دنس التنظيم. لا بد لنا أن نعترف بأن الذي ذهب هو “داعش” ، لكن بقيت الدول والجهات الراعية طليقة وقادرة على أن تلد من جديد دواعش جدد أكثر توحشا ودموية , طالما بقي المتكسبون بالدين والعروبة وكرامة الطائفة ، والمستعدين للبيع والإعارة لمن يدفع أكثر، يحق لنا أن نخاف من غد أكثر “داعشية” , طالما ظلت أسباب وشروط الدعوشة قائمة وطالما لم تنتبه الدول والأنظمة لخطورة الإهمال في مواجهتها عن طريق التنمية الاقتصادية والاجتماعية وتطوير التعليم ومكافحة الفقر والجهل والمرض. |
|||
3 | هل سقطت «دولة الخرافة»؟
|
د. حمد إسماعيل الأنصاري | الراي الكويتية |
وسقطت «دولة الخرافة»، كانت هذه الجملة هي الأكثر تداولاً في وسائل التواصل الاجتماعي الأسبوع الماضي، بعد إعلان التلفزيون العراقي الرسمي انتهاء ما سمي بدولة «داعش» الدموية في العراق وتحرير الموصل من براثن ذلك الكيان الإرهابي المجرم.
بعد ثلاثة أعوام من الإعلان عن قيام الخلافة على يد «تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام» أو «داعش»، ارتكب خلالها هذا الكيان أبشع الجرائم؛ ما بين قتل للأبرياء أو تشريد لغير المسلمين واغتصاب لنسائهم وتفجيرات لم يسلم منها الأطفال والعجائز، ومحاولات دائمة لطمس التاريخ والحضارة وآخرها كان تفجير منارة الحدباء؛ أحد أهم المعالم التاريخية في مدينة الموصل، انتهى دورهم!
نعم انتهى الدور المطلوب من هذا التنظيم المشبوه والذي لا يستطيع أي عاقل أن ينفي عنه شبهة ارتباطه بالاستخبارات الأميركية، فهل سننسى تنظيم «القاعدة» وهو الكيان الأم لـ «داعش»، وكيف جاء ذلك التنظيم بدعم مباشر من الولايات المتحدة أثناء الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي السابق، أم سننسى جماعة «طالبان» التي أتت بدعم الجنرالات الباكستانيين في نهاية الحرب الأفغانية؟
تلك التنظيمات الإرهابية قامت بدورها على أكمل وجه في تلك الفترة وبعد انتهاء وظيفتها تم تصفيتها مع الحفاظ على بعض «الخلايا النائمة» منها لحين الحاجة لها مرة أخرى… وهذا ما حدث مع «داعش»، حيث كان دوره ينصب في زعزعة الأمن والأمان في المنطقة وتدمير ما تبقى من الجيش العراقي. استطاع «داعش» أن يجذب الأنظار له ويبعدها عن فلسطين وعن جرائم الكيان الصهيوني في غزة، حتى بتنا نسمع من البعض عن قرب التطبيع مع الصهاينة من دون أي خجل!
قام «داعش» وسقط… والمستفيدان الأكبر منها هما الكيان الصهيوني والولايات المتحدة، حيث بسطت الأخيرة نفوذها وبقوة على المنطقة وثرواتها الطبيعية، سواء عبر قواعدها العسكرية المنتشرة في العديد من بلدانها، أو من خلال الصفقات المليارية لبيع الأسلحة على دول المنطقة.
وعلى الرغم من هذه القناعة، إلا أن هذا الكيان وغيره من التنظيمات الإرهابية المتطرفة لن تنجح لولا وجود من يروّج لها بين أبنائنا، ففي النهاية مَنْ قام بالتفجيرات ومَنْ قتل واغتصب ليسوا جنوداً أميركيين، وإن لم يكونوا أبرياء في العديد من الحالات، ولكنهم في الموصل والرقة كانوا عرباً ومسلمين منا وفينا… وعلينا ألا ننسى أن فكرة الجهاد وقيام هذه الدولة كنّا نسمعها أسبوعيا في المساجد خلال العقود الماضية أثناء خطب الجمعة والدروس الدينية، أو من خلال البرامج الدينية في القنوات التلفزيونية.
لذلك فأنا على قناعة تامة بأن هزيمة «داعش» في العراق ليست النهاية، فمنابع الفكر المتطرف لم تجف وما زال التعصب الطائفي والطرح التكفيري ينخر في مجتمعاتنا وهو النواة الأولى لتأسيس أي تنظيم متطرف في المستقبل.
وفي النهاية، نحن أمام حدث سيسجل في صفحات التاريخ وعلينا أن نستفيد منه ونتعلم من دروسه، فالتطرف لم يولّد سوى الدمار والإجرام، ومن كان يروّج للفكر الداعشي على مدى عقود تراجع مباشرة عن كلامه بعد أن غرر بالعديد من شبابنا…وعلى حكوماتنا أن تعي خطورة رعاية قوى التطرف وتجاهل ثقافة الحوار وتقبل الرأي الآخر، وتهميش الشباب وهم الفئة التي تستهدفها دائما تلك التنظيمات المتطرفة. |
|||
4 | دروس من تحرير الموصل!
|
د. حسن عبدالله جوهر
|
جريدة الجريدة الكويتية |
اكتملت عملية تحرير الموصل بنجاح وتوّجت بإنهاء ما يسمى “دولة الخلافة الإسلامية” في العراق، ومثلما بدأت نواة “داعش” في العراق فقد تم اقتلاع جذور هذه النبتة الشيطانية في العراق أولاً.
لم يحقق العراقيون، جيشاً وشعباً، من هذا الانتصار تطهير أرضهم من هذا الوجود الإرهابي المعزّز بالمرتزقة من حول العالم، بل قدموا خدمة جليلة للعالم العربي والإسلامي وللمعمورة قاطبة بإسقاط القناع القبيح والمخيف للأسطورة السوداء التي تم النفخ فيها إعلامياً وسياسياً بإنهاء حقبة الخلافة المزعومة بكل ما حملته أيديولوجيتها من فكر تكفيري، وممارساتها العملية من الجرائم بحق الإنسانية التي يندى لها جبين كل مسلم.
تحرير الموصل والقضاء على دولة “داعش” المزعومة كلفا العراقيين تضحيات كبيرة من دماء شبابهم وأعراض نسائهم ودمار ممتلكاتهم، فقد قاتلوا طويلاً لوحدهم في حين كانت دول العالم تقف موقف المتفرج، إن لم تكن في الجبهة المضادة في بعض الأحيان، وحتى فرحة هذا الانتصار الكبير لم يشارك البعض فيها الشعب العراقي، لاعتبارات فكرية أو لخلخلة المعادلات والترتيبات السياسية القادمة، فهناك المتباكون على هزيمة “داعش” في العراق، وهناك المشككون في هذا الانتصار، وهناك المترقبون لمرحلة ما بعد “داعش” في العراق. تنظيم “داعش”، وبعد كسر عموده الفقري في العراق، بات يلفظ أنفاسه الأخيرة في سورية، وأصبح محاصراً في ليبيا، وتقهقر إلى حد كبير في اليمن، كما أنه يتلقى ضربات منظمة في سيناء المصرية، ولذلك فإن القضاء على هذا البعبع بات وشيكاً جداً.
تجربة “داعش” السوداء، التي هزت العالم بجرائمها ووحشيتها، يجب أن تخضع لدراسة واعية وتحليل علمي، لأنه وإن مسح من الوجود كتنظيم ميداني واستعراض إعلامي ومستندات مطبوعة قد تعطيه شكلاً من أشكال الحاكمية، لكنه كفكر وأتباع سيتخفى تحت الأرض، وقد يعاود العمليات الفردية والهجمات الإرهابية من أي موقع وفي أي بلد، وقد يستهدف بلداناً جديدة تعاني الهشاشة السياسية والفراغ الأمني في آسيا وإفريقيا، ولذلك فإن الجهود المستمرة لمكافحة هذه الآفة يجب أن تستمر، واليقظة والحيطة في غاية الأهمية في المرحلة القادمة.
مراجعة أسباب ولادة “داعش” وغيره من التنظيمات المتطرفة وتوغلها وانتشارها بين الشباب هي الأهم على الإطلاق، ولعل تداعيات الربيع العربي وانهيار البنية السياسية لبعض الدول العربية تعد من الأسباب الرئيسة لظهور هذا المد الإرهابي، وتلك التداعيات أيضاً كان منبعها حكومات الجور والبطش ودكتاتورية القرار السياسي، وإذلال الشعوب في بحر من الفساد والتخلف وغياب الحريات العامة.
تجربة “داعش” السوداء أيضاً كشفت سوء استغلال بعض الحكومات أو التيارات الفكرية وحتى بعض مشايخ الدين لمثل هذه التنظيمات المتطرفة والمنحرفة ودعمها بشكل مباشر أو غير مباشر لتصفية حساباتها السياسية مع خصومها من الدول والتيارات الأخرى، فبيّنت أن ترويض مثل هذه الوحوش قد يخرج عن السيطرة والتحكم، وبالتالي لن يسلم من شرورها أحد، ولعل تحرير الموصل من أبلغ الدروس التي قد يتعظ منها الكثير لتجنب تكرارها رأفة بسلامة الشعوب وبقاء الأمم!
|
|||
5 |
الاستفتاء في كردستان العراق يناقض لغة التخوين
|
زهير الجزائري
|
الحياة السعودية |
ما الضير في أن يقول ٥ في المئة من الكرد: لا للاستقلال؟ وما الضير في أن يقول آخرون: هذا الوقت غير مناسب؟
أفهم الأمر باعتباره استفتاء حراً وليس امتحاناً لكردية الكردي.
أوجه السؤالين وأنا خائف من استباق الاستفتاء بحملة تخويف تجعل بعض أصدقائي الكرد يهمسون في أذني: أنهم مبدئياً مع الاستقلال، لكنهم يعارضون استفتاء لا يمكن تطبيق نتائجه. مع ذلك، يخافون إعلان آرائهم خوفاً من التخوين.
والتخوين في منطقنا الشرقي سهل، تستخدمه السلطات وبعض المثقفين لفرض الرأي الواحد.
سأستشهد بنماذج من لغة التخويف. أدري أنها نابعة من حماسة لحلم قديم للكرد يريد أن يتحقق الآن. حلم قاتلوا وضحّوا من أجله: أن تكون لهم دولتهم الخاصة وسط إمبراطوريات تريد أن تجردهم من هويتهم الخاصة وتدمجهم في الكيان الكبير بقوة السلاح. لكن البعض يريد تحويل هذا الحلم إلى كابوس للمعارضين. ففي مقالاته الداعمة الاستفتاء، يستخدم الكاتب سربست بامرني قاموساً غزيراً من الاتهامات (جوقة المرتزقة والخونة والأعداء التقليديين لشعب كردستان، عقلياتهم المريضة، استنتاجاتهم العقيمة، أعداء كردستان وعبيدهم…). أكثر من نصف هذه الاتهامات موجّه إلى كرد يفترض أنهم سيشاركون في الاستفتاء. كيف يمكن أن يصل كاتب يقيّد نفسه بكل هذه الاتهامات للطرف الآخر، كردياً كان أم عربياً. تخيفني هذه اللغة لأن استباق الاستفتاء بكل هذه الاتهامات يجرده من مغزاه الحقيقي ويحوله إلى مجرد عملية تأييد شكلية تذكر بالنسب المعروفة: ٩٩,٩ في المئة في استفتاءات الولاء التي تنظمها الديكتاتوريات العربية. تخيفني لأنها تحول كل المحاذير الواقعية والمتوقعة التي أوردها الكاتب (تضخيم الخلافات الداخلية والتحجج بأن الوقت غير مناسب وأن هناك مهمات ديموقراطية يجب أن تنفّذ قبل ذلك إلخ… انتهاء بالتمسك الكاذب والمزعوم بالدستور والوحدة الوطنية والوعيد والتهديد باجتياح كردستان والحرب الأهلية وبتدخل القوى الإقليمية ودول الجوار…). كل هذه يعتبرها السيد بامرني مجرد حجج وذرائع للتملص من هدف قومي. ليست هذه ذرائع كما يتصور بامرني. هناك اعتراضات ومخاوف واقعية كثيرة غير بعيدة من الجدل داخل القيادة الكردستانية، منها الشرعية الداخلية في برلمان معطل ورئاسة تنتظر الحسم، هناك مخاوف جدية من تدخلات إقليمية واعتراضات دولية. وينبغي أن لا نأخذ الرسالة المنسوبة إلى حيدر العبادي كردّ على القيادات الكردية على أنها مجرد رسالة تخويف، فنزعة الانتقام من الأكراد موجودة في عقلية «الحواسم» التي تحكم، وهناك مشاكل مالية، ونحن نعرف أن الاستقلال يبقى منقوصاً في دولة مغرَقة بالديون، وتبقى رهينة دائنيها. ليست هذه ذرائع مختلقة أو مخاوف مريضة.
مثل آخر أكثر أدباً ولباقة لصحافي احترمه هو الصديق كاميران قرداغي. ملكة جمال العراق الكردية الوالد والعربية الأم، فيان عامر، تورطت وأجابت عن سؤال لوكالة روداو حول رأيها بالاستفتاء: «في رأيي يجب أن يكون العراق موحداً، وأن تكون كردستان جزءاً لا يتجزأ من العراق». يحيل كاميران هذا الموقف إلى خلل عرقي يكمن في ازدواجية هويتها (هذا حقها. صعب عليها أن تفصل نصفها الكردي عن نصفها العربي، خصوصاً أنها لا تجيد الكردية أصلاً وولدت وترعرعت بين العرب في بغداد. لكن، عموماً «ما زاد حنون في الإسلام خردلة»، كما يقول المثل! صحيح أن من الصعب عليها الفصل بين نصفها الكردي ونصفها العربي، لكن هذا ليس خللاً يا صديقي، إنما شعور إنساني بأن ترى امرأة جميلة في عائلتها مثلاً للانسجام بين طرفين، وأن ترى في الاختلاف وحدة. هذا لا يحتم عليها أصلاً أن تغلب نصفاً على آخر وأن تحب الاثنين؟ لم تعش الكردية الجميلة في كردستان وهذا ليس نقيصة، لكنها فخورة بمدينة والدها: «وأنا سعيدة جداً لأن هويتي من السليمانية، وهم ينادونني «فيان سليماني»، ولكنني ولدتُ في بغداد، وأتقنُ القليل من اللغة الكردية، وأرغبُ في تعلم اللغة الكردية والتحدث بها بطلاقة، وأنا الآن أقوم بمحاولة جدية لتعلمها». ولدت فيان في بغداد التي كانت أكبر مدينة كردية. لا يقلل من كردية الكردي أنه يعيش في مكان آخر، ونحن نعرف كم هم الأكراد في المنافي، وننسى ونحن في هذا العمر أن أجيالاً من الكرد ولدوا في المنافي ولا يعرفون الكردية وأنهم مع ذلك سيصوتون بـ «نعم»، وربما من دون أن يزوروا كردستان مستقلة ولا فيديرالية. أنت نفسك عشت نصف عمرك مع العرب في العراق وفي المنفى من دون أن يتغلب نصفك العربي على نصفك الكردي، وأنت تعيش في بلد قرر فيه أكثر من نصف الاسكتلنديين البقاء في الدولة الأكبر، فلماذا تنفي حق مواطن في أن يختار البقاء مع عراق موحد؟ وأنا على يقين بأن النسبة الكاسحة ستقول نعم بلا تردد. لو كنت كردياً لفضلت التردد لأنه يعني تقليب الخيارات قبل اتخاذ الرأي. والكرد أبناء منطقة لها تاريخ في تحول الأحلام إلى كوابيس… أعرف أن يأس الكرد من الدولة المركزية كان السبب وراء اتخاذ القرار، فأقول لك بأن نخب الفساد الحاكمة لها مصلحة في انفصال الكرد الآن وليس غداً، لأن ذلك سيعزز حصتهم في مداخيل البلد ويعزز نفوذهم في الحكم بغياب طرف مؤثر. مع ذلك، لا يصلح الجزع وحده كبرنامج عمل.
أخطر الاتهامات نشرها نائب في البرلمان العراقي عن مدينة كركوك: شاخوا عبدالله على صفحته على «فايسبوك» يوم الجمعة (16حزيران – يونيو 2017) يطالب بفتح ملف لمعارضي استفتاء إقليم كردستان واستقلاله لإحالتهم على القضاء: «من الضروري بدء فتح ملفات لتدوين وحفظ التصريحات التي يطلقها المعارضون لاستفتاء استقلال الإقليم، وذلك تمهيداً لإحالة هؤلاء المعارضين إلى الاستجواب والمساءلة القانونية وتقديمهم إلى القضاء بتهمة التجسس والتبعية». تخيلوا، لمجرد معارضتهم الاستفتاء أو حتى موعده.
المثل الرابع في هذه الحملة هو السيد مسرور البارزاني مستشار مجلس أمن إقليم كردستان. لا أدري في أي عالم يعيش وفي أي فضاء يحلق وهو يقول: «لنكون مستقلين وأحراراً علينا أن نتبع أنفسنا، لا يجوز أن نتبَع لأي جهة أخرى». إذا كان الأمر كذلك، لماذا كل هذه الوفود الكردية إلى كل العالم؟! يدري السيد مسرور، وهو في هذا الموقع الأمني السياسي، الوضع الحساس الذي سيجرى فيه الاستفتاء. يدري خطورة أن يجرى الاستفتاء والاستقلال من دون حساب الوضع الإقليمي الضاغط. من دونه سيوضع حلم الكرد العظيم في مهب الرياح وسيلتحق بسلسلة الأحلام المحبطة في المنطقة المحيطة بكردستان. وأنا أفترض أن الإصغاء هو الفن الذي ينبغي أن يجيده رجل يدير جهازاً مهمته الأولى هي الإصغاء. لا يريد السيد مسرور أن يصغي لأي صوت معارض ويوصي طلاب كردستان وهو يخطب فيهم بأن لا يصغوا «في أي شكل من الأشكال لمن هم ضد الاستفتاء». لماذا؟ أنا أعرف أن الاستفتاء يتطلب القلق ويفترض بمن يقر رأيه أن يسمع الطرفين، لكي يوازن قراره، وإلا فلماذا الحملات التي تسبق الاستفتاء؟ لا يريد السيد مسرور لأحد أن يصغي. عليه فقط أن يقبل من دون استئناف لأنه من غير المنطقي في رأيه «أن يطمح أحدهم بمنصب في بلد، ثم يأتي لموعظتنا بكيفية إجراء الاستفتاء». أي أن الطموح بمنصب في بلد آخر يفقد هذا الشخص نقاءه وولاءه لبلده وقوميته.
أريد في النهاية أن أقول أن الاستفتاء هو استفتاء للعقل، وبالتحديد للعقل الكردي الذي تعلم من تجاربه ومآسيه أن يخطو بحذر. يستمع للرأي والرأي المضاد، يقيس الأخطار حوله لكي لا يتحول الحلم إلى كارثة. التردد والتمنع لا يعنيان انتقاصاً من قومية الكردي، بل هما جزء من حسابات الربح والخسارة. لغة التخويف هذه لا تجعل الاستفتاء استفتاء. إنما تضع النتيجة مقدماً وتريد من الكرد أن يقفزوا للفراغ.
|
|||
6 | خانئوا امانة صدام حسين
|
المحامي بديع عارف عزت
|
الراي اليوم بريطانيا |
كثير من الحقائق لا يعرفها العراقيون عن بعض الشخصيات السياسية التي جاءت بعد 2003 الى السلطة وكانت على صلة بالرئيس السابق وعهده وهي حقائق يجب أن نقولها ونلوّح بها ليعرف المواطنون زيف الكثيرين من هؤلاء الذين سرقوا أموال المواطنين منذ عهد الرئيس السابق صدام حسين ؛ ومن المؤكد أن لدينا كشوفات ووثائق عن البعض من هؤلاء اللصوص الذين إأتمنهم الرئيس صدام حسين على مبالغ طائلة قبل الحرب ليقوموا بواجبات الدفاع عن الوطن والمواطنين في حال احتلال العراق من قبل الأمريكان ؛ لكن الذي حدث بعد انهيار النظام وسقوط الدولة عام 2003 أن هؤلاء هربوا بالأموال الضخمة الى خارج العراق وخانوا الأمانة في الدفاع عن الشعب وسرقوا ملايين الدولارات العائدة للعراقيين بطريقة وضيعة وخسيسة خالية من الحس الوطني. وقبل أن نفضح هؤلاء بالأسماء والوثائق ندعوهم ونناشدهم أن يسترجعوا اموال الشعب العراقي التي سرقوها وإعادتها الى المهجّرين والفقراء والمعوزين الذين يعيشون مأساة إنسانية معروفة بسبب الحرب واحتلال مناطقهم وتخريبها من قبل عصابات داعش . أخاطب هؤلاء أن تصحو ضمائرهم وتستيقظ وطنيتهم حتى لو بعد فوات الأوان وأن يعيدوا الأموال التي بقيت في حوزتهم فهي اموال العراقيين أولا وأخيراً وإلا سنضطر الى كشف أسمائهم والمبالغ التي استحوذوا عليها في ظرف متداخل معروف ولدينا الاستعداد الكامل لنشر الوثائق بأسماء أصحابها والمبالغ التي أؤتمنت لديهم مثلما لدينا الاستعداد لكشف أسماء المحامين الذين تواطأوا معهم لطمس حقيقة لصوصيتهم ، كما لدينا الاستعداد ذاته أن نتحمل المسؤولية والمخاطر الناشئة عن هذا الكشف بالأسماء الصريحة التي سرقت ملايين ومليارات الدولارات و الملاحقات القانونية بعد إن خانت القيادة القديمة متماهية مع اللصوص الجدد الذين سرقوا أموال العراقيين واشاعوا الفساد في مؤسسات ودوائر الدولة مع الفارق بين هؤلاء وبين الوف سراق ما بعد الاحتلال الذين سرقوا الاف اضعاف الاموال نناشد هؤلاء أن يسترجعوا أموال الشعب قبل كشفهم ليطهروا أرواحهم من الفساد والدنس أمام الله والشعب والتاريخ .. والحليم تكفيه الإشارة..!
|