1 | نعوش إيرانية جديدة عائدة من العراق وسوريا!
|
عبدالمنعم ابراهيم
|
اخبار الخليج البحرينية |
مهما ادعت إيران أنها لا تتدخل في شؤون الدول العربية فإن الحوادث التي تقع على الأراضي تنفي ادعاءاتها الكاذبة، فقد قالت وكالة (تسنيم) للأنباء -ومقرها طهران- يوم السبت الماضي إن قائدا كبيرا في الحرس الثوري الإيراني لقي مصرعه أثناء قتال (داعش) في مدينة (الموصل).. وإن القائد (شعبان نصيري) قتل قرب قضاء (البعاج) على الحدود السورية.. وإن (نصيري) قاتل في الحرب العراقية – الإيرانية (1980 – 1988) وكان يشارك في الحرب السورية لدعم الرئيس (الأسد).. وقال مسؤول إيراني في نهاية العام الماضي إن اكثر من ألف إيراني قتلوا في الحرب الأهلية السورية، وإن من بين القتلى عددا من كبار قادة الحرس الثوري.
والسؤال المهم: هل تعتقدون أن القوات الإيرانية التي تشارك في حرب (الموصل) سوف تنسحب من هناك بعد تحريرها؟! من المستحيل أن تفعل إيران ذلك، فهي لا تضحي بجنود وضباط من الحرس الثوري في العراق من أجل (سواد عيون) الحكومة العراقية، ولا حُبًّا في شعب الموصل العرب أو الأكراد أو التركمان، كلا فهي موجودة في (الموصل) حاليا لكي تبقى هناك أبدا، وتقوم بإعادة هيكلة جغرافية وسكانية، تفرض فيها سكانا شيعة مكان السنة، وتطلق يد مليشيات (الحشد الشعبي) الطائفي ليقوم بعملية تطهير عرقي وطائفي في الموصل ما بعد (داعش).
وينطبق الأمر عينه على الوجود العسكري الإيراني في سوريا، حيث سوف تتمسك إيران بحضورها العسكري هناك في كل مدينة يتواجدون فيها، سواء في حلب أو دمشق، وقد بات الإيرانيون يسيطرون على أملاك عقارية واسعة في دمشق.
العامل الوحيد الذي سوف يجعل إيران تسحب جنودها ومليشياتها الطائفية من العراق وسوريا (كما أسلفت القول في وقت سابق) هو تزايد عدد النعوش التي تحمل جثامين جنودها وضباطها الذين يقتلون هناك.. تماما مثلما حدث للجنود الروس (السوفيت) إبان حرب أفغانستان في الثمانينيات.. حينها فقط تنسحب إيران من الحضور العسكري في الدول العربية (لبنان وسوريا والعراق واليمن) وسوف تكتفي بالنفوذ السياسي لفرض الهيمنة الإيرانية. |
|||
2 | الدراز البحرينية.. والحويجة العراقية!!
|
موفق الخطاب
|
الوطن البحرينية |
معذرة إن بدأت مقالي بكلمات وجمل قاسية، لكنه عندما يطفح الكيل فلا يتوقع منا السفهاء والأقزام والعملاء كلاماً منمقاً.. بل سنسمعهم كلاماً جارحاً هو أشد وقعاً عليهم من السيف الصارم إن بقي فيهم ذرة من غيرة أو إحساس.
لقد أصابني الذهول وأنا أستمع لنشرة الأخبار لإحدى قنوات العراق الفضائية، والتي تناولت فيها الشأن الداخلي البحريني في موضوع خاص جداً وسيادي وهو بالتحديد: «حكم القضاء في قضية الشيخ عيسى قاسم ثم فض الاعتصام في قرية الدراز وبطريقة مهنية..».
فانبرت بعض القيادات والزعامات وقادة الميليشيات العراقية واستنكرت وأوعزت لأتباعها بالتوجه إلى السفارة والقنصلية البحرينية في العراق بالاحتجاج على حق سيادي مارسته مملكة البحرين!!
فمهما حاول الأعداء والمتربصون من جهد لتشويه الحقائق والسعي لخلط الأوراق لكنه تبقى الحقيقة تتكلم عن نفسها وليست بحاجة للتنميق والتسويق.
فالمتابع المنصف للملف البحريني وقضائه وخاصة موضوع محاكمة الشيخ عيسى قاسم يلمس بوضوح نزاهة ذلك القضاء واستقلاليته ومهنيته، فلقد جاء الحكم متوازناً ومخففاً بعد أن استوفت المحكمة كل إجراءاتها، أما ما حدث بعدها من قرار جريء لوزارة الداخلية وذراعها الأمني في فض اعتصام المئات من مؤيدي الشيخ ممن تجمعوا لأشهر مضت دون ترخيص في قرية الدراز أمام منزله وفيهم الكثير من المطلوبين للعدالة، وما أحدثوه في تلك القرية من أذى في قطع للطرقات والتضييق على سكانها وما حولها فكان عملاً مهنياً تم بأقل التضحيات من الطرفين، وهذا لا يحدث إلا مع قوات أمنية ذات مهنية عالية الانضباط والتدريب!!
إن جرائم الطغمة الحاكمة في بغداد فاقت كل الجرائم في العصر الحديث ولا يضاهيها بوحشيتها سوى جرائم النازية ومحاكم التفتيش الإسبانية!
وسأتطرق إلى جريمة واحدة من جرائمهم ألا وهي مجزرة معتصمي الحويجة لأترك للقارئ الكريم وجه المقارنة بين فك اعتصامي الدراز البحرينية والحويجة العراقية!!
فبعد أن وصل الظلم والطغيان مداه في التعامل السيئ والتهميش والتصفيات والاعتقالات مع مكون عراقي رئيس في البلد من قبل سيئ الصيت المالكي وطاقم حكومته والميليشيات التي تعمل تحت إمرته وجيشه الطائفي مما اضطر طبقات عريضة من الشعب بنصب خيامهم في كل مكان وحدث ذلك تحديداً عام 2013، والتظاهر سلمياً مطالبين بحقوقهم وإنصافهم ومعاملتهم كمواطنين من الدرجة الأولى وإيقاف الاعتقالات بدون أمر قضائي وإطلاق سراح أبنائهم المعتقلين الأبرياء، لكنه صد عنهم وازدادت الاعتقالات بين صفوفهم ووصفهم بالفقاعة النتنة!! واستمرت تلك الاعتصامات بمسارها السلمي مما أحرج ذلك النظام الدموي فما كان منه إلا أن ينهيها بطريقة دموية، فغشيهم ليلاً بقوات الجيش والميليشيات المدججة بالسلاح وبدأت تمطرهم بأنواع الأسلحة المتوسطة والخفيفة، مما أوقع مجزرة في تلك المخيمات!! واسألوا أهل قضاء الحويجة الذين نكبوا بفلذات أكبادهم ورجالهم الذين ذبحوا وتفحموا في خيامهم وقد فاق عددهم الـ50 شهيداً وعشرات الجرحى!!
وليت الأمر اقتصر على ذلك فلقد ارتكب ذلك النظام وزبانيته وجيشه الخيانة العظمى عندما سلموا لـ«داعش» الإرهابية مدينة الموصل العراقية وانسحبوا منها صاغرين وقد دمرت اليوم تدميراً كاملاً وقتل من أهلها الألوف وهجر وشرد أهلها في الخيام!!
أما محاكمهم الهزيلة وقضاؤهم المسيس فحدث ولا حرج، فبين ليلة وضحاها يبرئ فيها المتهم ويتهم البريء، إما بصفقات سياسية أو رشاوى مالية!! ولا أريد أن أسرد عيوب ذلك النظام الفاشي المتهرئ وأكشف عورته أكثر من ذلك وأكتفي بهذا الحد ولدينا المزيد!!
فعيب وصفاقة وخزي على ذلك النظام وأدواته تناول الملف البحريني وحشر أنوفهم المزكومة وأفواههم النتنة في أمر لا يعنيهم وهو تدخل مقيت سافر في شأن داخلي بحت، وهم يعلمون حق اليقين أن وضع البحرين ومواطنيها وأمنها هو اليوم في قمة الرقي وربما يمثل حلماً للعراقيين وللكثير من الشعوب المبتلية بحكام طغاة أمثالهم بأن يعيشوا ويتنعموا مثلما يعيش إخوتهم شعب البحرين في كنف ملك عادل حكيم وحكومة وقيادة رشيدة آلوا على أنفسهم السعي لتوفير العيش الرغيد والكرامة لمواطنيهم وبسط الأمن في ربوع مملكتهم..
«استفيقوا واعلموا حجمكم.. وإن عدتم عدنا!!». |