في مقالنا لهذا اليوم الذي يسلط الضوء من خلاله على فوز مرشح الرئاسة الايرانية بزشكيان بانتخابات الرئاسة الإيرانية، قدم العديد من زعماء الدول التهاني للرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشكيان، الذي حسم الرئاسة لصالحه بعد منافسة مع المرشح المحافظ سعيد جليلي.
ذكرت انباء ، اليوم السبت، أن العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، قدما التهنئة لمسعود بزشكيان على انتخابه رئيسا لإيران.
ونقلت مصادر عن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان قوله “أعرب لفخامتكم عن أصدق التهاني وأطيب التمنيات بالتوفيق والنجاح والمزيد من التقدم والرقي لبلدكم وشعبكم الشقيق مؤكدا حرصي على تطوير وتعميق العلاقات التي تجمع بلدينا وشعبينا وتخدم مصالحنا المشتركة”.
وفي موسكو، هنّأ فلاديمير بوتين الرئيس الروسي ، في تغريدة خاصة ، مسعود بيزشكيان الذي فاز في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية في إيران، على ما أعلن الكرملين في بيان.
وقال بوتين “آمل أن تسهم ولايتكم الرئاسية في تعزيز مستقبليّ لتعاون ثنائي بنّاء وشامل لصالح شعبينا الصديقَين”.
وفي دمشق، هنأ الرئيس السوري بشار الأسد بزشكيان وأكد الحرص على تعزيز العلاقة الاستراتيجية مع طهران.
وقال الأسد في برقية تهنئة للرئيس المنتخب، نشرتها حسابات الرئاسة السورية على مواقع التواصل الاجتماعي “أبارك لكم ثقة الشعب الإيراني العزيز، وأبارك لايران قيادةً وشعباً نجاح العملية الانتخابية، متمنياً لكم السداد والتوفيق في كل ما يحفظ أمن إيران واستقراراها ومنعتها”.
وأضاف “إن بلادكم المنيعة كما كانت على الدوام، هي إحدى أهم الدول التي نحرص على أن تكون العلاقة معها في أوجّها لأن هذه العلاقة تستند إلى جذور رسخت عبر عقود من الاحترام المتبادل والفهم المشترك والمبادئ الثابتة”.
وأكد الأسد العمل مع بزشكيان “لتعزيز العلاقة الاستراتيجية السورية الإيرانية وفتح آفاق واعدة جديدة للتعاون الثنائي” مشدداً على أن “المقاومة ستبقى النهج المشترك الذي نسير عليه”.
مسعود بزشكيان جراح قلب خطف قلوب الإيرانيين
نجح الطبيب، جراح القلب الإصلاحي الإيراني والرئيس المنتخب، مسعود بزشكيان، من تحقيق اختراقة كبري في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية المبكرة في إيران، وتفوق على منافسه المفاوض المتشدد سعيد جليلي، ليصبح الرئيس التاسع في الجمهورية الإسلامية في إيران، ويعيد المعسكر الاصلاحي الي المشهد السياسي مجددًا.
الرئيس الايراني المنتخب، مسعود بزشكيان، من مواليد سبتمبر 1954 (69 عاما) في مهاباد، لأب إيراني أذربيجاني وأم إيرانية كردية. يعرف بزشكيان بانتقاده للسلطات، شغل منصب نائب لوزير الصحة في عام 1997، ومن ثم شغل منصب وزير الصحة في إيران بين عامي 2001-2005.
استغل بزشكيان التعددية والانقسام وحالة التناحر بين مرشحى المعسكر المحافظ، الذين بلغ عددهم 2 وذلك بعد انسحاب 2 آخران، وحدث تفتيت للأصوات بين المرشحين من الجبهة المحافظة قاليباف وجليلى، الأمر الذى صب فى صالح بزشكيان.
ولم يكن بزشكيان معروفًا على نطاق واسع فى المجال العام حتى عام 2001، وتشكيل الحكومة الثانية للرئيس السابق خاتمى، عندما تم اختياره لمنصب وزير الصحة. وهو طبيب متخصص فى جراحة القلب، ظهر كشخصية بارزة فى السباق الرئاسى، بفضل خطابه الفريد، ومكانته كمرشح جديد، ودعم الإصلاحيين، الذى ساهم فى جاذبيته” وقبل الانتخابات الرئاسية لعام 2001، ظهر اسم بيزشكيان كمرشح محتمل لوزارة الصحة، ولوحظ حينها أنه يختلف عن غيره من الوزراء فى المظهر والسلوك الشخصى، بما فى ذلك أسلوبه فى عدم ارتداء البدلة التقليدية.
وفى عام 2003، حاول البرلمان عزله دون جدوى، مشيرًا إلى عدم الكفاءة فى تعييناته، والاستخدام غير المناسب للقروض، وقضايا أخرى. وفى وقت لاحق، تم انتخابه عضوًا فى البرلمان وترقى ليصبح نائبًا لرئيس البرلمان، وفى مراحله التعليمية، تخصص بزشكيان الجراحة العامة فى جامعة تبريز للعلوم الطبية وبعدها تخصص فى جراحة القلب بجامعة إيران للعلوم الطبية، وعُين بعدها رئيسا لمستشفى الشهيد مدنى لأمراض القلب فى مدينة تبريز.
وبالنسبة لمواقفه، عقب الانتخابات الرئاسية فى عام 2009 والاحتجاجات التى تلتها، أدى خطاب بيزشكيان الذى انتقد فيه السلوك تجاه المتظاهرين إلى تعطيل جلسة البرلمان لبضع دقائق، وقال بيزشكيان فى كلمته: “لا تقتلوا الناس كالحيوان البري”، فى إشارة إلى حملات القمع التى جوبهت بها الاحتجاجات، كما قال: “عندما تستطيع، لا تتدخل بشكل حاد، لا تضرب، لا تضرب”. و تولى منصب النائب الأول لرئيس مجلس النواب منذ 29 مايو 2016.
ترشح في الانتخابات الرئاسية لعام 2013، لكنه انسحب، وترشح مرة أخرى في انتخابات عام 2021، لكنه رفض.
وعقب احتجاجات 2022، اشتهر بزشكيان، بانتقاداته الموجهة إلى الحكومة، بشأن مسألة فرض الحجاب. وبعد وفاة الشابة مهسا أمينى، قال فى أحد المقابلات: “نريد أن يكون أطفالنا محتشمين، لكن إذا كان سلوكنا يجعلهم يكرهون ديننا، فعلينا على الأقل الامتناع عن الاستمرار فى هذا الأسلوب”.وخلال جلسات البرلمان كان دائمًا ما يرد على زملائه الذين كانوا يهتفون بالموت لبعض الدول بالقول: “نحن بحاجة إلى التسامح مع الآخرين والعمل والتعاون مع العالم”. وكان أيضًا من مؤيدى الاتفاق النووى الإيراني.
وخلال هذه الدورة، ألمح بيزشكيان، إلى نيته بضم شخصيات مثل ظريف إلى إدارته فى حال فوزه. وقد أيده ظريف بدوره.
وقال بزشكيان أثناء تقديم ترشحه: “هناك انطباع حول إيران على المستوى الوطنى والدولى بأن الشعب مستاء من صناديق الاقتراع. هدفى من المشاركة فى الانتخابات هو زيادة إقبال الناخبين على صناديق الاقتراع”. وأشار بزشكيان، إلى ذلك، كأحد أسباب ترشحه للانتخابات البرلمانية الثامنة، قائلا: “هذه الظروف أثرت على لأننى كنت أعتقد أننا لم نخلق لكسب المال وإنفاقه بهذه الطريقة”.
وخلال المناظرات الرئاسية الخمس، كان لبزشكيان أراء مناهضة لبعض سياسات النظام فى قضية الحجاب مثلا والعنف ضد المرأة وممارسة سياسة الحجب على الانترنت، قائلا: أنا أخجل من بعض التصرفات مع النساء.. يجب تغيير نظرتنا حيال النساء.. أن نتصور أنهن في المرتبة الثانية وخُلقن من أجل العائلة.. فهذا تصور خاطئ.
كما أقر أن الفقراء فى إيران ازدادوا فقرا والأغنياء ازدادو ثراء، قائلا: “يجب أن نعرف أين نقف الآن؟ الاحصائيات تشير إلى أن استهلاك الشرائح الفقيرة من الوقود أقل بكثير من الأثرياء”.
توقعات أميركا لتوجهات إيران “الجديدة”