قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لقناة BFMTV التلفزيونية معلقا على تصريحاته حول إمكانية إرسال عسكريين إلى أوكرانيا، إن “عدم استبعاد الشيء لا يعني القيام به”.
وقال ماكرون للصحفيين: “عدم استبعاد شيء ما، لا يعني القيام به، أنتم تقفون أمامي الآن، ولا تتناولون الغداء وراء طاولتكم، ولكنكم لا تستبعدون أنكم في لحظة ما ستجلسون لتناول الغداء وراء طاولتكم، لأنكم بحاجة لتناول الطعام”.
كما وفشل زعماء المعارضة والرئيس الفرنسي في الاتفاق على إجراءات لدعم كييف خلال اجتماع يوم الخميس، وحذر الزعماء ماكرون من جر باريس إلى النزاع في أوكرانيا.
وفي نهاية الشهر الماضي قال ماكرون إنه خلال اجتماع في باريس، ناقشت خلاله حوالي 20 دولة غربية تقديم المزيد من الدعم لأوكرانيا، وأثيرت مسألة إمكانية إرسال قوات برية من الدول الغربية إلى أوكرانيا.
وأضاف أنه لا ينبغي “استبعاد” إرسال قوات غربية إلى أوكرانيا في المستقبل، مشيرا إلى أنه لا يوجد إجماع على هذه الخطوة حاليا.
إرسال قوات إلى أوكرانيا من وجهة نظر سياسيون فرنسيون
ذكرت صحيفة «نيويورك تايمز»، أن الكثيرين من السياسيين الفرنسيين انتقدوا، الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بسبب تصريحاته بشأن إرسال قوات إلى أوكرانيا.
وقال النائب عن حزب التجمع الوطني، جوردان بارديلا، إن نهج الرئيس الفرنسي غير مسؤول وخطير للغاية على العالم أجمع.
وقال أمين الحزب الشيوعي فابيان روسيل، إن سياسات ماكرون خطيرة لأنها قد تؤدي إلى تصعيد الصراع، ووصفت زعيمة حزب الخضر مارين تودلر، ماكرون بأنه «هاو» لأنه أراد إظهار رجولته بهذه الطريقة.
ولفتت الصحيفة إلى أن ماكرون أراد بهذا التصريح، الانتخابات المقبلة، فيما يحاول الرئيس الفرنسي تصوير كل المعارضين لاستمرار المساعدات لأوكرانيا على أنهم من أنصار بوتين من أجل حرمانهم من جزء من الناخبين.
وجود قوات للناتو في أوكرانيا ليس مستبعدًا
قال وزير الخارجية البولندي راديك سيكورسكي بأن وجود قوات الناتو في أوكرانيا “ليس أمرا مستبعدًا”، معربًا عن تقديره للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لعدم استبعاده هذه الفكرة.
قال وزير الخارجية البولندي راديك سيكورسكي، إن وجود قوات الناتو في أوكرانيا “ليس أمرا مستبعدًا”، معربًا عن تقديره للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لعدم استبعاده هذه الفكرة.
ونشرت وزارة الخارجية البولندية تعليقات سيكورسكي التي أدلى بها خلال مناقشة بمناسبة الذكرى الخامسة والعشرين لعضوية بولندا في حلف الناتو، والتي أُقيمت في البرلمان البولندي يوم الجمعة على موقع التواصل الاجتماعي “إكس” باللغة الإنجليزية.
وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قد صرح الشهر الماضي بأن إرسال قوات غربية إلى أوكرانيا “لا يمكن استبعاده”، وهو تعليق أثار ضجةً بين القادة الآخرين.
وسعى المسؤولون الفرنسيون في وقت لاحق إلى توضيح تصريحات ماكرون والتخفيف من حدة ردود الفعل العنيفة، في حين أصروا على ضرورة إرسال إشارة واضحة إلى روسيا بأنها غير قادرة على الفوز في حربها في أوكرانيا.
وحذر الكرملين من أنه إذا أرسل حلف شمال الأطلسي قوات مقاتلة إلى أوكرانيا، فإن الصراع المباشر بين الحلف وروسيا سيكون أمرا لا مفر منه. وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن مثل هذه الخطوة من شأنها أن تعرض العالم لخطر حرب نووية شاملة.
وكان رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك من بين القادة الأوروبيين الذين استبعدوا إرسال قوات إلى أوكرانيا بعد تصريحات ماكرون، قائلاً: “لا تخطط بولندا لإرسال قواتها إلى أراضي أوكرانيا”.
ولم يتحدث سيكورسكي عن خطة لإرسال قوات بولندية إلى أوكرانيا، لكنه اتخذ موقفًا مختلفًا.
ومن المقرر أن يتوجه كل من الرئيس البولندي أندريه دودا ورئيس الوزراء تاسك إلى واشنطن لعقد اجتماع في البيت الأبيض يوم الثلاثاء المقبل، حيث يسعى البولنديون لحث الولايات المتحدة على تقديم المزيد من المساعدات لأوكرانيا.
تعتبر بولندا عضوًا في حلف الناتو وتقع على الحدود الشرقية للحلف، حيث تحدها أوكرانيا.
كانت البلاد تحت السيطرة الروسية في السابق، وتتزايد المخاوف من احتمال استهداف موسكو لدول أخرى في المنطقة، التي تُعتبر مجال اهتمامها، في حال انتصرت على جارتها أوكرانيا.
روسيا لم يعد لديها “خطوط حمراء” تجاه فرنسا
أكد دميتري مدفيديف نائب رئيس مجلس الأمن الروسي، في تصريح سابق ، أن موسكو لم يعد لديها “خطوط حمراء” تجاه فرنسا بعد تصريحات رئيسها إيمانويل ماكرون بأن باريس لم يعد لديها خطوط حمراء في مسألة دعم كييف.
وكتب مدفيديف على منصة “إكس”: قال ماكرون إنه “لم تعد هناك خطوط حمراء، ولم تعد هناك حدود” في مسألة دعم أوكرانيا. فهذا يعني أنه لم يعد لدى روسيا أي خطوط حمراء فيما يتعلق بفرنسا.
وأرفق نائب رئيس مجلس الأمن الروسي المنشور بالعبارة اللاتينية In hostem omina licita، والتي تعني “كل شيء مباح فيما يتعلق بالعدو”.
وقال ماكرون خلال اجتماع مع زعماء المعارضة في وقت سابق، إنه “لا توجد حدود” و”لا خطوط حمراء” في دعم فرنسا لأوكرانيا.
وفشل زعماء المعارضة والرئيس الفرنسي في الاتفاق على إجراءات لدعم كييف خلال اجتماع يوم الخميس، وحذر الزعماء ماكرون من جر باريس إلى النزاع في أوكرانيا.
هذا وشاركت 28 دولة، الخميس، في اجتماع متابعة مخصّص لدعم أوكرانيا، نظّمته فرنسا بهدف بذل مزيد من الجهود في مواجهة الجهد الحربي الروسي.
وتم تمثيل أوكرانيا والدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وكندا، بوزراء الخارجية أو وزراء الدفاع.
واستمرّ الاجتماع قرابة ثلاث ساعات، حسبما علمت وكالة “فرانس برس” من مصادر دبلوماسية أوروبية لم تحدّد ما إذا كان سيتمّ إصدار بيان في وقت لاحق مساء الخميس.
وقال مصدر دبلوماسي فرنسي قبيل بدء المؤتمر عبر الفيديو، إن هناك “جهداً جماعياً وشعوراً ملحا بضرورة بذل المزيد والقيام بما هو أفضل والعمل بشكل مختلف من أجل أوكرانيا”.
ويأتي الاجتماع في أعقاب الاجتماع الدولي لدعم أوكرانيا الذي عُقد في باريس في 26 فبراير بمبادرة من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.
وقال المصدر الدبلوماسي الفرنسي إن “هذا اجتماع عمل يندرج في إطار الدينامية التي أوجدها مؤتمر 26 فبراير” لمناقشة المواضيع التي تم الاتفاق عليها في شكل عملي.
وأقر مصدر دبلوماسي آخر بضرورة القيام بعمل توجيهي لدى الرأي العام في الدول الغربية، حتى لا تخسر أوكرانيا دعمه في وقت تتهم روسيا بممارسة تضليل إعلامي يستهدف فرنسا بشكل خاص.
القوات الفرنسية ستبقى في تشاد
أعلن جان ماري بوكيل المبعوث الخاص للرئيس الفرنسي إلى إفريقيا أن باريس ستحتفظ بقواتها في تشاد التي يحكمها مجلس عسكري، على الرغم من انسحابها من دول أخرى في إفريقيا.
ويتمركز نحو ألف جندي فرنسي في تشاد التي يحكمها الجنرال محمد إدريس ديبي إتنو منذ عام 2021، وهي واحدة من عدد متضائل من حلفاء فرنسا في المنطقة، وفق الوكالة الفرنسية.
وقال المبعوث الخاص لماكرون والمكلف ببحث الانتشار العسكري الفرنسي الجديد في القارة “بالطبع سنبقى” في تشاد.
وأضاف بوكيل بعد اجتماعه مع ديبي إتنو في العاصمة نجامينا أن “ماكرون طلب إجراء محادثات مع السلطات التشادية بشأن تطور الانتشار العسكري الفرنسي لتكييفه بشكل أفضل مع التحديات الأمنية والعسكرية الإقليمية”.
ولفت بوكيل إلى أنه أعرب أيضا لديبي إتنو عن “إعجاب فرنسا بانتقال تشاد إلى الحكم المدني، وهي العملية التي بدأت بعد تولي رئيس المجلس العسكري السلطة خلفا لوالده الذي حكم البلاد أكثر من ثلاثة عقود بقبضة من حديد”.
وسيخوض ديبي إتنو الانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها في السادس من مايو.
وقتل منافسه الرئيسي وابن عمه يايا ديلو دجيرو الأسبوع الماضي في حادث وصفه حزب “ديلو” بعملية “إعدام”.
وبحسب تقارير إعلامية، عهد ماكرون في وقت سابق إلى بوكيل بمهمة “تغيير وضع وشكل ومهمة القواعد الفرنسية في إفريقيا، ولكن على أساس مبادئ يجب تحديدها بالاتفاق مع الدول التي تتواجد بها القواعد”.
على غرارا غزو العراق : رئيس “CIA” الأسبق يُحلل هجوم أوكرانيا “المضاد”