وقالت المصادر، في تصريحات لوسائل إعلام عبرية، إن قيادة «حماس» تعمّدت في الأسبوعين الماضيين إرسال رسائل ادعت أنها باسم السنوار، موجهة إلى قادة «حزب الله» والحوثيين، يحييهم فيها على «الإسناد»، مضيفة أن «تحليلات هذه الرسائل ومقارنتها مع رسائل أخرى كان السنوار قد أرسلها ترجّح أنها ليست لغته ولا أسلوبه، وهذا الأمر عزز القناعة لدى أوساط استخباراتية إسرائيلية بأنه غائب تماماً، فإما أنه مصاب وإما أنه ميت.
وكانت التقارير الإسرائيلية، بما في ذلك التي نقلتها هيئة البث العام (كان) ومواقع «هآرتس» و«معاريف» و«واللا» الإخبارية، أشارت إلى أن مديرية شعبة الاستخبارات العسكرية في الجيش الإسرائيلي (أمان) تدعي أن السنوار ربما قُتل في الغارات الإسرائيلية على غزة؛ إلا أن جهاز المخابرات العامة الإسرائيلي (الشاباك) يتحفظ على ذلك ويقول إنه «ليس هناك دليل قاطع يشير إلى مقتله» ويعتقد أنه على قيد الحياة، وفق ما نقلته وسائل الإعلام العبرية.
وعلى إثر نشر موقف «الشاباك»، عاد الجهاز وأكد أنه «ليست لديه معلومات تؤكد أو تدحض الأمر»، وقال مسؤولون أمنيون، لوسائل إعلام عبرية عدة، إن احتمالية وفاة السنوار هي «مجرد تكهنات وليست هناك أدلة دامغة».
وفي تفسير لموقف «أمان»، قالت مصادر لصحيفة «هآرتس»، إن إسرائيل قصفت، في الأشهر الأخيرة، أنفاقاً في المناطق التي يُشتبه بأن السنوار يختبئ فيها، لكن لا يوجد مؤشر واضح على أنه أُصيب، وربما يكون هو من يتعمد الانعزال عن العالم الخارجي لبعض الوقت.
أشار مصدر ضالع في الموضوع إلى أنه «كانت في الماضي أيضاً حالات اختفى فيها واعتقدنا أنه قُتل، لكنه عاد وأطل من جديد»، مضيفاً: «في هذه اللحظة الاحتمال أن يكون السنوار قُتل بالفعل ليس عالياً، لكن المعلومة لا تزال قيد الفحص».
يُذكر أن مسؤولاً عسكرياً كبيراً، كان قد ادعى أن قواته «كانت مرات عدة قريبة من السنوار خلال الحرب في غزة، وكان بمقدورها قتله، لكن القيادة السياسية لم تصادق على ذلك».
وقال المسؤول حينها إن «الرجل يحيط نفسه بعدد من المخطوفين الإسرائيليين واغتياله يهدد حياتهم بالخطر»، وقالت جهات أخرى إنه سيكون من الغباء اغتيال السنوار قبل التوصل إلى اتفاق، فهو الرجل الأقوى في «حماس» وهو فقط القادر على التوصل إلى اتفاق مع إسرائيل، لكن هذا لا يغير من حقيقة أن إسرائيل تتهم السنوار، بأنه المخطِّط الرئيسي لهجوم السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي على إسرائيل.
وأعلنت «حماس» تعيين السنوار رئيساً لمكتبها السياسي، الشهر الماضي، بعد أيام من اغتيال رئيس المكتب السياسي السابق، إسماعيل هنية، في طهران.
وعلى خلفية الطريق المسدودة في الاتصالات لصفقة المخطوفين، نُشرت أنباء عن احتمال تخلي إسرائيل و«حماس» والوسطاء المصريين والقطريين والأميركيين عن مسودة الاتفاق القائمة للصفقة، والتي وافق عليها الطرفان ثم تراجعا، وبذلت جهود في اتجاه آخر. ونشرت وسائل إعلام عبرية أنباء تقول إنه تجري مؤخراً محاولات لبلورة «صفقة أخرى» بين الأطراف.
والفكرة البديلة، وفق الصحف العبرية، تقترح صفقة شاملة دفعة واحدة، يعود فيها كل المخطوفين، أحياء وأمواتاً إلى إسرائيل دفعة واحدة، ويتم تحرير نحو 900 أسير فلسطيني من السجون الإسرائيلية بالمقابل، ويتفق فيه على نزع سلاح القطاع (تفكيك مخازن الصواريخ المتبقية لـ«حماس»، هدم الأنفاق وما شابه)، لكن هناك خلافاً حول بقية التفاصيل؛ إذ تصرّ تل أبيب على أن يغادر السنوار إلى بلد آخر، ومعه كل من يرغب في مرافقته، بينما ترفض «حماس» ذلك بشدة، وتتمسك بانسحاب إسرائيل التام من القطاع والعودة إلى مواقعها قبل 7 أكتوبر.
حسم الجدل
قالت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية، في بيان خاص ترجمته صحيفة العراق الثلاثاء إن إسرائيل تحقق في مزاعم وفاة زعيم المكتب السياسي لحركة حماس يحيى السنوار، وذلك بعد ورود أنباء عن انقطاع الاتصالات بينه وبين الفصائل الفلسطينية، ما هي تفاصيل المزاعم المنتشرة حول «السنوار».
البداية كانت من مديرية الاستخبارات العسكرية في جيش الاحتلال الإسرائيلي، قولها إن «السنوار» ربما قُتل في غارات جوية على قطاع غزة، وفقًا لـ«هآرتس»، ولكن لا يوجد أدلة كافية حول الإدعاء، بينما يحقق جيش الاحتلال الإسرائيلي وأجهزة الاستخبارات في ذلك، في أعقاب ذلك، نفى دانيال هاجاري، المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أن يكون لديه أي معلومات حول «السنوار»، قائلًا «ربما حي، وربما قُتل».
ونقلت تقارير عن مصادر داخل وكالة الاستخبارات الإسرائيلية قولها إنها تشتبه في أن «السنوار» لا يزال على قيد الحياة.
حقيقة وفاة يحيى السنوار؟
لكن تقارير وفاة يحيى السنوار، ردت عليها عناصر أمنية إسرائيلية أيضًا، وقالت إنه لا يزال على قيد الحياة، ومنعزل خلال الفترة الحالية، بحسب صحيفة «إسرائيل هيوم» الإسرائيلية.
وأكدت المصادر الأمنية الإسرائيلية، أن «السنوار» على قيد الحياة وغير مصاب حتى، وهو بعيد عن الواقع لبعض الوقت فقط، ما أدى إلى ظهور مزاعم وادعاءات وفاته، وأن مازعم مقتله ظهرت أكثر من مرة بسبب اختفائه، وانقطع الاتصال بـ«السنوار» أكثر من مرة لفترات متقطعة ولأسباب مختلفة.
مسؤولون إسرائيليون: لم نلاحظ ضربات استهدفت أماكن تواجد «السنوار»
وبحسب صيحفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية، فالمسؤولون بوزارة دفاع الاحتلال الإسرائيلي، قالوا إنهم لم يلاحظوا أنه هناك أي ضربات مستهدفة مؤخرًا في المناطق التي تم الإشارة إلى تواجد يحيى السنوار فيها.
الجدل المشتعل داخل إسرائيل بشأن يحيى السنوار، لم ينتهي عند هذا وفقط، بل زعم جهاز المخابرات الحربية الإسرائيلية «أمان»، إن السنوار قُتل، بينما نفى جهاز «الشاباك» هذه الادعاءات، وقال إنه على قيد الحياة وليس مصابًا.
ماذا كشفت وسائل إعلام الاحتلال في الساعات الأخيرة؟
في الساعات الأخيرة، تصاعد الجدل في إسرائيل حول مصير زعيم حركة حماس ، يحيى السنوار، وسط تقارير متضاربة حول مقتله أو اختبائه في مكان حصين داخل قطاع غزة. وفي ظل الغموض الذي يحيط بموقعه وحالته، تباينت التصريحات الرسمية والإعلامية حول هذه القضية.
تقارير متضاربة حول مقتل السنوار
تداولت وسائل إعلام إسرائيلية تقارير تفيد بأن الجيش الإسرائيلي يحقق في إمكانية مقتل يحيى السنوار خلال غارة جوية. غير أن مصادر عسكرية نفت هذه الأنباء بشكل قاطع.
وأشارت صحيفة “جيروسالم بوست” إلى أن الجيش الإسرائيلي أعلن يوم الأحد أنه “لا يستطيع تأكيد أو نفي التقارير” المتعلقة بمقتل السنوار المحتمل، مضيفة أن أي تقارير رسمية عن تنفيذ عملية اغتيال محددة ضد السنوار لم تُصدر حتى الآن.
وأفادت “جيروسالم بوست” أن التواصل بين السنوار وأعضاء حماس المشاركين في المفاوضات المتعثرة لوقف القتال وتبادل الرهائن قد انقطع. هذا الانقطاع عزز الشائعات حول احتمالية مقتل زعيم حماس. ورغم ذلك، قالت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” إن احتمالية مقتل السنوار لا تزال غير مرجحة بشكل كبير.
ومن جانب آخر، نفت الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، بما في ذلك جهاز الأمن الداخلي (الشاباك)، الشائعات حول مقتل السنوار، وأكدت اعتقادها بأنه لا يزال على قيد الحياة. وفي رد على هذه التقارير، صرح الصحفي الإسرائيلي باراك رافيد على منصة “إكس” (تويتر سابقًا) بأن المسؤولين الإسرائيليين الذين لديهم معلومات مباشرة أكدوا أن إسرائيل لا تمتلك معلومات استخباراتية تشير إلى مقتل السنوار.
وأحد المسؤولين الإسرائيليين أوضح لباراك رافيد أن هذه التقارير والشائعات تأتي بناءً على “آمال وتخمينات” بسبب عزل السنوار عن العالم الخارجي في الأسابيع الأخيرة. وهذه ليست المرة الأولى التي تنتشر فيها شائعات حول مصير السنوار؛ ففي ديسمبر الماضي، سرت تقارير مماثلة تفيد بأنه قُتل أو أُصيب أو فر خارج قطاع غزة.
وبحسب صحيفة “تايمز أوف إسرائيل”، تبين لاحقًا أن الشائعات التي تحدثت عن مقتل السنوار في ديسمبر الماضي كانت جزءًا من “حرب نفسية” تهدف إلى دفع مقاتلي حماس إلى الاستسلام. وعلى الرغم من ذلك، استمر السنوار في قيادة الحركة من مكانه المختبئ.
وشهدت الأشهر الأخيرة سلسلة من الاغتيالات لقيادات بارزة في حركة حماس، أبرزها اغتيال قائد الجناح العسكري للحركة، محمد ضيف، وقائد لواء خان يونس، رافع سلامة، خلال غارة جوية على غزة في يوليو الماضي. كما تم اغتيال نائب رئيس المكتب السياسي للحركة، صالح العاروري، في غارة على بيروت في يناير الماضي. وفي تطور آخر، قتل رئيس المكتب السياسي للحركة، إسماعيل هنية، في طهران في يوليو الماضي، في هجوم نسب إلى إسرائيل، رغم أنها لم تعلن رسميًا تبنيها لهذا الهجوم.
وبينما تستمر الشائعات حول مصير يحيى السنوار، يظل الغموض سيد الموقف. فإسرائيل لم تؤكد حتى الآن مقتله، والجيش الإسرائيلي يواصل التحقيق في الأمر. هذه التقارير المتناقضة تأتي في ظل التصعيد العسكري المستمر بين إسرائيل وحماس، ومع تزايد التوتر في المنطقة، يبقى مستقبل السنوار وموقعه غير مؤكد.
تقارير تتحدث عن مصرع السنوار و الجيش الإسرائيلي يعلق