أثارت وفاة أحد منسوبي وزارة الصحة السعودية، والمعروف بـ”مشرف الجمرات”، عبدالله الحارثي، تفاعلا كبيرا، وذلك بعد الإعلان عن وفاته أثناء تأدية عمله مشرفا للمراكز الصحية بقطاع الجمرات بمشعر منى، خلال موسم الحج الجاري.
وكتب وزير الصحة السعودي، فهد الجلاجل، على منصة “إكس”: “توفي الزميل العزيز عبدالله عبد الكريم الحارثي وهو في خدمة ضيوف الرحمن بالمشاعر المقدسة، غفر الله له ورحمه.. صادق العزاء والمواساة لأهله وذويه، وإنا لله وإنا إليه راجعون”.
وعبر نشطاء على منصات التواصل الاجتماعي، وزملاء الحارثي عن حزنهم لوفاته، واصفين إياه بكرم الأخلاق وتفانيه في العمل.
وأشار الكثيرين إلى دوره المميز في خدمة الحجاج وتنظيم العمل الصحي في المشاعر المقدسة.
وقال الإعلامي محمد السنيد، الذي غرد، عبر حسابه بمنصة “إكس”: “إن لله ما أخذ، وله ما أعطى، وكل شيء عنده بأجل مسمى. أحسن الله عزاء الجميع وأسرته الكريمة نسأل الله أن يرحمه ويغفر له وينزلها منازل الصالحين، وأن يرزق أهله وذويه الصبر والسلوان”.
وكتب حجي الحجي، مسؤول سابق في وزارة الصحة السعودية، في نعيه: “فجعت برحيل الزميل عبدالله عبد الكريم الحارثي الذي توفي وهو على رأس العمل بعد أن أشرف على تجهيز المراكز الصحية على جسر الجمرات خدمة لضيوف الرحمن.. تغمده الله بواسع رحمته”.
يُذكر أن الحارثي كان يشارك في مواسم الحج على مدى سنوات عديدة، حيث كان جزءا من فريق وزارة الصحة الذي ينتشر في المشاعر المقدسة لتقديم الرعاية الصحية لملايين الحجاج، خصوصا كبار السن منهم.
بدء مراسم الحج في مكة
في ظل درجات حرارة مرتفعة جدا، اجتمع الحجاج في مشعر منى، اليوم الجمعة، لقضاء يوم التروية ومن هناك يستعدون لتصعيدهم إلى صعيد عرفات. وقبل رحلتهم، طافوا حول الكعبة المشرفة في المسجد الحرام بمكة المكرمة.
تجمع بالفعل أكثر من 1.5 مليون حاج من جميع أنحاء العالم في مكة وما حولها لأداء فريضة الحج، ولا يزال العدد يتزايد مع انضمام المزيد من الحجاج من داخل المملكة العربية السعودية.
وتوقعت السلطات السعودية أن يتجاوز عدد الحجاج هذا العام مليوني حاج، وفقا لصحيفة العراق .
وبينما لم يتمكن الفلسطينيون في قطاع غزة الساحلي من السفر إلى مكة لأداء فريضة الحج هذا العام بسبب إغلاق معبر رفح في مايو عندما وسعت إسرائيل هجومها البري على مدينة رفح جنوب القطاع على الحدود مع مصر، أعلنت السلطات الفلسطينية أن 4200 حاج من الضفة الغربية المحتلة وصلوا إلى مكة لأداء فريضة الحج.
وقالت السلطات السعودية إن 1000 آخرين من عائلات الفلسطينيين الذين قتلوا أو جرحوا في الحرب في غزة وصلوا أيضا لأداء فريضة الحج بدعوة من العاهل السعودي الملك سلمان.
وقالت منة أبو مطلق، وهي امرأة فلسطينية، تبلغ من العمر 75 عاما من مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة، كانت تخطط لأداء فريضة الحج هذا العام: “نحن محرومون من (أداء) الحج بسبب إغلاق المعبر وبسبب الحروب والدمار. لقد حرمونا (إسرائيل) من كل شيء”.
شهد موسم الحج هذا العام أيضا سفر حجاج سوريين إلى مكة على متن رحلات جوية مباشرة من دمشق لأول مرة منذ أكثر من عقد من الزمن.
وكانت هذه الخطوة جزءا من عودة الدفء تدريجيا إلى العلاقات بين السعودية وسوريا المنكوبة بالصراع.
أما السوريون في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة فقد اعتادوا عبور الحدود إلى تركيا المجاورة للسفر إلى مكة وأداء فريضة الحج.
وقال عبد العزيز الأشقر، المنسق السوري لمجموعة الحجاج الذين غادروا دمشق هذا العام لأداء فريضة الحج، “هذا هو الشيء الطبيعي: الحجاج يتوجهون إلى الحج مباشرة من بلدانهم الأصلية”.