مرت 3 أسابيع على الأداء الذي وصف بـ”الكارثي” للرئيس الأميركي جو بايدن، في مناظرته أمام منافسه الجمهوري دونالد ترامب، مما أثار دعوات من الديمقراطيين لانسحابه من السباق الرئاسي.
ويتوقع العديد من كبار الديمقراطيين أن ينسحب بايدن (81 عاما) من السباق الرئاسي “في أقرب وقت”، وربما نهاية هذا الأسبوع، حسبما نقل موقع “أكسيوس” الإخباري الأميركي.
وعلى مدار أشهر، أظهر الرئيس الأميركي مشاكل في التركيز والذاكرة خلال خطاباته العامة، مما أثارت الشكوك بشأن قدرته على خوض فترة رئاسية ثانية.
ماذا سيحدث إذا انسحب بايدن من السباق الرئاسي؟
في حال تنحى قبل أن يتم ترشيحه رسميا: بعد أن يختار بايدن عن طيب خاطر مغادرة السباق الرئاسي، سيجتمع مندوبو الحزب الديمقراطي، الذين يزيد عددهم على 3900 ويدلون بأول اقتراع لهم، وقد يفوز أحد المرشحين بأغلبية أصوات المندوبين، وفي حال لم يحصل أي مرشح على الأغلبية في الاقتراع الأول، فيُسمح لمن يزيد عددهم على 700 من “المندوبين الكبار” بالتصويت.
في حال تنحى بعد أن يتم ترشيحه رسميا: ستكون هناك 3 أسباب فقط تسمح باستبدال بايدن، هي الاستقالة أو الموت أو المعاناة من الإعاقة، وآنذاك سيجتمع رئيس اللجنة الوطنية الديمقراطية مع قادة الكونغرس الديمقراطيين وقادة رابطة الحكام الديمقراطيين لاقتراح بديل، وستصوت اللجنة الوطنية الديمقراطية بكامل هيئتها على هذا البديل.
تجدر الاشارة إلى أن من المقرر عقد مؤتمر الحزب الديمقراطي لاختيار المرشح الذي سيخوض الانتخابات الرئاسية، في الفترة من 19 إلى 22 أغسطس، وذلك في شيكاغو.
وفي سباق مع الزمن، يحاول الديمقراطيون على أعلى مستوى الضغط على بايدن لإعادة النظر في مسعاه لإعادة انتخابه، بينما يتزايد عدم الارتياح في البيت الأبيض وفي حملته.
وعبر الرئيس الأسبق باراك أوباما في جلسات خاصة عن مخاوف الديمقراطيين بشأن ترشح بايدن، كما حذرت رئيسة مجلس النواب السابقة نانسي بيلوسي في جلسات خاصة أيضا بايدن من أن الديمقراطيين قد يفقدون السيطرة على مجلس النواب إن لم يتنح عن السباق الرئاسي.
وأكد بايدن أنه مستمر ولن يتراجع، مصرا على أنه المرشح الذي هزم الجمهوري دونالد ترامب من قبل وسيفعل ذلك مجددا هذا العام.
وردا على سؤال حول احتمال تراجع بايدن وقبوله بفكرة الخروج من سباق الرئاسة، قال نائب مدير حملته كوينتن فوكس، الخميس، إنه “لن يتراجع عن أي شيء”.
سباق الرئاسة
قال الرئيس الأميركي جو بايدن، إنه سيعيد تقييم ما إذا كان سيبقى في السباق الرئاسي ويفكر في الانسحاب “إذا أخبره الطبيب بشكل مباشر أنه يعاني حالة طبية تجعل ذلك ضروريا”.
وفي مقابلة مع قناة “بي إي تي” نشرت الأربعاء، قال بايدن عند سؤاله عن إمكانية إعادة تقييم موقفه: “إذا ظهرت لي حالة طبية ما، أو جاء لي الأطباء وقالوا إنك تعاني هذه أو تلك المشكلة”.
وقال بايدن (81 عاما) مرارا وتكرارا إن أحدا من أطبائه لم يخبره أنه يعاني حالة طبية خطيرة.
وكتب طبيب البيت الأبيض كيفن أوكونور بعد الفحص الطبي للرئيس في فبراير، أن بايدن “رجل يتمتع بصحة جيدة ونشط وقوي، ويظل لائقا لتنفيذ واجبات الرئاسة بنجاح”.
وفي المقابلة، اعترف الرئيس الأميركي أنه “ارتكب خطأ فادحا في المناظرة برمتها”، في إشارة إلى مناظرته أمام منافسه بانتخابات الرئاسة دونالد ترامب قبل نحو 3 أسابيع، التي وصف أداؤها خلالها بالكارثي.
وأكد بايدن للمرة الأولى أنه كان يتوقع نقل الرئاسة إلى شخص آخر، لكنه قرر الترشح لأنه يعتقد أن “حكمته وخبرته ستساعد في معالجة الانقسامات في البلاد”.
وقال: “ربما تتذكرون، قلت إنني سأكون مرشحا انتقاليا، واعتقدت أنني سأتمكن من المضي قدما في هذا ونقله إلى شخص آخر. لكنني لم أتوقع أن تصبح الأمور بهذا القدر من الانقسام”.
وتابع: “بصراحة تامة، أعتقد أن الشيء الوحيد الذي يجلبه العمر هو القليل من الحكمة”.
وارتفعت الأصوات المطالبة بانسحاب بايدن من سباق الرئاسة، بعد أدائه السيئ في مناظرة أمام ترامب، وبسبب مشاكل في الذاكرة والتركيز ظهرت علنا خلال الأشهر الأخيرة.
إعادة النظر في ترشحه للرئاسة
أوردت صحيفة “واشنطن بوست” الخميس أن الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما قال لمقرّبين منه إنه يتعيّن على جو بايدن أن يُعيد النظر في ترشحه لولاية رئاسية ثانية.
ونقلا عن أشخاص مُطلعين على موقف الرئيس الديمقراطي الأسبق، ذكرت الصحيفة أن أوباما يعتقد أن حظوظ بايدن بالفوز تقلصت وأنه يتعيّن على نائبه السابق البالغ 81 عاما أن “يُعيد النظر بجدية في إمكان مواصلة ترشحه”.
وأشارت الصحيفة إلى أن أوباما لم يُصدر على الفور أي تعليق.
وتولّى أوباما الذي لا يزال صاحب تأثير كبير في الحزب الديمقراطي، الرئاسة الأميركية من العام 2009 حتى العام 2017 وطوال ولايتيه تولّى بايدن منصب نائب الرئيس.
في حال تأكدت المعلومات، يكون أوباما الشخصية الديمقراطية الأبرز حتى الآن التي تدعو بايدن لسحب ترشحه على خلفية مناظرة تلفزيونية كان أداؤه فيها كارثيا في مواجهة المرشح الجمهوري دونالد ترامب.
وبايدن الذي أعلن البيت الأبيض إصابته بكوفيد خلال رحلة له إلى لاس فيغاس في إطار حملته الانتخابية الأربعاء، انتقل إلى دارته في ديلاوير حيث سيلزم عزلة لكنه “يواصل تأدية واجباته بالكامل خلال هذه الفترة”.
ويرفض بايدن ما يثار من مخاوف بشأن سنه ولياقته البدنية، ويصر على مضيّه قدما في السباق الرئاسي.
إلا أن الضغوط تتزايد على الرئيس الذي أفادت تقارير بأن زعيمي الغالبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ تشاك شومر والأقلية الديمقراطية في مجلس النواب حكيم جيفريز التقياه مؤخرا وعبّرا عن “مخاوف” من أن يقوّض ترشحه حظوظ الحزب في انتخابات نوفمبر.
والجمعة نقلت صحيفة نيويورك تايمز عن العديد من الأشخاص المقربين من بايدن قولهم إنهم يعتقدون أنه بدأ يتقبل أنه قد يخسر في نوفمبر أمام منافسه الجمهوري دونالد ترامب وقد يضطر إلى الانسحاب، ونقلت عن أحد هؤلاء قوله إنه لن يكون من المفاجئ أن يؤيد بايدن قريبا نائبة الرئيس كامالا هاريس لتحل محله بصفتها مرشحة ديمقراطية.
أما بالنسبة لنانسي بيلوسي، رئيسة مجلس النواب السابقة ذات النفوذ الكبير، فقد أخبرت زملاء لها، وفقا لصحيفة “واشنطن بوست”، أنها تعتقد أن بايدن قد يقتنع سريعا بالانسحاب من السباق.
وفي هذا السياق نقلت شبكة “إن بي سي نيوز” عن مصدر قالت إنه مقرب من الرئيس بايدن قوله “نحن نقترب من النهاية”.
وفي المقابل يحاول فريق حملة الرئيس الديموقراطي إغلاق الباب أمام التكهنات، فقد أكد كوينتن فولكس، المسؤول في الفريق، للصحافة أن بايدن “لا يزال في السباق”، وشدد على أن “فريقنا لا يتصور أي سيناريو لا يكون فيه الرئيس بايدن على رأس اللائحة، فهو المرشح الديمقراطي”.