اخترق هاكرز مواقع وزارات ومؤسسات عراقية احتجاجا على اعتقال زميلهم
وقام قراصنة عراقيون مجهولون، باختراق عدد من المواقع الرسمية الالكترونية العائدة للحكومة انتقاما للقبض على زميل لهم من قبل جهاز الامن الوطني.
وكتب المخترقون على الصفحات الرئيسة لتلك المواقع “سوف تكون هذه البداية”، متوعدين باختراق مواقع أخرى انتقاماً للقبض على زميلهم حسين مهدي.
وذكر المخترقون ان “مهدي كان يريد ان يوصل رسالة مفادها ان موقع الامن الوطني لم يكن آمنا فكيف يريد هذا الجهاز حماية العراقيين وهو لم يستطع تأمين موقعه الالكتروني والذي يعد جهاز الواسطات الوطني”، بحسب رسائل المخترقين.
واخترق القراصنة موقع دائرة توزيع الطاقة، ووزارة البلديات، ووزارة الشباب والرياضة إضافة موقع جهاز الامن الوطني نفسه الذي يرأسه فالح الفياض.
وكتب كولين كلارك وشاد سيرينا، الباحثان سياسيان لدى مؤسسة راند غير الربحية، تقريرا في مجلة ناشونال إنتريست، أن داعش أثبت أنه بارع في استثمار توترات طائفية في العالم من أجل تبييض صورته.
ويقول الباحثان إن ذلك يعد جزءاً من استراتيجيته . وإذا نجحت تلك الاستراتيجية، فلا شك أنه سيكرر هذا السلوك في دول أخرى ما زال منتشراً فيها، ومنها العراق وأفغانستان وباكستان.
ويسأل كلارك وسيرينا عن السبب الذي يجعل البعض يتخوف من احتمال شن داعش لهجمات بالرغم من اقتراب هزيمته، كما أشار عدد من المحللين قبل أشهر. فقد أصدرت وزارة الخارجية الأميركية، خلال أيار، تحذيراً للأميركيين من السفر إلى أوروبا. وإلى ذلك، نشرت هيئة الأمن والنقل الأميركي في بداية الشهر تحذيراً من هجمات تتم بواسطة شاحنات. كما أدت المخاوف من قدرة إرهابيين على زرع متفجرات ضمن أجهزة إلكترونية لفرض قيود على حمل اللابتوبات على متن طائرات متجهة إلى مطارات أميركية. ورفعت المملكة المتحدة مستوى التهديد في بريطانيا من شديد إلى حرج، موحية باحتمال وقوع هجوم إرهابي وشيك.
ويشير الباحثان إلى احتمال أن يكون من أحد أسباب تزايد المخاوف هو حلول رمضان، وهو الشهر الذي ارتبط بارتفاع حصيلة هجمات إرهابية، خلال السنوات الأخيرة. فقد ادعى داعش المسؤولية، في العام الماضي، عن قتل ما يزيد على 300 شخص خلال الشهر الفضيل. كما حض داعش مؤخراً أتباعه لاستغلال معارض البنادق التي تقام في الولايات المتحدة كوسيلة لحيازة أسلحة نارية دون الحاجة لملء طلبات ضرورية عند الشراء تسهّل إنشاء سجل بيانات يفيد في تتبع مصدر تحويل أموال، أو يكشف عن ارتباطات بداعش.
وفيما يثبت داعش قدرته على ابتكار أفكار جديدة، ومنها إلقاؤه قنابل من طائرات مسيرة صغيرة جداً، فإن تلك الاستراتيجية تأتي في سياق زرع الخوف من قدراته أكثر من كونها تمثل تهديداً واقعياً. ويشير نشاط التنظيم الإرهابي عبر العالم الافتراضي بأنه أكثر نباهة من تنظيمات إرهابية أخرى شهدها العصر الحديث.
ولكن، برأي الباحثين، مهما يكن داعش حذقاً في استخدامه للفضاء الإلكتروني من أجل تنفيذ أهدافه في ظل انهيار “خلافته”، فإن شدة الاعتماد على وسائل التواصل الاجتماعي والتقنيات يصيبه بنقاط ضعف. وعلى سبيل المثال، يقال إن قيادة العمليات الإلكترونية الأميركية حصلت، في العام الماضي، على كلمات السر الخاصة بحسابات إدارة داعش، وحذفت دعاية رئيسية، ومنعت خبراء وسائل التواصل الاجتماعي لدى داعش من الوصول إلى حساباتهم في عملية أعطي لها الاسم الحركي “العاطفة المتوهجة”.
ويقول كلارك وسيرينا إنه في وقت يحصد فيه داعش فوائد لقدرته على التخطيط وتشجيع ودعم نشاطات إرهابية عبر الفضاء الإلكتروني، اجتمعت قدرات فضائية هائلة لمحاربته، ومن المفترض أن تنمو وتتواصل عبر استثمارات وخبرات إضافية.
ويشير الباحثان لحقيقة أنه مع فقدان داعش لمناطقه وهيبته بنظر مؤيديه، يأتي تركيزه على دعم نشاطه الإلكتروني كتعويض عن خسائره. ولكن لذلك ثمن باهظ لأن أعداءه يواصلون استثمار قدراتهم الفضائية الهائلة. وكلما اعتمد داعش على الإنترنت لتنفيذ عملياته، كلما كان أكثر عرضة لفضح أقسام بارزة من تنظيمه، ووضعها تحت مجهر المراقبة والمتابعة. وقد أدرك داعش أن نقل نشاطاته إلى ما تحت الأرض وعبر النت قد أصبح أشد صعوبة مما كان عليه قبل بضعة سنوات.