توفي يوم الاثنين ، أبراهام الصباغ، حاخام مدينة فاس المغربية عن عمر يناهز 79 سنة، وذلك بإحدى مصحات المدينة إثر تدهور صحته بعد معاناة مع المرض.
وقضى الصباغ معظم حياته بمدينة فاس، حيث زاول بعد تخرجه من المدرسة الدينية التوراتية (يشيفا) بمدينة طنجة، مهنة التوثيق العبري، كتحرير الوثائق المتعلقة بالزواج والطلاق والوصايا والمعاملات التجارية والأعمال المدنية، وفقا للترسانة القانونية لتنظيم محاكم المغرب.
وقال هنري كوهين، عضو الطائفة اليهودية بمدينة فاس، وأحد أصدقاء وجيران الراحل، إن أبراهام الصباغ تتلمذ كذلك على يد كبار رجال الديانة اليهودية بمدينة فاس، مبرزا أنه الوحيد الذي كان مرخصا له بمدينة فاس بالذبح الشرعي (شحيطاه) وفقا للديانة اليهودية، بعد أن حصل على شهادة تخص ذلك بإسرائيل.
وأضاف كوهين، في تصريح لـ”هسبريس”، أنه بفقدان الطائفة اليهودية بالمغرب أبراهام الصباغ الذي كان متشبثا بالعيش بمدينة فاس، فقدت رجلا ملما بتفاصيل الديانة اليهودية والقانون العبري، ومعلما ضليعا في اللغة العبرية.
وأشار عضو الطائفة اليهودية بمدينة فاس إلى أن يهود المدينة كانوا يستشيرون الراحل في كل صغيرة وكبيرة، مشددا على أنه كان أكثر إلماما بعادات يهود مدينة فاس وتقاليدهم العريقة، وسباقا لفعل الخير وسط طائفته والمسلمين.
وأفاد المتحدث بأن الحاخام أبراهام الصباغ كان قد أوصى بدفنه بإسرائيل قرب والدته، وبعدم وضع جثمانه في الثلج، ومواراته التراب بطريقة عادية وفقا لطقوس الديانة اليهودية.
وأكد هنري كوهين أنه سيتم نقل جثمان حاخام مدينة فاس نحو إسرائيل، وذلك بعد إنهاء الإجراءات الإدارية الضرورية والقيام بالمراسيم الدينية اليهودية المتعلقة بتوديع الراحل، مبرزا أنه خلف أربعة أبناء يعيشون ما بين إسرائيل وفرنسا.